ليبيراسيون: مطور عقاري إسرائيلي يثير الغضب بنشره مشروعات بناء في غزة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
أثارت صور مشروعات للبناء الإسرائيلي في قطاع غزة المدمر، نشرها المطور العقاري هاري زهاف، ردود فعل قوية، بما تشكله من استفزاز في هذه المرحلة، بتأكيدها وجود رغبة لدى بعض الإسرائيليين في إعادة بناء المستوطنات في القطاع.
بهذه المقدمة افتتحت صحيفة ليبيراسيون تقريرا بقلم جاك بيزيه، أبدى فيه إدانة بعض مستخدمي الإنترنت، نشر صور تظهر مشروعات لبناء إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المدمرة الآن، في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال هجومه البري على قطاع غزة.
وقد أظهرت صورة في 13 ديسمبر/كانون الأول الحالي، رسومات تخطيطية لمنازل مصطفة على أنقاض غزة، ومعها رسالة بالعبرية تقول "نحن، شركة غولدن ماونتن، نعمل على تمهيد الطريق للعودة إلى غوش قطيف. وقد بدأ عدد من موظفينا العمل في أعمال الاستصلاح، وإزالة الأنقاض وطرد المغتصبين. نأمل أن يعود جميع المختطفين إلى ديارهم بأمان في المستقبل القريب، وأن يعود جنودنا إلى ديارهم، ويمكننا أن نبدأ البناء في جميع أنحاء منطقة غوش قطيف"، وهي مجموعة من المستوطنات أخليت في 2005 خلال خطة فك الارتباط من قطاع غزة.
مبان جديدة ومخابئ ومستشفيات
وتظهر في هذا الرسم التوضيحي -أيضا- أسماء لمستوطنات مستقبلية؛ مثل: معاليه أتزمونا وأورين ونيفي قطيف، وهي تحيل إلى مستوطنات سابقة في قطاع غزة، كما توجد معها أسماء أخرى في منشور ثانٍ يعود تاريخه إلى 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو يظهر خريطة باللغة العبرية لهذه المستوطنات في قطاع غزة.
هذه الصور حقيقية –كما تقول الصحيفة- وقد نشرت على حساب إنستغرام الخاص بهاري زهاف، الذي نشر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عددا من الصور ومقاطع الفيديو تسلط الضوء على الالتزام العسكري لموظفي الاحتياط لدى الشركة، وقد حذف منه منشور يوم الأحد الماضي، يُظهر مجموعة من الجنود في قطاع غزة يحملون لافتة باسمها، تعلن أنه "هنا سيتم بناء مستوطنة معاليه أتزمونا الجديدة".
الموت والدمار لاحق النازحين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه وارتقى منهم شهداء وجرحى (الجزيرة)وتساءلت الصحيفة عن أهمية هذه المنشورات في وقت لا يزال فيه مستقبل غزة دون حل، خاصة أن إعادة المستوطنين الإسرائيليين ليست من المتصور رسميا، وإن كان موقع المعلومات الإسرائيلي الفلسطيني "ميكوميت" قد كشف عن مذكرة من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، تتحدث عن التهجير القسري للمدنيين من غزة إلى مصر، لكن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قلّل من أهميتها، ووصفها بأنها ممارسة افتراضية.
تطلعات لاستعادة غزة
ولهذه الأسباب رأت الصحيفة أن المشروعات التي يعرضها المروج هاري زهاف في هذه المرحلة للاستفزاز فقط، وإن كانت تعكس تطلعات بعض الإسرائيليين لاستعادة غزة، وبالفعل اعترف المروّج لقسم التحقق من الأخبار بالصحيفة، أن المبادرة لا علاقة لها "بحملة تجارية"، وأنها مجرد "محاكاة ساخرة".
غير أن المدير الذي تم الاتصال به دافع عن إجراء "توعوي" من أجل "فتح نقاش"، وأكد أنه بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ظهر أن استئناف السيطرة على غزة وتمركز الإسرائيليين، ورحيل السكان الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة "هو الحل الوحيد من أجل السلام الدائم".
وتحدث الحقوقي الإسرائيلي إيتاي إبشتين، المدير السابق للفرع الإسرائيلي لمنظمة العفو الدولية عن "حيلة إعلامية"، لكنه أضاف أن هذا الاستفزاز "يعكس شعورا عميقا لصالح الاستيلاء على الأراضي والاستيطان على حساب الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن مؤتمرا عقد هذا الشهر بهدف "التحضير العملي للتركيب في غزة" في جفعات واشنطن.
وحسب موقع "دفار هيوم" الإخباري، فإن هذا الاجتماع الذي نظمته 15 منظمة، وضم حوالي 150 مشاركا، يعدّ المشاركون فيه أن الحرب المستمرة فرصة تاريخية لعودة الإسرائيليين للاستقرار في قطاع غزة، ويقول الصحفي ديفيد تفيرسكي، الذي حضر الاجتماع إن "أغلبهم ممن أُجلوا من غوش قطيف وعائلاتهم"، وأكد أنهم يسعون لحشد دعم الرأي العام الإسرائيلي وممارسة الضغط على القادة السياسيين، لكن حكومة بنيامين نتنياهو والرأي العام الدولي يعارضان رسميا إعادة الاستيطان في أراضي غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
استشهاد 10 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط غزة
استشهد 10 مواطنين على الأقل وأصيب آخرون بجروح، السبت، في قصف الاحتلال الإسرائيلي لمبنى بلدية دير البلح وسط قطاع غزة.
وأفادت مراسل وفا، بأن طيران الاحتلال قصف مبنى البلدية الذي يؤوي عشرات النازحين، ما أدى إلى استشهاد 10 مواطنين بينهم رئيس البلدية، وإصابة العشرات بجروح.
ولفتت إلى أن مركبات مدنية وعربات نقلت عشرات الإصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى.
كما استشهد مواطن وأصيب آخرون بجروح، في قصف الاحتلال مجموعة مواطنين قرب دوار أبو عطايا شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة برا وبحرا وجوا منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 44,930 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 106,624 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.