موقع 24:
2024-12-23@04:07:14 GMT

ناغورنو قره باغ... الصراع المنسيّ في أوراسيا

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

ناغورنو قره باغ... الصراع المنسيّ في أوراسيا

اجتمعَ الأسبوع الماضي ممثلون من الحكومتين الأرمينية والأذربيجانية لمناقشة ترسيم حدود الدولتين، ومنطقة ناغورنو قره باغ، وكان هذا الاجتماع أحدثَ تطور في الفصل الأخير من الصراع المستمر الذي دامَ أكثر من 3 عقود بين البلدين، حسب مارك تيمنيكي، الصحافي المختص بالشؤون الأوراسية.

تحاول الدولة الأرمينية مساعدة هؤلاء النازحين

وقال تيمنيكي، وهو باحث غير مقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، في مقاله بموقع "ناشونل إنترست": منذ أواخر ثمانينات القرن العشرين، نشبَ قتال بين أرمينيا وأذربيجان على منطقة ناغورنو قره باغ.

وإلى الآن لقي آلاف مصرعهم بسبب هذا النزاع، وأُصيب آخرون بجراحٍ دامية. وعلى مدى العقود القليلة الماضية، أبرم الطرفان اتفاقات وقف إطلاق نار، وما برحت المفاوضات بين البلدين مستمرة.
لكن، وقعت انتهاكات لوقف إطلاق النار، واستمرت الأعمال القتالية، وباءت محادثات السلام بالفشل باستمرار.

وفي الآونة الأخيرة، حاولت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبيّ تهدئة الصراع عن طريق تقديم مساعدات إنسانية ومالية. غير أن هذه المساعدات لم تُجدِ نفعاً.
وفي الوقت عينه، توسطت روسيا وتركيا في وقف إطلاق النار عام 2020 خلال مناوشات متجددة بين أرمينيا وأذربيجان.

وفي نهاية المطاف، خُرِقَ اتفاق وقف إطلاق النار هذا أيضاً، ولم تتمكن روسيا وتركيا من لَمْ شمل المسؤولين الأرمن والأذربيجانيين على طاولة مفاوضات جديدة.

 

Balkan Periscope - Hellas: Nagorno-Karabakh: Eurasia’s Forgotten Conflict https://t.co/8zl6xWh6jh pic.twitter.com/WpU1m5XLPe

— Echedoros.blog - Βαλκανικό Περισκόπιο (@Valkaniko) December 17, 2023 استمرار عجز المجتمع الدولي

وبسبب استمرار عجز المجتمع الدولي عن التوصل إلى حلٍ سلمي، تولى الأذربيجانيون زمام الأمور أخيراً، ففرضوا حصاراً على ممر لاتشين الرابط بين أرمينيا وناغورنو كاراباخ، ولعام كامل تقريباً، كان الأرمن في المنطقة يعانون الأمرّين من محدودية الوصول إلى الغذاء والدواء والوقود.
ووردت تقارير تفيد أيضاً بحالات نقص الموارد في ناغورونو كاراباخ، وأن الأرمن يعانون من الجوع.

وشنّت القوات الأذربيجانية هجوماً وحشيّاً على المنطقة، ومنذ فترة وجيزة من القتال، أعلن الأذربيجانيون عن سيطرتهم على الإقليم، وشرعَ آلاف الأرمن يلوذون بالفرار حتى أن أكثر من 100 ألف من أصل أرمني نزحوا من المنطقة.

 

Joe Biden has sent military assistance to Azerbaijan for years, enabling ethnic cleansing in Nagorno-Karabakh and threatening destabilization in the region. The Senate’s decision to stop US support for the dictatorship’s war crimes is long overdue. https://t.co/dQuFC2N7J2

— Jacobin (@jacobin) December 18, 2023


وتحاول الدولة الأرمينية مساعدة هؤلاء النازحين، ففي الآونة الأخيرة، وافقت الحكومة اعلى "إجراءات تحديد المعاشات التقاعدية وصرفها لمَن هم من ناغورونو قره باغ"، وسيسعى البرنامج إلى مساعدة الأرمن النازحين من ناغورونو كاراباخ بسبب الهجوم الأذربيجاني الأخير.
ورغم ذلك، لن يسري برنامج المعاشات التقاعدية سوى على الذين بلغوا سن التقاعد، فضلاً عن ذلك، سيستمر هذا النوع من المساعدات حتى يونيو (حزيران) 2024 فقط، مما يعني أن المنتفعين بهذه المساعدات سيحصلون عليها لمدة 6 أشهر فقط.

وأخيراً، سيُحتسب مبلغ المعاش التقاعدي وفقاً للتشريعات المحلية، مما يعني أنه من غير الواضح مقدار المساعدات المالية التي سيحصل عليها هؤلاء الأرمن فعلاً.

صعوبة تلبية احتياجات النازحين

وأشار الباحث إلى أن هناك تعقيدات أخرى أيضاً. أولاً، لن يسري المعاش التقاعدي على الذين ما زالوا في سن العمل.

ثانيّاً، فرَّ أكثر من 100 ألف من أصل أرمني من ناغورنو قره باغ، وسيحتاج هؤلاء اللاجئون إلى الغذاء والملبس والمأوى، وهم يعقدون الآمال على الانضمام إلى القوة العاملة.

ونظراً للتدفق الكبير للنازحين إلى أرمينيا، من المرجح أن تواجه الدولة "صعوبات كبيرة في تلبية احتياجات النازحين". وقد يفضي ذلك إلى مشكلات إضافية للحكومة الأرمينية.
وفقاً للبنك الدولي، بلغَ معدل البطالة في أرمينيا في عام 2022 نحو 12.6%، علاوة على ذلك، أفادَ برنامج الأغذية العالمي بأن معدل الفقر في أرمينيا في عام 2022 بلغ 27%. ووردَ أيضاً أن 21% من السكان يعانون انعدام الأمن الغذائي.
وهذا كله يعني أن ما يقرب من ربع سكان أرمينيا يرزحون تحت خط الفقر، ولا يتمتع خُمس الأرمن بإمكانية الحصول على الغذاء الكافي لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ونظراً لهذه التحديات، وفي ظل التدفق الأخير للاجئي ناغورنو قره باغ، يرجح الباحث أن يفاقم ذلك تعقيد الأمور لأرمينيا، ورغم ذلك، تحاول الحكومة الأرمينية التصدي لهذه التحديات كي تتمكن من رعاية هؤلاء الأفراد.
وفي الوقت ذاته، ينتقل الأذريون الآن إلى منطقة ناغورنو قره باغ، إذ تعكف الحكومة الأذربيجانية على دمج المنطقة بالكامل في أراضيها.

ولم تُحدِّد الحكومة الأذربيجانية كيف ستحمي الأرمن الذين لم يفروا من المنطقة خلال الهجوم الأخير.

وأخيراً، لم يتفاوض المسؤولون الأذربيجانيون بعد على نقل ملكية منطقة ناغورنو كاراباخ مع الأرمن. فرغم أن أذربيجان أعلنت استعادتها للمنطقة، هناك شكوك كثيرة تحوم حول ما سيحدث لاحقاً.
ما زالت الأوضاع في ناغورونو قره باغ وحولها متوترة عموماً، حيث ذكر المسؤولون الأذربيجانيون أنهم استعادوا الأراضي، وأن جهود إعادة إدماج الأرمن ستبدأ، ولكن لا يوجد توجيه يُذكَر بشأن كيفية إنجاز ذلك.
وفي الوقت ذاته، واجه المسؤولون الأرمن أزمة لاجئين، إذ يحاولون مساعدة هؤلاء الأفراد على الاندماج في بلدهم. ولا تزال هذه التحديات بلا حل.
واختتم الباحث مقاله بالقول: "في ظل المحاولات الفاشلة التي أقدمَ عليها المجتمع الدولي لحل الصراع، أمسى أفراد من المنطقة للأسف ضحايا لهذه الحرب المنسيّة. فقد خذلهم المجتمع الدولي. ولا ينبغي التغاضي عن هذا الظلم. ولا يمكن أن يتكرر هذا التقاعس مجدداً".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أرمينيا ناغورنو قره باغ المجتمع الدولی

إقرأ أيضاً:

هؤلاء المليارديرات الخمسة خسروا أكبر قدر من ثرواتهم في عام 2024

نشرت مجلة "فوربس" تقريرًا يسلط الضوء على الخسائر الضخمة التي تعرض لها خمسة من أغنى المليارديرات في العالم خلال سنة 2024، رغم الأداء القوي للأسواق خلال هذه السنة. 

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن سنة 2024 كانت سنة مذهلة بالنسبة للعديد من المليارديرات؛ حيث ارتفعت ثروة أغنى 20 شخصًا في العالم لتبلغ 3 تريليونات دولار، ولكنها لم تكن سنة رائعة للجميع؛ فقد لعب تباطؤ النمو في الصين وضعف أسواق الأسهم في أوروبا دورًا في تقلص ثروات مئات المليارديرات، ويتجلى هذا الشعور بالضيق خارج الولايات المتحدة في حقيقة أن أربعة من أكبر خمسة مليارديرات خسروا هذه السنة هم من غير الأمريكيين.

وكان برنارد أرنو صاحب شركة "إل في إم إتش" القوية للسلع الفاخرة أكبر الخاسرين من حيث القيمة الدولارية المطلقة، لكن الأمر لم يبدأ على هذا النحو؛ فقد تربع مؤسس الإمبراطورية الفرنسية على عرش أغنى أغنياء العالم منذ أواخر كانون الأول/يناير وحتى أواخر أيار/مايو، لكن أسهم شركة "إل في إم إتش" المدرجة في باريس، انخفضت بشكل مطرد بدءًا من شهر نيسان/أبريل وسط ضعف الطلب من المتسوقين في الصين، مما أدى إلى خسارة أرنو لحوالي 25 مليار دولار من ثروته، واعتبارًا من منتصف كانون الثاني/ديسمبر، تراجع أرنو إلى المرتبة الخامسة بين أغنى أغنياء العالم في تصنيف فوربس للمليارديرات، بثروة تقدر ب 171.3 مليار دولار.

وكان المكسيكي كارلوس سليم حلو ثاني أكبر الخاسرين، فأكثر أصوله قيمة هي حصته في شركة أمريكا موفيل للاتصالات المحمولة التي يقع مقرها في المكسيك، والتي تعمل في 22 دولة في أمريكا اللاتينية وأوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية. وقد أدى انخفاض أسهمها بنسبة 20 بالمئة تقريبًا في أسهم، بالإضافة إلى ضعف البيزو المكسيكي مقابل الدولار الأمريكي، إلى انكماش ثروته بقيمة 22.9 مليار دولار.

وقد أدى ضعف الطلب الاستهلاكي في الصين إلى تراجع ثروة وريثة شركة لوريال، فرانسواز بيتنكور مايرز، التي أسس جدها شركة مستحضرات التجميل العملاقة؛ حيث انخفضت المبيعات في شمال آسيا، بنسبة 6.5 بالمئة في الربع الثالث، وانخفضت الأسهم بنسبة 24 بالمئة تقريبًا حتى 13 كانون الثاني/ديسمبر، مما أدى إلى محو 22 مليار دولار من صافي ثروة بيتنكور مايرز، لكنها لا تزال  ثاني أغنى امرأة في العالم بمبلغ 74.7 مليار دولار. 

وأشارت المجلة إلى أن كولين هوانغ، المؤسس والرئيس السابق لشركة بي دي دي هولدنجز، الشركة الأم لشركة "تيمو" للتجزئة عبر الإنترنت، أصبح أغنى شخص في الصين هذا الصيف، ثم أدى الانخفاض الحاد بنسبة 31 بالمئة في سعر سهم الشركة ابتداءً من شهر آب/أغسطس إلى تجريده من هذا اللقب، ينهي هوانغ السنة وثروته أقل بقيمة 15.3 مليار دولار مما كانت عليه في بداية السنة.

وكان بيل غيتس خامس أكبر الخاسرين هذه السنة، ولكن الانخفاض البالغ 12 مليار دولار في ثروته له علاقة بتبديل الأصول أكثر من حركة أسعار الأسهم، فعندما استقالت زوجة بيل السابقة ميليندا فرينش غيتس من منصب الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس في شهر حزيران/يونيو، أعلنت أنها ستتلقى 12.5 مليار دولار مقابل جهودها الخيرية، وقد علمت فوربس أن الأصول كانت من بيل وليس من مؤسسة غيتس. 

قد تكون الأمور بالنسبة لهذه المجموعة فائقة الثراء أسوأ من ذلك، فقبل سنتين، شهد أكبر خمسة مليارديرات خسارة 378 مليار دولار، وهذا يجعل مجموع الخسائر البالغ 97 مليار دولار لهؤلاء الخمسة هذه السنة تبدو وكأنها نزهة في الحديقة، كما أن لديهم الكثير من الأموال المتبقية لتساعدهم على تحمل الضربة.

فيما يلي أكبر الخاسرين من أصحاب المليارات في سنة 2024:

برنارد أرنو
الجنسية: فرنسا
مصدر الثروة: السلع الفاخرة
صافي الثروة: 171.3 مليار دولار (بانخفاض قدره 24.7 مليار دولار في سنة 2024)

كارلوس سليم حلو
الجنسية: المكسيك
مصدر الثروة: الاتصالات والاستثمارات
صافي الثروة: 81.3 مليار دولار (بانخفاض 22.9 مليار دولار)

فرانسواز بيتنكور مايرز
الجنسية: فرنسا
مصدر الثروة: لوريال
صافي الثروة: 74.7 مليار دولار (بانخفاض 22 مليار دولار)

كولين هوانج
الجنسية: الصين
مصدر الثروة: التجارة الإلكترونية
صافي الثروة: 36 مليار دولار (بانخفاض 15.3 مليار دولار)

بيل غيتس
الجنسية: الولايات المتحدة
مصدر الثروة: مايكروسوفت والاستثمارات 
صافي الثروة: 107 مليارات دولار (بانخفاض 12 مليار دولار)


مقالات مشابهة

  • هؤلاء المليارديرات الخمسة خسروا أكبر قدر من ثرواتهم في عام 2024
  • ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل
  • المتميزون لا يُقهرون.. إنهم النور في الظلام
  • العلمانيون العرب: يقفون على رؤوسهم لرؤية الواقع بالمقلوب!
  • جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا ومئات الجرحى
  • القانون يعطي هؤلاء أولوية اللجوء .. تفاصيل
  • WP: نظام جديد بدأ بالتشكل في الشرق الأوسط.. هؤلاء الرابحون
  • محمد علي حسن: الحروب الحالية في المنطقة ستؤدي إلى تصعيد غير مسبوق
  • ناشطو تيك توك الى سوريا
  • بلينكن: اتفاقية التطبيع بين السعودية واسرائيل جاهزة