صرح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، بأنَّ المحافظة على اللغة العربية والهوية، مسؤولية دينية ووطنية ومجتمعية تقع على عاتق الجميع كل في مكان عمله وتخصصه، كل في حدود قدراته وإمكانيته، ومن الواجب علينا أن نحافظ على ديننا وعقيدتنا وهويتنا، ولابد من الانتباه لمحاولات تذويب الهوية، من خلال العمل الجاد على تقوية مناعتنا الحضارية، والاحتفاء بلغة القرآن والعناية بها، مؤكدًا أنها مفتاح هويتنا، وأن الاعتزاز بها اعتزاز بالهوية، وخدمتها خدمة للدين والوطن.

 

الأزهر سيظل الحارس الأمين على علوم اللغة العربية 

أكّد الدكتور الضويني، خلال كلمته باحتفالية «مجمع اللغة العربية الأردني»، بـ«اليوم العالمي للغة العربية»، وبمناسبة مرور مائة عام على تأسيسه، أن الأزهر قد اعتنى باللغة العربية منذ تأسيسه عناية كبيرة، فأنشأ لها كليات وأقسام تحمل اسمها، وتُنبئ عن رسمها، ومراكز تدرب على اتقانها، وكيانات ترغّب الأعاجم فيها، ومن ذلك: كليات اللغة العربية بمحافظات مصر، وأقسام اللغة العربية في بعض الكليات الأخرى، ومركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية، وكلية العلوم الإسلامية الوافدين، فضلاً عن كثير من الفعاليات التي تؤكد الهوية اللغوية للأمة، قائلا: «سيظل الأزهر الشريف الحارس الأمين على علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية، بالتعاون مع أهل الخير والعطاء».

واستكمل «الضويني»، حديثه بأن الأمة الإسلامية ميزها الله بأجلّ عقيدة، وأفصح لسان، وأعظم هوية، مؤكدًا أن المحافظة على العقيدة واللسان والهوية مطلب شرعي، وواجب وطني، ومسؤولية مجتمعية، فاللغة العربية أحد أركان هوية الأمة؛ والمحافظة عليها من الدين، كما أن العلاقة بين اللغة والدين وبين اللغة والهوية لا تنفصم عراها.

وقال وكيل الأزهر، إنَّه من الواجب على كل مسلم أن يزود عن اللغة بقلبه حبًا لها، وبلسانه تعلمًا ونطقًا بحروفها وبلاغتها، وأن يزود نفسه ما استطاع من الثقافة العربية والإسلامية، وأن يكون على وعي بما تتعرض له اللغة والدين والهوية من هجمات شرسة، مشددًا على ضرورة الانتباه لصراع قديم متجدد، وصفه بالصراع «الخفية أدواته، الخطيرة آثاره!»، وهو صراع الألسنة واللغات، لافتًا إلى أن الحديث عن «الصراع اللساني» ليس من قبيل المبالغة أو التهويل، حيث إن اللغة هي أحد أهم مكونات الهوية، ومن أهم عوامل البناء في مختلف الحضارات والثقافات، وأول ما يعنى الغزاة المحتلون هو محوها، ومن ثم فإن الصراع اللغوي صراع وجود وهوية.

وانتقد وكيل الأزهر غياب الفصاحة العربية عن ألسنة كثيرة من أبنائنا، موضحًا أن السبب في ذلك هو انشغالهم عنها بلغات أعجمية، إذ يتعمد الغرب إلى إقحام بضع الكلمات الأجنبية بين الحين والآخر في حديثهم بلا داع أو مبرر، وكأنما يرون أن اعوجاج اللسان العربي غاية التحضر والرقي!، موضحا أن المشكلة ليست في استعارة بعض ألفاظ من لغات أخرى، وإنما الأسى من أن يدور في فم المتكلم العربي لسان غيره، وأخشى أن يسكن دماغه عقل غيره!، حتى وصل الأمر إلى أن يصبح المتكلم نسخة مشوهة؛ فلا هو اعتز بلغته فأجراها على لسانه، ولا هو أتقن بهذه الكلمات المستعارة لغة غيره.

ولفت وكيل الأزهر إلى أنه لا يرفض أو يعارض تعلم اللغات؛ مؤكدًا أن تعلمها يتيح للأجيال الناشئة جسور ومعابر يصلون بها إلى ثقافات مغايرة، واختتم حديثه بتمنيه للامة الدراية والاطلاع بلغات العالم، بشرط أن لا يكون ذلك على حساب لغتنا العربية، مؤكدًا أنه من الواجبات الضرورية أن نتأمل التحديات التي تواجه اللغة العربية؛ لنعمل على معالجتها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اللغة العربية الأزهر تعليم اللغة العربية الهوية اللغة العربیة وکیل الأزهر مؤکد ا أن

إقرأ أيضاً:

“حماية اللغة العربية ضرورة”… ورشة تفاعلية في كلية الآداب بجامعة دمشق

دمشق-سانا

تهدف الورشة التفاعلية التي أقامها اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في كلية الآداب بجامعة دمشق اليوم لتقوية منظومة اللغة العربية في مجالات الثقافة والإعلام والتعليم.

وأكد المشاركون بالورشة التي حملت عنوان “حماية اللغة العربية ضرورة” أهمية الحفاظ على اللغة العربية كونها جزءاً من الهوية العربية، ودور مختلف القطاعات للتعاون من أجل ذلك، وضرورة مواجهة المصطلحات الدخيلة على لغتنا العربية.

وأشار الدكتور الشاعر جهاد بكفلوني عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب إلى أن الاهتمام باللّغة العربيّة شغلٌ شاغلٌ لاتّحاد الكتّاب العرب، إلى جانب تركيز الدوريات والكتب الصّادرة عن الاتّحاد على أهمّيّة اللّغة العربيّة في حياتنا الفكريّة، مؤكداً أن الاتحاد يعمل لمد جسور التّعاون مع المؤسّسات الفكريّة والجهات المهتمّة بكل ما يتعلق بلغتنا الأم.

وبين الدكتور بكفلوني أن اللغة العربية هي من أهم مقومات الهوية والانتماء، والتعامل من خلالها ليس صعباً كما يدعي البعض، فهي توحيد للهوية والانتماء وهي قوة إنسانية واجتماعية ووطنية، وعلينا أن ندرك ذلك ونعمل عليه.

وتم خلال الورشة التي شارك بها عدد من طلبة كلية الآداب من مختلف الأقسام طرح عدد من الأفكار لتعزيز حضور اللغة العربية في مختلف المجالات، عبر إقامة فعاليات وأنشطة تشاركية تسهم في الحفاظ على اللغة العربية.

محمد خالد الخضر

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: يجب إخضاع التعليم لاستراتيجية تقييم وطنية
  • "محمد بن راشد للمعرفة" تحصد جائزة مجمع الملك سلمان للغة العربية
  • مبادرة «بالعربي» تحصد جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية
  • 40 طالباً وطالبة يتنافسون في مهارات اللغة العربية بالشرقية
  • “حماية اللغة العربية ضرورة”… ورشة تفاعلية في كلية الآداب بجامعة دمشق
  • الباحث باكر حسن الاهنومي ينال الماجستير بامتياز في اللغة العربية
  • الماجستير بامتياز للباحث باكر حسن الاهنومي في اللغة العربية
  • “اللغة والهوية” أداة اقتصادية لا تقل قوة وتأثيرًا عن الموارد الطبيعية.. المملكة “أنموذجًا”
  • شاب إسباني أبا عن جد يتحدث العربية بطلاقة.. السر مفاجأة! .. فيديو
  • بينها اللغة العربية.. واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص