رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة تلتقي وفد رفيع من البرلمان الأوروبي بعدن
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
التقت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة شفيقة سعيد وفد رفيع المستوى من البرلمان الأوروبي ممثلا برئيسة لجنة شبة الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي السيدة هانا نيومان، وعضو البرلمان الأوروبي السيد نليز فجلسانج ، عضو البرلمان الأوروبي السيد جيورجي هولفيني ، سفير الاتحاد الأوروبي السيد جبرائيل مونيرا فينيالس ومن وحدة الأورومتوسطي والشرق الاوسط الإدارية السيدة كريستن نويل جونجببرج، وذلك في العاصمة المؤقتة عدن.
كما رحبت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة د. شفيقة سعيد بالوفد الأوروبي مستعرضة المهام والأهداف التي تعنى بها اللجنة وتطلعها لتنفيذها، ومن ضمنها إعداد الدراسات والتقارير المحلية والدولية ورسم الخطط الاستراتيجية، وبناء شراكات قوية مع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية ، منوهة على التحديات والمعوقات والانتهاكات التي تواجهها المرأة اليمنية في كثير من المجالات.
وأشارت إلى أن اللجنة تسعى ضمن مهامها إلى الدفع بالنساء لمواقع صنع القرار؛ حيث تمت مخاطبة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واللقاء برئيس الوزراء بضرورة مشاركة النساء في مواقع صنع القرار، وتم تعيين 20% من النساء في مجلس القضاء الاعلى وامراة في المحكمة العليا تعد هذه القرارات بمثابة إنجاز كبير للمرأة ، التي شهدت أوضاعها خلال السنوات الأخيرة تراجع على جميع المستويات نتيجة الحرب الدائرة وهذه القرارات تعتبر مكسب كبير للمرأة مما سيسهم في تعزيز حضورها بأعلى هرم السلطة القضائية.
مضيفة:"عززت الحكومة مؤخرا من مشاركة المرأة في قطاع الأمن والشرطة عبر افتتاح مكاتب للشرطة النسائية، في مراكز الشرطة في أكثر من محافظة في خطوة مثلت تقدما على طريق تمكين المرأة في المجال الأمني، بالاضافة لبعض التعيينات في مواقع صنع القرار بالجهات الرسمية بالتزامن مع اتساع مطالب و نشاط المرأة اليمنية في مختلف القطاعات على الصعيد الوطني وفي مختلف المنظمات الإقليمية والدولية".
وبالاضافة الى تعيين 5 نساء في هيئة التصالح والتشاور ،وهذا عدد غير كافي إذ من الضروري مشاركة النساء في المفاوضات وعملية بناء السلام مشددة على أهمية الدفع بالنساء في عملية بناء السلام من قبل الحكومة والأحزاب والمكونات السياسية، والدفع لهذه الجهات بالزامهم بمشاركة النساء من قبل الأطراف الدولية المعنية بشأن اليمني.
ولفتت رئيسة اللجنة إلى مزيد من الدعم السياسي والاقتصادي الأوروبي لتقوية مؤسسات السلطة الشرعية ولتدعيم مبادئ الأمن والسلام باليمن ، والبدء بمرحلة الاستقرار وإعادة الإعمار وبدون دعم السلطة الشرعية في اليمن سيكون هناك الكثير من التحديات.
كما تطرقت إلى توقف عمل البرلمان في الوقت الراهن مما يعيق إصدار التشريعات المتفق عليها بحسب أحد المرجعيات الثلاث؛ حيث أعطى الحوار الوطني للمرأة ضمن مخرجاته 57 مادة لصالح المرأة، ومن أهمها إعطاء ما لا يقل عن 30% للنساء في مواقع صنع القرار والتي تؤكد على حصول النساء على حقوقهن في كافة المجالات.. منوهة على دور اللجنة الوطنية للمرأة في الرفع بمسودة القوانين التي تعنى بقضايا المرأة للبرلمان لإقرارها ، وأهمية التنسيق والعمل المشترك مع سفراء الاتحاد الأوربي والبرلمان الأوربي وكل الجهات والمنظمات الداعمة لعملية بناء السلام باليمن.
من جانبها عبرت رئيسة لجنة شبة الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي السيدة هانا نيومان، عن سعادة الوفد بلقائهم مع اللجنة الوطنية للمرأة، ووجود نساء قويات في اليمن كان لهن بصمات على مختلف المستويات، وتمنيهم في رؤية نساء أكثر في مواقع صنع القرار بالمراحل القادمة ويكون هناك دور واضح للنساء في عملية المشاورات والمفاوضات لبناء السلام باليمن.
مؤكدة على أهمية التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة وتطلعهم الى استمرار تقديم المساعدات الانسانية وكذلك الانتقال الى دعم التنمية باليمن وتنفيذ المشاريع التنموية.
وناقش اللقاء وضع المرأة اليمنية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا وكيف أثرت سنوات النزاع في اليمن على تراجع حصول النساء على حقوقهن وتعرضهن للانتهاكات.
حضر اللقاء من اللجنة الوطنية للمرأة مدير عام الشؤون القانونية د/ روزا الخامري ومدير عام الشركاء د/ الهام الرشيدي، ومدير عام التنمية أ/ أنسام حيدرة.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: اللجنة الوطنیة للمرأة فی مواقع صنع القرار البرلمان الأوروبی رئیسة اللجنة النساء فی
إقرأ أيضاً:
النسوية.. إرهاصات البداية
تبدأ كثير من الحركات والأحداث الثورية فـي العالم باعتبارها نصيرًا للمظلومين، مدافعة عنهم ومطالبة لحقوقهم، ثم ما تلبث أن تستخدم فـي مآرب أخرى؛ خصوصًا فـي العصر الرأسمالي الحديث وككل نضال آخر فـي سبيل الحق، بدأ الأمر من منطلق الحق والعدالة؛ فلا يعقل أن تظل العبودية أو احتقار النساء أو ظلم الشعوب واستعمارها أو إبادة شعب أصلي، لا يعقل أن تظل كل هذه الأمور مبررة أو مشروعة، لذلك يناضل الإنسان لتحقيق ما كان ينبغي أن يكون بديهيًا. فقد قاتل تشي جيفارا الرأسمالية الاستعمارية، ومات فـي سبيل مبادئه التي آمن بها؛ ثم تم استعمال جيفارا رأسماليًا بطباعة صوره والأفلام عنه والاستفادة من بيعها ماديًا. وهكذا حقوق النساء المسلوبة -فـي الغرب خصوصًا- التي يكاد يغيب ذكرها، وقبل أن تتحول الحركة النضالية من أجل حقوق المرأة إلى الاسم المعروفة به اليوم «النسوية». فالنسوية بطبيعتها المعهودة اليوم، لم تبق فـي تلك البؤرة التي تحدثت عنها وناضلت لأجلها نساء كثيرات فـي وقت كُنَّ يدفعن فـيه حياتهن ثمنًا لها، بل تطورت الفكرة وتطور النضال إلى أن وصلت النسوية إلى حالها وشكلها الآني.
لا يتم ذكر مصطلح النسوية إلا ويكون مرادفًا للنقد والتمحيص وإثارة الجدل، فالنسوية شيء مختلف فـي تعريفاته التي تناولها مفكرو النسوية ومنظروها، ولكنه يتفق فـي المبدأ الكلي وهو محورية المرأة والنضال لأجل انتزاع حقوقها. ويمكننا القول: إن كتاب البريطانية ماري وولستونكرافت الشهير الذي نشرته عام 1792م «دفاعا عن حقوق النساء» أحد أهم الكتب التي أسست للفكر النسوي -إن لم يكن أهمها على الإطلاق- فـي مرحلة مبكرة جدا، وهو الكتاب الذي صدر بعد سنتين من صدور كتابها «دفاعا عن حقوق الرجال» الذي جاء ردًا على المفكر السياسي الإيرلندي إدموند بيرك صاحب كتاب «تأملات حول الثورة الفرنسية»، وقد انتقدته ماري انتقادًا لاذعًا وحادًا بسبب انتقاده للثورة الفرنسية واعتباره أنها نذير شؤم ومعول سيهدم النظام الاجتماعي، وكذلك رفضه لقلب النظام الأرستقراطي وإسقاطه. وهو ما حفزها لاحقًا إلى كتابة كتابها الذي يهمنا فـي معرض حديثنا عن النسوية ونشأتها الفكرية.
لم تطرح ماري فكرةً واضحةً حول النسوية وماهيتها، كما أنها لم تقم بنحت المصطلح الذي غدا رائجًا ومتداولًا ومعتبرًا الآن؛ بل إن من السخرية بمكان أن يكون ناحت هذا المصطلح رجلًا قصد به السخرية من المطالبين بالمساواة بين المرأة والرجل فـي الحقوق، وهو المؤلف الفرنسي الشهير ألكسندر دوما الابن فـي كتابه «الرجل-المرأة» وهو كُتيّب صغير الحجم، ومن خلال العنوان ذاته يمكن أن يقع الإيضاح وكذلك اللبس؛ وذلك لأن «الرجل-المرأة» هنا ليس من قبيل المقارنة بينهما، إنما من قبيل الشتيمة للرجال المتصفـين بالضعف والأنوثة كما يراها دومًا الابن، والإناث اللاتي يطالبن بالمساواة التي يرفضها دومًا الابن بل وسخّر كتابه للسخرية منها، ومن التحولات الاجتماعية التي بدأت تتبدى فـي ذلك الحين فـي فرنسا خصوصًا وفـي أوروبا عمومًا، لذلك ترجمه البعض إلى «الرجل-الأنثوي» وهي الترجمة الأدق فـي رأيي.
يقول ألكسندر دوما الابن فـي الصفحة الحادية والتسعين من كتابه المذكور «النسويون -اسمحوا لي بهذا النحت اللغوي- يقولون: كل الشر يأتي من عدم الرغبة فـي الاعتراف بأن المرأة مساوية للرجل، وأنه يجب منحها نفس التعليم ونفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل» ولينظر المرء فـي هذه المعركة الفكرية فـي التاريخ القريب، وفـي تمثلاتها ومآلاتها فـي حال اليوم إن كان فـي فرنسا ذاتها أو فـي عموم العالم الغربي. ومن الجدير بالذكر أنه كان يرى بأن الحركة المطالبة بالمساواة تسعى إلى تحويل النساء إلى رجال، وتحويل الرجال إلى نساء. وليس لهذا الأمر علاقة بالمفاهيم الحديثة للجندر والجنس وتطوراتها بالضرورة.
لم يؤثر كتاب ماري التأثير الذي قلب الأمور رأسًا ومباشرة، ولكنه كان حجر الأساس لكل ما بعده فـي سياق النضال لحريات النساء وحقوقهن، لأجل هذا كله لا يمكن أن نبحث فـي تاريخ النسوية دون أن نذكر أثرها الثقافـي والفكري. ولا يمكن أيضًا أن نتغافل عن البدايات فـي معرض نقدنا للنهايات، أو لواقع الحال. كما أن الأحداث الأخيرة فـي غزة وما يحدث من انتهاك صارخ لكل قيم الإنسانية والنضال لأجل الحق، جعل كل الحركات المنادية بالحريات تحت المجهر. فكأن غزة غدت الميزان الذي تقاس به موضوعية الأفكار والمعتقدات والتصرفات التي تكون مع الخير أو الشر، أو مع الحق وضده، فما بدأ كنضال من أجل الحقوق؛ لا ينبغي بحال أن يكون مناداةً لحقوق تفضيلية بناء على عرق أو لون أو منطقة جغرافـية. فالإنسان وقيمته وقدسية النفس الإنسانية، لا يحددها موقعه على الخريطة، بل الإنسان هو الإنسان فـي الشرق والغرب.