صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-07@10:29:37 GMT

لحظة الحقيقة

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

لحظة الحقيقة

 

لحظة الحقيقة 

د. فيصل محمد صالح   

 

نحن الآن أمام لحظة نحتاج فيها أن نحتكم لضمائرنا وعقولنا

نحتاج أن نكون واقعيين وعمليين وحساسين تجاه معاناة مواطنينا، النازحين واللاجئين، الذين يلوذون الآن بأرض الله الواسعة بلا هدى أو هدف، وبمن يمكن أن يتعرض لها إذا استمرت هذه الحرب اللعينة

لا مجال الآن للأكاذيب والأوهام والأماني التي لا تقف على ساقين

لا لوم ولا شماتة، جنود وصغار ضباط الجيش فعلوا كل ما يستطيعون فعله، وقدموا أرواحهم ودماءهم ، كل من كانوا في الحاميات التي سقطت ظلوا داخل حامياتهم لأشهر بأحذية بالية ومهترئة، وبلا تموين كاف، ولا ذخيرة ليحاربوا بها، وبلا مرتبات، رغم هذا قاتلوا واستماتوا واستبسلوا

تركتهم قيادة الجيش عرضة للإهمال لسنوات وانشغلت بالحكم والسياسة والتآمر على الفترة الانتقالية، وبيزنس الشركات والمؤسسات التابعة للجيش والأمن، وهي تراقب الدعم السريع يجند الآلاف ويستقبل شحنات الاسلحة الثقيلة، ويحتل المواقع الاستراتيجية في العاصمة والولايات.

صيحة لا للحرب لم تكن نبوءة أو ضربا بالغيب، فصور ما خلفته الحرب في بلاد مجاورة لنا أو بعيدة مننا لا تزال ماثلة أمامنا، كانت دعوة لنوفر على أنفسنا المعاناة والموت والخراب. وعندما انطلقت لم يكن أحد يتصور الأوضاع الحالية، ولا يعرف نتيجة المعارك لأي طرف ستميل، لكنها تنطلق من إدراك أن هذه حرب لن ينتصر فيها أي طرف سوداني، وأننا كلنا سنكون خاسرين.

نعرف أن كتلة الاستمرار في الحرب كبرت وتضخمت بعد الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ، وكان هدفها وقف الانتهاكات والجرائم بقوة الردع، لكن من الواضح بعد ثمانية أشهر من الحرب أن قوة الردع هذه لم تتوفر، بينما الانتهاكات والجرائم مستمرة، ما حدث في حنتوب ورفاعة ومدني معروف، والمخرج الوحيد هو وقف الحرب، وبالتالي السيطرة على عمليات النهب والسرقة والموت المجاني.

ينبغي العمل بسرعة وباستخدام كافة الوسائل لإيقاف هذه الحرب، وإنقاذ باقي المناطق التي لم يصلها الخراب

وآمل أن لا ينتقل العناد هذه المرة لقيادة الدعم السريع، وتظن أنها انتصرت بشكل نهائي ولا تحتاج للجلوس للتفاوض، هذا وهم، فهي لن تستطيع إدارة المناطق الواسعة التي تقع تحت سيطرتها، وستواجه مشاكل وصعوبات لا قبل لها بها ولا خبرة ولا استعداد للتعامل معها.

وإذا استمرت الجرائم والانتهاكات وعمليات السلب وأوصلت الناس إل معادلة أنهم لم يعودوا يملكون شيئا ايفقدونه ستواجه هذه القوات بمقاومة من نوع آخر

فلنتكاتف جميعا من أجل وقف الحرب والدخول في عملية تفاوض لسحب القوات من المناطق المدنية ومنازل المواطنين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ثم تنخرط القوى المدنية في الحوار حول مستقبل بلادنا وإقامة السلطة المدنية.

الوسومالحقيقة فيصل محمد صالح مستشفى رفاعة ود مدني

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحقيقة مستشفى رفاعة ود مدني

إقرأ أيضاً:

ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)

سألني كثيرون عن عدم ذكر شرائح مجتمعية مهمة كان لها إسهام كبير في هزيمة مشروع حميدتي الانقلابي.

لكن القائمة التي أوردتها لم تكن حصرية لمصادر القوة الخفية الناعمة في الدولة السودانية، بل كانت مجرد نماذج، دون أن يعني ذلك امتيازها على الآخرين.

بدأت أشعر بالقلق من أن معارك جديدة ستنشب بعد الحرب الحالية، محورها: من صنع النصر؟ ومن كانت له اليد العليا فيه؟!
لا شك أن هناك من لعبوا أدوارًا مركزية في هزيمة مشروع الميليشيا بعيدًا عن الأضواء، وسيأتي ذكرهم في يوم ما.

بعض الأصدقاء والقراء لاموني على عدم ذكر مشاركة السلفيين وجماعة أنصار السنة، وآخرون تساءلوا عن عدم الإشارة إلى دور الشعراء وكبار المغنيين، مثل الرمز والقامة عاطف السماني.
أما اللوم الأكبر فجاء من عدد كبير من القراء، بسبب عدم التطرق لدور الإعلاميين، لا سيما في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.

نعم، لم تكن الحرب التي اندلعت في السودان يوم 15 أبريل 2023 مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيش نظامي ومجموعة متمردة، بل كانت حربًا شاملة استهدفت الدولة والمجتمع معًا.
فبينما كانت الرصاصات والقذائف تحصد الأرواح، كانت هناك معركة أخرى، لا تقل ضراوة، تدور في ميدان الوعي والمعلومات، حيث لعب الإعلام الوطني الحر دورًا محوريًا في التصدي لهذا المشروع الغاشم.

في بدايات الحرب، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل، وغابت الأجهزة التنفيذية والإعلام الرسمي.
أما القوات المسلحة، فكانت محاصرة بين الهجمات الغادرة ومحاولات التمرد فرض واقع جديد بقوة السلاح.

وفي تلك اللحظة الحرجة، برز الإعلام كسلاح أمضى وأشد فتكًا من المدافع، يخوض معركة الوعي ضد التزييف والخداع، ويقاتل بالحجة والمنطق لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب.
راهن المتمردون ومناصروهم على التلاعب بالسردية الإعلامية، فملأوا الفضاء الرقمي بالدعاية والتضليل، محاولين قلب الحقائق وتقديم أنفسهم كقوة منتصرة تحمل رسالة الحرية والديمقراطية.

لكن الإعلام الوطني الحر كان لهم بالمرصاد، فكشف فظائعهم، وفضح انتهاكاتهم، وعرّى أكاذيبهم.
لم تعد جرائمهم مجرد روايات ظنية مبعثرة، بل حقائق موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مشروعهم القائم على النهب والدمار وإشاعة الفوضى.

لم يكتفِ الإعلام بتعرية التمرد، بل حمل لواء المقاومة الشعبية، فكان منبرًا لتحفيز السودانيين على الصمود، وحشد الطاقات، وبث روح الأمل.

اجتهد الإعلام الوطني في رفع معنويات الجيش، مؤكدًا أن هذه ليست نهاية السودان، وأن القوات المسلحة ستنهض مهما تكالبت عليها المحن، وأن الشعب ليس متفرجًا، بل شريك أصيل في الدفاع عن وطنه.
لم يكن هذا مجرد تفاعل إعلامي عابر، بل كان إعادة تشكيل للوعي الجمعي، وصناعة رأي عام مقاوم يحمي السودان من السقوط في مستنقع الفوضى.

ومع مرور الوقت، استعاد الجيش أنفاسه، وعاد أكثر تنظيمًا وقوة، والتحم بالمقاومة الشعبية التي بشّر بها الإعلام.

وهكذا، تحولت الحرب من مواجهة بين جيش ومتمردين إلى معركة وطنية كبرى ضد مشروع تدميري عابر للحدود.

لقد أثبت الإعلام الوطني أن الكلمة الصادقة، حين تكون في معركة عادلة، تملك من القوة ما يعادل ألف طلقة، وأن الوعي، حين يُدار بذكاء وصدق، يصبح درعًا لا يخترقه التضليل، وسيفًا يقطع أوهام الباطل من جذورها.

هكذا انتصر السودان في معركة الوعي، وهكذا هُزم التمرد قبل أن يُهزم في ميادين القتال.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • دعاء الثلث الأخير من الليل مستجاب.. ردده الآن لقضاء الحوائج والفرج والرزق السريع
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • التبرع بالأجزاء !!
  • سعر الذهب لحظة بلحظة.. ارتفاع حاد يضرب المعدن الأصفر وسط مخاوف المستثمرين
  • صحة السودان تتابع المستشفيات التي دمرتها الدعم السريع
  • قائمة محدثة بأسماء المناطق التي قد تشهد تساقطا للثلوج الخميس
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • 10 قتلى بهجوم مسلح في السويد.. وهذه لحظة إطلاق النار
  • السودان.. مصرع 6 أشخاص في قصف مليشيا الدعم السريع مستشفي بالخرطوم