بعد احتمالية تحدثها مع بوتين لطلب مفاوضات سلام.. من هي المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل؟
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
منذ فبراير 2022، اندلعت حرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث سيطر كل طرف على مبادرة القتال لفترة معينة قبل أن تنتهي الأمور بوقوع جمود ميداني وسياسي، مما أدى إلى استنزاف الذخائر والقدرات العسكرية لكلا الجانبين.
وبحث الأستاذ بمدرسة التعليم الدولي في ولاية فيرمونت الأمريكية، بريوس دايتون، عن حلول جديدة، حيث دعا إلى جهود إقامة اتصالات غير رسمية مع روسيا، واقترح إشراك المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في هذه المفاوضات.
ودايتون أوضح أن ميركل، نظرًا لخبرتها السابقة في التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحريتها من القيود الرسمية للحكومة الألمانية الحالية، يمكن أن تكون شخصية مؤثرة في هذه المحادثات الغير رسمية، مع التأكيد على أهمية مشاركة الغرب بشكل أكبر في هذه الجهود.
كما أشار دايتون إلى أهمية التواصل بين الأفراد للتوصل إلى نقاط مشتركة تسهم في المفاوضات الرسمية، مع تأكيده على دور السياسيين السابقين والشركات الدولية كوسطاء غير رسميين في هذه الجهود.
من جهته، رد بوتين على تصريحات ميركل بتعليقات تشير إلى تدهور الثقة بين الأطراف، مما أثار تساؤلات حول إمكانية التفاوض والضمانات المطلوبة لذلك، وذلك وفقًا لموقع روسيا اليوم الروسي.
من هي أنجيلا ميركل؟
وولدت ميركل في عام 1954 في ألمانيا الشرقية وأمضت حياتها هناك حتى توحيد البلاد. ارتقت أنغيلا ميركل في السلطات السياسية لتُصبح زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي، وبعد ذلك في عام 2005 أصبحت أول امرأة تشغل منصب المستشارة الألمانية.
وعاشت أنجيلا في منطقة ريفية ببرلين الشرقية مع والدها القس، وانتقلت إلى هناك من غرب ألمانيا.
كما درست الفيزياء في جامعة ليبزيج وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 1978، عملت كخبيرة في الكيمياء بالمعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية حتى عام 1990.
وحافظت أنجيلا ميركل على لقب زوجها السابق، أولريخ ميركل، وانفصلت عنه في عام 1981، وهي متزوجة حاليًا من جواكيم ساور، الذي يشترك معها في هوايتها بالشعر الغنائي ويهوى الطبيعة.
وتهتم ميركل أيضًا بالطبخ ومتابعة مباريات كرة القدم وتعتبر كرة القدم وسيلة لتسويق صورة ألمانيا في العالم.
كما تحضر بانتظام مهرجانات الشعر الغنائي برفقة زوجها، الذي يُعرف بالتقشف والتفاني في البحث العلمي.
وميركل تقول قليلًا عن حياتها الخاصة وتصف طفولتها السعيدة مع أخيها وأختها.
وقد اختارت دراسة الفيزياء لأنها كانت واحدة من القليل من المجالات التي لم يتدخل فيها النظام الشيوعي في ذلك الوقت.
وبعد سقوط جدار برلين في عام 1989، انضمت أنغيلا ميركل إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، وتولت مسؤوليات حكومية متنوعة، بدءًا من وزيرة للمرأة والشباب في حكومة هلموت كول، وثم وزيرة للبيئة والسلامة النووية.
وعقب هزيمة هلموت كول في الانتخابات، تسلّمت ميركل منصب أمينة عامة للحزب، وفي عام 2000 أصبحت زعيمة للحزب، ولكنها خسرت المنافسة لتصبح مستشارة ألمانيا أمام إدموند ستويبر في عام 2002.
اما في انتخابات عام 2005، فازت ميركل بشكل ضيق على المستشار السابق، غيرهارت شرويدر، وبتحالف بين "المسيحي الديمقراطي" و"الاجتماعي الديمقراطي"، أصبحت أول امرأة مستشارة في تاريخ ألمانيا، كونها أيضا أول شخص من ألمانيا الشرقية يقود البلاد بعد الوحدة.
وتمت إعادة انتخابها مرتين، مرة في عام 2009 والأخرى في عام 2013. شخصية ميركل ودورها البارز في الساحة الدولية جعلها محط أنظار وسائل الإعلام العالمية.
وتُلقب بعض الصحف والمجلات ميركل بألقاب مثل "السيدة الحديدية" نظرًا لمواقفها القوية وأسلوبها العلمي الواقعي، وكذلك بلقب "الأم" بسبب قدرتها على التفاعل مع احتياجات المجتمع.
كما حصلت على لقب أقوى امرأة في العالم من مجلة فوربس الأمريكية بسبب استمرارها في الحكم لفترة طويلة، ونجاحها الاقتصادي الملحوظ وثبات ألمانيا أمام الأزمات الاقتصادية العالمية.
وفتحت ميركل حدود ألمانيا لاستقبال اللاجئين خلال أزمة الهجرة، وهو ما أثار جدلًا داخليًا وخارجيًا، وتراجعت شعبيتها في بعض الأحيان بسبب هذا القرار، ولكنها تمسكت بموقفها.
وتُظهر صورة مختلفة لدى بعض الدول كاليونان وإسبانيا وإيطاليا بسبب الإجراءات التقشفية التي فرضتها من خلال الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى صعوبات اقتصادية للطبقات الاجتماعية الواسعة في تلك البلدان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بوتين روسيا أوكرانيا فی هذه فی عام
إقرأ أيضاً:
ميركل تكتب في مذكراتها عن مأزق التعامل مع ترامب وصفات بوتين
عندما انتُخب دونالد ترامب رئيسا للمرة الأولى في عام 2016، طلبت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل نصائح من بابا الفاتيكان البابا فرانشيسكو للتعامل مع الرجل، وذلك أملا في إيجاد طرق لإقناعه بعدم الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.
وقالت ميركل، في مذكراتها التي نُشرت مقتطفات منها في صحيفة "دي تسايت" الأسبوعية الألمانية أمس الأربعاء، إن ترامب بدا لها معجبا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من الزعماء السلطويين.
وكتبت "كان يرى كل شيء من منظور المطور العقاري، وهي مهنته قبل دخول عالم السياسة.. لا يمكن بيع أي قطعة أرض إلا مرة واحدة، وإذا لم يحصل عليها هو فإن شخصا آخر سيحصل عليها. هكذا يرى العالم".
وكتبت ميركل أنها عندما سألت البابا فرانشيسكو النصيحة للتعامل مع أشخاص لديهم "وجهات نظر مختلفة تماما"، أدرك على الفور أنها تتحدث عن ترامب ورغبته في الانسحاب من اتفاقية باريس، وقال لها "شدي، شدي، شدي، ولكن لا تقطعي".
عند تسلّم ترامب للسطلة مطلع 2017، كانت ميركل من بين من بقي من الزعماء المنتخبين أطول مدة في السلطة. وفي وقت ساد التوتر عبر أرجاء العالم حول رئاسة ترامب، احتفظت المستشارة الألمانية بهدوئها وركزت على تكرار استدعاء قيم مثل الحرية وحقوق الإنسان، وذلك دفع البعض إلى وصفها بأنها "القائدة الحقيقية للعالم الحر"، وهو لقب محجوز عادة لرؤساء الولايات المتحدة.
أوكرانيا والناتومن جانب آخر، أقرّت المستشارة الألمانية السابقة بأنها سعت إلى إبطاء مساعي أوكرانيا للانضمام السريع إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بسبب مخاوف من احتمال حدوث رد عسكري من روسيا.
وتحدثت ميركل في مذكراتها عن قمة الناتو التي انعقدت في بوخارست عام 2008، والتي ناقشت طلبات أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى الحلف.
وأشارت إلى رغبة قوية لدى دول وسط وشرق أوروبا في الانضمام السريع إلى حلف الناتو، لكنها أوضحت أنها كانت تعتقد أن توسيع عضوية الحلف يجب أن يعزز الأمن ليس فقط لتلك الدول، بل للحلف ككل.
وقالت إن نسبة قليلة فقط من السكان الأوكرانيين دعمت الانضمام للناتو في ذلك الوقت، مما عزز مخاوفها. ورغم ذلك، يواجه موقفها تجاه أوكرانيا انتقادات مستمرة في كييف.
تجارب مع بوتينوحملت المقتطفات المنشورة من المذكرات أمس إشارت إلى تجاربها العديدة مع فلاديمير بوتين، ووصفته بأنه كان يبدو لها "رجلا يريد بشدة أن يؤخذ على محمل الجد".
وكتبت "لقد اختبرته كشخص لا يريد أن يُحتقر، مستعد للهجوم في كل الأوقات.. قد تجد ذلك طفوليا ومحتقرا، قد تهز رأسك عند ذلك. ولكن هذا يعني أن روسيا لم تختف أبدا من الخريطة".
وفي إشارة غير مباشرة إلى أن بوتين قرر غزو أوكرانيا بعد مغادرة منصبها مستشارة لألمانيا، نقلت عن الرئيس الروسي قوله "لن تكوني دائما مستشارة، وسينضمون إلى الناتو. أريد منع ذلك"، في إشارة إلى أوكرانيا.
وكانت ميركل أول امرأة تتولى منصب المستشار في ألمانيا، وقادت أكبر اقتصاد في أوروبا طوال 16 عاما بين عامي 2005 و2021.
ومن المقرر أن تنشر مذكراتها التي تحمل عنوان "الحرية. ذكريات 2021-1954" بداية من يوم الثلاثاء المقبل في أكثر من 30 دولة بالعالم، وفقا للناشر.
وستطلق الكتاب في الولايات المتحدة بعد أسبوع في حدث بواشنطن مع الرئيس السابق باراك أوباما الذي أنشأت معه علاقة سياسية وثيقة.