كيف يؤثر تسليح الإسرائيليين سلباً على حياتهم؟
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
يُثير الاندفاع نحو التسلّح بشكل فردي أزمة داخلية في المجتمع الإسرائيلي، الذي باتاً غارقاً بطلبات الحصول على تراخيص حمل السلاح التي فاقت 275,000 طلب خلال شهرين فقط، أي أكثر مما كان عليه الوضع في السنوات العشرين الماضية، وهو ما يُنذر بعواقب وخيمة على الإسرائيليين أنفسهم عبر تشجيع العنف وانتشار الجرائم وفقاً لخبراء فرنسيين.
وبينما تقول السلطات الإسرائيلية إنّ هذه التسهيلات "تهدف إلى تعزيز الأمن خاصة في مواجهة الهجمات التي قد يشنّها الفلسطينيون"، يقول المُنتقدون إنها لن تؤدي إلا إلى تشجيع العنف الداخلي بمختلف أشكاله خاصة ضدّ النساء، مُحذّرين من الوصول إلى حالة مُشابهة لظاهرة حمل السلاح في الولايات المتحدة حيث تتصاعد جرائم القتل لأبسط الأسباب.
وحول ذلك يقول الكاتب والخبير السياسي الفرنسي غيوم جيندرون، المراسل الصحافي السابق في القدس، إنّ "هذا الاندفاع نحو التسلّح ليس مُجرّد استجابة للقلق الوجودي، بل هو سياسة حكومية تدفعها العناصر الأكثر تطرّفاً في ائتلاف بنيامين نتناياهو الحاكم، وتحديداً وزير الأمن إيتمار بن غفير".
وكشفت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في تحقيق لها أنّه بات يُمكن الحصول على ترخيص حمل السلاح في إسرائيل في مكالمة هاتفية واحدة لا تستغرق مُدّتها 5 دقائق، إذ يكفي لذلك تقديم إثبات مهنة أو مكان إقامة.
وهو تطوّر قال محللون فرنسيون إنّ جمعيات إسرائيلية ندّدت به مُحذّرة من مضاعفة العنف المنزلي بشكل خاص، وداعيةً الدولة إلى ضمان الأمن بدلاً من تفويضه للمواطنين. أما الجمعيات الإسرائيلية المُدافعة عن الفلسطينيين، فأشارت من جهتها إلى مقتل عشرات الفلسطينيين على يد مستوطنين مسلحين، مع الإفلات من العقاب.
سباق تسلح
وفي القدس بشكل خاص، وفقاً لـِ "ليبراسيون"، هناك اندفاع مقلق أكثر نحو الأسلحة النارية، حيث وتحت ضغط الجماعات المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية، يتجمع المدنيون في مستودعات الأسلحة لأسبقية الحصول عليها، الأمر الذي يُثير قلق منظمات غير حكومية وناشطات نسويات كذلك.
في ذات الصدد حذّر الكاتب والمحلل الفرنسي فاديم كامينكا من تفاقم ظاهرة حمل السلاح في إسرائيل، ونقل عن السفيرة الفلسطينية لدى فرنسا هالة أبو حصيرة، قولها إنّ خطة إسرائيل تهدف لإبادة سكان قطاع غزة وتهجيرِ الشعب الفلسطيني بالقوة، وإنّ المستوطنين الإسرائيليين يُمارسون نوعاً من الإرهاب من دون عقاب في الضفة الغربية.
من جهتها، أوضحت صحيفة "لومانيتيه" الفرنسية، إنّ الأسلحة النارية تنتشر بحرية ويتم حملها بشكل قانوني في إسرائيل منذ حرب عام 1967، ولا تُشكّل ظاهرة لافتة إلا في نظر الزوار الأجانب.
وكانت إسرائيل أعلنت في عام 2018 عن تخفيف شروط الأهلية لحمل السلاح، حيث سمحت نظرياً حينها لما يصل إلى 600 ألف مدني إضافي بالتقدّم للحصول على تصريح. لكنّ ما حدث في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في أعقاب هجمات حماس وحرب إسرائيل على غزة ضاعف مرّات كثيرة وعلى نحوٍ غير مسبوق من إقبال الإسرائيليين على حمل الأسلحة الشخصية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حمل السلاح
إقرأ أيضاً:
نواب بريطانيون يطالبون بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح
لندن – رفع 25 نائبا من أحزاب مختلفة في بريطانيا لافتة مكتوب عليها “أوقفوا تسليح إسرائيل” خلال وقفة احتجاجية أمام البرلمان في العاصمة لندن.
وتأتي هذه الوقفة الاثنين، بعد أن تجاوزت عريضة تطالب بفرض حظر على بيع الأسلحة لإسرائيل حاجز الـ100 ألف توقيع، مما استدعى مناقشة هذا الطلب في جلسة برلمانية.
وقبيل الجلسة البرلمانية لمناقشة العريضة، دعا النواب البريطانيون إلى إنهاء مبيعات الأسلحة لتل أبيب وفرض حظر كامل على تسليحها.
يُذكر أن بريطانيا كانت قد علقت 30 من أصل 350 ترخيصًا لبيع الأسلحة لإسرائيل.
ولم يشمل هذا الحظر الجزئي مكونات بريطانية المنشأ تُستخدم في مقاتلات F-35 التي تمتلكها إسرائيل، والتي تشكل حوالي 15بالمئة من الطائرات التي تستخدمها إسرائيل لقصف غزة. وتُعد هذه المكونات من بين أهم المعدات التي توفرها بريطانيا للجيش الإسرائيلي.
وفي 2 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي، أن بلاده ستعلق بيع بعض الأسلحة لإسرائيل، مشيرا أنه سيتم تعليق نحو 30 من أصل 350 ترخيصا بهذا الخصوص.
في حين أفاد وزير الدفاع جون هيلي، أن قرار بلاده تعليق 30 من 350 رخصة تصدير أسلحة إلى إسرائيل لا يغير دعم لندن “حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها” على حد زعمه.
وانتقدت منظمات حقوقية دولية ومؤسسات غير حكومية قرار بريطانيا فرض حظر جزئي على الأسلحة لإسرائيل ووصفته بأنه “غير كاف”، و”تم اتخاذه بعد فوات الأوان”، مطالبة بوقف إمدادات الأسلحة بشكل كامل.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 152 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
الأناضول