قلق اقتصادي ينتاب العالم جراء تعليق كبرى شركات الشحن حول العالم مرور السفن التابعة لها في البحر الأحمر بعد تصعيد الحوثيين من هجماتهم على السفن التجارية في باب المندب خلال الأيام القليلة الماضية.

وآثار ذلك تساؤلات حول مدى تداعيات هذا القرار على سلاسل الإمداد حول العالم، وكيف سيكون تأثير ذلك على مسار عمل قناة السويس المصرية، وهل سيؤدي اتجاه السفن لطريق رأس الرجاء الصالح إلى زيادة أسعار النفط والسلع أيضاً بعد تأخير وصولها عن المواعيد المعتادة؟

تأثيرات ضئيلة

ورأى الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس أن حجم التجارة البحرية حول العالم لن يتأثر بالشكل الكبير، وحجم الإنتاج الصناعي في شرق آسيا الآن يتضاءل ولا يوجد طلب كبير عليه، وبالتالي إن تأثير تغيير مسار السفن بشكل مؤقت لن يكون له التأثير الأكبر على حجم سلاسل الإمداد حول العالم.

وأوضح الدكتور النحاس لـ24 أن الدول التي تقع قبل باب المندب مثل دول الخليج تستطيع التصدير والاستيراد عبر قناة السويس دون أي تأثير لأنها تستخدم مضيق هرمز، وبالتالي لن يكون هناك تأثير سلبي على حجم التجارة بالنسبة للمنطقة.

كما أكد النحاس أن نسبة الارتفاعات في الأسعار بسبب تحويل الطريق إلى رأس الرجاء الصالح ستكون هامشية وليست كبيرة، لأن 70 % من حجم التجارة البحرية لن تتأثر، مشيراً إلى أن "الخطر الكبير الذي قد يهدد العالم فعلاً هو ما يمر من مضيق هرمز".

ومنذ 15 ديسمبر(كانون الأول) الجاري، لجأت 4 من أكبر 5 شركات شحن حاويات في العالم، وهي "ميرسك" و"أم أس سي" و"هاباغ ليود" و"سي أم أيه سي جي أم"، بإيقاف أو تعليق خدماتها في البحر الأحمر، وهو الطريق الذي يجب أن تمر عبره حركة المرور من قناة السويس. 

Bab al-Mandab is a narrow strait between Africa and the Arabian Peninsula through which an estimated 12% of global trade by volume flows.

It has become a no-go zone as the Houthis attack shipping, ostensibly in support of Palestinians in Gaza https://t.co/E350vr3ZUP ????

— The Economist (@TheEconomist) December 17, 2023 تأثير سياسي عسكري

وأشار النحاس إلى أن التأثير الذي قد يحدث جراء استهداف السفن في البحر الأحمر من قبل الحوثيين، هو تأثير سياسي عسكري، وليس اقتصادي.

وفسر النحاس ذلك بأن هناك محاولات لاستهداف قناة السويس وخلق بدائل، لها دون التطرق إلى هذه البدائل، وقال "بين حين وآخر نجد محاولات تعرقل حركة التجارة في قناة السويس ومحاولة استهدافها".

وقال الدكتور وائل النحاس "نحن أمام جرس إنذار حول مصير قناة السويس ومشروعها الجديد، بعد تلك المحاولات التي تسعى لخلق طرق بديلة وممرات مائية أخرى بدلاً من قناة السويس".

وتوقع النحاس أن هيئة قناة السويس ستقدم تنازلات وعروض تخفيضات حتى تجتذب المزيد من السفن خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن حشد عدد أكبر من السفن العسكرية المصرية لزيادة الحماية للسفن التجارية التي تمر بها.

Red Sea crisis explained: what is happening and what does it mean for global trade? Attacks from the Houthis on shipping vessels have increased in response to the war in Gaza, with BP halting all shipments of oil and gas through the region. https://t.co/tdgi58BjsP

— The Reid Foundation (@ReidFoundation) December 19, 2023

ويعد مضيق باب المندب أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحراً، خاصة النفط الخام والوقود من الخليج المتجه إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد، بالإضافة إلى السلع المتجهة إلى آسيا، ويبلغ عرض باب المندب 30 كيلومتراً في أضيق نقاطه، مما يجعل حركة الناقلات صعبة ومقتصرة على قناتين للشحنات الواردة والصادرة، تفصل بينهما جزيرة بريم.

وكان رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، قال في بيان مؤخراً، إن حركة الملاحة بقناة السويس  منتظمة، وإن الهيئة تتابع عن كثب التوترات الجارية في البحر الأحمر وتدرس مدى تأثيرها على حركة الملاحة بالقناة في ظل إعلان بعض الخطوط الملاحية عن تحويل رحلاتها بشكل مؤقت إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

وأشار رئيس هيئة قناة السويس، في هذا الصدد إلى تحول 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى اليوم، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الحوثي رأس الرجاء الصالح فی البحر الأحمر قناة السویس حجم التجارة حول العالم باب المندب

إقرأ أيضاً:

قناة السويس تبحث مع ٢٣ جهة ملاحية عالمية تطورات الوضع بالبحر الأحمر

 

ربيع: الأوضاع الراهنة في البحر الأحمر تشهد مؤشرات إيجابيةالوكلاء الملاحيون يطالبون بالتواصل مع شركات التأمين الملاحية لإعادة تقييم الأوضاع واستعادة حركة الملاحة بالمنطقة


 

قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس أن الأوضاع الراهنة في منطقة البحر الأحمر تشهد العديد من المؤشرات الإيجابية تجاه بدء عودة الاستقرار إلى المنطقة بما يجعل الفرصة سانحة لاتخاذ إجراءات تنفيذية نحو تعديل الجداول الملاحية تمهيدا لعودة الملاحة البحرية تدريجيا إلى مسارها الطبيعي. 
جاء ذلك خلال لقاءه مع ممثلي ٢٣ جهة من الخطوط والتوكيلات الملاحية الكبرى، بحضور رؤساء غرف الملاحة في السويس وبورسعيد والإسكندرية، لبحث تأثير بدء عودة الاستقرار النسبي في منطقة البحر الأحمر وباب المندب على خطط وجداول الإبحار في قناة السويس خلال الفترة المقبلة، وذلك بمقر الهيئة بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.

واكد ربيع حرص الهيئة على تحقيق التواصل المباشر والفعال مع كافة عملائها للتشاور وتبادل الرؤى حيال مستجدات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، مثمنا الدور الهام للتوكيلات الملاحية باعتبارهم حلقة وصل أساسية وشركاء نجاح نحو تحقيق المصالح المشتركة.

 

ووجه الفريق ربيع رسالة طمأنة للمجتمع الملاحي بأن الظروف مهيأة لبدء عودة الملاحة البحرية تدريجيا بمنطقة البحر الأحمر، معلنا جاهزية قناة السويس للعمل بكامل طاقتها لاستقبال الخدمات الملاحية المختلفة للخطوط الملاحية الكبرى، معربا عن تفهمه للتخوفات الأمنية لدى شركات الملاحة والخطوط الملاحية وحرصهم على مراعاة السلامة البحرية للسفن والأطقم البحرية.

وقال أن قناة السويس لم تتوقف عن تقديم خدماتها البحرية واللوجيستية منذ بداية الأزمة بل عكفت على اتخاذ العديد من الإجراءات لتقليل تداعيات الأزمة على عملائها وتلبية متطلبات المرحلة الراهنة من خلال استحداث حزمة من الخدمات الملاحية الجديدة التي لم تكن متاحة من قبل مثل تقديم خدمات الإنقاذ البحري، والإسعاف البحري ومكافحة التلوث وصيانة وإصلاح السفن، وخدمة التزود بالوقود، وخدمة تبديل الأطقم البحرية.

وأضاف بأن الإجراءات لم تقتصر عند هذا الحد فحسب بل حرصت الهيئة على التعامل بمرونة بتثبيت السياسات التسعيرية لكافة أنواع السفن كما كانت عليه قبل الأزمة، ومد العمل بمنشورات التخفيضات، تأكيدا لدور القناة الداعم لصناعة النقل البحري.

وأوضح رئيس الهيئة أن قناة السويس استمرت في تنفيذ خططها الطموحة لتطوير المجرى الملاحي للقناة رغم التحديات المختلفة، مشيرا في هذا الصدد إلى انتهاء مشروع تطوير القطاع الجنوبي وبدء تشغيله الفعلي خلال الفترة المقبلة.

وأكد الفريق ربيع على الأهمية الكبيرة لمشروع تطوير القطاع الجنوبي بشقيه وما سيتيحه من مزايا ملاحية عديدة من زيادة عامل الأمان الملاحي وتقليل تأثير التيارات المائية والهوائية بعد توسعة القناة 40 مترا جهة الشرق وزيادة العمق من 66 قدم إلى 72 قدم في نطاق مشروع توسعة القناة وذلك من الكم 132 ترقيم قناة إلى الكم 162 ترقيم قناة، فضلا عن ما يتيحه مشروع ازدواج القناة من زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بمعدل من 6_8 سفن يوميا وإضافة 10 كيلومترات، تضاف إلى قناة السويس الجديدة ليصبح طولها 82 كيلو متراً بدلاً من 72 كيلو متراً.

كما استعرض رئيس الهيئة التأثيرات السلبية لأزمة البحر الأحمر على معدلات الملاحة بالقناة والتي تاثرت تأثرا شديدا في ضوء التخوفات الأمنية واتجاه العديد من الخطوط الملاحية للعبور من رأس الرجاء الصالح رغم ارتفاع تكاليف النقل البحري في هذا المسار وافتقاده للخدمات الملاحية، فضلا عن زيادة المخاطر البيئية.

من جانبه، أعرب  بهاء بدر رئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربى للأعمال البحرية والتجارة EVERGREEN lINE عن تقديره للجهود المبذولة من قبل الهيئة لتطوير المجرى الملاحي للقناة و إضافة حزمة جديدة من الخدمات الملاحية واللوجيستية والتي سيكون لها مردود إيجابي نحو تشجيع الخطوط الملاحية الكبرى للعبور من قناة السويس.

فيما أكد اللواء إيهاب البنان رئيس مجلس إدارة شركة كلاركسون على أهمية استمرار التواصل مع كافة الخطوط الملاحية والجهات الفاعلة في المجتمع الملاحي، كما اقترح دراسة إمكانية تقديم حوافز مؤقتة لتشجيع عبور السفن عبر القناة.

واكد هاني النادي ممثل مجموعة MAERSK في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حرص المجموعة على العودة مرة أخرى للعبور من قناة السويس ومتابعتها عن كثب للمؤشرات الإيجابية للأوضاع في منطقة البحر الأحمر وجاهزيتها للعودة مرة أخري فور استقرار الأوضاع بشكل كامل.

وأكد الربان محمد بدوي رئيس مجلس إدارة شركة الخليج للملاحة على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات بصورة دورية باعتبار التوكيلات الملاحية شريك رئيسي في تسويق وإبراز مشروعات التطوير المستمرة والخدمات المختلفة التي تقدمها القناة، كما طرح إمكانية منح حوافز تشجيعية على نطاق ضيق على أن تكون لفترات مؤقتة و لأنواع محددة من السفن.

وأشار  طارق زغلول المدير التنفيذي لمجموعة CMA CGM في مصر والسودان الى الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها قناة السويس للمجموعة الفرنسية باعتبارها شريك استراتيجي هام، مشيرا إلى أن القناة تشهد يوميا عبور بعض السفن التابعة للمجموعة، معربا عن ترقب الخط الملاحي لاستمرار استقرار الأوضاع في منطقة البحر الأحمر لاتخاذ قرار العودة لخدماته الملاحية المختلفة تباعا.

وأوضح  إيهاب فتحي مدير عمليات تشغيل الخط الملاحي MSC خدمات الصيانة والإصلاح التي تقدمها الهيئة من خلال الترسانات والشركات التابعة لها، مشيرا إلى استقبال ترسانة بورسعيد البحرية لسفينتين من السفن التابعة للمجموعة لإجراء أعمال الصيانة والإصلاح.

من جهته، أشاد  محمد مصيلحي رئيس غرفة ملاحة الإسكندرية بالجهود المبذولة من قبل الهيئة لتحقيق التواصل المستمر والفعال مع الخطوط الملاحية وبث رسائل طمأنة من شأنها تشجيع عودة الملاحة بالمنطقة ولقناة السويس لسابق عهدها.

وطالب عادل اللمعي رئيس غرفة ملاحة بورسعيد بالتواصل مع شركات التأمين حتى يتسنى لها إعادة تقييم الأوضاع بالمنطقة وتصنيفها كمنطقة آمنة للعبور بما سيساهم في سرعة عودة السفن للعبور مرة أخرى في البحر الأحمر.

فيما أعرب اللواء عبد القادر جاب الله رئيس غرفة ملاحة السويس عن أمله في أن تشهد الأيام القادمة إنفراجة حقيقية تجاه عودة الملاحة للمنطقة تباعا وبشكل تدريجي، مؤكدا على الدور المنوط بالتوكيلات الملاحية كوسيط رئيسي في إيصال الصورة الحقيقية للوضع الراهن بالمنطقة إلى الشركات و الخطوط الملاحية.

وأكد ممدوح طه مدير عام الملاحة بالتوكيل الملاحي COSCO أن عودة الخطوط الملاحية الكبرى للعبور من قناة السويس مرة أخرى أمر حتمي حيث ينتظر المجتمع الملاحي استمرار استقرار الأوضاع في المنطقة.

وأشار  محمود القاضي المدير التنفيذي لكادمار للملاحة وكيل HMM إلى أن سياحة اليخوت في القناة تشهد رواجا كبيرا في ضوء التطوير الكبير الذي شهدته الخدمات المقدمة من قبل الهيئة في هذا المجال.

وفي ذات السياق، دعت  أماني حلمي المدير العام لدومنيون للتوكيلات الملاحية (مصر) إلى زيادة الحوافز المقدمة لتشجيع عبور اليخوت والسفن السياحية للقناة.

فيما دعا  أحمد المصري مدير العمليات بتوكيل MEDLEVANT إلى زيادة الاهتمام بالخدمات المقدمة إلى الأطقم البحرية للسفن العابرة.

واكد محمد سلطان رئيس العمليات بخط ONE في مصر على حرصه على نقل الانطباعات الإيجابية عن بدء عودة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر للإدارة التنفيذية في سنغافورة واليابان كرسائل طمأنة من شأنها أن يكون لها بالغ الأثر نحو عودة السفن التابعة للخط الملاحي للعبور مرة أخرى فور استقرار الأوضاع بشكل كامل لاسيما في ضوء ارتفاع تكاليف العبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح.

وأكد الأستاذ نادر يوسف ممثل توكيل REDMAR على ضرورة الاهتمام بجذب كافة أنواع السفن وعدم الاقتصار على سفن الحاويات الكبيرة فقط.

كما شهد الاجتماع مشاركة ممثلي عدد من التوكيلات الملاحية مثل INCHCAPE، وCONSULT، و GLOBAL LOGISTICS، وLETH، وSPHINX، وLPH، و توافقت الآراء على ضرورة عقد هذه اللقاءات بشكل دوري على أن يعقبها اجتماعات مع القيادات التنفيذية بالخطوط والمنطمات الملاحية العالمية.


            

مقالات مشابهة

  • رئيس قناة السويس: لا معوقات أمام استئناف الملاحة في البحر الأحمر
  • القيادة المركزية الأمريكية: هجمات “الحوثيين” البحرية كانت منسقة ومعقّدة ومتطورة
  • قناة السويس: مؤشرات على عودة الاستقرار للبحر الأحمر
  • هيئة قناة السويس: الاستقرار يعود إلى البحر الأحمر
  • الفريق أسامة ربيع: أزمة عزوف السفن عن المرور في قناة السويس «أمنية بالأساس»
  • ربيع: أتوقع العودة التدريجية للعمل في قناة السويس بالربع الأول من 2025
  • رئيس قناة السويس: مؤشرات إيجابية على بدء عودة الاستقرار إلى البحر الأحمر
  • رئيس قناة السويس: مؤشرات البحر الأحمر إيجابية وجاهزون لاستقبال السفن
  • قناة السويس تبحث مع ٢٣ جهة ملاحية عالمية تطورات الوضع بالبحر الأحمر
  • الفريق أسامة ربيع: قناة السويس حريصة على التواصل المباشر والفعال مع كل عملائها