في تصور بوتين.. هكذا تساعد غزة على بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتخذت روسيا موقفا مؤيدا لحركة "حماس"، حتى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربط بين مصير روسيا ومصير الشعب الفلسطيني، إذ يؤمن بدور للعالم الإسلامي في الانتقال من نظام عالمس أحادي القطب، تقوده الولايات المتحدة حليفة إسرائيل، إلى نظام متعدد الأقطاب.
ذلك ما خلص إليه كل من بات تشين ودرويان فيلدمان، في تحليل بـ"معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي (INSS) ترجمه "الخليج الجديد"، مستندين إلى تحليل خطاب بوتين وآراء خبراء مقربين من الكرملين.
وحتى مساء أمس الاثنين، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة 19 ألفا و453 فلسطينيا، وجرح 52 ألفا و268، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وأزمة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.
وقالت بات وفيلدمان إنه "وفقا لتوجه بوتين، فإن إسرائيل تنتمي إلى الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، وهي بالتالي جزء من القطب المعادي لروسيا. ويكشف الخطاب بين الأكاديميين وأصحاب الرأي وخبراء السياسة الخارجية الروس عن إجماع في وجهات نظرهم بشأن هذا التصور".
وتابعا: "لذلك، وعلى خلفية التوترات المتزايدة بين روسيا والولايات المتحدة، يجب على إسرائيل أن تفهم المعتقدات التي تشكل السياسة الروسية".
وأضافا أنه "يتعين على إسرائيل أيضا أن تدرك الدور الحاسم الذي تسنده روسيا إلى العالم الإسلامي في النظام العالمي الجديد الذي تسعى إلى تأسيسه".
اقرأ أيضاً
عقب زيارة بوتين.. بيان سعودي روسي مشترك يطالب بوقف حرب غزة وحماية المدنيين
هيمنة أمريكية
و"الروايات التي يقدمها بوتين بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، تزعم أن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، هو المسؤول عن هذا الصراع وعن صراعات إقليمية أخرى"، بحسب بات وفيلدمان.
وزادا بأن "بوتين يحّمل الولايات المتحدة المسؤولية عن الحرب، فضلا عن فشل العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، بمجرد أن استحوذت واشنطن على دور الوسيط الوحيد وعملت على تهميش اللجنة الرباعية (الدولية للسلام وتتألف من الولايات المتحدة، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي وروسيا)".
وأردفا: "كما يتهم بوتين الولايات المتحدة بتأجيج نيران الحرب ومحاولة استخدام الفوضى اللاحقة لإضعاف منافسيها، وبينهم روسيا؛ لإحباط ظهور نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، ولضمان بقاء نظام القوة العظمى الواحدة الذي تقوده واشنطن".
و"يؤكد بوتين أن روسيا لا تقف مكتوفة الأيدي، وأنها أطلقت حملة تحرير وطني ضد "الهيمنة الأمريكية" في ساحات القتال في أوكرانيا، حيث سيتم كما يقول تحديد مصير روسيا، والعالم أجمع، بما فيه مصير الشعب الفلسطيني"، كما أضافت بات وفيلدمان.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا في أوكرانيا، المدعومة من الغرب، تبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة واشنطن، تهدد الأمن القومي الروسي.
اقرأ أيضاً
بوتين يدعم غزة ويرى في الحرب مصلحة له.. وتهديدات إسرائيلية بدفع الثمن
العالم الإسلامي
ووفقا للنظرة الروسية، بحسب بات وفيلدمان، "يعد العالم الإسلامي جزءا مهما من البنية المتعددة الأقطاب، وهو قطب سيكون ودودا تجاه روسيا. ومن هنا جاءت جهود موسكو لتعزيز علاقات أقوى مع الدول الإسلامية".
ولفتا إلى تصور ألكسندر دوغين، أحد أبرز المنظرين القوميين الروس، أن الحرب في غزة جزء من صراع أوسع بين روسيا والغرب، وبعد أن تهاجم الدول الغربية ووكيلها الإسرائيلي العالم الإسلامي، ستدرك الدول الإسلامية أن الصراع بين إسرائيل و"حماس" هو جزء من المعركة حول النظام العالمي الجديد، وستفهم حينها بشكل أفضل حرب روسيا في أوكرانيا.
ويعتقد دوغين أن روسيا والصين حليفتان للعالم الإسلامي في المعركة حول عالم متعدد الأقطاب، وسيكون لزاما على كل من هذه الأقطاب أن يثبت حقه في الوجود عبر الصراع: روسيا ضد أوكرانيا، والصين ضد تايوان، والعالم الإسلامي بإيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وإذا لم يتمكن العالم الإسلامي من الالتقاء لتشكيل قطب موحد، فستتأخر عملية التحول إلى عالم متعدد الأقطاب.
ورأت بات وفيلدمان أنه "يتعين على إسرائيل أن تفهم مواقف روسيا التي تسعى إلى خرق النظام العالمي القائم، وأن تفسر تصرفاتها تجاه تل أبيب والحرب في غزة من هذا المنظور".
واعتبرا أن "الموقف المناهض لإسرائيل الذي اتخذته روسيا منذ 7 أكتوبر هو دليل على أن تل أبيب يجب أن تبدأ بالنظر إلى علاقات موسكو مع مختلف الدول والمنظمات في سياق العالم متعدد الأقطاب الذي تطمح روسيا إلى خلقه".
وفي ذلك اليوم، وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1140 إسرائيليا وأسرت قرابة 240 بادلت حوالي 110 منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني.
اقرأ أيضاً
بوتين: حرب غزة دليل فشل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
المصدر | بات تشين ودرويان فيلدمان/ معهد دراسات الأمن القومي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة العالم الإسلامی متعدد الأقطاب
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من ركود اقتصادي عالمي.. الاحتمال يتصاعد إلى 60%
رفع بنك الاستثمار جيه.بي مورجان احتمالات حدوث ركود في الولايات المتحدة والعالم إلى 60% وسارعت شركات وساطة إلى مراجعة نماذج توقعاتها في الوقت الذي تهدد فيه التعريفات الجمركية بتقويض ثقة الشركات وإبطاء النمو العالمي.
وفرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية على عشرات الدول في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وردت الصين اليوم الجمعة بفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية، مما زاد من مخاوف تصاعد الحرب التجارية وتسبب في حالة من الفوضى في الأسواق المالية العالمية.
ترامب يطالب بخفض الفائدة.. وباول يرد: التضخم قد يرتفع أكثر - موقع 24دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول إلى خفض أسعار الفائدة، قائلاً إن هذا هو "الوقت الأمثل" للقيام بذلك.
وقال بنك جيه.بي مورغان إنه يتوقع الآن فرصة بنسبة 60% لدخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود بحلول نهاية العام، ارتفاعاً من 40% في السابق.
وأضاف في مذكرة أمس الخميس "السياسات الأمريكية المثيرة للارتباك هي أكبر خطر على التوقعات العالمية طوال العام"، مضيفاً أن السياسة التجارية للبلاد أصبحت أقل ملاءمة للأعمال مما هو متوقع.
وتابع "من المرجح أن يتزايد التأثير من خلال إجراءات الرد بالمثل (من خلال فرض رسوم جمركية)، وتراجع المعنويات في قطاع الأعمال بالولايات المتحدة، وتعطل سلاسل التوريد".
النفط يهوى ليسجل أدنى مستوى منذ جائحة كورونا - موقع 24هبطت أسعار النفط اليوم الجمعة إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2021 كما تراجعت السلع الأساسية ومنها الغاز الطبيعي وفول الصويا مع رد الصين على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورفعت ستاندرد آند بورز غلوبال أيضاً توقعاتها "الذاتية" لحدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة إلى ما بين 30% و35%، مقارنة بنسبة 25% في مارس (آذار).
وفي الأسبوع الماضي، قبل الإعلان عن التعريفات الجمركية الأمريكية في الثاني من أبريل (نيسان)، رفع بنك غولدمان ساكس أيضاً احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة إلى 35% ارتفاعاً من 20%، مشيراً إلى أن الأساسيات الاقتصادية ليست قوية كما كانت في السنوات السابقة.
وقالت مجموعة (إتش.إس.بي.سي) أمس الخميس إن رواية الركود ستكتسب زخماً، لكنها أضافت أن قدراً من هذه الرواية "موضوع في الاعتبار في التسعير" بالفعل.