حنفي جبالي يهنئ المصريين بمشهد انتخابات الرئاسة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، كلمة مع بداية فعاليات الجلسة العامة بمناسبة إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية 2024.
وقال جبالي في كلمته، طالعنا بمزيدٍ من الفخر على مدارِ الأيامِ القليلةِ الماضيةِ عمليةَ التصويتِ في الانتخاباتِ الرئاسية، والتي عكست صورةً أنبأت ملامحُها عن مدى حكمة ووعيِّ شعب مصر العظيم، صاحبِ الحضارةِ والتاريخِ العريق، كما أنبأت عن مدى إدراكِه، وبكلِ حصافةٍ، لكيفيةِ الدفاعِ، بكلِّ السبلِ، عن وطنِه ومقدراتِه، فقد حرصَ على المشاركةِ الإيجابيةِ، غير المسبوقةِ، في الانتخاباتِ الرئاسيةِ، ساعياً لبناءِ مستقبلِ وطنِه.
وفى هذا المقام، يشيدُ مجلسكُم الموقرُ بالدورِ الوطنيِّ الكبيرِ الذي اضطلعت به، وبكلِ إتقانٍ، الهيئةُ الوطنيةُ للانتخاباتِ، حيث حرصت على تمكينِ كافةِ الناخبين، في الداخِل والخارج، من الإدلاء بأصواتِهم في الانتخاباتِ الرئاسيةِ من خلالِ خطةٍ استراتيجيةٍ وضعتها وتابعتها بكلِ دقةٍ على مدارِ الساعة، ليخرجَ المشهدُ الانتخابيُ برمتِه بشكلٍ حضاريِّ يليقُ بمكانةِ مصر، كل ذلك وهي تقفُ على مسافةٍ واحدةٍ، وبشهادةِ الجميعِ، من كلِّ المُترشحين، في إطارٍ من الحيادِ الكاملِ والنزاهةِ الجليةِ، فتحيةُ إجلالٍ وتقديرٍ لرجالِ القضاءِ المصريِّ الشامخ.
وتحيةُ إعزازٍ وتقدير، لرجالِ القوات المسلحة والشرطةِ المصريةِ، لما بذلوه من جهد في تأمين إرادة الناخبين من أبناءِ الشعبِ المصريِّ، وتوفيرِ مناخٍ آمنٍ للإدلاءِ بأصواتهم.
واسمحوا لي، أن أشيدَ بالمشاركةِ الفاعلةِ والقويةِ للأحزابِ السياسيةِ المصريةِ في سباقِ الانتخاباتِ الرئاسية، سواءً كان ذلك من خلالِ الدفعِ بمرشحٍ، أو دعمِ أحدِ المرشحين الأربعة، حيث ساهمَ ذلك في وجودِ حراكٍ سياسيٍّ إيجابيٍّ في الشارعِ المصريِّ، فمنذ أن بدأ السباقُ الرئاسيُّ، تمكنت الأحزابُ وقياداتُها، وفي القلبِ منها نوابُ مجلسِكم الموقر؛ من خلالِ عقدِ المؤتمراتِ الجماهيريةِ في جميعِ محافظاتِ مصر، من التواصلِ والتلاحمِ مع كل فئاتِ الشعبِ، للتعبيرِ عن وجهةِ نظرِ كلِّ حزبٍ من هذه الأحزابِ في دعمِ أيِّ من المرشحين.
كما أثمنُ غالياً الدورَ الحيويَّ لوسائلَ الإعلامِ المصريةِ خلالَ فترةِ الانتخاباتِ، بدايةً من المساهمةِ في رفعِ الوعيِّ المجتمعيِّ بأهميةِ المشاركةِ، وانتهاءً برصدِ العمليةِ الانتخابيةِ وإعلانِ النتيجة.
السيداتُ والسادةُ نوابَ شعبِ مصر:
لقد أعلنت الهيئةُ الوطنيةُ للانتخاباتِ بالأمسِ فوزَ المرشحِ عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي في انتخاباتِ رئاسةِ جمهوريةِ مصرَ العربيةِ، وإذ يُشرفني أن أتقدمَ باسمي وباسمِكم لفخامتِه بخالصِ التهنئةِ على ثقةِ الشعبِ المصريِّ داعين المولى عزَّ وجلَّ لفخامتهِ بالتوفيقِ والسدادِ في مواصلةِ مسيرةِ عطائِه للوطنِ وتحقيقِ طموحاتِ شعبِ مصرَ الأبيِّ نحوَ مستقبلٍ أفضل.
وباسمي وباسمكم أقول: يا فخامة الرئيس، لقد أرادَ المولى عزَّ وجلَّ لمصرَ أن تستكملَ مسيرةَ البناءِ والتنميةِ، ورأى الشعبُ المصريُّ أنكم الأجدرُ والأقدرُ على إدارةِ الأمورِ؛ لمواصلةِ مسيرةِ بناءِ الجمهوريةِ الجديدة، واستكمالِ ما بدأتموه من إنجازاتٍ شملت القطاعاتِ كافة، في فترةٍ زمنيةٍ دقيقةٍ مليئةٍ بالتحدياتِ الإقليميةِ والدوليةِ، أعانكم اللهُ جلَّ وعلا، يا فخامةَ الرئيسِ، على تلك المسؤوليةِ، ووفقَكُم لما فيه الخيرُ لأبناءِ مصرَ الأوفياء.
حفظ الله مصر وشعبها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حنفي جبالي مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
قصر الرئاسة واقتصار السيادة
سؤال الساعة السودانية لا يتعلق بإطفاء نار الحرب إنما حول المعافاة من جراحها. ألسنة الحرائق لن تسكت -تلك ليست هي القضية- إذ يعايشها الشعب طويلا. لكنّما الخروج من تحت الأنقاض يشكّلُ مهمةً عسيرة. في أفضل التصورات تفاؤلا ؛الدولة تعبر من حرب شرسةٍ فُرضت على الشعب قسرا إلى حروب أشد ضراوةً في ميادين متعددة . تظل معارك الاقتتال تتشظى على جبهات متناثرة . المسألة المركزية تظل هي تشبث الأيدي المسؤولة عن عملية الحرب بعملية صناعة الانتقال. فهذ عقدة الأزمات .إذ كيف لمن أقحم الشعب في لظى الجحيم يُبشره برفاهية النعيم؟ فمن يتباهى بتحقيق انتصار (التحرير) اليوم هو نفسه من أوزار السقوط تحت (الاحتلال).!!! هذه ليست عقبة كأداء فقط أمام انجاز سلس . بل زيت على معاناة لن تخمد وشيكاً. أسوا من ذلك فإن مرحلة العبور تمثل بيئة لإعادة تفريخ كل طيور الظلام ،تجار الأزمة بالإضافة إلى أثرياء الحرب.
*****
دخول الجيش وحلفائه قصر الرئاسة يشكل بغض النظر عن حجم كلفته فاصلا عسكريا في مسار الحرب لكنه لا يعني نهاية الكارثة الوطنية. تضخيم دلالاته السياسية محاججةٌ إعلامية لا تصمد أمام المنطق. فالقصر ظل في قبضة الميليشيا منذ بداية الحرب لكنه لم يكسِبها شرعيةً أو يضيف إليها ثقلا سياسيا، إبان الحروب الأهلية والانقلابات العسكرية تتعرض قصور الرئاسة إلى الهجوم والاحتلال من أجل كسر شوكة الأنظمة وتهشيم هيبة السلطة أولاً قبل تكريس سلطان القوى المضادة .فقصور الرئاسة هي عُشُ السلطة أو وَكرُها -حسب طهر النظام أو ظلمه - جماهير الثورات الشعبية عندما تزحف نحو مقار الرئاسة انما تستهدف اقتلاع رأس النظام دون المساس بالسيادة الوطنية.
*****
هناك مقار المساس بها -دع الاعتداء عليها-يشكل تعديا جارحًا على السيادة والكرامة الوطنية. من ذلك السيطرة على مقر الاذاعة المسموعة والمرئية. منذ بداية الحرب شهدنا كيف قطعت الميليشيا لسان النظام الانقلابي حينما استولت على مقر الإذاعة والتلفزيون. هكذا تحولت الدولة إلى كائنٍ أخرس غير قادر على بث أحاديث رأس النظام ومعاونيه بل فقد لسان الدولة الرسمي القدرة على النطق بحال سيدته. هذه جريمةٌ لم تكن اعتداءً على السيادة أو الكرامة بل بلغت حد الإهانة في حق الأمة . مع ذلك لم تحفل الأصوات المهلّلة بانتصار القصر كما باسترداد مقر الإذاعة!كلاهما طللٌ على طلل.
*****
إبان الحرب الأهلية اللبنانية تعرض قصر بعبدا -مقر رئيس الجمهورية- للقصف مرات عدة. سليمان فرنجية اضطر لاخلائه بعد تدمير أجزاء منه .إلياس سركيس شيّد ملجأ تحت الأرض غير أن القصر تعرض لتدمير كبير في حرب عون مع الجيش السوري فأعاد الهراوي ترميمه مجدا. السيادة اللبنانية تأثرت بقوى ناعمة أكثر مما بأضرار القصف على قصر الرئاسة. علي عبدالله صالح خرج بمقر الرئاسة اليمنية من زحام صنعاء إلى سفح (النهدين) هربًا من تهديدات محتملة حيث ابتنى مجمعاً حصينًا في العام ١٩٨٨. مع ذلك استهدفته ميليشيا الحوثيين وكبار معاونيه عبر تفجير داخل مسجد المجمع في ٢٠١١. ثم أحكمت الميليشيا قبضتها على المجمع في العام ٢٠١٥ في معركتها مع عبد ربه منصور. ذلك وهذا ضمن فصول الصراع على السلطة في اليمن ،ليس على السيادة. حتى عند ما قصفت طائرات اميركية مجمعا سكنيا لمعمر القذافي في إبريل ١٩٨٦ لعل تلك الغارة الجوية جاءت حملة تأديبية للزعيم الليبي دونما استهداف السيادة الليبية.فالغارة جاءت ثأرا لأميركيين قتلوا في ملهىً ليلي ببرلين .
*****
مرحلة إعادة البناء والإعمار عقب سكون هذه الحرب المدمرة تعيد حتما فساد الانقاذ لا محالة . هذه بيئة الوالغين في المال العام . على نحو أشد شراسة تتناسل عصابات احتكار السلع الأساسية ، المتاجرين بالغذاء والدواء ، زبانية السوق السوداء وسوق المناولة ،السوق الموازية وسوق السلاح ،وسوق البشر .كما ينشط رجال الأعمال المتنفذون،رجال الدين ووجهاء العشائر.كذلك يبرز هذه المرة المتكسبون بالابتزاز السياسي والمال السياسي. لكن أخطر من أؤلئك قادة الميليشيات أدعياء أبوة (النصر ) فهولاء حذقوا مهارات الاستثمار في أزمات الشعب.هؤلاء هم أثرياء الحرب ورثة (التحالف التقليدي بين السوق والأمن) هؤلاء ميليشيات مرحلة الانتقال المأمولة.
*****
السودان ليس استثناء في هجرة أوتهجير رؤوس المال. لدينا نخب عشوائية غارقة في فساد الاستثمارات من وراء الشعب ذهبت برساميلها إلي الخارج . هناك أسماء معروفة متداولة في بورصة الفساد .لكن يوجد آلاف المنتفعين بهذا الفساد المحموم خارج شبكات الرصد الرسمي والشعبي. لا سارق أو مهرب متهرب من الحساب يحاول استعادة ما نهبه للاستثمار في الداخل مجددا. لذلك كما خسرنا ثروات من قبل سنكسب أثرياء جدد. هؤلاء لن يهددوا فقط عملية النهوض من تحت الأنقاض بل ربما السيادة الوطنية كذلك . العام يشهد موجة محاكاة لدول أمست ملاذات آمنة لرؤوس الأموال الواجفة الهاربة من أوطانها.
نقلا عن العربي الجديد
aloomar@gmail.com