فر الآلاف من مدينة ود مدني السودان عاصمة ولاية الجزيرة، ثاني أكبر مدن السودان، هربًا من القتال، حيث كانت المنطقة بمثابة ملجئ

للفارين من الصراع الدائر في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي.

السودان.. أمريكا تحث "الدعم السريع" على وقف التقدم في "الجزيرة"

حثت وزارة الخارجية الأميركية قوات الدعم السريع السودانية، الأحد، على وقف تقدمها فوراً في ولاية الجزيرة وسط السودان وعدم مهاجمة مدينة ود مدني.

وفي الثالث من ديسمبر، فشلت مفاوضات "منبر جدة" في التوصل إلى اتفاق بين القوات المسلحة والدعم السريع، وتم تعليق التفاوض لمزيد من التشاور بين قادة الطرفين.

وتُيسر السعودية، والولايات المتحدة محادثات بين طرفي القتال في السودان، لوضع حد للحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف أبريل الماضي.

وقف القتال فوراً

وطالبت الولايات المتحدة، الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بعدم السعي إلى لعب دور في الحكم بعد انتهاء الصراع في السودان.

وقالت السفارة الأمريكية بالخرطوم، في بيان، أنه لا حل عسكرياً يمكن قبوله للصراع في السودان، وأن المسار الوحيد المستدام للمضي قدماً، هو الذي يعترف بأن المستقبل السياسي للبلاد يؤول للمدنيين.

وأضافت: "رسالتنا واضحة: يجب على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إنهاء القتال، والاضطلاع بواجباتهما وفقاً للقانون الإنساني الدولي، واحترام حقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها دون عوائق".

وأردفت بقولها: "ستواصل الولايات المتحدة بذل قصارى جهدها لوقف القتال، وستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني في تطلعه الدائم إلى سودان ديمقراطي".

تفكك البلاد

قال عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق محمد الفكي سليمان إن دائرة الصراع تتسع في عدد من المدن، مضيفاً: "في ظل رغبة الحسم العسكري المتزايدة، لا أحد يأبه بالآلام الكبيرة التي يدفع ثمنها المدنيون وحدهم من دمهم ومعاشهم وأمنهم".

وأضاف الفكي أنه "لا نهاية لهذه الحرب إلا على طاولة التفاوض، واليوم أفضل للوطن من الغد لتحقيق ذلك، لأن استمرار الحرب يدمر مقدرات البلاد، ويفاقم الانقسام المجتمعي، وهو الشرخ الذي سيؤدي إلى تفكك البلاد ما لم نتدارك هذا الأمر".

اقرأ أيضاًأمريكا تحث قوات الدعم السريع السودانية على وقف التقدم في ولاية الجزيرة

واشنطن ترحب بنتائج القمة الاستثنائية لـ«إيجاد» نحو إنهاء الصراع في السودان

الهلال السوداني يسقط أمام بيترو أتلتيكو الأنجولي بدوري أبطال إفريقيا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحرب في السودان الحرب في السودان الآن الخرطوم الدعم السريع السودان قوات الدعم السريع مدينة ود مدني مدينة ود مدني السودان ود مدني الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

تصاعد نيران الحرب وضرورة وقفها

بقلم: تاج السر عثمان

١
تتصاعد نيران الحرب هذه الأيام، كما هو جارى الان في الفاشر امدرمان. الخ، ومواصلة تدمير البنيات التحتية، كما في قصف مطار دنقلا، ومحطة كهرباء وسد مروي، مما أدي لقطع الكهرباء عن معظم ولايات السودان، وتهديد عبد الرحيم دقلو باجتياح الشمالية، مما اكد انها حرب ضد المواطن بهدف تصفية الثورة، ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب.
٢
كما هو معروف الحرب مدمرة ولا يمكن حسمها عسكريا، ولابد من الوصول لحل تفاوضي ينهي الحرب ويرسخ الحكم المدني الديمقراطي.
في الميثولوجيا اليونانية القديمة برزت أصوات دعت إلى الحكمة، وحذرت حكام أثينا من شرور وويلات الحرب، لأن الحرب في نهاية المطاف تجعل: " المغلوب يبكي ، والغالب يشق الجيوب" ، ولأن الحرب علي حد تعبير الفيلسوف سقراط: " يقتل فيها الانسان أخاه الإنسان أو يعرض نفسه لضربات أخيه الانسان" . ولكن حكام أثينا أصموا آذانهم عن صوت الحكمة و تنكبوا درب الحروب حتى ضعفت شوكتهم ، وفشلوا وذهبت ريحهم.
في السودان، كان انقلاب 30/يونيو/ 1989 وبالا علي البلاد، فبعد الوصول إلى اتفاقية الميرغني - قرنق، والاتفاق على الحل السلمي وعقد المؤتمر الدستوري، أشعل الإسلامويون نيران الحرب وحولوها لحرب دينية جهادية، واتسعت حرب الجنوب التي اتخذت طابعا دينيا ، واتسع نطاق الحرب بكل مأسيها ودمارها ليشمل جنوب النيل الأزرق ، وجنوب كردفان، ودارفور، وشرق السودان، وتعمق الفقر والاملاق حتي اصبح 95% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وتعمقت الفوارق الطبقية حتي اصبح 2% من السكان يستحوذون علي 88% من الثروة ، ورغم إنتاج الذهب، واستخراج وانتاج وتصدير البترول الا أن عائده لم يدعم الانتاج الزراعي والحيواني والصناعي والتعليم والصحة والخدمات، حتى جاء الفشل الذي يتمثل في طامة الانفصال الكبري التي فقدت فيها البلاد 75% من بترول الجنوب، وازدادت الأوضاع المعيشية تدهورا، وتوقفت عجلة الإنتاج والتنمية وانهارت المشاريع الصناعية والزراعية وانتشر الفساد بشكل لامثيل له في السابق، وتعمقت التبعية للعالم الرأسمالي حيث بلغت ديون السودان الخارجية أكثر من ٦٠ مليار دولار، وتم تنفيذ روشتة صندوق النقد الدولي(الخصخصة، سحب الدعم عن السلع الاساسية، رفع الدولة يدها عن خدمات التعليم والصحة.الخ.
٣
وبعد ثورة ديسمبر واصل الإسلامويون عن طريق العسكر في اللجنة الأمنية في القمع كما في مجزرة فض الاعتصام، وتخريب الثورة، حتى المشاركة مع اللجنة الامنية في انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 مع الدعم السريع وبعض حركات جوبا، الذي أعاد التمكين، وقاد للحرب اللعينة الجارية حاليا التي جلبت المزيد من الدمار والخراب وتدهور الاوضاع المعيشية جراء زيادة ميزانية الحرب، والضرائب والجبايات، والزيادات المستمرة في الأسعار. والخدمات. الخ. إضافة لمصادرة الحقوق والحريات الأساسية، والأعمال البشعة التي يقوم بها طرفا الحرب من تدمير البنيات التحتية وانتهاكات ترقى لجرائم الحرب كما في الابادة الجماعية وحالات الاغتصاب والاستعباد الجنسي، وقطع الرؤوس وبقر البطون، ونهب الممتلكات وتهجير الملايين ، حتى اصبح حوالي ٢٥ مليون سوداني حسب بيانات الأمم المتحدة يحتاجون لمساعدات غذائية إضافة لخطر الحرب الإثنية والعرقية والجهوية التي تهدد وحدة البلاد.
٤
وأخير، لابديل غير مواصلة النضال اليومي في أوسع تحالف جماهيري لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة أو الثقافة، والتي تفتح الطريق للتوزيع العادل للسلطة والثروة وقيام التنمية المتوازنة.

alsirbabo@yahoo.co.uk  

مقالات مشابهة

  • 150 ضابطاً في البحرية الصهيونية يطالبون بوقف القتال في غزة
  • الصليب الأحمر يناشد أطراف الصراع السوداني التزام «إعلان جدة»
  • الإمارات تفند أمام «العدل الدولية» اتهامات السودان الزائفة
  • إسرائيل تهدد بفصل نحو ألف عسكري طالبوا بوقف الحرب
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 12 مدنيا وإصابة 17 في قصف مدفعي للدعم السريع
  •  الجيش السوداني يتهم الإمارات بأداء "دور محوري" في الحرب
  • تصاعد نيران الحرب وضرورة وقفها
  • قائد ثاني الدعم السريع يطالب مواطنى الفاشر مغادرتها فورا
  • الصحة تتهم الدعم السريع بالتخريب المتعمد للمستشفيات في السودان
  • تصاعد وتيرة الاحتجاجات التربوية في العراق وتلويح بالعصيان المدني (صور)