كيف تحوّل مبنى مهمل إلى الفندق الأكثر خضرة في أمريكا؟
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عند التوجّه جنوبًا على طريق كونيتيكت الرئيسي، وهو امتداد لـI-95 الذي يمر عبر مدينة نيو هيفن الساحلية، تقع على مبنى غريب بتصميمه الهندسي من توقيع المهندس المعماري الشهير مارسيل بروير، في منتصف القرن الماضي.
أنشأت شركة أرمسترونغ للإطارات المطاطية الهيكل المكوّن من تسع طبقات، ذات الشكل المكعب والواجهة الخرسانية، وكان المقرّ الرئيسي للشركة منذ عام 1970، إلى أنّ باعته لشركة بيريللي للإطارات، في عام 1988.
وبحلول عام 2000، باعت الشركة المبنى الذي كان مقررًا هدمه لبناء مركز للتسوق. وعوض ذلك، تم تحويله إلى أحد أكثر الفنادق خضرة في أمريكا، بعد أكثر من عقدين.
فندق مارسيل عديم الانبعاثات، يضم 165 غرفة ومركز مؤتمرات مساحته 9000 قدم مربع، ومطعم متكامل الخدمات.Credit: Hiltonيعد فندق "مارسيل"، وهو جزء من مجموعة Tapestry Collection by Hilton، خالي الانبعاثات. يضم 165 غرفة، ومركزًا للمؤتمرات تبلغ مساحته 9000 قدم مربع، ومطعمًا متكامل الخدمات. في عام 2020، اشترى المهندس المعماري والمطوّر بروس ريدمان بيكر، مدير شركة Becker + Becker، المبنى، وهو أول مشروع فندقي له، بغية إنشاء عقار مستدام وفريد من نوعه.
وقال بيكر: "لقد كنت دوما مهتمًا بكيفية استخدام مواهبي لتحويل المباني والأماكن على نحو يسفر عن نتائج إيجابية". وتابع: "بدا لي أنّ هذه كانت فرصة مثالية لبناء فندق يشكل جزءًا من الحل لأزمة المناخ ونموذجًا للاستدامة البيئية".
وفي حين أنّ المظهر الخارجي للمبنى يستحضر بشكل واضح حقبة ماضية، إلا أنّ الفندق يعد بالفعل نموذجًا للاستدامة في مجال الضيافة. لقد حصل على شهادتي Passive House وLEED (الريادة في الطاقة والتصميم البيئي) البلاتينية.
Credit: Hiltonوعوض الوقود الأحفوري، يعمل المبنى على الكهرباء المتجددة بنسبة 100% للإضاءة، والتدفئة، وتكييف الهواء، وتسخين المياه، ويتم تسخير الطاقة من خلال استخدام أكثر من 1000 لوح شمسي موضوعة على سطحه، ومظلات مواقف السيارات. المبنى نفسه "معاد تدويره"، فإعادة استخدام هيكل قائم بدلاً من تشييد مبنى جديد يعد في حد ذاته نعمة، مع الأخذ بالاعتبار أنّ البناء الجديد يساهم كثيرًا بانبعاثات غازات الدفيئة العالمية.
وفيما ظل الجزء الخارجي سليمًا، قام بيكر وفريقه بوضع تصوّر جديد للتصميم الداخلي. واستخدموا إضاءة الطاقة عبر إيثرنت (PoE)، وهي تقنية جديدة منخفضة الجهد تستخدم طاقة أقل من الأسلاك التقليدية، ما قلل من استخدام طاقة الإضاءة في المبنى بأكثر من 30٪، بحسب بيكر. وركبوا نوافذ زجاجية ثلاثية للسقف العلوي، وعزل السقف. (تخفّف النوافذ من فقدان الحرارة، ما يتطلب طاقة أقل لتدفئة أو تبريد الجزء الداخلي)، بالإضافة إلى كونها صديقة للبيئة أكثر، فهي أيضًا أكثر اقتصادا.
وقال: "تكاليف التشغيل لدينا أدنى بكثير من تكاليف فندق متوسط في نيو هيفن. سوف يلهم تخفيض الصرف هذا المطوّرين والمالكين الآخرين للتصميم ووالآليات المستدامة".
وسعى المهندس المعماري أثناء إعادة تصوّره للمبنى الأصلي لشركة أرمسترونغ للإطارات المطاطية بطريقة أكثر استدامة، إلى حماية سلامة المبنى التاريخية. فقد تمت إضافة الهيكل إلى سجل الولاية والسجل الوطني للأماكن التاريخية في عامي 2020 و2021، على التوالي، ما دفع إلى إجراء مراجعة صارمة من قبل خدمة المنتزهات الوطنية ومكتب الحفاظ على التاريخ بالولاية أثناء عملية التجديد.
الخشب ذات اللون الفاتح والمحايد داخل فندق مارسيل.Credit: Hiltonعملت شركة Becker + Becker مع شركة التصميم الداخلي Dutch East Design التي تأخذ من بروكلين مقرًا لها لضمان استمرار عناصر التصميم البارزة للمبنى الأصلي.
على سبيل المثال، تم ترميم السلالم الداخلية التي صمّمها مارسيل بروير باستخدام جدران خرسانية على شكل ألواح ودرابزين من خشب الماهوغني، وسلالم تيرازو شبه منحرفة. يشير بيكر إلى أن "هذه السلالم الجميلة هي بمثابة أعجوبة معمارية وتشبه تلك التي صممها بروير لمتحف ويتني الأصلي في شارع ماديسون بمانهاتن".
تم أيضًا إعادة استخدام بعض المواد من التصاميم الداخلية الأصلية، ضمنًا أرضيات الغرانيت في الردهة، وتجهيزات الإضاءة التي تم ترميمها وتعديلها لاستخدام إضاءة أكثر كفاءة من حيث الطاقة، وجدران مكسوة بألواح خشبية تم ترميمها داخل تسع غرف وأجنحة تطل على الواجهة البحرية، كانت في السابق مكاتب تنفيذية لشركة ارمسترونغ للإطارات المطاطية.
وأضاف أنّ زوجة بيكر وشريكه، كريمر سيمز بيكر، قامت بتنسيق المجموعة الفنية، "التي، على غرار الهندسة المعمارية، تعكس الالتزام بكل من الاستدامة والتصميم المستوحى من باوهاوس".
بالإضافة إلى فن الفندق، يتم عرض مجموعة من العناصر ووسائل الراحة الأخرى ذات التوجه المستدام، مثل المكونات من مصادر محلية المقدمة في مطعم الفندق، BLDG، وطعام الكلاب الصحي الذي يصنّعه الموظفون من فضلات المطبخ المعاد استخدامها للضيوف الفرويين ذوي الأرجل الأربعة. إلى استحداث محطات شحن للسيارات الكهربائية، ولنقل الضيوف في جميع أنحاء المدينة، وتوفير خدمة نقل المطار التي تعمل بالبطارية.
لكن إلى جانب كونه مبنى مستدامًا ووجهة رائعة لهواة الهندسة المعمارية والمسافرين الذين يسعون إلى الإقامة في مكان يتمتع بخلفية مثيرة وغنية، فإن الفندق المذهل له آثار أكبر على صناعة الضيافة.
حتى الفندق تمت "إعادة تكريره" من خلال العمل على المبنى القديم عوض هدمه وبناء آخر جديد. Credit: Hiltonفباعتباره جزءًا من مجموعة Tapestry Collection التابعة لهيلتون، يجسد فندق "مارسيل" استراتيجية السفر الهادف التي تتبعها العلامة التجارية الفندقية العالمية، والهادفة إلى "تعزيز السفر المسؤول والسياحة المسؤولة على مستوى العالم".
وبما أنّ التقنيات المستدامة التي استخدمها بيكر وفريقه لإنشاء فندق "مارسيل" فعالة من حيث التكلفة ويمكن الوصول إليها، فإن "نموذج فندق مارسيل الكهربائي بالكامل الخالي من الانبعاثات يمكن تكراره بسهولة.
ولفت بيكر إلى أن "إرث فندق مارسيل يمتد إلى ما هو أبعد من جوائز صناعة شهادات LEED البلاتينية أو Passive House والتدابير المستدامة. إنه بمثابة دعوة للتحول داخل الصناعة بأكملها".
أمريكاالبيئةتصاميمفنادقنشر الثلاثاء، 19 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: البيئة تصاميم فنادق
إقرأ أيضاً:
عبد الله أبو خضرة: خط «الرورو» يربط مصر بالمحيط الخارجي ويجعلها مركز توزيع وتجميع (فيديو)
كشف الدكتور عبد الله أبو خضرة، أستاذ هندسة الطرق والموانئ بجامعة بني سويف، أن هناك عملية جني ثمار للعديد من مشروعات النقل التي شارفت على الانتهاء، مثل خط التجارة الرورو الذي يربط بين مصر وإيطاليا.
وتابع أبو خضرة، خلال لقائه مع الإعلامية رشا مجدي، مقدمة برنامج «صباح البلد»، المذاع على قناة «صدى البلد»، أن هذا الميناء يسهم في نقل المحاصيل الزراعية سريعة التلف، وهذا يربط مصر بالمحيط الخارجي ويجعلها مركز توزيع وتجميع.
وأكد أن مصر من أفضل 10 مواقع في العالم لخدمات المناطق اللوجستية والترانزيت، ومعامل الانحراف عن خط التجارة العالمي صفر.
وأوضح أن حجم البضائع الذي يتم نقله عبر الممرات المائية وصل 11 مليار طن، وهذا الرقم يحول أي دولة لتصبح من الاقتصاديات العملاقة عالميا والكل يتنافس على أن يكون له أكبر حصة من هذا الرقم.
وأردف أن مصر بدأت تؤهل نفسها، خاصة أنها تربط بين 3 قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، إضافة إلى أنها مدخل لقارة كاملة مليئة بالموارد الطبيعية المطلوب نقلها إلى أوروبا.
اقرأ أيضاًمحافظ الجيزة يتفقد أعمال التطوير بمحيط المتحف المصري الكبير والطرق المؤدية إليه
استجابة للمواطنين.. محافظ الإسكندرية يوجه مديرية النقل بسرعة إنهاء رصف الطرق بالعجمي
غلق كلي لـ محور الفريق إبراهيم العرابي لمدة يومين.. تعرف على الطرق البديلة