طبق واحد لأسرة كاملة.. تفاقم أزمة الجوع بغزة في اليوم الـ74 للحرب
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
طوابير تمتد لعشرات الأمتار، وزحام شديد تشهده عملية توزيع المواد الغذائية والإمدادات الطبية في مخيمات النازحين بغزة، بسبب النقص الحاد في الوقود، ونقص إمدادات الطعام منذ بداية الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، وتجاوزت يومها السبعين على التوالي.
طوابير طويلة وطعام لا يكفيصنف واحد فقط من الطعام يوفره المتطوعون في «التكيات الخيرية» التي ينظمها بعض القادرين في مخيمات غزة، يتزاحم عليها المئات من ساكني المخيم مقابل قليل من الطعام يقتسمه أفراد أسرة كاملة، رغم قلة الكمية، حتى أن بعضهم يعود إلى أسرته فارغ اليدين بعد انتظار ساعات.
في مقطع فيديو جديد نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الإعلام الفلسطينية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أظهر حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة المحتل، حيث يتزاحم الأطفال وفي يدهم أواني فارغة، بل بعضهم يحمل «جردل بلاستيك» لعدم توافر أواني طعام لديهم، أمام وعاء طعام كبير يتولى طهيه أحد الرجال بالمخيم، في وضع صعب يعيشه الآلاف من أهل غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.
طبق واحد لأسرة كاملة في غزةيتم طهي الطعام، الذي يقتصر غالبا على وجبة العدس، على الحطب بسبب نقص الوقود على مستوى القطاع، وبحسب رواية المصور الفلسطيني عمرو طبش، الذي يوثق أوضاع القطاع بعدسته، لـ«الوطن» طوابير انتظار الطعام قد تستمر بالساعات مقابل الحصول على طبق عدس واحد فقط، لسد جوع أسرة كاملة، حسب روايته.
ومع احتدام الجوع واستمرار الحرب يقطع بعض النازحين مسافات طويلة سيرا على الأقدام، للحصول على وجبة طعام واحدة طوال اليوم، يحصلون عليها من أحد «التكيات الخيرية» التي تقام في المخيمات الآخرى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة مخيمات غزة النازحين
إقرأ أيضاً:
الجوع يفتك بسكان غزة وتحذيرات من موت جماعي وشيك
تصاعدت التحذيرات خلال الساعات الماضية من كارثة إنسانية باتت وشيكة مع تفاقم الجوع وانعدام الغذاء في قطاع غزة، بينما واصل الاحتلال شن غارات جوية على أرجاء القطاع، وسقط مئات الشهداء والجرحى.
ويأتي ذلك مع تزايد النقص الشديد بالمواد الغذائية الأساسية، في مختلف أنحاء القطاع، مع استمرار إغلاق المعابر لنحو شهرين متواصلين.
بيان حكومي: تسارع مخيف للكارثةحذّرت حكومة غزة في بيان، اليوم الجمعة، من أن فلسطينيي القطاع "على شفا الموت الجماعي" بسبب توسع رقعة المجاعة وانهيار القطاعات الحيوية بالكامل، مطالبة بفتح ممر إنساني فوري ودون تأخير لإنقاذ أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.
وقال البيان إن الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم بشكل متسارع ومخيف، مع استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل وإغلاق المعابر منذ 55 يوما، مما أدى إلى تفشي المجاعة وتهديد حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان.
وأكد أن "المجاعة في غزة باتت واقعا مريرا لا تهديدا، بعد تسجيل 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 50 طفلا، في واحدة من أبشع صور القتل البطيء".
وذكر أن "أكثر من 60 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، بينما يشتكي أكثر من مليون طفل من الجوع اليومي الذي تسبب بالهزال وسوء البنية الجسمية وأصبحوا في بؤرة الخطر، في حين أُجبرت آلاف الأسر الفلسطينية على مواجهة الموت جوعا بعد عجزها عن توفير وجبة واحدة لأبنائها".
إعلانوأطلق المكتب ما سماه "النداء قبل وقوع الكارثة"، قائلا إن "أي تأخير في الاستجابة سيُعد تواطؤا واضحا ومشاركة فعلية في الجريمة، ووصمة عار لا تُمحى من جبين الإنسانية والتاريخ".
وطالب في هذا الصدد بفتح ممر إنساني آمن بشكل فوري وعاجل وبدون مماطلة "لإنقاذ حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة قبل فوات الأوان"، كما دعا لتشكيل لجان دولية مستقلة للتحقيق "في جريمة التجويع والقتل البطيء التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة".
وفي الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع الثلاثة أمام المساعدات الإغاثية والوقود واستأنفت الإبادة الجماعية.
ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
ومع تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، أصدر خلال الساعات الماضية عدد من الهيئات والمنظمات الإنسانية الدولية بيانات تحذر فيها من مخاطر الوضع وتدعو إلى تحرك سريع لانتشال سكان القطاع من براثين المجاعة والموت البطيء.
ندرة الطعامقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الطعام في غزة نادر، وإن الأسعار مرتفعة للغاية، مشيرة إلى أن الآلاف في القطاع يعتمدون على المطابخ المجتمعية للبقاء على قيد الحياة.
مئات الآلاف ينزحونمن جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن حوالي نصف مليون شخص نزحوا خلال الشهر الماضي في قطاع غزة.
وأضافت الأونروا في منشور عبر حسابها على منصة إكس أرفقته بصور أن أوامر التهجير المتكررة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي لا تترك للفلسطينيين سوى أقل من ثلث مساحة غزة للعيش فيها، مشيرة إلى أن هذه المساحة المتبقية مجزأة، وغير آمنة، ولا تكاد تصلح للعيش.
إعلانوأكدت أن الملاجئ المكتظة في حالة مزرية، وأن مقدمي الخدمات يكافحون من أجل العمل والموارد المتبقية على وشك النفاد.
تدهور خطير للوضعمن جانبها، قالت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان إن الوضع الإنساني في غزة يتدهور بشكل خطير منذ 18 شهرا.
وأضافت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان أن الحصار الإنساني الكامل فاقم الأوضاع في غزة، ودمر حياة 2.2 مليون شخص، وأن الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين تصاعدت منذ انهيار وقف إطلاق النار.
بدوره، قال برنامج الأغذية العالمي اليوم الجمعة إن مخزونه الغذائي في غزة نفد بسبب استمرار إغلاق المعابر المؤدية إلى القطاع.
وأفادت المنظمة في بيان بأنه "لم تدخل أي إمدادات إنسانية أو تجارية إلى غزة منذ أكثر من 7 أسابيع، إذ لا تزال جميع المعابر الحدودية الرئيسية مغلقة. وهذا أطول إغلاق يشهده قطاع غزة على الإطلاق، مما يزيد من تفاقم حالة الأسواق والأنظمة الغذائية الهشة أصلا".
عشرات الشهداء بيوم واحدوفي أحدث الإحصاءات المسجلة في القطاع، قالت وزارة الصحة في غزة إن 84 شخصا استشهدوا، وإن 168 آخرين أصيبوا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبذلك يرتفع عدد شهداء القطاع -وفقا لوزارة الصحة- إلى 51 ألفا و439، و117 ألفا و416 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، كما استشهد 2062 شخصا وأصيب 5375 منذ 18 مارس/آذار الماضي.