القوات تحتفل بـالانتصار.. كيف تحقّق سيناريو التمديد لعون؟
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
ما إن انتهت جلسة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، على وقع "تصفيق" نواب "القوات اللبنانية"، حتى بدأت الاحتفالات بـ"الانتصار" وفق توصيف قوى المعارضة، و"القوات" على رأسها، بعدما اعتبرت نفسها "أم الصبي"، وخاضت في سبيل إنجاز التمديد بالصيغة التي أقرّ فيها، "حربًا وجودية"، خصوصًا في مواجهة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، الذي صُنّف "مهزومًا" في النتيجة.
صحيح أنّ العديد من نواب "القوات" حاولوا إعطاء بعد "وطني" للتمديد، رافضين تبنّي مقولة "الانتصار الذاتي" بعد انتهاء الجلسة، إلا أن الصحيح أيضًا أنّ المحسوبين على "القوات" لم يتأخّروا في "المفاخرة" بالإنجاز الذي تحقّق، ولا سيما أنّه جنّب البلاد أزمة "فراغ" قد تُدخِل المؤسسة العسكرية في "المجهول" بكلّ ما للكلمة من معنى، معتبرين أنّه ما كان من الممكن الوصول إليه لولا إصرار "القوات" وعنادها، إن جاز التعبير.
أكثر من ذلك، أوحت بعض الوقائع أنّ احتفال "القوات" بـ"الانتصار" لم تقتصر على ما تحقّق من تمديد لعون، بل ذهبت لحدّ "البناء" على مشهد الجلسة التشريعية، من أجل "الرهان" على مشهد مماثل في جلسة أخرى تخصَّص لانتخاب رئيس الجمهورية، لكن هل ما تحقّق يعتبَر فعلاً "انتصارًا صافيًا" لـ"القوات"؟ وما هي العوامل الموضوعية التي أوصلت إليه؟ ولماذا يعتبر البعض أنّ رئيس مجلس النواب كان "الرابح الأكبر"، لا "القوات"؟!
حسابات ربح "القوات"
بالنسبة إلى المحسوبين على "القوات اللبنانية"، فإنّ حسابات الربح تمنحها "الامتياز" في معركة "استحقاق" قيادة الجيش، فالتمديد لعون كان مطلبها منذ اليوم الأول وتحقّق في نهاية المطاف، مع خاسر وحيد هو رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الذي ارتكب من "الخطايا" في هذه المعركة ما قد يجعله "مهزومًا" على المدى الطويل، خصوصًا بعد هجومه غير المسبوق على قائد الجيش، وضمنًا على المؤسسة العسكرية برمّتها.
تضع "القوات" في حسابات الربح أيضًا، أنها لم تخرق مبدأ "عدم التشريع بغياب رئيس الجمهورية"، رغم مشاركتها في جلسة تشريعية كاملة المواصفات، حيث تقول إنّها "امتنعت" عن التشريع في كلّ البنود التي طرحت على جدول الأعمال، واكتفت بتأمين النصاب بانتظار طرح موضوع التمديد، انطلاقًا من أنّ "المصلحة الوطنية العليا" تغلّبت على المبدأ، ولو أنّ مثل هذا المنطق قد لا يبدو مقنِعًا لكثيرين، في المعارضة أولاً.
وليس خافيًا على أحد أنّ خروج "حزب الله" ودخول نواب المعارضة إلى الجلسة في اللحظة الأخيرة، شكّل نقطة إيجابية بالنسبة إلى "القوات"، التي لم تظهر على أنها خرقت وحدها "الإجماع" على رفض التشريع في ظل الفراغ الرئاسي، خصوصًا بعد محاولات للحديث عن "تمايز كتائبي" لن يتأخّر النائب سامي الجميل في توظيفه لصالحه، في استعادة لفصول "التنافس الشعبوي" بين الحزبين، والذي لا يزال قائمًا بشكل أو بآخر.
كيف تحقق التمديد؟
لكن، بعيدًا عن مفاخرة "القوات" بانتصارها، والذي يعتبره البعض مُبالَغًا به، يتحدّث العارفون عن سلسلة عوامل "موضوعية" أسهمت في تحقيق "غاية" التمديد بمعزل عمّن كان فعلاً "أم الصبي"، ومن بين هذه العوامل بلا شكّ الموقف المسيحي العام، الذي مثّله بشكل أساسي البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي لعب دورًا "محفّزًا" في هذا الإطار، بعد سلسلة من العظات التي ركّز فيها على وجوب التمديد لعون، وعدم المسّ باستقرار المؤسسة العسكرية.
ويندرج في الخانة نفسها الموقف الدوليّ المؤيد للتمديد، رفضًا لإدخال الجيش في متاهات "فوضى" غير محسوبة، والذي عبّر عنه الموفدون الدوليون الذين تناوبوا على زيارة لبنان في الآونة الأخيرة، كما يندرج أيضًا الظرف الاستثنائي والدقيق، في ظلّ الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وانعكاساتها في جنوب لبنان، وهو ظرف دفع كثيرين لتأييد التمديد، على الرغم من موقف "مبدئي" قد لا يكون مؤيّدًا لمثل هذه الخطوة.
لكن، قبل كلّ ذلك، ثمّة من يعتبر أنّ موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي وصفه البعض بـ"الرابح الأكبر"، بعد انتزاعه اعترافًا من الجميع بـ"تشريع الضرورة"، كان الأساس في تحقيق "غاية" التمديد، وكذلك موقف "حزب الله"، الذي لا يشكّ أحد في أن "موافقته الضمنية" كانت "خريطة الطريق" للتمديد، بمعزل عن "تكتيكه" خروجه من القاعة في اللحظة الأخيرة، من باب "رفع العتب" مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل.
هكذا، قد يكون من المُبالَغ به الحديث عن "ربحٍ صافٍ" حقّقته "القوات اللبنانية" في ملف التمديد لقائد الجيش، ولو أنّه يُسجَّل لها أنّها نجحت في "اللعبة الإعلامية" من خلال الضغط الذي مارسته طيلة المرحلة الماضية. لكنّ الأكيد أن التمديد ما كان ليتحقّق لو لم تتضافر سلسلة من المعطيات التي كرّسته أمرًا واقعًا، ومن بينها موافقة "حزب الله" الضمنية، بمعزل عن مصلحة "القوات" من مثل هذه المقاربة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الجيش الروسي يعلن السيطرة بلدة جديدة شرق أوكرانيا
أعلن الجيش الروسي، اليوم الأثنين، السيطرة على بلدة ثانية في دونيتسك شرق أوكرانيا.
ووفقا لوكالة "سبوتنيك" الروسية، قالت الدفاع الروسية في بيان لها: "خلال العمليات الهجومية النشطة، حررت وحدات مجموعة "الجنوب" الروسية بالكامل على مدينة كوراخوفو، أكبر منطقة في الجزء الجنوبي الغربي من دونباس".
وأشارت الدفاع الروسية إلى أنه "على مدى عشر سنوات، حوّلها نظام كييف إلى منطقة محصنة قوية مع شبكة متطورة من نقاط إطلاق النار طويلة الأمد والاتصالات تحت الأرض. وهي مغطاة بخزان مياه من الشمال، ما حد بشكل كبير من قدرات المناورة للوحدات الهجومية الروسية“.
محذرا من روسيا وكوريا الشمالية.. بلينكن يتحدث عن هدنة قريبة في غزةروسيا تعلن تدمير مسيرات أوكرانية فوق أراضيهاروسيا: دمرنا 61 مسيرة أوكرانية فوق أراضيناوأضافت الوزارة الروسية في بيانها أن "العدو قد استقطب تشكيلات من الوطنيين والمرتزقة الأجانب للدفاع عن المدينة، معززة بالمدفعية والدبابات. ومن بين هذه التشكيلات وحدات من لواء النخبة الهجومي المحمول جواً رقم 79 واللواء 46 المحمول جواً، بالإضافة إلى اللواء الخامس واللواء 33 واللواء 157 الآلي".
ووفقًا لوزارة الدفاع: "حشدت قيادة القوات المسلحة الروسية 26 كتيبة بقوام إجمالي يزيد عن 15,000 جندي للسيطرة على كوراخوفو".
وأضاف البيان: "نتيجة للأعمال المهنية التي قامت بها القوات الروسية أثناء تحرير كوراخوفو، فقد العدو 80% من أفراده (أكثر من 12 ألف شخص)، ونحو 3 آلاف وحدة من الأسلحة والمعدات العسكرية المتنوعة، بما في ذلك 40 دبابة ومركبات قتالية مدرعة أخرى".
وأشار البيان إلى أنه "خلال شهرين من القتال بالقرب من كوراخوفو، تراوحت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية اليومية في المتوسط بين 150 إلى 180 جنديًا بين قتيل وجريح".
وقالت وزارة الدفاع: "فرض السيطرة على هذا المركز اللوجستي المهم أدى إلى تعقيد الدعم اللوجستي والفني لمجموعة القوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه دونيتسك بشكل كبير، ما حرم نظام كييف من فرصة إطلاق النار من أنظمة المدفعية على السكان المدنيين في مدينة دونيتسك، عاصمة جمهورية دونيتسك".
وأوضح البيان أنه "بعد الاستيلاء على كوراخوفو، دخلت القوات الروسية مجال العمليات، وهذا من شأنه أن يزيد من وتيرة تحرير أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية".