قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن فيديوهات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تؤكد أن هيئة أركانها لا تزال تعمل بمنتهى الكفاءة وهي صاحبة اليد العليا.

وأوضح الدويري -خلال تحليله لقناة الجزيرة- أن المشاهد الأخيرة رسالة واضحة مفادها أن القسام تملك منظومة القيادة والسيطرة والاتصالات والاستطلاع.

وبثت القسام في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، 4 فيديوهات اثنان منها لمشاهد قتال ملحمية ضد آليات وجنود الاحتلال شمالي قطاع غزة، إضافة إلى فيديو ثالث حول النفق المكتشف إسرائيليا، ورابع حول أسرى إسرائيليين مسنين بعنوان "لا تتركونا نشيخ".

وأشار إلى أن جيش الاحتلال لا يفلح سوى بقصف المنازل وقتل المدنيين، وفيديوهاته التي ينشرها "استعراض قوة موجه للداخل الإسرائيلي"، لافتا إلى أنها تظهر نصف الحقيقة فقط وتبدو كأنها تدريبات أو مناورات.

أما بشأن تصريحات قادة الاحتلال المتكررة حول ذهاب إسرائيل بعيدا في القضاء على حماس، قال الدويري إنها خطابات شعبوية موجهة للداخل مستدلا بإيعاز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لرئيس الموساد بلقاء الوسطاء للإفراج عن الأسرى في غزة.

وأكد أن حكومة نتنياهو تواجه واقعا مأزوما، وتحاول التغطية على فشلها هنا وهناك على غرار الكشف عن نفق قرب السياج الحدودي بعد أكثر من 70 يوما على حربها.

أسلحة ورسائل

أما على صعيد التطورات الميدانية، فبين الدويري أن كتائب القسام لجأت إلى صاروخ الكورنيت لضرب آلية إسرائيلية مكشوفة بدلا من الدبابات والناقلات المدرعة، لأن الأخيرة مزودة بنظام "الستار الواقي" ويمكنها أن تسقط الصاروخ قبل الوصول للهدف.

ولفت إلى أن الكورنيت صناعة روسية وأجريت عليه تحسينات، وما تمتلكه القسام من صواريخ تعمل بالليزر ومداها 5.5 كيلومترات ويقدر وزن الحشوة بـ27 كيلوغراما، ومسارها لولبي غير مستقيم.

وعن دلالات فيديو القسام بشأن الأسرى الإسرائيليين كبار السن، قال الخبير العسكري إن هؤلاء من مؤسسي جيش الاحتلال ولديهم سجل حافل في ذلك.

وأضاف أن هؤلاء من غلاة اليهود، ويعيشون في مستوطنات غلاف غزة، مؤكدا أن رسالة الفيديو سيكون وقعها مماثلا أو يزيد عن مقتل الأسرى الثلاثة قبل أيام على يد الجيش الإسرائيلي.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

كيف أقر القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة بصدق السنوار؟.. الدويري يجيب

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن تصريحات القائد السابق لفرقة غزة في الجيش الإسرائيلي تؤكد ما تضمنته رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار الأخيرة لزعيم جماعة أنصار الله (الحوثيون) عبد الملك الحوثي.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن القائد السابق لفرقة غزة قوله إن إسرائيل "تنتصر في مواجهات تكتيكية مع حماس لكنها تخسر الحرب" المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي تحليل للمشهد العسكري أوضح الدويري أن هذه التصريحات تندرج تحت عنوان "نصر تكتيكي وهزيمة إستراتيجية"، مع تحفظه على وصف ما يحدث بأنه نصر تكتيكي للاحتلال، مضيفا أن شواهد التاريخ تقدم أمثلة مشابهة لهذا الوضع.

واستشهد الدويري بمثالين تاريخيين لتوضيح وجهة نظره، الأول هو الحرب الأهلية الأميركية بين عامي 1863 و1865، إذ كسب الانفصاليون معظم المعارك على مدار عامين، لكنهم خسروا المعركة الأخيرة واستسلموا.

أما المثال الثاني الذي ذكره الدويري فهو حرب فيتنام، إذ انتصرت أميركا في معظم المعارك التكتيكية، ولكنها خرجت في النهاية مهزومة.

إسقاطات تاريخية

وأشار الدويري إلى أن هذه الإسقاطات التاريخية يمكن ملاحظتها في الوضع الحالي في غزة، مستدركا "لن نقول إن إسرائيل كسبت في كافة المعارك التكتيكية، لكنها استطاعت أن تدخل إلى غزة من أقصاها إلى أقصاها، ومع ذلك لم تستطع أن تسيطر بشكل كامل لأن طبيعة المعارك مختلفة".

وأكد الخبير العسكري أن المعارك الحالية في غزة غير متناظرة، وهي مزيج فريد من حرب العصابات وحرب الأنفاق وحرب المدن، مشيرا إلى أن "هذا الخليط لم يحدث في التاريخ".

وأضاف أن حديث المسؤول العسكري الإسرائيلي جاء ليؤكد ما تضمنته رسالة السنوار الأخيرة من التأكيد على أن المقاومة مستعدة لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد تنتهي بهزيمة إستراتيجية أكيدة للاحتلال.

وكان المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق قد صرح كذلك في حديثه للصحيفة الأميركية بأن حماس تستعيد المدن بعد ربع ساعة من انسحاب الجيش الإسرائيلي منها، مضيفا أن قدرة إسرائيل على الردع تتراجع إلى الصفر.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين حاليين وسابقين اعتقادهم بأنه "من غير المرجح أن تهزم حركة حماس في هذه الحرب".

معركة استنزاف

وكان السنوار قد أكد في رسالته للحوثي أمس الاثنين أن المقاومة بعد قرابة عام من الحرب المتواصلة لا تزال بخير، وأن "ما ينشره العدو من أخبار ومعلومات يأتي في إطار الحرب النفسية"، مؤكدا أنها تعد نفسها لمعركة استنزاف، و"ستكسر إرادة العدو السياسية كما كسرت إرادته العسكرية".

يشار إلى أن إسرائيل تشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 135 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل إسرائيل حربها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

مقالات مشابهة

  • خبير سياسي: العدوان الإسرائيلي على لبنان اختراق استخباراتي وليس هجمة سيبرانية
  • خبير سياسات دولية: الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أدوات جديدة ومفاجئة في الحروب
  • خبير عسكري: قوات الاحتلال ستتكبد خسائر فادحة إذا شنت هجومًا بريًا على لبنان
  • ما سر رعب جيش الاحتلال من المباني المفخخة برفح؟ الدويري يرد
  • خبير سياسي: «الاحتلال الإسرائيلي» سيتكبد خسائر فادحة إذا شنت هجوما بريا على لبنان
  • خبير الاقتصاد العسكري: الداخل الإسرائيلي يعيش في حالة ذعر مستمر
  • خبير علاقات دولية: جيش الاحتلال الإسرائيلي يصعد الأمور رغم محاولات التهدئة
  • الدويري .. القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة يعترف بصدق السنوار
  • خبير عسكري: إسرائيل حققت أهدافا تكتيكية لكنها أخفقت في تدمير المقاومة
  • كيف أقر القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة بصدق السنوار؟.. الدويري يجيب