خبير عسكري: فيديوهات القسام تؤكد إدارتها معركة غزة بمنتهى الكفاءة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن فيديوهات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تؤكد أن هيئة أركانها لا تزال تعمل بمنتهى الكفاءة وهي صاحبة اليد العليا.
وأوضح الدويري -خلال تحليله لقناة الجزيرة- أن المشاهد الأخيرة رسالة واضحة مفادها أن القسام تملك منظومة القيادة والسيطرة والاتصالات والاستطلاع.
وبثت القسام في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، 4 فيديوهات اثنان منها لمشاهد قتال ملحمية ضد آليات وجنود الاحتلال شمالي قطاع غزة، إضافة إلى فيديو ثالث حول النفق المكتشف إسرائيليا، ورابع حول أسرى إسرائيليين مسنين بعنوان "لا تتركونا نشيخ".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال لا يفلح سوى بقصف المنازل وقتل المدنيين، وفيديوهاته التي ينشرها "استعراض قوة موجه للداخل الإسرائيلي"، لافتا إلى أنها تظهر نصف الحقيقة فقط وتبدو كأنها تدريبات أو مناورات.
أما بشأن تصريحات قادة الاحتلال المتكررة حول ذهاب إسرائيل بعيدا في القضاء على حماس، قال الدويري إنها خطابات شعبوية موجهة للداخل مستدلا بإيعاز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لرئيس الموساد بلقاء الوسطاء للإفراج عن الأسرى في غزة.
وأكد أن حكومة نتنياهو تواجه واقعا مأزوما، وتحاول التغطية على فشلها هنا وهناك على غرار الكشف عن نفق قرب السياج الحدودي بعد أكثر من 70 يوما على حربها.
أسلحة ورسائلأما على صعيد التطورات الميدانية، فبين الدويري أن كتائب القسام لجأت إلى صاروخ الكورنيت لضرب آلية إسرائيلية مكشوفة بدلا من الدبابات والناقلات المدرعة، لأن الأخيرة مزودة بنظام "الستار الواقي" ويمكنها أن تسقط الصاروخ قبل الوصول للهدف.
ولفت إلى أن الكورنيت صناعة روسية وأجريت عليه تحسينات، وما تمتلكه القسام من صواريخ تعمل بالليزر ومداها 5.5 كيلومترات ويقدر وزن الحشوة بـ27 كيلوغراما، ومسارها لولبي غير مستقيم.
وعن دلالات فيديو القسام بشأن الأسرى الإسرائيليين كبار السن، قال الخبير العسكري إن هؤلاء من مؤسسي جيش الاحتلال ولديهم سجل حافل في ذلك.
وأضاف أن هؤلاء من غلاة اليهود، ويعيشون في مستوطنات غلاف غزة، مؤكدا أن رسالة الفيديو سيكون وقعها مماثلا أو يزيد عن مقتل الأسرى الثلاثة قبل أيام على يد الجيش الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تحقيق إسرائيلي: فشل 37 جنديا بصد ثلاثة من القسام في أحد المستوطنات
كشفت التحقيقات التي أجراها جيش الاحتلال الإسرائيلي حول هجوم "طوفان الأقصى"، الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفصائل فلسطينية في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن تفاصيل صادمة للرأي العام الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بمعركة مستوطنة "نتيف هعسرا".
وأكد التحقيق فشل 37 جنديًا إسرائيليًا في التصدي لثلاثة مقاتلين من كتائب القسام خلال ساعتين من القتال، ما أسفر عن مقتل 17 مستوطنًا.
وبحسب التحقيق، فإن مسؤول الأمن في المستوطنة، إلى جانب 25 جنديًا كانوا في الخدمة، اختاروا الاحتماء داخل المنازل بدلًا من مواجهة مقاتلي القسام.
وأشار التقرير إلى أن جيش الاحتلال يعاني من نقص في المعدات والوسائل القتالية والكوادر البشرية، وهي عوامل وصفها بأنها "أمراض مزمنة" تفاقمت خلال هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
أفادت التحقيقات بأن قائد الكتيبة لم يصدر تعليمات للمتدينين بالمشاركة في القتال، كما تغافل عن استدعاء قوة من لواء "جولاني" كانت متمركزة في الدفيئات الزراعية لملاحقة المهاجمين الفلسطينيين.
وكشف التقرير أن مقاتلي "جولاني" انتظروا تلقي التعليمات عبر تطبيق "واتساب" بدلاً من التحرك الميداني الفوري.
وخلص التحقيق إلى أن المعركة انتهت بمقتل الإسرائيليين دون أي خسائر في صفوف المهاجمين، الذين انسحبوا بسلام إلى غزة، مما جعلها واحدة من أكثر المعارك إحباطًا في تاريخ الجيش، وفقًا للتقرير.
وعلى الرغم من التفوق العسكري الواضح لجيش الاحتلال الإسرائيلي في المعركة، بوجود قائد عسكري كبير داخل المستوطنة، وقوة دائمة من لواء "جولاني"، إضافة إلى فرقة احتياطية مدربة ومسلحة، إلا أن ذلك لم يمنع ثلاثة مقاتلين فقط من التسبب في خسائر فادحة، مع تمكن اثنين منهم من الانسحاب سالمين إلى غزة.
ووفق التحقيق، فإن رئيس أركان المستوطنة أمر أفراد فرقة الاستعداد، البالغ عددهم 25 فردًا، بالاحتماء في المنازل وعدم التصدي للمهاجمين، رغم أنهم كانوا من بين أفضل الفرق تدريبًا ومجهزين بأسلحتهم داخل منازلهم، وهو ما يختلف عن المستوطنات الأخرى التي تخزن الأسلحة في أماكن مغلقة.
وأوضح التقرير وجود تقصير واضح من قبل قوات الكتيبة الإقليمية التابعة للواء "جولاني"، حيث لم يكن لها أي دور مؤثر يُذكر خلال المواجهة.
وعندما وصلت المجموعة القتالية التابعة للوحدة إلى موقع الاشتباك بعد نحو ساعة ونصف، لم تبادر بالتحرك الفوري، بل انتظرت لنحو نصف ساعة أخرى، معتمدة على تلقي التعليمات عبر "واتساب".
وفي التحقيق الذي قاده العقيد نمرود ألوني، كشف أيضًا عن تراكم الأخطاء الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك التراخي في الإجراءات العملياتية خلال فترات الهدوء، وتقليص القوات المنتشرة في المناطق الحدودية، مما أتاح فرصة كبيرة للمهاجمين الفلسطينيين.
وأفاد التقرير بأنه في الفترات السابقة كانت مستوطنة "نتيف هعسرا" تتمتع بحماية مشددة، شملت فصيلتين عسكريتين تضم كل منهما 40 مقاتلًا. إلا أن الشعور الزائد بالأمان دفع إلى تقليص هذه القوة إلى مجموعة صغيرة داخل المستوطنة، الأمر الذي جعلها هدفًا سهلًا للهجوم.
بحلول الساعة 6:34 صباحًا، هبط ثلاثة مقاتلين فلسطينيين بالمظلات الشراعية كطليعة لقوة أكبر تضم نحو 30 مقاتلاً كان يفترض أن يتبعوهم سيرًا على الأقدام من المناطق الفلسطينية المجاورة. إلا أن قوات الاحتياط الإسرائيلية لم تتعامل مع الهجوم بالشكل المطلوب، بل بدت في حالة من الفوضى والتخبط.
ووفق التقرير، فإن قائد السرية التابعة للواء "جولاني" لم يصدر أوامر مباشرة للحاخامين بالمشاركة في القتال، وبدلًا من قيادة المعركة ميدانيًا، فضل إدارة الموقف من منزله.
وأشار التقرير إلى أن القوات المتمركزة في المستوطنة تعاملت مع مهمتها وكأنها في "فترة استراحة لمدة أسبوع"، مما ساهم في زيادة حدة الفشل العسكري.
وخلص التحقيق إلى أن الثقافة العملياتية للجيش تعاني من غياب المبادرة والجاهزية الفورية، إذ اعتمد الجنود بشكل مفرط على التكنولوجيا ووسائل الاتصال الرقمية بدلًا من التحرك السريع والاستجابة المباشرة للتهديدات.
ويعيد هذا الإخفاق الكبير في معركة "نتيف هعسرا" إلى الواجهة التساؤلات حول مدى جاهزية جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة تهديدات مستقبلية، ويثير الشكوك حول استراتيجيته الدفاعية وقدرته على حماية المستوطنات والحدود في ظل التحديات الأمنية المتزايدة.