حقق قطاع الإعلام الإماراتي مكاسب كبرى واستثنائية بعد تصدره قائمة أولويات العمل الحكومي في الدولة خلال العام 2023، بهدف تطوير بيئة تشريعية واستثمارية إعلامية تنافسية تواكب المتغيرات العالمية في هذا القطاع.
وشهدت الإمارات خلال العام الجاري صدور مجموعة من القوانين الهادفة إلى تطوير أداء قطاع الإعلام وتعزيز دوره والنهوض بالمحتوى الذي يقدمه بما يتماشى مع مكانة الدولة وإنجازاتها محليا ودوليا، وهو ما برز جليا بصدور المرسوم بقانون اتحادي بإنشاء المكتب الوطني للإعلام، والمرسوم بقانون اتحادي بإنشاء مجلس الإمارات للإعلام، والمرسوم بقانون اتحادي رقم 55 لسنة 2023 في شأن تنظيم الإعلام.


ورسخت الإمارات في عام 2023 مكانتها ودورها الفاعل في صياغة المشهد الإعلامي الإقليمي والدولي واستشراف مستقبله وذلك باستضافتها وتنظيمها مجموعة من الفعاليات الإعلامية الدولية البارزة مثل الدورة الثانية من “الكونغرس العالمي للإعلام” و”ملتقى الإعلام العالمي” ضمن الفعاليات الاستباقية للدورة الـ 12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة، والدورة الـ 21 من منتدى الإعلام العربي في دبي.
وصدر أمس المرسوم بقانون اتحادي في شأن تنظيم الإعلام بهدف تنظيم الأنشطة الإعلامية بأنواعها المختلفة، بما يُعزز مكانة الدولة كمركز إعلامي عالمي، ويُرسخ بيئة محفزة لنمو وازدهار القطاع الإعلامي، ويسهم في تطوير بيئة تشريعية واستثمارية إعلامية تنافسية تواكب المتغيرات العالمية في قطاع الإعلام.
وتسري أحكام المرسوم بقانون على جميع الأشخاص والمنشآت والمؤسسات الإعلامية ووسائل الإعلام والمناطق الإعلامية الحرة التي تُمارس الأنشطة الإعلامية داخل الدولة.
ويجيز المرسوم بقانون للأشخاص الطبيعيين والاعتباريين تملّك المؤسسات الإعلامية والوسائل الإعلامية وفق ضوابط وشروط محددة.
ويحدد المرسوم بقانون الأنشطة الإعلامية على أنها أي نشاط يتعلق بإنتاج ونقل وتوزيع وطباعة ونشر وبث وإرسال المحتوى الإعلامي، سواءً كان مقروءاً أو مسموعاً أو مرئياً أو رقمياً، وإتاحتها للجمهور عبر وسائل الإعلام سواءً كانت هذه الأنشطة بمقابل أو دون مقابل، وتشمل البث التلفزيوني والإذاعي، والأفلام السينمائية والمصنفات الفنية، والصحف والمطبوعات، وأنشطة الإعلام الإلكتروني والرقمي، ومعارض الكتب، والمطبوعات الأجنبية، والمكاتب الإعلامية الأجنبية، وطباعة وتداول ونشر المحتوى الإعلامي، وأنشطة التصوير الأرضي والجوي والبحري.
وينظم المرسوم بقانون صلاحيات مجلس الإمارات للإعلام والجهات الحكومية المعنية بتنظيم الإعلام، وذلك في كل ما يتعلق بإصدار تراخيص وتصاريح ممارسة الأنشطة الإعلامية للأشخاص والمنشآت والمؤسسات الإعلامية والإشراف والرقابة عليها.
وشهدت الإمارات في يناير الماضي صدور مرسوماً بقانون اتحادي بإنشاء المكتب الوطني للإعلام.
ويهدف المكتب إلى تطوير منظومة الإعلام في الدولة بما يخدم المصلحة الوطنية ويعزز موقع الدولة الإعلامي على المستوى الإقليمي والدولي، إضافة إلى دعم آلية التنسيق والتعاون وتوحيد الجهود بين مختلف الجهات الإعلامية في الدولة بجانب إعداد قيادات وكوادر إعلامية وطنية.
ويتولى المكتب عدة اختصاصات لتحقيق أهدافه، منها اقتراح وإعداد السياسات والتوجهات والاستراتيجيات الإعلامية العامة للدولة، والإشراف على تنفيذها، واقتراح وإعداد ومراجعة كافة التشريعات واللوائح والقرارات المعنية بقطاع الإعلام الوطني والتنسيق مع الجهات الإعلامية في الدولة، لتوحيد الرؤية الإعلامية والخطاب الإعلامي للدولة محلياً ودولياً.
ويختص المكتب بإعداد السرد الإعلامي للدولة وتقييمه ومتابعته داخل الدولة وخارجها، والقيام بكل ما له علاقة بالمحافظة على اسم الدولة وسمعتها وتعزيزهما، بجانب تمثيل الدولة إعلامياً على الأصعدة الخارجية والإقليمية كافة وفي المؤتمرات والفعاليات الإعلامية داخل الدولة وخارجها وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وفي فبراير الماضي، صدر المرسوم بقانون اتحادي بإنشاء مجلس الإمارات للإعلام ويشرف عليه مجلس إدارة برئاسة رئيس المكتب الوطني للإعلام.
ويتبع مجلس الإمارات للإعلام حسب المرسوم بقانون اتحادي مجلس الوزراء، ويهدف إلى تنسيق الجهود الإعلامية على المستويين الاتحادي والمحلي بالتنسيق مع الجهات الإعلامية الحكومية في الدولة ومواءمة السياسات الإعلامية بما يضمن إبراز الهوية الوطنية.
ويتولى المجلس اقتراح التشريعات والأنظمة والمعايير والأسس اللازمة لتنظيم وترخيص وسائل الإعلام والأنشطة الإعلامية بما فيها الإعلام والنشر الإلكتروني، شاملاً تلك العاملة في المناطق الحرة، والإشراف على تنفيذها بعد اعتمادها من مجلس الوزراء.
ويندرج ضمن مهام المجلس، متابعة المحتوى الإعلامي لكل ما يُطبع ويُنشر ويُبث داخل الدولة بما في ذلك في المناطق الحرة، وتسجيل واعتماد الإعلاميين ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية في الدولة بما في ذلك في المناطق الحرة.
ونص المرسوم الاتحادي على أن مجلس الإمارات للإعلام يحل محل وزارة الثقافة والشباب في الاختصاصات والحقوق والالتزامات والتشريعات كافة المتعلقة بشؤون الإعلام وتنظيمه.
في موازاة ذلك.. تحولت الإمارات إلى الوجهة الأولى لصناع القرار الإعلامي عبر استضافة وتنظيم عدد من الأحداث والفعاليات الإعلامية العربية والدولية البارزة.
وشهدت فعاليات الدورة الثانية من الكونغرس العالمي للإعلام، التي استضافتها الإمارات في نوفمبر الماضي، مشاركة 172 دولة، وحضور كبير من القادة ورواد الفكر، والخبراء والمختصين بقطاع الإعلام من دول العالم المختلفة.
وسلط الكونغرس العالمي للإعلام، الذي نظمته مجموعة “أدنيك” بالتعاون مع وكالة أنباء الإمارات “وام” الضوء على الدور المحوري للإعلام البيئي في الاستدامة ودعم قضايا المناخ، كما ركز على التثقيف الإعلامي وبشكل خاص على مشاركة الشباب حيث استقبل الحدث الطلاب من 100 جامعة بهدف إعدادهم ليسهموا في تشكيل المشهد الإعلامي.
وشهد الكونغرس إقامة فعالية مخصصة لكبار المشترين في القطاع، وعقد مؤتمر متخصص استقطب ما يزيد على 77 متحدثاً يمثلون أقطاب صناعة الإعلام من 18 دولة تحت شعار “استشراف مستقبل قطاع الإعلام”، تضمن 36 جلسة رئيسة، إضافة إلى إقامة 5 فعاليات مصاحبة بعضها للمرة الأولى، ومن أبرزها منصة الابتكار والشركات الناشئة.
بدوره سلط ملتقى الإعلام العالمي” الذي نظمته وكالة أنباء الإمارات “وام” بالتعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة ضمن الفعاليات الاستباقية لـ الدورة الـ 12 من “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي” في سبتمبر الماضي، الضوء على واقع الإعلام في العصر الحالي ومتطلبات إعلام المستقبل وأهمية استثمار الإعلام كمنصة داعمة للجهود والخطط التنموية في القطاعات المختلفة.
وناقش المنتدى دور الإعلام في إبراز قضايا الاستدامة، كما وفر منصة للتعرف على دور التكنولوجيا الحديثة في تعزيز جودة العمل الإعلامي، وتأهيل إطار إعلامية وطنية شابة ملمة بمهارات وأدوات إعلام المستقبل، وقادرة على أداء دور إعلامي فاعل وداعم لمسارات التنمية.
من جهته نظم نادي دبي للصحافة يومي 26-27 سبتمبر الماضي الدورة الحادية والعشرين من “منتدى الإعلام العربي” بمشاركة رموز العمل الإعلامي في المنطقة وقيادات وممثلي المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والعالمية ورؤساء تحرير أهم الصحف الإماراتية والعربية، ورواد الفكر في المنطقة وكبار الكُتّاب وصُناع المحتوى والمؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك استمرارا لنهج المنتدى ورسالته كأكبر تجمع سنوي للقائمين على الإعلام العربي والعاملين في قطاعاته المختلفة.
وتضمن المنتدى أكثر من 75 جلسة شارك فيها ما يزيد على 130 متحدثاً يمثلون أكثر من 160 مؤسسة إعلامية، وتطرقت الجلسات إلى جملة من الموضوعات المتعلقة بمستقبل الإعلام العربي، مع التركيز على محورين رئيسين هما تأثير الذكاء الاصطناعي في الإعلام، ودور الإنتاج الدرامي والسينمائي كقوة ناعمة يتنامى دورها المتكامل مع دور الإعلام في التأثير في المجتمع والمساهمة في تشكيل ثقافته وقناعاته.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المرسوم بقانون اتحادی مجلس الإمارات للإعلام الأنشطة الإعلامیة الإعلام العربی قطاع الإعلام داخل الدولة الإعلام فی فی الدولة

إقرأ أيضاً:

الإعلام “المتصهين”

 

 

عندما كانت إسرائيل تقاتل دولاً أو جيوشاً عربية فهي لم تمارس قصف وتدمير المباني السكنية، وحتى الإبادة الجماعية كانت تستعملها ولكن مع الجيوش، كما حدث لمئات وآلاف الأسرى المصريين في حرب 1967م..
إسرائيل لم تقصف القاهرة أو مدناً مصرية في حربي 1967م، 1973م، بل أن إسرائيل لم تمارس قصف دمشق في حرب 1973م بمستوى ما تمارسه الآن، والسؤال لماذا؟..
الإجابة هي أن ما دامت إسرائيل تنتصر في جبهات القتال فهي لا تحتاج لتدمير مدن وأبنية سكنية ولا تحتاج لاستهداف ممنهج للمدنيين أو تفعيل الإبادة الجماعية، وبالتالي فإسرائيل لو كانت تعرضت في الجبهات لتنكيل وانهزام لمارست التدمير والإبادة الجماعية، وعلينا التذكير بأن أمريكا مارست تهديد عبدالناصر بالنووي في حرب 1967م ثم هددت السادات بالنووي 1973م..
في السابع من أكتوبر 2023م بما استدعاء أساطيل أمريكا والغرب وتقاطر زعماء كل الدول الغربية فإسرائيل لا يمكنها خوض الحرب بذات الطريقة التي مورست مع الجيوش العربية..
ولهذا فإسرائيل في هذه الحرب لا تقاتل ولا تواجه في الجبهات وإنما تقصف المدن والأبنية السكنية وتستهدف المدنيين وتمارس الإبادة الجماعية وبما لم يعرف في تاريخ الحروب منذ الحرب العالمية الثانية على الأقل، فيما الغرب الاستعماري القديم والجديد يغطي بكل قدراته على هذا الإجرام والجرائم وله تخريجات تبرير وتضليل كما لديه إمبراطورية إعلامية عالمية، بل وأصبح لهذه الإمبراطورية حضور واسع وفاعل كأمركة وصهينة وبمسمى أنه إعلام عربي..
إذا المقاومة في غزة ومن ثم المقاومة في جنوب لبنان تصمد وتقهر وتذل إسرائيل لأكثر من عام فكيف يقارن ذلك بهزيمة واحتلال أراضٍ لخمس دول في أسبوع خلال حرب 1967م؟..
إنني لا أشفق في هذا المشهد أو المعمعة إلا على إعلام ناطق وبالعربية ولا يريد فقط أن يكون أمريكياً أكثر من أمريكا بل صهيونياً أكثر من الصهاينة إلى درجة أنه يتبجح بالدمار وقصف المدنيين والإبادة الجماعية على أنها إنجازات بل وانتصارات لجيش الصهاينة..
إنني شخصياً لا أتأثر البتة بكل حملات هذا الإعلام الخياني الهزيل والرذيل بل أنني أشفق عليه من هذا الانكشاف والانفضاح الذي يعيشه ويتعايش معه، فكلنا نسلم بأن كل قدرات الغرب وأحدث أسلحته فتكاً قادرة على أوسع تدمير وعلى ارتكاب أكبر إبادة جماعية ما دامت أمريكا والغرب قادرين على منع تفعيل القرارات والقوانين الدولية والإنسانية، ولكن أن يقدمها إعلام تحت مسمى عربي على أنها إنجازات وانتصارات فذلك بالنسبة لي لا يستحق غير الإشفاق خاصة وعامة الشعوب العربية تعرف هزيمة الأسبوع واحتلال أراض لخمس دول، فكيف لنا مجرد أن نقارن في ظل انتصار أي وجه للمقارنة..
مبعث إشفاقي هو أن هذا الإعلام وبهذا التعاطي المخزي لم يعد من خلال كل ذلك إلا أنه يدين نفسه بنفسه ويكشف خيانته لعروبته وإسلامه ودينه..
كل قادة الحروب التاريخية العالمية بما فيهم “هتلر” يجمعون على أن أكثر من يحتقروهم حتى وهم يحاربون معهم وفي اصطفافهم هم الخونة لأوطانهم وأديانهم، وهذا الإعلام العربي المتأمرك المتصهين بات يقدم ويؤكد كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة رذالته وخيانته أكثر من أي تأثير آخر ومن أي أهداف أخرى..
الخونة عادة ما يتحفون أو يجدون قدرات حبكة وتغطية للتخفي وإخفاء خيانتهم، ولكنه لم يحدث – وفي كل أحداث ومحطات وحروب التاريخ البشري ـ انبطاح وانفضاح كما حالة الإعلام المتصهين والمُصِّر على مسمى “عربي”..
ولهذا فإني أعتبر كل من يتفاعل أو ينفعل من هذا الإعلام هم إما انزلقوا للخيانة بوعي أو بدونه أو من الحمقى وفاقدي الوعي..
شخصياً أفضّل استمرار هذا الإعلام المتصهين الخياني، لأن متراكمه من الفشل وفقدان التأثير يجعل الأفضلية في استمراره لأنه أصبح حاجية للوعي في الحاضر والمستقبل بل هو البوصلة الأهم لقياس الوعي..
إنه إعلام لم يعد يقدم غير عمالة أنظمة وسقف خيانتها، وبالتالي هو إعلام لنيل رضا الأمركة والصهينة ولا علاقة له بالشعوب ولا شعبية له، وبالتالي هو من أدوات الارتزاق النفعي النحبوي، وبالتالي فهذا الإعلام لم يعد لديه ما يخيف أو يخوفنا به..
مفيد أن نتتبع كل أشكال الخونة وكل تشكلات الخيانات، وهاهي فضائية “روسيا اليوم” هزمت إمبراطورية الإعلام الأمريكية الغربية بما فيها الأذيال والذيول العربية، ولا تنسوا أن هؤلاء لهم الفضل في تقديم السيد حسن نصرالله كزعيم عربي يساوي ويوازي جمال عبدالناصر.!!

مقالات مشابهة

  • الكونغرس العالمي للإعلام 2024 يقدم 25 ورشة لتعزيز المهارات وتطوير المواهب الإعلامية
  • “راكز” تشارك بمعرض لندن للمركبات الكهربائية
  • فلسطين تدين “الفيتو” الأمريكي ضد وقف إطلاق النار بغزة
  • الريادة الإعلامية الإماراتية
  • برعاية وحضور أحمد بن سعيد .. دبـي تستضيف منتدى “وورلديف دبـي” 4 و5 ديسمبر المقبل
  • الكونغرس العالمي للإعلام 2024 يرسم ملامح جديدة للعمل الإعلامي
  • أبوظبي.. الكونغرس العالمي للإعلام 2024 يرسم ملامح جديدة للعمل الإعلامي
  • ابن طوق ومسؤولو شركة “بيك موبيليتي” يبحثون خططها لسوق الإمارات
  • الإعلام “المتصهين”
  • رئيس الدولة يستقبل وفد “شركة الإمارات للطاقة النووية”