توالى سفر عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين إلى الضفة الغربية في الأسابيع القليلة الماضية للاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ أملا في أن يتمكن من إصلاح السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي.

وفي أعقاب هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يريد إعادة إحياء السلطة التي يرأسها عباس (البالغ 88 عاماً) منذ عام 2005 لتتولى المسؤولية في غزة، بمجرد انتهاء الصراع، وتوحيد إدارة القطاع مع الضفة الغربية.

واجتمع مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، مع عباس، الجمعة الماضي، ليصبح أحدث مسؤول أمريكي كبير يحثه على إجراء تغييرات سريعة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين بعد اجتماعه بالزعيم الفلسطيني، في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، إنهما ناقشا ضرورة إجراء إصلاحات.

وقال ثلاثة فلسطينيين ومسؤول إقليمي كبير مطلعون على المحادثات إن مقترحات واشنطن السرية تشمل أيضًا تنازل عباس عن بعض سلطاته.

وقالت مصادر فلسطينية وإقليمية إن المقترحات المطروحة تتضمن تعيين نائب لعباس، وإعطاء صلاحيات تنفيذية أوسع لرئيس الوزراء، وإدخال شخصيات جديدة في صفوف القيادة.

ولم يجب البيت الأبيض على أسئلة رويترز.

اقرأ أيضاً

أكسيوس: بايدن يقترح على عباس تفعيل قوة أمن محلية لإدارة غزة

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن خيارات القيادة مسألة خاصة بالشعب الفلسطيني، ولم توضح الخطوات اللازمة لتجديد دماء السلطة الفلسطينية.

وفي مقابلة مع رويترز في مكتبه برام الله، قال الرئيس الفلسطيني إنه مستعد لتجديد السلطة الفلسطينية بضم زعماء جدد وإجراء انتخابات - التي لم تحدث منذ فوز حماس في الانتخابات الأخيرة في عام 2006 وطرد السلطة من غزة - بشرط التوصل إلى اتفاق دولي ملزم من شأنه أن يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية.

هذا الأمر رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف.

وقال عباس، في المقابلة الأسبوع الماضي، حين سُئل عن المقترحات الأمريكية، إن "المشكلة ليست في تغيير الأشخاص وتشكيل حكومة جديدة، المشكلة في سياسات الحكومة الإسرائيلية".

وقال مصدر مطلع في واشنطن إن عباس عبر في أحاديث خاصة عن قبوله بعض المقترحات الأمريكية لإصلاح السلطة الفلسطينية.

وتضمنت هذه المقترحات ضخ "دماء جديدة" تتمتع بمهارات تكنوقراطية، ومنح منصب رئيس الوزراء صلاحيات تنفيذية جديدة.

وأكد مسؤولون أمريكيون أنهم لم يطرحوا أي أسماء على عباس، لكن مصادر إقليمية ودبلوماسيين قالوا إن بعض الشخصيات في واشنطن وإسرائيل يفضلون حسين الشيخ، الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تضم فصائل بعيدة عن تيار الإسلام السياسي، ليصبح نائبا محتملا وخليفة في المستقبل لعباس.

وقال الشيخ، الذي اجتمع أيضا مع سوليفان في رام الله، إن الحرب الطاحنة في غزة أظهرت أن أساليب العنف التي تتبعها حماس لا تجدي نفعا، وعبر عن تأييده لفكرة المحادثات.

وفي مقابلة نادرة مع رويترز، قال الشيخ، الأحد: "ألا يستحق كل ذلك وكل ما يجري أن نجري تقييما جادا وصادقا ومسؤولا لنحمي شعبنا ونحمي قضيتنا؟".

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن مساعدي بايدن حثوا بهدوء القادة الإسرائيليين على التخلي عن مقاومتهم للسلطة الفلسطينية بعد إحيائها واضطلاعها بدور قيادي في غزة، في أعقاب انتهاء الصراع.

ويقول مسؤولون أمريكيون إنه يتعين على إسرائيل على الأمد القصير الإفراج عن مزيد من عائدات الضرائب التي تجبيها نيابة عن السلطة الفلسطينية، والتي جمدتها في أعقاب السابع من أكتوبر/تشرين الأول؛ حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من دفع الرواتب.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة الضفة السلطة إسرائيل عباس السلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

«الخارجية الأمريكية»: الشعب الفلسطيني يستحق دولة

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية سامويل وربيرج، إنّ بلاده تركز على التنسيق مع مصر وقطر وإسرائيل وعدد من الدول الأخرى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مواصلا: «نرى أن الكرة في ملعب حماس».

وأضاف «وربيرج»، في لقاء عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، مع الإعلامية هاجر جلال: «نشجع كل الأطراف التي لديها تواصل مع حماس في المنطقة لحثها على القبول باتفاق وقف إطلاق النار».

«وربيرج»: الشعب الفلسطيني يستحق دولة

وتابع المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: «موقفنا ثابت، ونرى أن الشعب الفلسطيني يستحق دولة، وسنبذل كل ما في وسعنا، ونقدر جهود الأمم المتحدة، والدولة الفلسطينية ستتحقق عبر المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني».

الحوار حول اليوم التالي للحرب

وواصل: «ورغم هذه الحرب المستمرة، فإننا نرى أنه ليس من المبكر بداية الحوار والنقاش مع حلفائنا في المنطقة حول اليوم التالي للحرب وتسليم الأرض للسلطة الفلسطينية».

مقالات مشابهة

  • لماذا تكتفي السلطة بموقف المتفرج أمام محاولات الاحتلال لتقويضها؟
  • خالد مشعل: ترتيبات البيت الفلسطيني يجب أن تبدأ الآن ولا تنتظر انتهاء الحرب
  • السلطة الفلسطينية متفائلة بتحسن وضعها رغم التحذيرات بانهيارها
  • سبل وقف العدوان على غزة
  • واشنطن وبرلين تطالبان بدور للسلطة الفلسطينية في حكم غزة
  • الرئيس محمود عباس يشكر أرمينيا على اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية
  • «الخارجية الأمريكية»: الشعب الفلسطيني يستحق دولة
  • عباس: الحكومة الإسرائيلية تسعى لإنهاء السلطة وإعادة فرض الاحتلال
  • غزة بعد الحرب.. واشنطن وبرلين تطالبان بدور للسلطة الفلسطينية
  • الوزراء الفلسطيني يطالب بوقف الحرب في غزة والإفراج عن الأموال المحتجزة