يمن مونيتور/قسم الأخبار

قالت صحيفة “ليبراسيون” إن إضفاء الطابع الإقليمي على الحرب بين حماس وإسرائيل لم يعد مجرد خوف، بل أصبح حقيقة. ومن خلال مهاجمة سفن الشحن التي تعبر البحر الأحمر بالصواريخ الباليستية والطائرات المسلحة بدون طيار، فإن المتمردين الحوثيين على وشك شل حركة المرور البحرية الإقليمية وشلّ جزء كبير من التجارة العالمية.

فمنذ منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول، والهجوم الإسرائيلي على غزة، زاد المتمردون الحوثيون من إطلاق الصواريخ وهجمات الطائرات بدون طيار ضد السفن في البحر الأحمر، وهو تصعيد يبدو الغربيون عاجزين في مواجهته.

وأشارت “ليبراسيون” إلى أنه بعد شركات ميرسك الدنماركية، وهاباغ لويد الألمانية، وسي إم إيه سي جي إم الفرنسية لنقل الحاويات والشحن، وشركة إم إس سي الإيطالية السويسرية، أتى الدور على شركة بريتيش بتروليوم البريطانية لتعلن عن تعليق جميع أنشطتها في البحر الأحمر، الذي يعد طريقا ملاحيا مهما للغاية، وهو طريق تجاري تستخدمه بشكل رئيسي ناقلات النفط وسفن الحاويات المتجهة من آسيا إلى أوروبا أو من أوروبا إلى آسيا، وكذلك تلك المتجهة إلى أمريكا الشمالية.

وسيكون لإغلاق هذا الطريق الاستراتيجي بالطبع تأثير لوجستي ومالي، كما تحذر “ليبراسيون”، موضحة أن الطريق البحري البديل هو عبر رأس الرجاء الصالح قبالة سواحل جنوب أفريقيا. المسافة الإضافية التي سيتم تغطيتها هي حوالي 4 آلاف ميل بحري (أكثر من 7400 كيلومتر). واليوم، بالنسبة لسفينة حاويات كبيرة، يعني هذا عشرة أيام إضافية على الأقل في البحر، وبالتالي استهلاكا إضافيا لمئات الأطنان من الوقود وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الإضافية.

وتتابع “ليبراسيون” القول إنه ليس من الواضح دائما ما هي السفن التي يوجه التهديد الحوثي فعليا ضدها. فقد قالوا إنهم سيهاجمون السفن القادمة والمغادرة من الموانئ الإسرائيلية وتلك التي لها أي صلة بإسرائيل، إما لأنها تدار من قبل شركة إسرائيلية أو لأنها مملوكة كليا أو جزئيا لمواطن إسرائيلي. لكن هذه السفن ليست إسرائيلية، فهي مثل كل السفن التي تجوب محيطات العالم، دولية ولها مصالح في جميع البلدان. وحتى عندما يكون لديها صلة بالمصالح الإسرائيلية، فإن هذه العلاقات هشة للغاية.

وتثير هجمات الحوثيين، التي تركزت على مضيق باب المندب الاستراتيجي، قلق الغربيين على نحو متزايد، فالخطر كبير لعبور المنطقة. ونتيجة لذلك، ترتفع أقساط التأمين؛ وهي معلومات سرية، يتم التفاوض عليها بين شركات التأمين وأصحاب السفن، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يريدون المرور عبر البحر الأحمر هذه الأيام، يتم الحديث عن زيادة ثلاثة أو أربعة أضعاف بالنسبة لقسط التأمين ضد مخاطر الحرب، بالإضافة إلى التغطية التأمينية التقليدية لهيكل القارب والآلات الموجودة على متنه.

وستنعكس الزيادة في قسط التأمين على السعر الذي يتم إرسال فاتورة به إلى الزبون. فالسوق يتكيف بسرعة، وأصبحت المخاطر معروفة الآن وتؤخذ في الاعتبار عند حساب أسعار السفر والشحن. وبدلاً من التأثير الاقتصادي، فإن الشاغل الرئيسي لأصحاب السفن هو سلامة أطقمهم في البحر، تضيف “ليبراسيون”.

في هذا السياق، وصل وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أمس الإثنين إلى البحرين لمناقشة “الجهود الأمريكية لجمع تحالفات متعددة الأطراف للرد على العدوان في البحر الذي يهدد اقتصاد الشحن”، بحسب البنتاغون. وأعلن أوستن من المنامة عن تشكيل تحالف دولي يضم 10 بلدان بهدف التصدي لهجمات الحوثيين. وعشية ذلك، كانت رئيسة الدبلوماسية الفرنسية، كاترين كولونا، قد حذرت من تل أبيب أن هجمات الحوثيين “لا يمكن أن تمر دون رد”، وأن فرنسا تدرس خيارات دفاعية “مع شركائها لمنع تكرار ذلك مرة أخرى”.

من جانبهم، يواصل الحوثيون زخمهم، وأعلنوا أمس الاثنين مسؤوليتهم عن الهجوم على الناقلة النرويجية “إم تي سوان أتلانتيك”. وتم وضع السفينة تحت حماية البحرية الأمريكية. وأسقطت إحدى مدمراتها، يوم السبت، 14 طائرة مسيرة انطلقت من “مناطق في اليمن يسيطر عليها الحوثيون” بحسب البنتاغون. وقبل ذلك بأسبوع، اضطرت الفرقاطة الفرنسية لانغدوك إلى إطلاق صواريخ مضادة للطائرات لإسقاط طائرتين مسيرتين كانتا تتجهان نحوها مباشرة، على بعد 110 كيلومترات قبالة ميناء الحديدة.

واعتبرت “ليبراسيون” أن القتال المباشر مع الحوثيين، الذين تمكنوا بدعم من إيران، من الوقوف في وجه الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية لمدة ثماني سنوات، لن يؤدي إلا إلى إضافة الحرب إلى الحرب وإشعال المنطقة .

ومضت “ليبراسيون” قائلة إنه منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي نفذته حركة حماس، استخدمت إيران كل الخيوط الممكنة لزعزعة استقرار إسرائيل والولايات المتحدة، بدءا من حماس التي تدعمها بقوة، إلى الحوثيين الذين تنقل إليهم التكنولوجيا العسكرية المتطورة. وشهد ميناء أسدود الرئيسي في إسرائيل انخفاضا في النشاط بنسبة 30 في المئة منذ الهجمات الأولى.

ويفكر العديد من مالكي السفن الآن في تجاوز أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، إلا أن هذا الطريق يكاد يضاعف وقت النقل وبالتالي جزءا من التكاليف ذات الصلة. إن هذا الوضع المحفوف بالمخاطر بالنسبة للاقتصاد العالمي يفرض المزيد من الحجج، إذا لزم الأمر، على ضرورة التوصل إلى تسوية نشطة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولم يعد الأمر يتعلق بإسرائيل والأراضي الفلسطينية فحسب، بل بتوازن العالم أيضاً، وفق ما تقول “ليبراسيون ”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: البحر الأحمر الحوثي السفن اليمن البحر الأحمر فی البحر

إقرأ أيضاً:

  تأثر 55% من المصدرين البريطانيين و53% من شركات الخدمات بالوضع في البحر الأحمر

الثورة /يحيى الربيعي

قالت تقارير اقتصادية غربية إن عددا من القطاعات التجارية والصناعية البريطانية باتت تعاني بسبب الاستهداف اليمني للسفن البريطانية والمرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وباب المندب، حيث أشار موقع “سي نيوز” البريطاني أن العمليات البحرية المستمرة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، تؤثر سلبياً وبشكل متزايد على حركة التجارة في المملكة المتحدة.

ونشر الموقع تقريراً، أكد فيه أن الهجمات المستمرة التي تنفذها قوات صنعاء لها تأثيرات اقتصادية على تجار التجزئة الذين يضاعفون جهودهم في الفترة التي تسبق عيد الميلاد.

وبحسب التقرير فقد “زادت مسافات نقل البضائع بمعدل 9 % بسبب اضطرار السفن إلى الدوران حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح لتجنب طريق البحر الأحمر، وقد أدى هذا إلى زيادة أوقات العبور، فضلاً عن الحاجة إلى المزيد من السفن لنقل الكمية نفسها من البضائع”.

وأضاف: “نتيجة لزيادة أوقات العبور والحاجة إلى سفن إضافية، انخفضت عدد السفن المتاحة لنقل البضائع بشكل كبير”.

وأكد التقرير أن شركات النقل والشركات التجارية تتعرض لتكاليف متزايدة، وتغطي هذه التكاليف الوقت الإضافي والوقود والموارد اللازمة لإتمام رحلة طويلة.

ونقل التقرير عن أندرو تومسون، وهو الرئيس التنفيذي لمجموعة كليفلاند، والتي تقدم أوسع مجموعة من الحاويات في المملكة المتحدة، قوله: “من الصعب تجاهل التأثير المستمر لأزمة البحر الأحمر على عمليات الشحن لدينا”.

وأضاف تومسون: “بسبب هذه الهجمات المروعة المستمرة، تتصرف شركات الشحن وفقاً لمخاوفها الأمنية المتزايدة وتستمر في إعادة توجيه رحلاتها كإجراء احترازي، ونتوقع تأخيراً لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في تسليم الحاويات إلى المملكة المتحدة، مما يخلق تأثيراً غير مباشر على عملائنا”.

ونوه التقرير إلى ما كشفته غرفة التجارة البريطانية في وقت سابق من هذا العام حول تأثر 55 % من المصدرين البريطانيين و53 % من شركات الخدمات بالوضع في البحر الأحمر، بالإضافة إلى وجود ارتفاع بنسبة 300 % في تكاليف استئجار الحاويات، وإضافة ما يصل إلى ثلاثة أو أربعة أسابيع إلى أوقات التسليم.

ونقل التقرير عن شركة “إنفرتو” الاستشارية أن “تجار التجزئة في جميع أنحاء المملكة المتحدة اضطروا بالفعل إلى تغيير استراتيجيات الشراء الخاصة بهم بشكل كبير في الفترة التي سبقت فترة التداول في عيد الميلاد”.

مقالات مشابهة

  • لردع الحوثيين.. سفينة حربية أمريكية تنضم إلى القيادة الوسطى في البحر الأحمر
  • الموافقة نهائيًا على تعديلات قانوني السفن التجارية والتجارة البحرية.. تفاصيل جلسة "الشيوخ" اليوم
  •   تأثر 55% من المصدرين البريطانيين و53% من شركات الخدمات بالوضع في البحر الأحمر
  • "الشيوخ" يبدأ مناقشة قانون التجارة البحرية وتسجيل السفن
  • القاهرة: مصر أكثر البلدان تضرراً من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
  • قائد البحرية الأمريكية يتحدث عن طبيعة القتال ضد الحوثيين في البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • النائب أحمد صبور: تعديل قانوني لتسجيل السفن التجارية والتجارة البحرية ضرورة مُلحة
  • الأرصاد تحذر من اضطراب حركة الملاحة البحرية علي البحر المتوسط غدا
  • استمرار حركة الملاحة وتداول البضائع بالهيئة العامة لميناء الإسكندرية
  • هل تأثرت الدول المطلة على البحر الأحمر من تحول السفن إلى رأس الرجاء الصالح؟