#الصمت_الكافر
م. أنس معابرة
دخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة شهره الثالث، ولم يتوصل العالم – حسب زعمه – حتى الآن إلى طريقة لإقناع العدو الصهيوني بوقف العدوان واستهداف المدنيين، خاصة بعد أن قارب عدد الشهداء في القطاع المكلوم إلى ما يقارب العشرين ألفاً؛ غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ودون أن يأتي العدو على ذكر نصر أو تقدّم نحو الأهداف الخيالية التي حددها قبل بدء العملية البرية، وما زالت وستبقى إن شاء الله في عداد الأحلام.
لقد تعالت أصواتنا منذ بداية العدوان كلٌ حسبما آتاه الله من قدرة، البعض قام بنشر التوعية عن القضية والاحتلال من خلال الفيديوهات المصورة، والبعض نشر أفكاره بقلمه، والبعض دعم أهله في غزة بالتبرعات العينية والنقدية، وبعضنا أعلن عن حملات لمقاطعة بضائع الدول الداعمة للاحتلال الصهيوني، والبعض لم يملك لإخوانه إلا الدعاء؛ فالتزم به، ولم يقطعه من محرابه حتى اليوم.
مقالات ذات صلة حرب اسلحة ومخدرات في الشمال 2023/12/19أكتب لكم هذه الكلمات اليوم لأذكر نفسي وأذكركم بواجبكم تجاه القضية الفلسطينية، التي لا تخص أهل فلسطين فقط كما يروج البعض؛ بل تخص كل عربي ومسلم مهما كان مكانه، فالمغاربي والشامي والخليجي والمصري والأسيويّ شركاء في قضية فلسطين، مثلهم كمثل أبن اللد والرملة والطنطورة ونابلس، وصور، ويافا، والقدس، ولا نقبل من الشراكة في القضية بأقل من المثل.
بوركت تلك السواعد التي أطلقت حملات المقاطعة التي آتت أُكلها، وبدأت الشركات العالمية الداعمة للاحتلال بالأنين، وبدأت تعلن عن خساراتها التي بلغت المليارات، وقريباً سنسمع صرخات استغاثتها، وباتت منتجاتها تُطرح في الأسواق بأسعار زهيدة، ولم يتركوا باباً للإعلان عن منتجاتهم والترويج لها، ولم يبق لهم سبيل إلا أن يطرقوا علينا أبواب المنازل للشراء منهم.
نحن بحاجة إلى ترسيخ سياسة المقاطعة هذه لتبقى طويلة الأمد، غير مرتبطة بانتهاء العدوان على غزة، ونقلها إلى الأطفال اللذين باتوا يدركون تلك المنتجات جيداً ويتجنبونها، وخاصة بعد أن أصدرت شركاتنا المحلية منتجات وطنية بديلة وبأسعار معقولة، وتعود الأرباح إلى أبناء جلدتنا، وتعمل على توظيف آبائنا واخواننا وابنائنا.
والشكر الموصول إلى الجمعيات الخيرية التي تقوم على جمع التبرعات العينية والنقدية لإيصالها إلى أهلنا في غزة، وكذلك إلى المجاهدين في سبيل الله بأموالهم وملابسهم وأغطيتهم، وتقديمها للمحتاجين في غزة.
وإلى أولئك الجالسين في المحاريب، ترتفع أكفهم إلى السماء وهم يلهجون بالدعاء إلى الله العلي القدير لنصرة إخوانهم المجاهدين في فلسطين فلهم نقول: أنتم الشيوخ الرتّع؛ ببركتكم يتنزل الغيث، وتعم البركة، ويكتب الله التوفيق، ويحل النصر، فلا أعدمنا الله تلك الأكف والشفاه التي لا تتوقف عن الدعاء.
أما تلك الفئة التي ما زالت تصر على الصمت، تتطلع إلى المجاهدين باستحياء، ولا تعول كثيراً على جهودهم فلهم نقول: إن البقاء على الحياد في الأزمات الأخلاقية كالعدوان الصهيوني على أهل فلسطين هو شكل من أشكال الخذلان للقضية وأهلها، بل من الممكن أن نسميه بالصمت الكافر.
لقد آن الأوان لكم أن تخرجوا من القُمقُم، وتتحركوا جنباً إلى جنب مع اخوانكم في نصرة قضية العرب والمسلمين، ابحثوا عن إمكانية نصر القضية بما يتناسب مع امكانياتكم وقدراتكم، جاهدوا بأموالكم وكلماتكم وألسنكم وقلوبكم ودعائكم، ولكن لا تقبوا صامتين، ولا تبقوا على الحياد.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
تضامناً مع الشعب السوري ضد العدوان الصهيوني .. الأحزاب الشيوعية العربية تصدر بياناً مشتركاً ..
شبكة انباء العراق ..
أصدرت الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية بياناً تضامنياً مع الشعب السوري ضد العدوان الصهيوني الذي طال االمواقع العسكرية والمدنية السورية، اليكم نص البيان الذي تلقى وكالة ( العراق اليوم) نسخة منه:
تتزايد المخاطر المحدقة بسوريا مع التصعيد الخطير في الهجمات العدوانية التي يشنها الكيان الصهيوني مستهدفاً عشرات المواقع العسكرية في أرجاء البلاد، وتوغل قواته في محيط الجولان المحتل، والغاء اتفاقية وقف النار لعام 1974، واعلان نيته فرض السيطرة على مناطق حدودية واسعة، مستغلاَ الأوضاع البالغة الصعوبة والتعقيد، وخصوصاَ في الجانب المعيشي والاقتصادي، التي يواجهها الشعب السوري الشقيق.
ويهدف هذا العدوان المتواصل، وسط صمت عربي ودولي مشين، وصمت من تولوا زمام الأمور في سوريا، إلى ضرب وتدمير قدراتها الدفاعية والعسكرية والبنى التحتية المرتبطة بها لإخراجها استراتيجيا من دائرة الصراع مع دولة الاحتلال والإرهاب الصهيوني، وفرض حالة تطبيع فعلي عليها، إضافة إلى لعب دور فاعل في تشكيل الواقع السياسي الجديد في سوريا، في ظل تدخلات خارجية سافرة وبدعم من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وبتشجيع من حلف شمال الأطلسي العدواني، للإجهاز على قضية الشعب الفلسطيني، وتنفيذ المخططات الإمبريالية للهيمنة على المنطقة ومقدرات شعوبها، وفرض مشروع ما يسمى بـ”الشرق الأوسط الجديد”.
إن مواجهة هذه التحديات الكبرى والمخاطر الجسيمة ومخططات التوسع الصهيوني التي تهدد سوريا، تستوجب تكاتف قواها الوطنية والديمقراطية للتصدي لهذا العدوان الغاشم ومقاومته وإحباطه. واذ نؤكد على حق الشعب السوري في مقاومة الاحتلال الصهيوني، ندعو إلى تصعيد التضامن معه من قبل الأحزاب الشيوعية وكل قوى اليسار والتقدم والديمقراطية وقوى التحرر في المنطقة والعالم، لتمكينه من ممارسه حقه في تقرير شؤونه وخياراته الحرّة بعيدا عن التدخلات الخارجية.
كما نؤكد وقوفنا إلى جانب الشعب السوري في نضاله من أجل إرساء دعائم نظام حكم مدني ديمقراطي تعددي أساسه المواطنة، ويحقق الحرية والعدالة الاجتماعية وإعادة إعمار البلاد والتنمية الاقتصادية واستعادة السيادة الوطنية، مع ضرورة أن يقترن ذلك بمطالبة كافة القوى والدول باحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها، وأن تعمل الأمم المتحدة على ضمان ذلك بإلزام حكام تل ابيب بتطبيق اتفاق وقف النار لعام 1974، ووقف عدوانهم على سوريا وسحب قواتهم الغازية منها فورا.
إن عدم وضع حد لهمجية دولة الاحتلال والإرهاب الصهيوني وخططها التوسعية، ووقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وتمكينه من تقرير مصيره وممارسة حقوقه الوطنية، وخرقها الدائم للقانون الدولي وافلاتها المستمر من العقاب، وعدم وقف اعتداءاتها على لبنان وهجماتها العدوانية على سوريا، سيعرض العالم وبالأخص منطقة الشرق الأوسط إلى مخاطر استمرار تفجر النزاعات الإقليمية والدولية التي تهدد السلام العالمي ومستقبل البشرية.
13 كانون الأول (ديسمبر) 2024
الموقعون:
الحزب الشيوعي الأردني المنبر التقدمي البحريني الحزب الشيوعي السوري الموحد الحزب الشيوعي السوداني الحزب الشيوعي العراقي حزب الشعب الفلسطيني الحزب الشيوعي اللبناني الحزب الشيوعي المصري حزب التقدم والاشتراكية المغربي user