طالبت الولايات المتحدة، الثلاثاء، الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” بعدم السعي إلى لعب دور في الحكم بعد انتهاء الصراع في السودان.

وقالت السفارة الأميركية بالخرطوم، في بيان، أنه لا حل عسكرياً يمكن قبوله للصراع في السودان، وأن المسار الوحيد المستدام للمضي قدماً، هو الذي يعترف بأن المستقبل السياسي للبلاد يؤول للمدنيين.

وأضافت: “رسالتنا واضحة: يجب على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إنهاء القتال، والاضطلاع بواجباتهما وفقاً للقانون الإنساني الدولي، واحترام حقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها دون عوائق”.

وأردفت بقولها: “ستواصل الولايات المتحدة بذل قصارى جهدها لوقف القتال، وستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني في تطلعه الدائم إلى سودان ديمقراطي”.

وكشفت مصادر دبلوماسية إفريقية لـ”الشرق” عن اجتماع لوزراء خارجية دول الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق إفريقيا (الإيقاد)، الأسبوع المقبل، لبحث تعيين مبعوث خاص للهيئة إلى السودان.

وأوضحت المصادر أنه تم ترشيح وزراء خارجية جنوب السودان وجيبوتي وإثيوبيا، لاختيار ممثل من بينهم لـ”الإيقاد”.

وذكرت المصادر أن الترتيبات والمشاورات جارية لعقد لقاء بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وقائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وأشارت المصادر إلى أن “الإيقاد” في انتظار خطابات رسمية مكتوبة من البرهان وحميدتي، لتأكيد المشاركة في اللقاء الذي سيُعقد في وقت لم يحدد بعد.

من جهته، قال وزير الخارجية السوداني علي الصادق في تصريحات لـ”الشرق “إن البيان الختامي لقمة “الإيقاد” التي استضافتها جيبوتي، في 9 ديسمبر، لم يتعامل مع تحفظات السودان.

وأضاف الصادق أن البيان الختامي الذي صدر بصورته النهائية عن قمة “الإيقاد” لا يعبّر عما دار فيها، و”لا يهم السودان في شيء، ولا علاقة له به”، مشيراً إلى أن “ما حدث في القمة الاستثنائية مخالف لما يحدث في مثل هذه القمم”.

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم “الدعم السريع” الفاتح قرشي في تصريحات لـ”الشرق” إنهم ملتزمون بما تم الاتفاق بشأنه سابقاً في مخرجات قمة “الإيقاد” في جيبوتي.

وأضاف قرشي: “فيما يتعلق بلقاء قائد قوات الدعم السريع وقائد الجيش ما زلنا ملتزمين بمخرجات قمة الإيقاد بجيبوتي”.

وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق محمد الفكي سليمان إن دائرة الصراع تتسع في عدد من المدن، مضيفاً: “في ظل رغبة الحسم العسكري المتزايدة، لا أحد يأبه بالآلام الكبيرة التي يدفع ثمنها المدنيون وحدهم من دمهم ومعاشهم وأمنهم”.

وبشأن تحفظات البرهان على لقاء حميدتي، قال الفكي لـ”الشرق” إنها “غير مفهومة، وكان من الأفضل أن يفصح عنها لا سيما أن القمة الطارئة جاءت بطلب منه، الأمر الذي سيجعل غيابه عن هذا اللقاء غير مبرر”، مؤكداً أن “هذا الموقف سيخلق ضغوطات سياسية أكبر عليه”.

وأضاف الفكي أنه “لا نهاية لهذه الحرب إلا على طاولة التفاوض، واليوم أفضل للوطن من الغد لتحقيق ذلك، لأن استمرار الحرب يدمر مقدرات البلاد، ويفاقم الانقسام المجتمعي، وهو الشرخ الذي سيؤدي إلى تفكك البلاد ما لم نتدارك هذا الأمر”.

فيما قال القيادي بقوى الحرية والتغيير إبراهيم الميرغني في تصريحات لـ”الشرق” إن “عقلية الحسم العسكري المستحيل تسيطر على المشهد”.

وأشار الميرغني إلى أن ذلك “انعكس سلباً على منبر جدة والتنصل من اتفاق إجراءات بناء الثقة، وهي الالتزامات الثلاثة من قيادتي الجيش والدعم السريع بشأن وقف إطلاق النار غير المشروط، واللقاء المباشر بين البرهان وحميدتي، والقبول بعملية سياسية تقود لمرحلة انتقالية بقيادة مدنية”.

وأضاف: “للأسف صدر بيان يحمل توقيع وزارة الخارجية فيه تنصُّل واضح يناقض كل ما تم التعهد به، ويقدم حججاً واهية لا معنى لها سوى إجهاض هذه الفرصة”.

وأوضح القيادي في قوى الحرية والتغيير أن “الإيقاد لم تعبأ بهذا البيان، وواصلت إجراء الترتيبات لعقد اللقاء الذي نرى أنه الفرصة الأخيرة التي يجب اغتنامها، فالحرب تتمدد كل يوم، والعالم أصبح مشغولاً بقضايا أخرى أكثر أهمية في نظره تهدد مصالحه الكبرى، وستتحول حرب السودان إلى حرب طويلة منسية”.

وتوقَّع مصدر دبلوماسي مقرب من جميع الأطراف “عودة وشيكة لاستئناف التفاوض بين الجيش والدعم السريع”، مشيراً في حديثه لـ”الشرق” إلى أن الأطراف أحرزت بعض التقدم في العديد من الملفات، منها الإنساني وبعض القضايا العسكرية.

وبشأن عقد لقاء بين البرهان وحميدتي، أكد المصدر أن “اللقاء سيتم، لكن ليس في القريب العاجل، مضيفاً: “المسافات ما زالت بعيدة بين جميع الأطراف”.

وفي الثالث من ديسمبر، فشلت مفاوضات “منبر جدة” في التوصل إلى اتفاق بين القوات المسلحة والدعم السريع، وتم تعليق التفاوض لمزيد من التشاور بين قادة الطرفين.

وتُيسر السعودية، والولايات المتحدة محادثات بين طرفي القتال في السودان، لوضع حد للحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف أبريل الماضي.

الشرق للأخبار

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع لـ الشرق إلى أن

إقرأ أيضاً:

السودان.. مقتل 54 شخصًا في هجوم من "الدعم السريع" على سوق بأم درمان

أعلنت السلطات الصحية في السودان، يوم السبت، أن جماعة شبه عسكرية شنت هجومًا على سوق مفتوحة في مدينة أم درمان، مما أسفر عن مقتل 54 شخصًا.
وقالت وزارة الصحة في بيان إن الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على سوق صابرين يوم أمس السبت أسفر أيضا عن إصابة ما لا يقل عن 158 شخصًا.
أخبار متعلقة استشهاد فلسطيني في جنين ومعبر رفح البري يستقبل 103 مصابينالبديوي يؤكد دعم مجلس التعاون الثابت لسورياولم يصدر تعليق فوري من قوات الدعم السريع.
وأدان وزير الثقافة والناطق باسم الحكومة، خالد الأعيسر، الهجوم، مشيرًا إلى أن الضحايا شملوا العديد من النساء والأطفال، كما تسبب في "دمار واسع للممتلكات العامة والخاصة."
وقال في بيان: "هذا العمل الإجرامي يضيف إلى السجل الدموي لهذه الميليشيا، ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي". .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } استمرار الحرب في السودان - أ ف ب
الضحايا أكثر من النساء والأطفال
وقالت نقابة الأطباء السودانيين إن قذيفة هاون أصابت المنطقة التي تبعد أمتارًا قليلة عن مستشفى النور، الذي استقبل معظم الإصابات من السوق.
وأضافت أن معظم الجثث كانت لنساء وأطفال، وأشارت إلى أن المستشفى يعاني من نقص كبير في الفرق الطبية، خاصة الجراحين والممرضين.
وقال كريس لوكير، الأمين العام لمجموعة أطباء بلا حدود، الذي كان في المستشفى عندما بدأت الإصابات في التوافد: "هناك العشرات والعشرات من الأشخاص ذوي الإصابات المهددة للحياة، والثلاجة ممتلئة بالجثث. ما أراه أمامي هو مشهد من الفظائع المطلقة، مثال آخر مأساوي لهذه الحرب المستمرة ضد الناس". .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأوضاع في السودان تزداد سوءًا - رويترز
تعليق الجيش السوداني
وقال الجيش السوداني في بيان له مساء أمس السبت، إن قواته تمكنت من "طرد بقايا" قوات الدعم السريع من مناطق رفاعة وتامبول والهلالية والحصاحيصا في ولاية الجزيرة.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. الجيش يلقي القبض على “فكي” الدعم السريع المتخصص في كتابة “الكجور” والجمهور يسخر: (يا حليل الفكي الجاب ليكم العرقي)
  • ما الذي ورط الجمهوريون أنفسهم فيه؟!
  • حزب الأمة القومي: نطالب قوات الدعم السريع بوقف هذه الهجمات
  • الجيش السوداني يواصل تقدمه في ولاية الجزيرة والدعم السريع يرد بالمسيرات
  • السودان.. مقتل 54 شخصًا في هجوم من "الدعم السريع" على سوق بأم درمان
  • السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق شعبي في أم درمان
  • “أطباء السودان”: 61 قتيلا في قصف مدفعي للدعم السريع على سوق صابرين بمدينة أم درمان
  • السودان: مقتل 54 شخصًا وإصابة 158 آخرين في هجوم لقوات الدعم السريع
  • السودان: مقتل 54 شخصًا وإصابة 158 في هجوم لقوات الدعم السريع
  • الاعيسر: ندين بشدة الهجوم الإرهابي الغادر الذي شنته ميليشيا الدعم السريع المتمردة على سوق صابرين