تحليل: نتانياهو أكبر تهديد لبايدن
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
يبدو أن الحرب الإسرائيلية في غزة أصبحت واحدة من أكبر الضربات التي تعرضت لها رئاسة جو بايدن.
وينظر إلى هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، باعتباره علامة سوداء كبيرة لشاغل البيت الأبيض، بغض النظر عن قدرة أي رئيس أمريكي على منعه، ويعتبر هذا الهجوم ضربة لاستراتيجية إدارة بايدن، التي كانت تعتقد أن بإمكانها تجاهل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كي تركز على مناطق وملفات أخرى في العالم.
I’ve asked President Biden to do two things:
1) Not to give $10 billion to Netanyahu’s right-wing government to continue their horrific military strategy.
2) To support a UN humanitarian ceasefire to get in desperately needed aid to the people of Gaza, and free the hostages. pic.twitter.com/kXpKuOdI8U
وقال المحلل الاستراتيجي الأمريكي بول بيلار الذي أمضى 28 عاماً في العمل في أجهزة الاستخبارات الأمريكية، في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إن أغلب تداعيات حرب غزة السلبية بالنسبة للرئيس بايدن، كانت من صنع يده، بسبب دعمه الفوري وغير المشروط لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وهو الدعم الذي لم يتمكن من التراجع عنه، عندما بدأت إسرائيل تمارس القتل والتدمير ضد سكان قطاع غزة المدنيين بصورة لا يمكن وصفها.
وتابع "الآن أصبح بايدن شريكاً في صنع أكبر كارثة بشرية يشهدها العالم منذ أكثر من نصف قرن، كما فشلت كل تحركاته لكبح جماح حكومة نتانياهو، وفقد تأييد أغلبية قاعدته في الحزب الديمقراطي، التي يحتاج إلى دعمها النشط لكي يفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقبلة".
ومن بين أكثر تداعيات هذه الأحداث أهمية، بحسب التحليل، هي الضربة التي تعرضت لها المصالح الأمريكية، مع تزايد الغضب والاستياء ضد الولايات المتحدة التي أصبحت معزولة دبلوماسياً بصورة متزايدة .
وفي الوقت نفسه فإن نتانياهو نفسه يواجه الكثير من المشكلات السياسية الداخلية، فهجوم حركة حماس بدد الصورة التي حاول رسمها على مدى سنوات باعتباره "رجل أمن إسرائيل".
وانعكس هذا التدمير لصورة نتانياهو في استطلاعات الرأي التي أجريت عقب هجوم حماس والتي أظهرت تدهوراً حاداً في شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي وحزبه الليكود.
وقال بيلار "لكي يوقف هذا التدهور وينقذ موقفه السياسي، يصر نتانياهو على مواصلة حربه الكارثية ضد قطاع غزة، وتجاهل المناشدات الأمريكية سواء لكبح العمليات العسكرية، أو الحاجة إلى حل سياسي يتيح للفلسطينيين تقرير مصيرهم، وحتى إذ لم يتمكن نتانياهو من استعادة صورته السابقة (كرجل الأمن)، فإنه يحاول تقديم نفسه باعتباره "المعارض الصلب" لأي محاولة لإقامة دولة فلسطينية".
Sen. Chris Coons, a close Biden ally:
“Netanyahu has been an exceptionally difficult partner” in rejecting Biden’s vision of two states, PA control of Gaza in day after war.
Coons added: Netanyahu "has done everything he can to undermine a positive vision for peace for Israel." pic.twitter.com/15ZpYRwnrY
وبالنسبة لتأثيرات سياسات نتانياهو على السياسات الأمريكية المحلية، قال بيلار "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيكون سعيداً إذا رأي دونالد ترامب يهزم بايدن في انتخابات 2024".
ويقول بيلار الذي عمل كمسؤول عن ملف الشرق الأدنى وجنوب آسيا في مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، إنه رغم انحناء بايدن أمام نتانياهو لإظهار الدعم لإسرائيلي، فإن هذا الانحاء لا يقارن بالهدايا التي قدمها الرئيس السابق ترامب لإسرائيل، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وتقديم خطة سلام تجعل الفلسطينيين خاضعين دائماً لإسرائيل بدلاً من منحهم دولتهم المستقلة".
ورغم أن الرئيس الديمقراطي يجسد مدى التزام الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالدفاع عن إسرائيل، فإن الحزب الجمهوري أصبح كما وصفه مفاوض السلام الأمريكي السابق أرون ديفيد ميللر بأنه حزب "إسرائيل سواء كانت على صواب أو خطأ".
والتحالف الأكبر الآن ليس بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بقدر ما هو تحالف بين الحزب الجمهوري واليمين الإسرائيلي المشارك في حكومة نتانياهو.
وفي ظل هذه الظروف، يبدو بايدن عرضة للعقاب السياسي، فنتانياهو له سجل طويل في إحراج بايدن، فمثلاً بعد ساعات من زيارة جو بايدن لإسرائيل في عام 2010، وإعلانه الدعم الأمريكي غير المشروط لأمن إسرائيل، أعلن نتانياهو عن بناء المزيد من المستوطنات في القدس الشرقية المحتلة.
وبعد أن أصبح بايدن رئيساً للولايات المتحدة في 2021، زعم نتانياهو كذباً، واستناداً إلى فيديو مضلل أن بايدن نام أثناء اجتماع مع رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت نافتالي بينت.
وفي ظل الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، فإن الدعم المطلق لإسرائيل لا يخدم بايدن، وإذا خسر بايدن الانتخابات المقبلة، سيكون لذلك أسباب عديدة، لكن أحد هذه الأسباب دعم نتانياهو.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعيّن مقرباً من نتانياهو والجمهوريين سفيراً لدى واشنطن
أعلنت إسرائيل، الأحد، موافقتها على تعيين يحيئيل ليتر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سفيراً لها لدى الولايات المتحدة.
ويأتي إعلان إسرائيل بعد اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المحافظ المتشدد مايك هكابي ليكون سفيراً لبلاده لدى إسرائيل.وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "وافقت الحكومة بالإجماع على تعيين الدكتور يحيئيل ليتر سفيراً لدى الولايات المتحدة".
وليتر، المقرب من الحزب الجمهوري الأمريكي، كان أحد قادة مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة "يشع" في تسعينات القرن الفائت. هل يقود ترامب "صفقة الرهائن" على طريقة ريغان 1981؟ - موقع 24يعلق أهالي الرهائن والمسؤولون الإسرائيليون آمالهم على نجاح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في إنجاح اتفاق في غزة بأسرع وقت، وتحقيق ما فشل فيه الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن. وهو أيضاً عضو في حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو ويعمل حالياً مستشاراً استراتيجياً لمراكز أبحاث إسرائيلية.
وقتل ابن ليتر ويدعى "موسى" في قطاع غزة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.
وسيتولى ليتر منصبه الجديد بعد تنصيب ترامب العام المقبل، خلفاً للسفير مايك هرتسوغ شقيق الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الذي تم تعيينه في العام 2021.
وينظر إلى ليتر على أنه أحد أشد المنتقدين لسياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وانتقد في يناير (كانون الثاني) في مقابلة مع قناة "توف" الإسرائيلية الخاصة "الضغوط الأمريكية" خلال الحرب على غزة.
ورحبت إسرائيل هذا الشهر بترشيح مايك هكابي وخصوصًا أنه من أشد المؤيدين لحكومة نتانياهو.
وكان هكابي في العام 2017 بين من حضروا مشروع توسعة مستوطنة معاليه أدوميم، إحدى أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.