ثورة الياسمين بين البوعزيزي وفادية حمدي!
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
انطلقت شرارة "الربيع العربي" في 17 ديسمبر عام 2010، حين أضرم الشاب التونسي محمد البوعزيزي النار في جسده أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، في لحظة يأس بعد أن أهين وحرم من مصدر رزقه.
إقرأ المزيدالموقف الذي أخرج البوعزيزي عن طوره ولم يتجاوز في ذلك الوقت من العمر 26 عاما، أن شرطية تدعى فادية حمدي دخلت في مشادة معه واتخذت إجراءات ضده، واتهمت بأنها صفعت البوعزيزي وصادرت عربة الخضراوات التي يقتات منها لعدم وجود تصريح لديه!
ذُكر في ذلك الوقت أن المارة بالمكان لم يستوعبوا بسرعة ما جرى، وظن البعض أن في الأمر خدعة ما، ولم يتعود التونسيون على رؤية مثل هذا المشهد الفظيع، جسد رجل يشتعل تحيط به ألسنة اللهب مثل مشعل، فمد البعض هواتفهم لتصوير المشهد، وحين هرعوا إلى البوعزيزي لإخماد النار في جسده، تبين أن بدن الشاب احترق بنسبة 90 بالمئة.
نقل البوعزيزي إلى المستشفى وبقي هناك أسبوعين وتوفى متأثرا بحروقه الشديدة مطلع عام 2011. انطفت نار البوعزيزي واشتعلت تونس بأكملها انطلاقا من ولاية سيدي بوزيد في وسط البلاد، ثم انتقلت "الثورة" المفاجئة إلى الدول المجاورة ليبيا ومصر وامتدت لاحقا إلى سوريا.
الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حاول حينها ضبط الأمور وإعادتها إلى نصابها. أمر باعتقال الشرطية المتهمة بصفع البوعزيزي، وقام بنفسه بزيارة الشاب وهو يحتضر، ووجه في نفس الوقت الشرطة إلى قمع التظاهرات التي انتشرت في أرجاء البلاد، وحين أدرك بسرعة صعوبة الموقف، وتأخر كلمته الشهيرة التي خاطب بها شعبه بقوله: "فهمتكم"، غادر تونس إلى المنفى وجنب عن قصد أو بدونه، بلاده المزيد من العنف والخراب.
أما بالنسبة للشرطية فايدة حمدي، فقد قضت محكمة تونسية في عام 2011 ببراءتها من التهم الموجهة إليها، بعد أن تنازلت عائلة البوعزيزي عن الدعوى، إضافة إلى تزايد المطالب من أهالي سيدي بوزيد بإطلاق سراحها.
فايدة حمدي ظهرت في عام 2015 على صفحات جريدة التلغراف البريطانية قائلة إنها "تشعر بالمسؤولية عن كل شيء.. ألوم نفسي من حين إلى آخر، وأقول إن كل ما يحدث كان بسببي. لقد ساهم تصرفي في صنع التاريخ، لكن انظروا أين نحن الآن، التونسيون يعانون كما كانوا دائما".
على الرغم من أن شرارة "الربيع العربي" الدموي وخاصة في نسخه الليبية واليمنية والسورية قد انطلقت من تونس، إلا أن الدرس التونسي كان مختلفا تماما، فلم يشعل التونسيون نار الحرب الأهلية ولم يهرعوا إلى السلاح ليقتتلوا. جرى كل شيء في هدوء نسبي ومن دون إطلاق نار وتفجيرات، ولم يكن ذلك صدفة وهذا ما يزيد من قيمته واستثنائيته.
ها الأمر يعطي معنى لتسمية الأحداث التي جرت في تونس في ذلك الوقت بـ"ثورة الياسمين"، ويمنحها مكانة خاصة في تلك الحقبة التاريخية المضطربة في المنطقة، فقد تحركت بطريقة مختلفة واجتازت المحنة بأقل الأضرار، في حين احترقت دول "الربيع العربي الدموي" الأخرى، ودمرت مقدراتها وسقطت في فوضى عميقة، ودخلت في خانة الدول الفاشلة.
لم يرد البوعزيزي أن يفجر ثورة أو أن يحدث تغييرا، لقد مات قهرا بطريقة مجلجلة ومأساوية، أما ذلك "الربيع العربي" فهو لم يحدث تغييرا جذريا في النخب في أي مكان خل به، ولم يتحقق أي نصر على الفساد، ولم يرصد تحسن ملموس في الحالة الاجتماعية الاقتصادية، وبقيت الحريات أيضا على حالها في تلك الدول التي انقلبت فيها الأوضاع رأسا على عقب.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الربیع العربی
إقرأ أيضاً:
ثورة مرتقبة في كرة القدم| فيفا يدرس 4 تعديلات جزرية منها التسلل وVAR
يواصل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جهوده المستمرة لتطوير اللعبة وتحسين تجربة المباريات من خلال مراجعة القوانين وإجراء تعديلات جديدة تهدف إلى تعزيز العدالة التحكيمية وزيادة متعة المشاهدين.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية أن الفيفا يدرس حاليًا إدخال أربعة تغييرات رئيسية على قوانين اللعبة، والتي قد تُحدث تحولًا كبيرًا في طريقة لعب وتحكيم مباريات كرة القدم.
تعديل قانون التسللويعد قانون التسلل من أكثر القوانين إثارة للجدل في عالم كرة القدم، ولذلك يدرس الفيفا تعديلًا جذريًا لهذا القانون بحيث يتم احتساب التسلل فقط إذا كان جسم المهاجم بالكامل متقدمًا على المدافع، بدلًا من الوضع الحالي الذي يُحتسب فيه التسلل حتى لو كان جزء صغير من جسم المهاجم متقدمًا.
ومن شأن هذا التعديل أن يمنح المهاجمين فرصة أكبر للهروب من مصيدة التسلل، مما قد يؤدي إلى زيادة عدد الأهداف وجعل المباريات أكثر إثارة.
شفافية أكبر في قرارات الحكاموفي خطوة تهدف إلى تقليل الجدل حول قرارات التحكيم، يخطط الفيفا لتطبيق نظام جديد يسمح للحكام بشرح قراراتهم مباشرة للجماهير عبر الميكروفون، كما يحدث في بعض الرياضات الأخرى مثل كرة القدم الأمريكية.
ومن المتوقع أن يعزز هذا الإجراء الشفافية في إدارة المباريات، ويساعد الجماهير واللاعبين على فهم أسباب اتخاذ بعض القرارات المثيرة للجدل.
منح المدربين حق اللجوء إلى الـVARأما تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) أصبحت عنصرًا أساسيًا في كرة القدم الحديثة، لكن استخدامها لا يزال محصورًا في قرارات الحكام فقط. التعديل الجديد الذي يدرسه الفيفا سيمنح المدربين الحق في طلب مراجعة اللقطات عبر الـVAR، على غرار ما يحدث في رياضات مثل التنس وكرة السلة.
ومن شأن هذا التغيير أن يمنح الفرق فرصة أكبر لتصحيح الأخطاء التحكيمية التي قد تؤثر على نتائج المباريات.
إيقاف الوقت في الحالات الطارئةإحدى المشكلات التي تواجه كرة القدم هي إهدار الوقت، خاصة في الحالات التي تتطلب تدخلًا طبيًا أو عندما تحدث مواقف تحكيمية مثيرة للجدل. التعديل المقترح يمنح الحكام سلطة إيقاف الوقت في مثل هذه الحالات، مما قد يضمن عدالة أكبر في مدة اللعب الفعلية ويقلل من فرص التلاعب بالوقت.
وإذا تم اعتماد هذه التعديلات رسميًا، فإنها قد تُحدث ثورة في كرة القدم وتغير شكل المباريات بشكل كبير، مما يجعلها أكثر عدالة ومتعة لكل من اللاعبين والجماهير.
ومن المتوقع أن تتم مناقشة هذه المقترحات واختبارها في المستقبل القريب قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن تطبيقها في المسابقات الرسمية.