الأوقاف تصدر الطبعة الثالثة لموسوعة الثقافة الإسلامية
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
صدر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الطبعة الثالثة لموسوعة الثقافة الإسلامية ، للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
وفيها يؤكد: أن الثقافة من أهم مفاتيح الفكر الرشيد والتفكير السديد، وهي كما عرَّفها إدوارد تايلور 1871م: ذلك الكلّ المركَّب الذي يشمل المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والقانون والعادات، وكل المقومات الأخرى التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوًا في المجتمع، فهي تشمل مجموع النشاط الفكري والفني بمعنيهما الواسع، وما يتصل بهما من المهارات وما يعين عليهما من الوسائل، وكلما اتسعت المدارك الثقافية للإنسان أهَّلته للحكم الدقيق على الأشياء، إذ يقرر علماء النفس أن المعلومات الوافدة على الذهن تفسَّر في ضوء المخزون فيه، فكلما كان المخزون الثقافي كبيرًا سهل على العقل فهم واستيعاب وتفسير الوافد الفكري ورؤيته بمقياس أدق، ومن ثمَّ فإن النشاط الذهني الثقافي يوسع المدارك ويعين على الفهم الصحيح للأشياء، وحسن التقدير للأمور.
وأضاف الوزير قائلا: لعل من أيسر التعاريف لمفهوم الثقافة والمثقف هو أنه من يعرف كل شيء عن شيء وشيئًا عن كل شيء، وقد يتسع أو يضيق هذا الشيء على قدر قربه من التخصص الدقيق للإنسان ومدى الحاجة إليه في خدمة المجتمع والحياة العامة، مع تأكيدنا أن الثقافة ليست أمرًا هامشيًّا أو ثانويًّا في حياة الأمم والشعوب، إنما هي مكون رئيس في حياتها، وأن الثقافة التي ننشدها ونعض عليها بالنواجذ هي ثقافة النور في مواجهة ثقافة الظلام، هي الثقافة التي تبني ولا تهدم، وتعمر ولا تخرب، وهي أحد أهم عوامل مواجهة التحديات، وفك شفراتها، والتعامل بمنهجية معها، بل إن كثيرًا من المشكلات التي تعاني منها كثير من المجتمعات ترجع في بعض جوانبها إلى ضيق الأفق الثقافي، أو ضعفه، أو انغلاقه، أو حتى انسداد شرايينه؛ فالثقافة قضية حياة.
وأوضح جمعة إذا كانت الثقافة أمرًا تراكميًّا، وكلما كانت المعلومات المتراكمة عبر الزمن أكثر كانت الثقافة أغزر وأعمق؛ فإن الثقافة الإسلامية تتميز بأنها تجمع بين التأصيل الشرعي والوعي الواقعي بتاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها، وما يواجهها من تحديات، وعرض ذلك كله بما يتسق وروح العصر، حيث عرَّفها البعض بأنها: معرفة مقومات الأمة الإسلامية العامة بتفاعلاتها في الماضي والحاضر.
وأشار الوزير إلى أن الثقافة الإسلامية بوصفها مجموعة المعارف والمعلومات النظرية والخبرات العملية والتطبيقية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرَّفة، هي الهوية الراسخة لتكوين الشخصية الإسلامية المتميزة في معارفها، المطَّلعة على ثقافة عصرها، والمتبنية لقضاياه، وهي التي يكتسبها الإنسان ويحدد على ضوئها طريقة تفكيره ومنهج سلوكه في الحياة.
وتابع: لا شك أن خطابًا ثقافيًّا وسطيًّا سمحًا رشيدًا منضبطًا يسهم وبقوة في قضايا البناء والتعمير وتحقيق الأمن المجتمعي والأمن النفسي، كما يسهم في تحسين مناخ العلاقات الإنسانية في المجتمع، وتحقيق وسائل الاندماج وقبول الآخر وفقه العيش المشترك بين أبنائه، وهو مطلب ديني ووطني وإنساني.
واختتم الوزير قائلا: من هذا المنطلق، وإيمانًا منا بالمسئولية المشتركة بل التضامنية في نشر الثقافة الإسلامية، ثقافة التسامح والسلام، وبيان أوجه الكمال والأدب والجمال فيها، وتأصيل فقه العيش المشترك، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ومواجهة التحديات نقدم تلك الموسوعة الرائدة في الثقافة الإسلامية؛ لتلقي الضوء على بعض الجوانب الرئيسة في الثقافة الإسلامية، بدءًا من ثوابت الإيمان، وأوجه الكمال والجمال في القرآن الكريم، والأدب مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، مرورًا ببيان المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية، وفلسفة الحرب والسلم والحكم في الإسلام، ومسئولية الكلمة وأمانتها، مع مقالات في بيان أهمية التجديد وحتميته في ضوء مستجدات الواقع والفهم الصحيح له وللثوابت الإسلامية، وختامًا بتأصيل فن الخطابة عبر العصور الإسلامية بوصفه من الوسائل الرئيسة في نشر الثقافة الإسلامية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: موسوعة الثقافة الإسلامية الأوقاف وزارة الأوقاف المجلس الاعلى للشئون الاسلامية الثقافة الإسلامیة أن الثقافة
إقرأ أيضاً:
"حقوق الإنسان" ضمن لقاءات متنوعة لقصور الثقافة بالإسماعيلية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد فرع ثقافة الإسماعيلية مجموعة متنوعة من اللقاءات التثقيفية والتوعوية، ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، المعد خلال شهر ديسمبر الحالي، في إطار برامج وزارة الثقافة.
واحتفالا باليوم العالمي لحقوق الإنسان، أقام بيت ثقافة التل الكبير لقاء بعنوان "الحرية الدينية وحقوق الإنسان"، بمدرسة الشهيد محمد عمر الجنايني الإعدادية، ناقش خلالها كل من الشيخ سيد جمعة والمهندس أحمد كبير، مفهوم الحرية الدينية باعتبارها حقا أساسيا ضمن منظومة حقوق الإنسان.
وأكد اللقاء أن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1966، قد نص على هذا الحق كجزء من الحقوق والحريات الأساسية.
من ناحية أخرى، وضمن الأنشطة المقامة احتفالا باليوم العالمي لمكافحة الفساد، بإشراف إقليم القناة وسيناء الثقافي، بإدارة د.شعيب خلف، مدير عام الإقليم، أعدت مكتبة السبع آبار الثقافية، لقاء بعنوان "دور الأسرة في تعزيز قيم النزاهة والشفافية" استعرض خلالها محمد صلاح، مفهوم الشفافية وأهميتها كقيمة محورية في مكافحة الفساد، مسلطا الضوء على دور الدولة في التصدي لهذه الظاهرة.
واستمرار للقاءات التوعوية التي يقدمها فرع ثقافة الإسماعيلية، برئاسة شيرين عبد الرحمن، أقام بيت ثقافة الشيخ زايد محاضرة بعنوان "الطعام الصحي وتقوية المناعة" أكد خلالها د. محمد البناوي، على أهمية تناول الطعام الصحي للوقاية من الأمراض، وذلك بحضور طلاب مدرسة النيل الرسمية للغات.
فيما شهد قصر ثقافة الإسماعيلية اللقاء الأسبوعي لنادي الأدب، أدار فعاليته الشاعر سيد إمام، تم خلاله مناقشة المجموعة القصصية "مفيش تلبس" للأديب مدحت الخطيب.
وقدم خلاله الأديب محمد عباس، قراءة تحليلية للمجموعة التي جمعت بين الواقعية والخيال الأدبي بروح فكاهية.
واختتم اللقاء بمجموعة من الأشعار الغنائية والزجلية التي عبّرت عن حب الوطن، قدمها الشاعر محمد عباس، بجانب مشاركة لافتة للموهبة الشابة ولاء محمد، التي حظيت بتوجيهات قيّمة لتطوير موهبتها، بحضور نخبة من الأدباء والشعراء، من منهم د. حسن سلطان، رئيس النادي، الشاعر فهمي عبد الله، والأديب محمد الوكيل.