صلالة - يسدل الستار مساء الغد على بطولة غرب آسيا العاشرة للناشئين لكرة القدم، بالمباراة النهائية التي ستجمع اليمن مع السعودية على ملعب مجمع السعادة الرياضي بمحافظة ظفار. وجاء تأهل المنتخب اليمني بعدما تمكن من التغلب على المنتخب الإماراتي بهدفين، فيما تأهل المنتخب السعودي للنهائي بعد فوزه على المنتخب العراقي بهدفين لهدف، ضمن منافسات نصف نهائي البطولة، وسيرعى حفل الختام سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار.

وتعد المواجهة التي ستجمع منتخبي اليمن والسعودية في النهائي هي المواجهة الثانية بينهما في تاريخ البطولة، وذلك بعدما التقيا في نهائي النسخة الثامنة من البطولة التي أقيمت في المملكة العربية السعودية في عام ٢٠٢١، وتمكن خلالها المنتخب اليمني من تحقيق اللقب، لذا فإن اللقاء لن يكون سهلا على الطرفين اللذين سيسعيان إلى تحقيق لقب البطولة، خاصة من جانب المنتخب اليمني الذي يعتبر المنتخب المرشح الأوفر حظا لتحقيق اللقب بحكم ما قدمه من مستوى ونتائج إيجابية طوال البطولة.

وعلى الطرف الآخر فإن المنتخب السعودي هو الآخر يطمح في تحقيق اللقب مما يستوجب على الجهاز الفني للمنتخب اليمني بقيادة المدرب اليمني سامر فضل أن يختار أفضل العناصر الجاهزة ويضع التكتيك الذي يتناسب مع منافسه، ويعي مدرب المنتخب السعودي ستيفان سالينت بأن المهمة لن تكون بالسهلة في ظل مواجهة منافس قوي يملك جميع مقومات الظفر باللقب، وسيسعى جاهدا لتجهيز عناصر المنتخب ووضع الخطط المناسبة التي من شأنها أن تصل به إلى اللقب.

مشوار المنتخبين

بلغ منتخبا اليمن والسعودية نهائي بطولة غرب آسيا للناشئين عن جدارة واستحقاق، حيث تصدر المنتخب اليمني مجموعته برصيد ٩ نقاط من خلال الفوز على كل من المنتخب العراقي والمنتخب اللبناني بهدفين وعلى منتخبنا بهدف، وفي نصف النهائي تغلب على المنتخب الإماراتي بهدفين، وأحرز خلال المواجهات السابقة ٧ أهداف، فيما أنهى المنتخب السعودي التصفيات بصدارة مجموعته بخمس نقاط جمعها من فوز على المنتخب السوري بهدفين، وتعادل مع المنتخب الأردني بهدفين لمثلهما، وتعادل أيضا مع الإمارات سلبا، وفي نصف النهائي تغلب على المنتخب العراقي بهدفين لهدف وسجل ٦ أهداف.

استضافة مهمة

وأكد محسن بن حمد المسروري نائب رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم على أهمية استضافة سلطنة عمان لبطولة غرب آسيا العاشرة للناشئين لكرة القدم، وقال: لا شك أن استضافة سلطنة عمان لبطولة غرب آسيا العاشرة للناشئين لكرة القدم لها أهمية كبيرة كونها أول بطولة لاتحاد غرب آسيا تستضيفها سلطنة عمان، مبينا أن الاستضافة لها مردود إيجابي على جميع قطاعات لعبة كرة القدم من حيث تأهيل الكوادر وتمكينها وإجادة تنظيم البطولات مستقبلا، وفي الجانب الآخر لها مردود إيجابي على منتخباتنا الوطنية من خلال إعدادها الإعداد الإيجابي بعيدا عن إقامة معسكرات خارجية، بالإضافة إلى الترويج لمختلف محافظات سلطنة عمان.

وأضاف: يأتي اختيار محافظة ظفار لاستضافة البطولة من خلال توجهنا لإقامة مختلف البطولات في مختلف المحافظات، إذ سبق أن استضفنا تصفيات كأس آسيا للشباب في محافظة ظفار العام الماضي، وحقيقة كانت الرغبة بإقامة هذه البطولة في البداية في محافظة مسندم إلا أنه بسبب عدم توفر بعض المتطلبات اللوجستية تم نقلها إلى محافظة ظفار، لتوفر مختلف الإمكانيات لاستضافة البطولة، ولله الحمد محافظة ظفار تحظى بإمكانيات لوجستية جيدة من حيث الملاعب والقطاع الفندقي التي تساعد على استضافة البطولات، ونتمنى استضافة بطولات أكبر مستقبلا في محافظة ظفار وذلك بالتنسيق الأفضل مع مكتب محافظ ظفار.

وأعرب المسروري عن رضاه بما قدمه منتخبنا الوطني للناشئين في البطولة، مبينا أن المنتخب قدم مستوى جيدا خاصة، أنه منتخب جديد وتم تأسيسه منذ فترة قريبة، وتم تعيين جهاز فني جديد لقيادته ولم يخض تجارب ودية كثيرة، حيث شارك في البطولة المدرسية العربية التي أقيمت في جمهورية مصر العربية وتمكن من تحقيق لقب البطولة على حساب المنتخب اللبناني، لذلك نعد هذا المنتخب لمستقبل الكرة العمانية، ومثل هذه الأعمار يجب ألا ينظر لنتائجها بقدر ما ينظر لإعداد اللاعب وتأسيسه التأسيس الإيجابي من خلال خوض أكبر عدد من المباريات الودية التي تصقله وتجهزه جيدا.

وأكد على أن منتخبنا الوطني وقع في مجموعة صعبة وقوية في البطولة مع المنتخب اليمني واللبناني والعراقي، وبالرغم من ذلك حقق نتائج مرضية من خلال الفوز على المنتخب اللبناني والتعادل مع المنتخب العراقي والخسارة بهدف من اليمن الذي يعتبر المرشح الأوفر حظا لنيل اللقب لما يمتلكه من إمكانيات وعناصر جيدة والانسجام الكبير للاعبيه لأكثر من ثلاث سنوات وحاز على لقب البطولة التي أقيمت في السعودية، وفي ضوء هذه المعطيات فإن الاستفادة جاءت كبيرة لعناصر منتخبنا من خلال الاحتكاك مع منتخبات أكثر خبرة، ونحن دائما ما نعتبر بطولات غرب آسيا والبطولات العربية نوع من الإعداد لتجهيز المنتخبات للبطولات الأهم، أما حول تنظيم البطولة فأشار إلى أن التنظيم كان مميزا، وذلك من خلال الجهود التي بذلت من قبل الأخوة في محافظة ظفار مع أعضاء الاتحاد العماني لكرة القدم والمكتب التنفيذي لاتحاد غرب آسيا، وذلك بشهادة الجميع، وكانوا يتمنون أن يكون التسويق للبطولة بشكل أكبر خاصة في الجانب الإعلامي، والأمل أن يتم التسويق للبطولات بشكل أكبر.

اليمن يتخطى الإمارات

وكان المنتخب اليمني قد تمكن من بلوغ نهائي البطولة بعد تغلبه على منافسه المنتخب الإماراتي بهدفين دون مقابل، خلال المواجهة التي جمعتهما على ملعب مجمع السعادة الرياضي، والتي شهدت حضورا جماهيريا وصل إلى ٣١٥٤ مشجعا وكان للجماهير اليمنية الحضور الإيجابي خلال مجريات المباراة لمؤازرة منتخبهم، ومن خلال مجريات المباراة التي بدأت بهجمات متتالية من قبل لاعبي المنتخب اليمني بهدف إحراز هدف السبق، إلا أن تلك المحاولات شابها الاستعجال وأهدرت جميعها أمام مرمى المنتخب الإماراتي الذي اعتمد على الهجمات المرتدة، والتي لم تشكل التهديد المباشر على مرمى الحارس وضاح أحمد حارس مرمى المنتخب اليمني، وفي الدقيقة ٢٨ كاد اللاعب عادل قاسم أبرز لاعبي المنتخب اليمني أن يزور مرمى الحارس محمد البستكي حارس مرمى المنتخب الإماراتي من هجمة منظمة أطلق من خلالها تسديدة مرت بجوار المرمى، وواصل المنتخبان تبادل الهجمات حتى الدقيقة ٤٠ التي من خلالها أضاع اللاعب عبدالرحمن عبدالنبي فرصة هدف عندما سدد تسديدة تمكن منها حارس المنتخب الإماراتي، واستمر التنافس حتى أطلق حكم المباراة صافرته معلنا عن انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي.

وفي الشوط الثاني واصل المنتخب اليمني ضغطه على مرمى الإمارات ونجح في تسجيل هدف السبق في الدقيقة ٥٤ عبر اللاعب عادل قاسم، بعدها شن المنتخب اليمني هجمات متتالية لكن دفاع الإمارات تمكن من إبعادها قبل أن تصل للمرمى، وعزز الهدف من معنويات لاعبي المنتخب اليمني الذي حظي بتشجيع كبير من قبل الجماهير اليمنية الحاضرة، َومن هجمة مرتدة للمنتخب الإماراتي أضاع البديل ماجد البلوشي فرصة تعديل النتيجة في الدقيقة ٦٢، ثم أضاع فرصة أخرى في الدقيقة ٦٧ عبر اللاعب محمد أحمد إسماعيل، ثم هاجم المنتخب اليمني وأهدر العديد من الفرص، وجاءت الدقيقة ٨٧ بهدف تعزيز النتيجة للمنتخب اليمني عبر اللاعب عادل قاسم بتسديدة قوية استقرت في مرمى الحارس محمد البستكي حارس مرمى المنتخب الإماراتي، وبعد هذا الهدف واصل المنتخب اليمني ضغطه من أجل إضافة أهداف أخرى في ظل تراجع المنتخب الإماراتي، ليطلق بعدها حكم المباراة صافرته معلنا انتهاء المباراة بفوز المنتخب اليمني على المنتخب الإماراتي بهدفين دون رد، وتأهله إلى المباراة النهائية.

أدار المباراة طاقم تحكيمي مكون من حكم الساحة شادي الشهوف، وساعده على الخطوط كل من الحكم المساعد الأول أمجد الخليل، والحكم المساعد الثاني محمد الغزالي، والحكم الرابع يحيى البلوشي، وأحمد الخصيبي مراقبا، وخالد علان مقيما.

السعودية تكسب العراق

وفي نصف النهائي الآخر تمكن المنتخب السعودي من التغلب على نظيره المنتخب العراقي بهدفين لهدف، وانطلقت المباراة بهجمات متبادلة مع أفضلية نسبية للمنتخب السعودي، وانحصر اللعب في وسط الملعب مع هجمات متفرقة لم تشهد تهديدا مباشرا على المرمى، حتى أتت الدقيقة ٢٨ التي من خلالها تمكن المنتخب السعودي من إحراز هدف السبق عبر اللاعب طاري بتسديدة مركزة عانقت شباك الحارس عمار الحلياشي حارس مرمى المنتخب العراقي، ليواصل بعدها المنتخبان تبادل الهجمات حتى الدقيقة ٣٩ التي شهدت هدفا ثانيا للمنتخب السعودي عبر اللاعب أبوبكر سعيد بتصويبة عانقت مرمى المنتخب العراقي، وبعد الهدف حاول المنتخب العراقي تقليص النتيجة من خلال شن بعض الهجمات المنظمة التي لم تشكل التهديد المباشر على مرمى المنتخب السعودي، لينتهي الشوط الأول بتقدم المنتخب السعودي بهدفين دون رد.

ومع بداية الشوط الثاني واصل المنتخب السعودي هجماته المتتالية على مرمى المنتخب العراقي، لكن العراق نجحت في تقليص النتيجة في الدقيقة ٥٩ إثر خطأ على مشارف المرمى السعودي نفذه اللاعب زين العابدين الربيعي مباشرة وأسكن الكرة في الشباك، ليواصل بعدها المنتخب السعودي هجماته على مرمى العراق، وشهدت الدقائق الأخيرة للمباراة هجمات متكررة من قبل لاعبي المنتخب العراقي إلا أنهم لم يحسنوا استغلال الفرص التي أتيحت لهم أمام المنتخب السعودي، لتنتهي المباراة بفوز المنتخب السعودي بهدفين مقابل هدف واحد. أدار المباراة طاقم تحكيمي مكون من حكم الساحة علي الأشقر، وساعده على الخطوط كل من الحكم المساعد الأول بلال عرفي، والحكم المساعد الثاني حمزة سعادة، والحكم الرابع صدام عمارة، وقرقرة محمود مراقبا، ومهيوب الصادق مقيما.

حلقة عمل

من جهة أخرى أقام الاتحاد العماني لكرة القدم ممثلا في لجنة الحكام حلقة عمل استهدفت المقيمين، والكادر التحكيمي بمحافظة ظفار، قدمها مقيم الحكام الآسيوي البحريني خالد العلان المتواجد كمقيم حكام في بطولة غرب آسيا العاشرة التي تستضيفها سلطنة عمان، وشهدت الحلقة حضور مقيمي الحكام عبدالله باعبود، ومحمد مفلح، وعبدالله باحجاج، بالإضافة إلى الكادر التحكيمي المتواجد في محافظة ظفار.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بطولة غرب آسیا العاشرة حارس مرمى المنتخب المنتخب السعودی المنتخب العراقی المنتخب الیمنی فی محافظة ظفار لاعبی المنتخب على المنتخب فی الدقیقة عبر اللاعب سلطنة عمان لکرة القدم على مرمى من خلال تمکن من من قبل

إقرأ أيضاً:

1 مارس خلال 9 أعوام.. 41 شهيداً وجريحاً بقصف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته على اليمن

يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في الأول من مارس خلال عامي: 2016م، و2019م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بسلسلة غاراته الجوية المباشرة، وقصفه المدفعي والصاروخي، على المنازل والممتلكات، وتجمعات المدنيين، والمراعي، في محافظات الحديدة وصنعاء، وصعدة.

أسفرت عن 9 شهداء، و32 جريحاً بينهم أطفال ونساء، وتشريد وحرمان عشرات الأسر من مآويها، وممتلكاتها، وخرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، وترويع الأهالي، وإعاقة التنقل، وتداعيات إنسانية ومادية ونفسية واسعة.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

1 مارس 2016..33 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب لغارات العدوان على اجتماع صلح قبلي كبير بحيمة صنعاء:

في الأول من مارس عام 2016م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، اجتماعاً قبلياً للتوقيع على وثيقة صلح بمنطقة بني يوسف مديرية الحيمة الداخلية، محافظة صنعاء، بسلسلة غارات وحشية مباشرة أسفرت عن 8 شهداء، و 25 جريحاً، وتدمير عدد من السيارات، وجريمة حرب ومجزرة مروعة، تضاف سجل الجرائم المتواصلة بحق الإنسانية في اليمن، منذ السادس والعشرين من مارس 2015م، واعتداء سافر على القبيلة اليمنية وكل الأسلاف والأعراف والقيم بين القبل العربية، وانتهاك صارخ لكل القيم والمواثيق الدولية.

فيما كانت قبائل الحيمة الداخلية تتوافد للتوقيع على وثيقة الصلح القبلي الخاصة بحل الخلافات بين بيت الفتيني وبيت العاربة، كان العدوان يرصد حركتهم ومستوى تجمعهم، وحين اكتملت وجبته الدسمة، باشرهم بالاستهداف المباشر.

أحد المشاركين في الإسعاف يقول: “كنا ننقذ البعض وشويه ويعاود الطيران يستهدف التجمعات، ويلاحق السيارات، والتحليق مستمر، والمسعفون استهدفتهم الغارات، والناس البعيدين علينا كنا نحاول الاقتراب منهم، ويحلق الطيران ويقصف ونتراجع، وكان الجرحى يستغيثوا ويقرحوا بالبنادق ونقترب منهم ويعاود الطيران لاستهدافهم، جمعنا بعض الجثث أشلاء مقطعة”.

اكتظ المستشفى بجثث الجرحى والشهداء، وتحركت الطواقم الطبية لبذل قصارى جهدها، وسط أجواء من الرعب والخوف والحزن، الذي خيم على المنطقة وكل مديرية الحيمة الداخلية والمناطق المجاورة لها.

أحد الأطباء وهو يخيط رأس أحد كبار السن، يقول: “وصلتنا عشرات الحالات بينهم شهداء وجرحى بجراحات خطيرة الساعة الثانية بعد منتصف الليل، من أبناء الحيمة، استهدفهم طيران العدوان، الكثير من الحالات خطرة وتتطلب عناية مركزة، وعمليات في الخارج”.

أحد الجرحى من فوق سرير المشفى يروي تفاصيل الجريمة قائلاً: “أول ما اجتمعنا للتوقيع على صلح قبلي، بين بيت الفتيني وبيت العاربة، وبيت محيى الدين النزاري، وقد أحنا نكتب ونوقع على انتهاء الأحكام، وحل القضية، سمعنا حين استهدفنا الطيران الغاشم، بعدد من الغارات المباشرة، نموت بشرف أو نعيش بشرف، إما أن نقبل الذلة لا يمكن، لا يمكن لا يمكن.. العدو يخاف من وحدتنا، ولملمة جراحنا، وحلحلة مشاكلنا الداخلية، هو لا يريد ذلك، وادعو أبناء شعبنا اليمني إلى توحيد الصفوف، ورفد الجبهات، لمواجهة آل سعود الجبناء”.

استهداف تجمعات المدنيين، جريمة حرب مكتملة الأركان، ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي، وواحدة من آلاف الجرائم المماثلة التي ارتكبها العدوان بحق الشعب اليمني طوال 9 أعوام، دون أي تحرك أممي لوقف العدوان ورفع الحصار، وإنهاء المعاناة.

1 مارس 2016.. 7 جرحى منهم 3 أطفال و 3 نساء بقصف صاروخي ومدفعي للعدوان السعودي الأمريكي على صعدة:

وفي اليوم والعام ذاته، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، بقصفه المدفعي والصاروخي على منازل وممتلكات المواطنين في مناطق متفرقة بمديرية رازح الحدودية بمحافظة صعدة، أسفر عن 7 جرحى منهم 3 أطفال و3 نساء، وأضرار واسعة، ونزوح وتشريد عشرات الأسر من مآويها، ومضاعفة المعاناة، وتخويف النساء والأطفال.

هنا طفل ذو 3 أعوام جرح وهو برفقة والده المزارع على سيارتهم العائدة من السوق القريب منهم، تم نقله إلى أحد المستشفيات، بصعوبة عالية، خيط رأسه، ولا تزال الدماء على جسده وملابسه، ينظر إلى من حوله وكله خوف ورعب لا يهدأ، كأنه ينظر إلى حتفه، في مستوصف رازح تعلو صرخات أطفال ونساء، كلهم جرحى، ومعهم أحلامهم ومخاوفهم، طفلة أخرى ذات عامين أو أقل تصرخ وتنوح والدماء منها نسيل، والأطباء يحاولون عزلها عن حضن والدها، وهي تبكي لا تقبل اللحظة، وتخشى من القادم، والأطباء بأياد رحيمة وكلمات رقيقة يحاولون تهدئتها، وعمل اللازم لها في مشهد يدمي القلوب.

صوتها الصارخ يحطم القلوب والأسماع، ويهيج الدموع، ويشحذ همم الرجال ويستنهض الغضب والعزائم، ويبدي الأهالي استنكارهم الواسع، معلنين جهوزيتهم للتحرك الفوري صوب الجبهات.

يقول أحد الأهالي: “العدوان يستهدف مناطقنا، لا نستطيع التنقل، حياتنا وحياة أطفالنا في خطر، الصواريخ والمدفعية، على منازلنا ومزارعنا، وسيارتنا في الطرقات العامة”.

القصف المتواصل على المناطق الحدودية مستمر منذ اليوم الأول للعدوان، رغم الهدنة وتمديدها، ويقدم المدنيون تضحيات كبيرة، واستشهد وجرح منهم الآلاف، ودمرت مئات المنازل، والمزارع والممتلكات، وتعد صعدة المحافظة اليمنية الأكثر تضرراً وعرضة للقصف الجوي والصاروخي والمدفعي، وحولها العدوان إلى أرض محروقة، ومنطقة عسكرية، إلا أن أهلها أكثر صموداً وثباتاً.

القصف الصاروخي والمدفعي، من وراء الحدود السعودية لا يتوقف! وحياة سكان القرى والمناطق الحدودية على حافة الموت، وما يزيد من المخاطر عليهم هو صعوبة الانتقال إلى أماكن توفير الرعاية الصحية، والخدمات الأساسية.

سكان صعدة وكل أبناء الشعب اليمني يدعون المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتحرك الجدي في وقف العدوان ورفع الحصار، ووضع حدّ لجرائم الحرب، ومحاسبة مرتكبيها، وتقديمهم للعدالة الدولية.

1 مارس 2019.. استشهاد طفل أثناء رعي الأغنام بنيران مرتزقة العدوان وخروقاتهم المستمرة في الحديدة:

في صباح الأول من مارس 2019م، كان الطفل أحمد سعيد نور، خارجاً من منزله لرعي الأغنام كعادته، المطمئنة إلى إعلان وقف إطلاق النار في محافظته الحديدة منذ أكثر من عام، لكنه لا يعلم أن مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، يتربصون به ويريدون قتله، وأن هذا اليوم سيكون الأخير في حياته، وبعد ساعات من توزع ماشيته في مراعي منطقة الريمية بمديرية التحيتا، انطلقت رصاصات الغدر لتخترق جسده الصغير، وتسقطه شهيدًا.

أحمد ذو القلب الطاهر والروح البريئة، لم يكن يدرك أن عدوانًا وحشيًا يستهدف طفولته، لم يكن يعلم أن أيديًا آثمة ستنهي حياته البريئة، لقد كان طفلاً يحلم بمستقبلٍ مشرق، ولكن رصاصات الغدر أنهت كل أحلامه.

يقول والد الطفل الشهيد بصوت حزين، ودموع منهمرة: “طفلي عمره 10 سنوات، استهدف بطلقة رصاص من جهة الدواعش، في منطقة الريمية، وهو يرعى الغنم، الطلقة في ظهره وخرجت من القلب والكبد، وبسبب تأخر وقت الإسعاف استشهد، عملنا له إسعافات أولية ما نفع”.

هذه الجريمةٌ النكراء تُضاف إلى سجل جرائم العدوان، الذي لم يرحم طفولةً أو شيخوخة، لقد استهدفوا براءة أحمد، كما استهدفوا آلاف الأبرياء في اليمن، ورحل عنا أحمد، ولكن ذكراه ستظل خالدة في قلوبنا، سيظل رمزًا للبراءة التي اغتيلت، وللطفولة التي سُلبت، سيظل شاهدًا على بشاعة العدوان، وعلى الظلم الذي يواجهه شعب اليمن.

يا أحمد، نم قرير العين، فقد رحلت إلى جوار ربك، وستظل قصتك تروى للأجيال، لتذكرهم بجرائم العدوان، وبأهمية الدفاع عن الحق والعدالة.

جرائم وخروقات العدوان ومرتزقته في محافظة الحديدة، متواصلة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المشرف عليها، دون أي تحرك لإنهاء هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.

مقالات مشابهة

  • السعودية تستضيف كأس آسيا للناشئين
  • النور بطلاً لدوري نادي نخل للناشئين والطو وصيفًا
  • سلة العراق تلاقي الهند في الملحق النهائي لكأس آسيا وتقيم معسكرين
  • معسكر محلي لمنتخب سوريا الأولمبي تحضيراً لبطولة غرب آسيا
  • التمور السعودية تتصدر المشهد الغذائي في رمضان بالعالم
  • “إرث” أبوظبي يستضيف بطولة زايد الرياضية للناشئين 2025 خلال شهر رمضان
  • "إرث" أبوظبي يستضيف بطولة زايد الرياضية للناشئين خلال رمضان
  • 1 مارس خلال 9 أعوام.. 41 شهيداً وجريحاً بقصف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته على اليمن
  • التمور السعودية تتصدر المشهد الغذائي في رمضان بالمملكة والعالم
  • بأكثر من (1.9) مليون طن.. التمور السعودية تتصدر المشهد الغذائي في رمضان بالمملكة والعالم