جلاد الشرق الأوسط عن صدام حسين: ثمة أشياء نعرفها ونعرف أننا نعرفها!
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
سرايا - استقال مهندس حربي أفغانستان والعراق ومن وصف بجلاد الشرق الأوسط، وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد، في 18 ديسمبر عام 2006، وحتى وفاته في عام 2021 لم يعترف بالكوارث التي سببها.
أطلقت عليه الكثير من الصفات المجلجلة مثل صانع الكوارث والوزير الدموي، وسيد التعذيب الوحشي في السجون العراقية.
كل هذه الألقاب استحقها بعد عودته إلى تولي وزارة الدفاع الامريكية وهو في عمر 68 عاما في الفترة بين عامي 2001 – 2006، فيما كان تولى هذا المنصب سابقا بين عامي 1975 – 1977 في عهد الرئيس جيرالد فورد، ولم يتجاوز 43 عاما، وكان أصغر من تولى هذا المنصب في التاريخ الأمريكي.
نُعي هذا السياسي الأمريكي الشهير ورجل الأعمال أيضا الذي كان توفى بعد معاناة مع مرض "المايلوما" المتعددة، وهو نوع خطير من سرطان الدم في 29 يونيو 2021، من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس، بقولها : "كان دون رامسفيلد موظفا رائعا ومتفانيا. كان أيضا صديقا جيدا وتحمل العديد من المحاكمات بعد 11 سبتمبر. سأفتقده كزميل وكصديق".
جلاد الشرق الأوسط عن صدام حسين:
أما جورج بوش الابن فكال المديح لرامسفيلد وقال عنه إنه "رجل تمتع بالذكاء والصدق والطاقة التي لا تنضب تقريبا"، مشير في السياق إلى أن تحديات غير مسبوقة مرت بها الولايات المتحدة والجيش الأمريكي "كشفت عن أفضل صفات الوزير رامسفيلد".
بالمقابل، قال عنه مؤلف كتاب "بلاك ووتر: صعود أقوى جيش مرتزق في العالم"، جيريمي سكاهيل إن "دونالد رامسفيلد كان مجرم حرب لا يرحم قاد التعذيب المنهجي والقتل الجماعي للمدنيين والحروب غير القانونية. هذا هو إرثه والكيفية التي يتوجب تذكره بها إلى الأبد".
صحيفة الغارديان البريطانية من جهتها ذكرت أن "اسم دونالد رامسفيلد سوف يرتبط إلى الأبد بأكبر إخفاق عسكري في تاريخ الولايات المتحدة، غزو العراق عام 2003 سعيا وراء أسلحة دمار شامل غير موجودة، فضلا عن الاستخدام الواسع النطاق للتعذيب، الذي أصبح منذ ذلك الحين وصمة عار على سمعة أمريكا. سيذكر رامسفيلد ليس فقط لقراراته السيئة كوزير للدفاع، ولكن أيضا لمحاولاته لإخفاء الحقائق المزعجة التي لا تتوافق مع روايته للواقع".
جلاد الشرق الأوسط عن صدام حسين:
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد وصفته بأنه "أطلق حربا مكلفة ومثيرة للجدل في العراق دمرت حياته السياسية واستمرت لسنوات عديدة بعد رحيله"، مضيفة بهذا الشأن أن رامسفيلد "لم يعترف بالفشل وحذر في خطاب الوداع الذي ألقاه في البنتاغون من أن مغادرة العراق قد تكون خطأ فادحا. على الرغم من أن الحرب بأكملها، كما اكتشفت البلاد، بنيت على الأكاذيب".
من بين "إرث" رامسفيلد الغريب والمدهش عبارته الشهيرة التي صدرت عنه في عام 2002 للإيهام بوجود أدلة قاطعة على امتلاك الرئيس العراقي صدام حسين أسلحة نووية أو بيولوجية او كيماوية وأن مثل هذه الأسلحة قد يسلمها صدام إلى تنظيم القاعدة: "ثمة أشياء نعرفها، ونعرف أننا نعرفها، وثمة أشياء نعرفها، ولا نعرف أننا نعرفها، وثمة أشياء لا نعرفها، ونعرف أننا لا نعرفها، وثمة أشياء لا نعرفها ولا نعرف أننا لا نعرفها".
حرب بوش الابن ورامسفيلد التي زُعم أنها "حرب عالمية على الإرهاب" أودت بحسب جامعة براون، بحياة أكثر من 800000 شخص، وتسببت في نزوح ما لا يقل عن 37 مليون شخص، فيما أنفقت الحكومة الأمريكية 6.4 تريليون دولار على تلك المغامرات الدموية.
جلاد الشرق الأوسط عن صدام حسين:
مع ذلك، أصر رامسفيلد في مذكرات صدرت في عام 2011 بأنه غير نادم على غزو العراق الذي أطاح بصدام حسين، لأن ذلك "ساعد على استقرار الوضع في الشرق الأوسط"، أما نوافير الدم والخراب في أعقاب الاحتلال فقد قال عنها رامسفيلد "هذا أمر لا مفر منه"، مشيرا إلى أنه " في كل مرة يحدث فيها تغيير للنظام، فإن الفترة الانتقالية ليست مثالية".
الأكثر طرافة يدور حول دوره في "إدارة" التعذيب في السجون الأمريكية في العراق فترة الاحتلال، حيث كان من دعاة أساليب الاستجواب "المعززة" بوسائل "التعذيب" بما في ذلك في غوانتانامو، ومنها السماح بإجراء استجواب لمدة 20 ساعة والضغط على المعتقلين من خلال إرهابهم.
من ذلك أن رامسفيلد باعتباره وزيرا للدفاع حينها، كان سمح للمحققين، بحسب مذكرة كان وقعها، بإجبار السجناء على الوقوف في وضع واحد لمدة تصل إلى أربع ساعات على الأكثر، واعتقد رامسفيلد أن تلك الفترة كانت قليلة جدا، وترك ملاحظة بخط اليد في الهامش تقول: "أقف ما بين 8 إلى 10 ساعات في اليوم. لماذا تحدون من مكانة السجناء إلى أربع ساعات؟".
المصدر: RT
إقرأ أيضاً : إعلام عبري: مقتل 9 ضباط وجنود بينهم 4 من قوات النخبةإقرأ أيضاً : قلق يتغلغل في صدور حكومة الاحتلال من دهاء "السنوار" فقد لا يكتفي بـ "التبادل الشامل" إقرأ أيضاً : غالانت يُخفق في "سرقة أبو عبيدة"
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الدفاع الدفاع الرئيس العراق نيويورك العراق العراق الرئيس حسين الحكومة العراق الوضع الاحتلال العراق العالم الوضع نيويورك أمريكا العراق اليوم الحكومة الدفاع الاحتلال حسين الرئيس
إقرأ أيضاً:
(لينكولن) تفر من الشرق الأوسط
ويأتي هروب حاملة الطائرات بعد استهدافها من قبل القوات اليمنية الأسبوع المنصرم وهذا الحدث نفسه تكرر مع "ايزنهاور" التي تم استهدافها ثم غادرت بعدها مباشرة .
ومع كل تصعيد أمريكي في المنطقة تتوالى هزائمه على أيدي القوات المسلحة اليمنية التي نجحت في كسر الهيمنة البحرية الأمريكية و الغربية السائدة على العالم منذ عقود من الزمن.
ومنذ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل تحالف دولي لتأمين الملاحة الإسرائيلية من الضربات اليمنية -التي تأتي في سياق المناصرة لغزة- تتكبد أمريكا خسائر اقتصادية جسيمة تصل إلى مليارات الدولارات. ناهيك عن استهداف عشرات السفن والبوارج التابعة لها.
وبالرغم من التواجد الأمريكي بترسانته الحربية البحرية الضخمة والتي تحتوي على أساطيل وبارجات وحاملات ومدمرات وغيرها، إلا أنها فشلت فشلًا ذريعاً في التصدي للعمليات اليمنية التي تستهدف السفن الصهيونية والمتعاملة مع الكيان في مسرح عمليات بحرية واسع جدًا يصل إلى المحيط الهندي والأبيض المتوسط.
ومع هروب حاملات الطائرات “أيزنهاور” و”روزفلت” ومؤخراً “إبراهام لينكولن”، تقّر الولايات المتحدة الأمريكية أن اليمن يمتلك قدرات قتالية متطورة وحديثة شكلت عائقًا رئيسيًا وتحديًا كبير ًا للقوات البحرية الأمريكية, التي يؤكد مسؤوليها أن ترسانتهم البحرية لم تعد مجدية في المواجهة وأن اليمن نجح في تحييد حاملات الطائرات عن المواجهة.
مؤخراً مثلت العمليات العسكرية النوعية الثلاث التي نفذها الجيش اليمني ضد حاملات الطائرات: إبراهام لينكولن في البحر العربي ,والمدمرتين الحربيتين الأمريكيتين في البحر الأحمر في الـ12 من نوفمبر الجاري، نقطة فارقة في تاريخ الصراع مع العدو الأمريكي, إذ أنها شكلت ضربة استباقية للعدو الأمريكي على المستوى العسكري والاستخباراتي.