أيام قليلة تفصلنا عن عيد الميلاد، وعلى الرغم من الأحداث الأمنية والتطورات الميدانية في جنوب لبنان واستمرار المخاوف من توسع الحرب، تشهد الأسواق والمجمعات التجارية والمطاعم حركة لافتة ودخل اللبنانيون أجواء الأعياد بارتياح أكبر عقب مخاوف من خسارة الموسم السياحي خلال هذه الفترة.  
 
الا ان اللبنانيين وعلى الرغم من كل الصعوبات والأزمات قرروا التحدي وان يعيشوا فعلا أجواء الأعياد، كما ان المغتربين كالعادة لم يبخلوا مرة جديدة على وطنهم وقرر عدد كبير منهم قضاء فترة الأعياد في بلدهم الأم على الرغم من الأحداث المتوترة جنوبا، وبدأوا يشكلون حركة سياحية واقتصادية لا بأس بها بعدما كانت التوقعات سلبية.

 
 
أرقام الوافدين في ازدياد
هذه الحركة انعكست أرقاما تفاؤلية في عدد القادمين إلى لبنان، حيث لفت رئيس مطار بيروت الدولي المهندس فادي الحسن إلى أن "حركة مطار بيروت سجّلت منذ بداية شهر كانون الأول وصول ما بين 5 إلى 6 آلاف راكب يومياً"، مؤكدا انه " حتى حلول الأعياد ستفوق الأرقام العدد المذكور".  
 
وتوّقع الحسن ألا يقلّ عدد الوافدين حتى نهاية الشهر الحالي عن الرقم الذي سجّلته الفترة نفسها العام الماضي، حيث وصل إلى لبنان نحو 300 ألف راكب".
 
من جهته، أكد رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود ان "حركة الوصول إلى لبنان ستشتد حتى 22 كانون الأول الجاري"، مشيرا إلى انه "خلال فترة الاعياد ستصل إلى مطار بيروت ما بين 75 إلى 80 طائرة يومياً".  
 
وأعلن انه "خلال موسم الأعياد، ستكون ملاءة الطائرات 100% وسيأتي سيّاح إلى لبنان من العراق ومصر والأردن لتمضية إجازات الأعياد".  
 
وهنا لا بد من الإشارة إلى ان شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" كانت أعلنت مؤخرا عن استئناف رحلاتها إلى بيروت بعد تعليقها في 13 تشرين الأول وذلك بسبب الوضع في الشرق الأوسط، الأمر الذي من شأنه أيضا ان يُشجع السفر إلى لبنان.  
 
التعويل على الثلوج وموسم التزلج
وعن حركة الوافدين إلى لبنان في موسم الأعياد، اعتبر صاحب إحدى وكالات السفر والرئيس السابق لنقابة الأدلاء السياحيين هيثم فواز في حديث لـ"لبنان 24" ان "ما يُحكى عن ان نسبة ملاءة الطائرات وصلت إلى 100% قد يشكّل نوعا من الدعاية لتشجيع المغتربين للمجيئ إلى لبنان لاسيما ان ثمة نسبة كبيرة منهم يترددون باتخاذ هذا القرار نظرا للأحداث في غزة وجنوب لبنان".
 
ولفت إلى انه "من الطبيعي في هذه الفترة من السنة قدوم عدد كبير من المغتربين ولاسيما من دول الخليج إلى لبنان لتمضية الأعياد مع الأهل، ولكن هؤلاء لا يحركون الوضع في الفنادق لأنهم يملكون منازل خاصة".  
 
ورأى ان "الأمر الذي قد يغير الوضع سياحيا في لبنان في فترة الأعياد هو عامل الطقس، ففي حال تساقط الثلوج وافتتاح مراكز التزلج في المناطق الجبلية سيؤدي ذلك إلى حركة اقتصادية لا بأس بها تشجع السيّاح العرب والأجانب الذين يقيمون في منطقة الخليج على المجيء إلى لبنان والاستمتاع بفصل الشتاء".
 
وتابع: "التعويل الكبير إذا هو على الطقس وتساقط الثلوج وفتح مراكز التزلج لأن هذا الأمر سيؤدي حتما إلى حركة سياحية واقتصادية على حد سواء".
 
وأضاف: "في حال تأثر لبنان بسلسلة منخفضات وعواصف في فترة الميلاد أدت إلى تساقط كميات كبيرة من الثلوج هذا الأمر يعني اننا سنشهد موسما سياحيا سيمتد لشهري كانون الثاني وشباط المقبلين ولن تقتصر الحركة فقط على موسم الأعياد، وسنستقطب السيّاح من العراق والأردن ومصر".  
 
وأكد فواز ان "تساقط الثلوج في شهري كانون الثاني وشباط يُساهم في تعزيز موسم السياحة وفي تأمين فرص عمل وتحريك الدورة الاقتصادية لاسيما في المناطق الجبلية ومراكز التزلج والفنادق في المناطق الجبلية"، داعيا "وزارة السياحة إلى استغلال هذا الأمر إعلاميا وتسويق لبنان في الخارج".
 
إذا أرقام تفاؤلية سياحيا ينتظرها لبنان خلال الأيام المُقبلة على الرغم من كل الأزمات على أمل ان تعوّض ولو قليلا من الخسائر التي مُني بها القطاع السياحي منذ اندلاع حرب غزة والقصف الإسرائيلي اليومي على الجنوب.   
 


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على الرغم من إلى لبنان

إقرأ أيضاً:

الأعياد اليهودية.. محطة رئيسية لتكريس "الإحلال الديني" بالأقصى وتغيير هويته

القدس المحتلة - خاص صفا يشكل موسم الأعياد التوراتية القادم العدوان الأعتى على المسجد الأقصى المبارك، والذي يأخد منحى تصاعديًا أكثر وأشد خطورة على هويته الإسلامية، في ظل مساعي "الصهيونية الدينية" إلى فرض "الهيكل" المزعوم مكان المسجد، وتمويل حكومة الاحتلال للاقتحامات، وزيادة أعداد المقتحمين. ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تصاعدت حدة الاعتداءات والإجراءات الاحتلالية في المسجد المبارك بشكل غير مسبوق، في محاولة لفرض "السيادة الإسرائيلية" الكاملة عليه وتحويله إلى "مقدس يهودي". وفي كل عام، تتخذ "جماعات الهيكل" المتطرفة موسم الأعياد كمحطة رئيسية ومهمة لتصعيد عدوانها على الأقصى ليبلغ أعلى ذروته، وتُحوله إلى مناسبة لتكريس حقائق جديدة فيه عبر إدخال "الأدوات الدينية التوراتية، ونفخ البوق، وفرض القربان، وإدخال القرابين النباتية". وينطلق موسم الأعياد اعتبارًا من يوم غد الخميس بـ"رأس السنة العبرية"، ويتبعها ما يسمى أيام"التوبة" العشرة، مرورًا بـ"عيد الغفران" في 12 أكتوبر، وصولًا إلى "عيد العرش" الذي يبدأ من 17 حتى 23 من الشهر نفسه. وعيد "العرش" يعد أحد أعياد "الحج التوراتية" الثلاثة التي ترتبط بـ"الهيكل" المزعوم، وهو ما توظفه الجماعات المتطرفة لفرض كامل طقوسه داخل المسجد الأقصى، وإدخال "القرابية النباتية" إلى داخله. تصاعد غير مسبوق الباحث المتخصص في علوم القدس والأقصى، أستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة إسطنبول "29 مايو" عبد الله معروف يقول إن موسم الأعياد الدينية اليهودية يُعد الأطول في السنة، كونه يستمر 22 يومًا، ويتخلله تصاعدًا خطيرًا وغير مسبوق في الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى. ويوضح معروف، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الأقصى ينتظره الكثير من الاقتحامات والاعتداءات الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة، والتي تخطط "جماعات المعبد" لتنفيذها في المسجد، باعتباره موسمًا عصيبًا للاعتداء عليه، وذلك من خلال أداء بعض الطقوس التلمودية الخاصة داخله. ويضيف أن هذه الأعياد سيتخللها "نفخ بالبوق" داخل المسجد، وزيادة الاقتحامات وأعداد المستوطنين المقتحمين، وهم يرتدون "لباس الكهنة"، فضلًا عن أداء ما يسمى "بركات الكهنة"، و"السجود الملحمي"، بالإضافة إلى إدخال "القرابين النباتية" بعيد "العرش"، وأداء الطقوس التلمودية. وهذا العام يكتسب طابعًا خاصًا، وفق معروف، كون هذه الأعياد تأتي تزامنًا مع الذكرى الأولى لمعركة "طوفان الأقصى". وبهذا الصدد، يقول: إن "هذا العام سيشهد تنفيذ طقوس دينية علنية داخل المسجد، وعلى نطاق أوسع بكثير من العام الماضي، خاصة أن الذكرى السنوية الأولى بالتقويم الميلادي لأحداث السابع من أكتوبر ستحل خلال هذه الأيام، ومن غير المستبعد أن تحاول جماعات المعبد المتطرفة، برعاية الحكومة الإسرائيلية، استغلال الذكرى لتأكيد وجودها في الأقصى بقوة أكبر بكثير من ذي قبل". ويشير إلى أن المسجد الأقصى خلال "عيد العرش" يتعرض لموجة عاتية من الاقتحامات التي تصاحبها الطقوس الدينية، وإدخال "القرابين النباتية"، لكنه يعتبر هذا العام ذات أهمية خاصة جدًا، باعتبار أن الذكرى العبرية الأولى، وفقًا للتقويم العبري، لعملية "طوفان الأقصى"، ستحل يوم 24 أكتوبر. وتسعى "جماعات الهيكل" إلى تغيير هوية الأقصى بالكامل وتحويله إلى "معبد"، وكخطوة أولى تُحاول تلك الجماعات بناء كنيس يهودي داخله، بهدف نزع السيادة الحصرية الإسلامية في الإدارة والسيادة على الأقصى. ويضيف أن "الاحتلال ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير يتمادى في عدوانه على المسجد المبارك، كونه يعتقد أن الخاصرة الأضعف لدى المسلمين هو الأقصى، وأن المكان الوحيد الذي لا يوجد من يُدافع عنه فعليًا أمام هذه الاعتداءات". معركة وجود وحاليًا يعيش المسجد الأقصى، كما يؤكد معروف، "معركة وجود"، خاصة أن الجماعات المتطرفة ترى أن الأرضية مهيأة في المسجد الأقصى لتنفيذ مشروعها على الأرض، مستفيدةً من حالة العجز العربي والإسلامي غير المسبوقة رسميًا وشعبيًا فيما يتعلق بحماية المسجد. ويقول إن حكومة الاحتلال وجماعاتها المتطرفة يعتقدون أن غياب الفعل الشعبي الرسمي العربي والإسلامي هو الفرصة الذهبية للتحرك من أجل إنجاز مشروعها داخل المسجد المبارك. ومن وجهة نظره، فإن حكومة الاحتلال ترى أن أي تراجع أو هدوء تجاه هذا المشروع من ناحية الأمة العربية والإسلامية يعني بالنسبة لها ضوءًا أخضر للتقدم خطوات إضافية في مشروعها. ويضيف "يجب أن يعلم الفلسطينيون في القدس والداخل المحتل والضفة الغربية، وفي كل العالم الإسلامي بأن المسجد الأقصى مشكلته الأساسية هي الاحتلال، وأن أي صمت أو هدوء تجاه ما تُخطط له الجماعات المتطرفة، والذي أصبح مكشوفًا للجميع يعني ضوءًا أخضر للاحتلال للمضى قدمًا في مشروعه داخل الأقصى". ويتابع "على المقدسيين أن يفهموا بأنه لا يوجد خط أحمر في الدفاع عن الأقصى، كونها مسألة حياة أو موت بالنسبة للشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى، والمسلمين جميعًا، باعتباره ذات قدسية خاصة لا تقل أهمية عن الكعبة والمسجد النبوي". ووفق تقدير موقف أصدرته مؤخرًا، مؤسسة القدس الدولية، من المتوقع أن يشهد هذا العام العدوان الأعتى على الأقصى في تاريخه على كل جبهات التهويد، بما يشمل "نفخ البوق العلني" بشكل متكرر، واستعراض الطقوس، ومحاولة تجديد حصار الأقصى، وتمديد مساحات الاستفراد بالجهة الغربية، ومحاولة بناء عريشة في الساحة الشرقية للمسجد، واستعراض هيمنة شرطة الاحتلال على إدارته، والمساس بالأوقاف والحراس. ويرى أن الأقصى يواجه ذروة التهديد الوجودي الذي يمكن أن يشهده منذ احتلاله، ما يفرض ضرورة الانخراط في معركة الدفاع عنه بكل وسائل المقاومة الممكنة، على مستوى الشعب الفلسطيني في كل مناطق تواجده وعلى مستوى دول الطوق وكل شعوب الأمة العربية والإسلامية، مع الضغط على النظام العربي الرسمي المتآكل للحصول على أي موقف إيجابي ووقف تدهور سقوف موقفه. 

مقالات مشابهة

  • مع اقتراب الأعياد.. ما أهم تداعيات إضراب عمال الموانئ في الولايات المتحدة؟
  • وزير لبناني: غارة إسرائيلية قرب معبر المصنع الرئيسي مع سوريا وتوقف حركة المرور
  • شاب يُنهي حياة والدته في أمسية عيد الميلاد ‏
  • خلية أزمة بوزارة الخارجية لمتابعة أحوال الجالية المغربية في لبنان وأفواج غادرت بيروت قبل أيام
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل القيادي في حركة حماس روحي مشتهى
  • ‏سلطة الطيران المدني الإيرانية ترفع القيود عن حركة الطيران
  • الاحتلال الاسرائيلي يغلق الحرم الابراهيمي بالتزامن مع الأعياد اليهودية
  • ضحايا وجرحى بقصف بيروت وسط حركة نزوح جديدة
  • الأعياد اليهودية.. محطة رئيسية لتكريس "الإحلال الديني" بالأقصى وتغيير هويته
  • باسيل في السرايا اليوم بعد عين التينة: سعي لاعادة الوزراء المقاطعين