أفادت مصادر إعلامية بأن بعض الدول مثل مصر والأردن استحدثت اجراءات صارما ومتطلبات لدخول اليمنيين  إليها خصوصا وأنها التي تقتصر عليها وجهات الخطوط الجوية اليمنية خلال سنوات الصراع في البلاد.

 

وأكد مواطنون يمنيون عدم قدرتهم لعدة أيام على استخراج متطلبات السفر إلى الوجهات المحددة، بعد رفض السلطات هناك منحهم الموافقة والوثائق المطلوبة للسفر للعلاج أو لأسباب، ومنها يتم القيام بمعاملات وإجراءات السفر إلى دول أخرى أوروبية وأميركا، والتي بدورها كما أفاد بعض هؤلاء المواطنين، شددت بشكل أكبر وفرضت قيودا إضافية على سفر اليمنيين.

 

وبينما تحفظ مسؤولون في الخطوط الجوية اليمنية عن الحديث في هذا الموضوع، أوضح خبير ملاحي أن القيود قائمة وفق إجراءات وقرارات معلنة من قبل الدول التي تقتصر عليها رحلات الخطوط الجوية اليمنية خلال السنوات الماضية، بسبب الوضع الطارئ الذي يمر به اليمن منذ ثماني سنوات حيث كانت هذه الدول، مصر والأردن، قد أعلنت مؤخراً عن إجراءات جديدة لدخول اليمنيين منها الحصول مسبقاً على تقرير طبي، وكذا موافقة أمنية.

 

لكن الخبير الملاحي، يعتقد أنه كان هناك تساهل نسبي في تنفيذ هذه الإجراءات لاعتبارات عديدة بالنظر إلى وضع اليمن، في حين قد تكون الأحداث الأخيرة المتصاعدة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة قد دفعت هذه الدول إلى تغيير سياستها في هذا الجانب، والتشديد على تنفيذ الإجراءات والقرارات التي اتخذتها خلال الفترة الماضية، أو في حال اتخاذ إجراءات أخرى لتشديد الدخول إليها بشكل عام بالنظر إلى خصوصية وضعها الجغرافي، والذي يجعلها مرتبطة بشكل مباشر بالأحداث في فلسطين.

 

شركات ومكاتب سفريات عاملة في اليمن أفادت بدورها أن هناك تشددا في إجراءات دخول اليمنيين إلى بعض الدول منذ 7 أكتوبر الماضي، إذ ذكر صاحب مكتب سفريات، أسامة أحمد، أن هناك بالفعل إجراءات مشددة على سفر اليمنيين فرضتها الدول المتاحة للسفر إليها، والتي تعتبر كذلك منطلقا لوجهات سفر أخرى لاقتصار السفر من الأراضي اليمنية على وجهتين محددتين فقط، في حين تمت مؤخراً إضافة رحلات مباشرة إلى إثيوبيا.

 

من جانبه، قال العامل في وكالة سفريات وائل عباس، إن منح التذاكر لأي مسافر لا يتم إلا بتقديمه الوثائق المطلوبة التي حصل عليها مسبقاً من الجهات المعنية للدولة التي ينوي السفر إليها كالموافقة الأمنية والتقارير الطبية، لكن هناك إجراءات مشددة خلال الفترة الماضية بسبب الأحداث الجارية.

 

لعب الأردن ومصر دوراً كبيراً في مساعدة اليمنيين طوال السنوات الثماني الماضية، لكسر الحظر الجوي المفروض عليهم وتسهيل سفرهم وتنقلاتهم الخارجية، خصوصاً المرضى الذين يحتاجون للعلاج خارج اليمن.

 

لذا وفق مصادر ملاحية فإن المسؤولية الرئيسية في هذا الجانب تقع على عاتق الحكومة اليمنية التي يجب عليها الالتفات لهذه القضية من منظور خدمي وإنساني لصالح المواطنين ومتابعة تسهيل تنقلاتهم الداخلية، وهي المشكلة الرئيسية الأهم التي يعاني منها اليمنيون.

 

تضاف هذه القيود والعراقيل في سفر اليمنيين إلى سلسلة من الأزمات التي تجتاح قطاع النقل الجوي في اليمن، كان آخرها أزمة الأرصدة المالية بعد اتهام الحكومة اليمنية للحوثيين بفرض قيود غير قانونية على حسابات وأرصدة الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء، والتي تجاوزت 80 مليون دولار، حيث أدت إلى إيقاف رحلات اليمنية عبر مطار صنعاء لأيام قبل أن تتدخل نقابة عمال وموظفي الخطوط الجوية اليمنية التي تقدمت بمقترح أدى إلى حل مؤقت للمشكلة، لتعاود طيران اليمنية رحلاتها عبر مطار صنعاء.

 

وعاودت الخطوط الجوية اليمنية منذ أكثر من عام رحلاتها عبر مطار صنعاء، بعد أن توصل أطراف النزاع في إبريل من العام الماضي إلى اتفاق هدنة برعاية أممية شملت إعادة فتح مطار صنعاء بعد توقف دام لأكثر من ستة أعوام، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة شمال غرب اليمن.

 

الخبير الملاحي حمدي شرف يؤكد ضرورة تحييد قطاع النقل عن الصراع في اليمن، بالنظر إلى التغيرات المتصاعدة في المنطقة بفعل العدوان الإسرائيلي على غزة، وذلك لتبعاته الكارثية على المواطنين اليمنيين الذين يتحملون مشقة مضنية في التنقل والسفر.

 

وتقوم الخطوط الجوية اليمنية منذ نحو عام بتشغيل رحلات أسبوعية عبر مطار صنعاء تقتصر على العاصمة الأردنية عمّان، فيما تزداد التعقيدات المتعلقة بتوسيع وجهات الخطوط الجوية اليمنية.

 

وتعتبر الأمم المتحدة الوضع الحالي لشركة الخطوط اليمنية بمثابة ملف آخر يضاف للصعوبات الاقتصادية التي يركز عليها المبعوث الأممي إلى اليمن في جهوده خلال الفترة الماضية من خلال العمل بمسار منفصل، لمعالجة هذه المشكلات ومحاولة وضع الحلول المناسبة لها.

 

الباحث الاقتصادي مراد منصور إن الصراع في اليمن ينحو منذ نحو عام منحى اقتصاديا بدرجة رئيسية، في سباق محموم للاستحواذ على الموارد وعائدات القطاعات الإيرادية، ومنها قطاع الطيران الذي تحتكره الخطوط الجوية اليمنية باعتبارها الناقل الجوي الوحيد طوال سنوات الحرب الماضية، بينما تتركز الكتلة المالية الأكبر لهذا القطاع في العاصمة اليمنية صنعاء الذي يخدم مطارها الدولي أكثر من 10 محافظات.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن مصر الاردن قيود سفر غزة الخطوط الجویة الیمنیة عبر مطار صنعاء فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الخطوط الجوية الأمريكية تمدد إلغاء الرحلات إلى إسرائيل لبعد صيف 2025

تواصل شركات الطيران العالمية إلغاء رحلاتها إلى الأراضي المحتلة، وأعلنت شركة الخطوط الجوية الأمريكية أنها لن تستأنف رحلاتها إلا بعد صيف عام 2025، بينما أعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية والألمانية أنها ستعود خلال الشهر الجاري.

ومددت الخطوط الجوية الأميركية قرارها بإلغاء جميع رحلاتها إلى إسرائيل من آذار/ مارس 2025 حتى أيلول/ سبتمبر 2025، وأزالت إمكانية حجز الرحلات إلى "إسرائيل" في هذه المدة من موقعها الإلكتروني.

أوقفت الخطوط الجوية الأميركية جميع رحلاتها إلى الأراضي المحتلة بعد اندلاع الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وكان من المقرر استئناف الرحلات في أيار/ مايو 2024، لكن في أعقاب الهجوم الإيراني على إسرائيل في نيسان/ أبريل قررت تمديد التعليق حتى آذار/ مارس 2025.


وذكر موقع "غلوبس" الإسرائيلي أن هناك مخاوف الآن من أن قرار الخطوط الجوية الأمريكية قد يشعل اتجاها جديدا لتعليق الرحلات الجوية حتى عام 2025 من قبل شركات مثل دلتا إيرلاينز، وفيرجن أتلانتيك، وبريتيش إيرويز، وإيزي جيت، والتي من المقرر أن تستأنف رحلاتها في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل من العام المقبل.

ومع عدم وجود شركات طيران أمريكية تعمل على رحلات جوية بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، تحتكر شركة "العال" الإسرائيلية الرحلات الجوية إلى أمريكا الشمالية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران.

ورغم أنه تم إلغاء توصية الاتحاد الأوروبي بعدم السفر إلى الأراضي المحتلة، فإن ذلك ليس له أي تأثير كبير على معظم شركات الطيران الأوروبية، التي يبدو أنها ليست في عجلة من أمرها للعودة.   

وأعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية إلغاء الرحلات الجوية من وإلى الأراضي المحتلة حتى 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، كما ألغت منطقة بحر إيجه اليونانية رحلاتها حتى 17 من ذات الشهر، والخطوط الجوية الأذربيجانية حتى 17 من الشهر الجاري.

وأعلنت مجموعة لوفتهانزا، التي تضم لوفتهانزا والسويسرية وخطوط بروكسل الجوية والخطوط الجوية النمساوية، إلغاء الرحلات الجوية حتى 25 من الشهر الجاري، بينما لن تستأنف شركة "يورو وينجز" رحلاتها إلى "إسرائيل" حتى 30 من الشهر الجاري.

وألغت شركة طيران البلطيق، وشركة الطيران الوطنية في لاتفيا، رحلاتها حتى 30 نوفمبر، وألغت شركة Iberia Express الإسبانية رحلاتها حتى ذات الموعد.

وألغب شركات ITA الإيطالية وترانسافيا الفرنسية رحلاتها حتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بينما أعلنت شركة Wizz Air عن إلغاء الرحلات الجوية حتى 14 كانون الثاني/ يناير المقبل.


وأعلنت الخطوط الجوية البلغارية إلغاء رحلاتها حتى 22 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وألغت الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها حتى 31 آذار/ مارس 2025.

وكانت العديد من شركات الطيران الدولية أعلنت مطلع أغسطس تعليق رحلاتها إلى تل أبيب بعد إعلان إسرائيل حالة التأهب الأمني تحسبا لرد إيران و"حزب الله" على اغتيالات في طهران وبيروت.

وعادت بعض الشركات في الأيام القليلة الماضية لتسيير رحلاتها إلى تل أبيب فيما لا زالت أخرى بانتظار العودة لتسيير رحلاتها.

مقالات مشابهة

  • الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر حتى إشعار آخر
  • الخطوط الجوية الفرنسية توقف رحلاتها على البحر الأحمر بسبب جسم مضئ فوق السودان
  • الجوية الجزائرية تحصد جائزة التميز في مطار دبي
  • الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر
  • لهذا السبب الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر
  • صنعاء تعلن عن تدشين خط ملاحي مع الأردن
  • الخطوط الجوية الأمريكية تمدد إلغاء الرحلات إلى إسرائيل لبعد صيف 2025
  • الطائرة الأضخم في أسطول اليمنية تعود للتحليق مجدداً
  • وفاة أحد الكوادر الطبية اليمنية بحادث دهس في شارع الستين بالعاصمة صنعاء
  • الخطوط الجوية اليمنية تعلن عودة طائرة A320 إلى الخدمة