حرب غزة: قابلات يجرين عمليات ولادة على الأرض
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
"إيمان ماهر"، البالغة من العمر 26 عامًا، شاركت تجربتها الصعبة كحامل في ظل الحرب في غزة، وصفت إيمان الشعور بأنه لا يمكن وصفه والصعوبات التي واجهتها أثناء فترة الحمل والولادة في ظل هذه الظروف المروعة.
ضابط إسرائيلي: لسنا بحاجة للأمريكيين لتجنب سقوط المدنيين في غزة الثلاثاء القادم.. موعد تصويت مجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة غزة: استشهاد 95 صحفيا في القطاع منذ بدء الحرب مسيحيو لبنان يتهمون حزب الله بإشعال حرب مع الاحتلال
نزحت إيمان مع زوجها وابنتيها من منطقة عبسان الكبيرة جنوب شرقي قطاع غزة إلى مدينة خان يونس جنوبي القطاع، حيث قطعوا المسافة سيرًا على الأقدام.
تحدثت إيمان في برنامج "غزة اليوم" الذي بثته “بي بي سي” عن تجربتها، حيث قالت: "كان عليّ المشي لمسافة تقرب من 5 كيلومترات، وكنت في مرحلة المخاض عندما ذهبت إلى المستشفى وأنا أسير سيرًا على الأقدام".
واستكملت إيمان قائلة: "لم يتم توفير أي مسكنات لي بسبب نقص الأدوية الحاد، وكانت عملية الولادة صعبة على الرغم من أنها كانت طبيعية، وكان المستشفى مزدحمًا للغاية.
حاولت الدخول إلى الحمام قبل الولادة، لكنني فشلت في ذلك بسبب الطوابير الطويلة للنازحين".
الخوف يزيد من معاناة النساء الحوامل في غزةوعندما سئلت عن أهم شيء كانت تحتاجه، أجابت إيمان قائلة: "كنت بحاجة إلى الشعور بالأمان. كنت خائفة على أفراد عائلتي، خائفة على بناتي، خائفة على الجنين".
وأضافت إيمان: "كانت الأيام الخمسة الأخيرة قبل الولادة من أصعب الفترات، حيث قضيتها وأنا في حرب، وكان الخوف والتوتر يسيطران عليّ".
وتابعت إيمان قائلة: "طلبوا منا أن نترك المنطقة، فخشينا ونزحنا دون أي متعلقات، لم يكن معي ملابس لابنتي ولا حفاضات للأطفال. الآن، أنا وابنتي بحاجة إلى الطعام، لا نملك سوى الأطعمة البسيطة، ولا يكفي الطعام، وكفاية الطعام ضرورية لأنني بحاجة لتغذية طبيعية للرضيع، ولا يتوفر حليب الأطفال".
تحذيرات من الصحة العالمية بشأن النساء الحوامل في غزة
وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 50 ألف امرأة حامل في غزة، وحذرمنظمة اليونيسف ووكالة الأونروا وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية من تعطل الخدمات الصحية المقدمة للأمهات والأطفال الرضع بسبب القصف المستمر وتضرر المرافق الصحية أو توقفها عن العمل.
وتوقعت هذه الوكالات ارتفاع معدل وفيات الأمهات في غزة، وحذرت من آثار الحرب النفسية التي تؤثر بشكل مباشر على الصحة الإنجابية، بما في ذلك زيادة حالات الإجهاض الناجمة عن التوتر والولادات المبكرة.
الولادة القيصرية خلال حرب غزةفي اليوم الثاني من الحرب، خرجت رنا صبري أبو العراج، وهي في شهرها التاسع من الحمل، من منطقة القرارة وتوجهت إلى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بعد تعرض منزلها المجاور للقصف.
تروي رنا تجربتها قائلة: "أخذت عائلتي وخرجت سريعًا من المنزل في الساعة السادسة صباحًا، وقطعت مسافة طويلة سيرًا على الأقدام من القرارة إلى خان يونس بسبب عدم توفر وسائل نقل. وبمجرد وصولي إلى منزل عائلتي في خان يونس، شعرت بآلام الولادة واضطررت للذهاب إلى مستشفى الخير وأجريت عملية قيصرية وولدت ابنتي".
تشرح رنا معاناتها بعد الولادة قائلة: "لا يوجد لدينا طعام كافٍ لنأكله كبشر، وصعوبة كبيرة في استخدام الحمامات. حتى المرأة التي تلد عن طريق القيصرية يجب عليها الوقوف في طوابير طويلة لاستخدام الحمام".
وتضيف: "تحتاج المرأة الحامل إلى مكان هادئ وراحة نفسية، فهي لا ترغب في سماع أصوات القصف والحرب. بسبب الحرب، خرجت من المستشفى سيرًا على الأقدام وكان بطني يحتاج إلى خياطة بعد العملية الجراحية والقيصرية".
لكن لم تنتهِ معاناة رنا بعد الولادة، حيث تشعر بالقلق بسبب حالة ابنتها الصحية، إذ تعاني من جفاف حاد بسبب نقص الحليب، وهي الآن في حالة صعبة ومحتجزة في مجمع ناصر الطبي بخان يونس. ونحن ننتظر قرارًا بتحويلها إلى مصر لتلقي العلاج.
النزوح يتسبب في مشاكل صحية
تواجه النساء الحوامل مشاكل صحية نتيجة للنزوح والتوتر، بالإضافة إلى نقص المياه والطعام. تقول القابلة سحر عبد السميع في مجمع ناصر الطبي بخان يونس في حديثها لبرنامج "غزة اليوم": "من بين المشكلات الأكثر تواترًا التي نواجهها هي التهابات المسالك البولية نتيجة للشرب المحدود للمياه، حيث لا تتوفر المياه بشكل كافٍ. وهناك أيضًا حالات نزيف نتيجة لصعوبالوصول إلى الرعاية الطبية والتدابير النظافة الجيدة".
وتستمر المشاكل الصحية في التفاقم بسبب النزوح وعدم وجود ظروف صحية جيدة في مراكز الإيواء. يعاني النازحون من نقص التهوية وازدحام الأشخاص في مساحات ضيقة، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية مثل الإسهال والتهاب الجهاز التنفسي العلوي.
تحتاج النساء الحوامل إلى رعاية خاصة وراحة نفسية خلال فترة الحمل والولادة. ومع ظروف الحرب والنزوح، يصبح من الصعب تلبية احتياجاتهن الصحية والنفسية بشكل كامل. وتتطلب الأوضاع الطارئة تدخلًا عاجلًا لتوفير الرعاية الصحية الأساسية للنساء الحوامل وتوفير ظروف صحية آمنة للولادة.
من الضروري أن تعمل المنظمات الإنسانية والجهات المعنية على توفير الرعاية الصحية اللازمة للنساء الحوامل في المناطق المتضررة من الحروب والنزاعات. يجب توفير المستلزمات الأساسية مثل الطعام والماء والدواء، وتحسين ظروف الإيواء والنظافة للحد من انتشار الأمراض.
علاوة على ذلك، يجب تقديم الدعم النفسي والعاطفي للنساء الحوامل للتعامل مع الضغوط النفسية والتوتر الناجم عن الحرب والنزوح. يمكن تقديم الاستشارة والدعم النفسي من قبل فرق الصحة النفسية والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
في النهاية، يجب أن تكون حماية النساء الحوامل ورعايتهن أولوية في الأوضاع الطارئة، ويجب توفير الظروف الصحية اللازمة والرعاية الطبية لهن للحفاظ على سلامتهن وسلامة أطفالهن المنتظرين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حرب غزة الحرب على غزة قابلات سیر ا على الأقدام النساء الحوامل خان یونس فی غزة
إقرأ أيضاً:
ملامح ولادة جبهة :-رسالة بشار الأسد.. وخطة روسيا في ليبيا وشمال العراق!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:بالنسبة لنا نكتب بحيادية ومهنية وواقعية. ولا يهمنا صراخ الذين يتألمون من الحقيقة وهذه الواقعية .فعلينا تثبيت نقطة مهمة وقبل الولوج في التفاصيل.وهي ان ” حزب البعث” ليس هيّن على الإطلاق .وان البعثيين ومن خبراتهم الطويلة, ونكباتهم التاريخية ، وصراعاتهم الطويلة مع خصومهم وإجادتهم للعمل السري وممارستهم الطويلة للحكم فهم يجيدون الإنغماس وأعادة التنظيم من جديد والخروج من تحت الركام ثانية ليكونوا لاعبا مهماً( فعلى سبيل المثال:-فلو لم تتواجد الولايات المتحدة في العراق وجيش المهدي لعادوا من زمان للحكم في العراق ، ولم يستطع النظام السياسي المتشرذم والفاسد والطائفي في بغداد من صدهم ومنعهم، وايران سوف تتعامل معهم مباشرة ومثلما تمارس الغزل هذه الايام مع الجولاني .وجماعتها في بغداد يمارسون الغزل والوفود السرية لعمان لاستمالة رغد صدام حسين ورموز الجيش العراقي السابق هذه الايام !) .
والسؤال:-
١-هل سيتحقق هذا ياترى في سوريا التي سقط نظام البعث فيها أخيرا ” اي عودة البعث ونظام بشار؟” وبلعبة مركبة اعترف بها الرئيس السوري بشار الاسد الذي أكد في رسالته الأخيرة انه تعرض إلى نصب وخيانه وخداع وانه لم يتنازل لأحد .بمعنى ( لازال هو الرئيس الشرعي لسوريا )
٢-فهل سيتكرر السيناريو الفنزويلي في سوريا فعندما سقط نظام الرئيس الفنزويلي المرحوم شافيز عاد من جديد وبعدها سلّم الحكم ثانية في فنزويلا إلى رفيقه فيما بعد الرئيس مادورو. فهل سيعود البعث السوري ويكون على رأسه شخصية اخرى يختارها بشار الاسد مثل مادورو ؟
ثانيا : من الثابت فلو لم تسمح السلطات الروسية لِما كتب الرئيس المخلوع بشار الاسد واللاجئ في روسيا هذه الرسالة المهمة . او ربما المخابرات الروسية نفسها هي التي كتبتها بإسم بشار الاسد لتبقي الباب مفتوحا لعودة الاسد وعودة النظام السابق كشريك او كلاعب رئيسي في سوريا !
ثالثا:-وطبيعي ان الترتيبات الجارية على قدم وساق بين تركيا وقطر هذه الايام لبلورة ( مؤتمر سوري عام في قطر ) سوف يأخذ بنظر الاعتبار هذه الرسالة وبتخطيط روسي . لان تركيا لا تتحمل طويلا استعداء روسيا لا سيما وان روسيا باشرت بالتخطيط في ليبيا لتوجيه ضربة استراتيجية موجعة لتركيا وحليفتها دولة قطر من خلال ( انهاء التواجد التركي من خلال انهاء سلطة وانتشار حلفاء تركيا وقطر في ليبيا لصالح الجنرال حفتر ).. وهنا ستبقي روسيا الباب مفتوحا لصفقة ( عودة الاسد بنظام سوري جديد وجامع او طردهم من ليبيا ) وعلينا الانتظار !
رابعا : وإلحاقاً بما ورد أعلاه وارتباطاً بما ورد من استعدادات فالتقارير تشير ان شقيق الرئيس السوري المخلوع وهو اللواء ماهر الأسد ومعه رئيس الامن القومي السوري اللواء علي مملوك قد تفاهما مع جبهة ( قسد ) اي مع الاكراد السوريين ليكونوا بجبهة واحدة ضد التنظيمات المسلحة في سوريا من جبال ( قنديل) شمال العراق وبالقرب من ايران. لانهم سوف يؤسسون او أسسوا لجبهة واسعة ضد التنظيمات العسكرية والجهادية والإخوانية والإرهابية التي هيمنت على سوريا حاليا وان هذه الجبهة سوف ترعب تركيا كثيرا لانها قادرة على استيعاب اكراد تركيا و”PKK” لتوسيع الجبهة .وان هذه الجبهة سوف ترضي اكراد العراق واكراد ايران اضافة لاكراد سوريا وتركيا وسوف تفرض واقع جديد . واعطت دعم معنوي لمحافظات الساحل السوري الذين بدأوا بالصمود والتحدي التدريجي وحتما سوف سوف تلعب القواعد الروسية دورا في دعمهم . ولا ننسى ان ايران سوف تكون لاعب لوجستي قوي لهذه الجبهة بحكم الجغرافية وتضاريس المنطقة . ويبدو ان هذه الجبهة التي عناها المرشد الإيراني في خطابه ان المقاومة عائدة وبقوة !
خامسا : اما العامل الدولي فالاوربيين حذرين جدا من حكام دمشق الجدد . ونعتقد ان تصريحات الرئيس الاميركي المرتقب دونالد ترامب ملغمة عندما مدح الرئيس التركي اردوغان ومدح جيشه ( وهي اشارة ليورطه ) اكثر واكثر لا سيما وان هناك كراهية اوربية لأردوغان وطموحاته. وان الرئيس ترامب لا يذهب بعيدا عن الرئيس الروسي بوتين ولن يغضبه لانه سيحتاجه لاربع سنوات قادمة . ويبدو ان هناك اتفاق بين بوتين وترامب لإغراق اردوغان في سوريا وخروجه صفر اليدين. وبعدها القضاء على تلك التنظيمات الأرهابية والمتطرفة والإخوانية في سوريا . لا سيما وان تلك التنظيمات غازلت التنظيمات الاخوانية والسلفية والجهادية في مصر والأردن مما حركت الامارات ونظام السيسي والأردن ليكون هناك تنسيق عالي المستوى بين الدول الثلاث وبتنسيق مع روسيا. وبالفعل اتصلت الإمارات بالادارة الاميركية وحذرت من هيمنة تلك التنظيمات على الحكم في سوريا . مما جعل الادارة الاميركية تعلن على لسان مسؤول فيها امس ان المكافأة الموضوعة للقبض على الجولاني لازالت سارية وقيمتها 10 ملايين دولار ( وهذه اشارة قوية لاغلاق الطريق على طموحات الجولاني من جهة ،ومن جهة اخرى لكي تغري فصائل اخرى في سوريا للانتقام من الجولاني ) والبقية ستأتي !
سمير عبيد
١٨ ديسمبر ٢٠٢٤