الخليج الجديد:
2024-11-25@01:29:30 GMT

فلسطين: شعارات العرب وواقعية الغرب

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

فلسطين: شعارات العرب وواقعية الغرب

فلسطين: شعارات العرب وواقعية الغرب

تبنى الغرب منذ بداية القرن العشرين ضرورة إقامة دولة خاصة باليهود في الشرق الأوسط، في فلسطين.

إسرائيل مشروع استعماري للغرب، وهذا الأخير بدفاعه عن الكيان، فهو يدافع عن الاستعمار مباشرة، وعن حرب الإبادة وعن ضرب القانون الدولي.

عمل الغرب وهو القوة الاستعمارية في العالم العربي، وأساسا فرنسا وبريطانيا.

وأشرف الغرب على إنشاء الكيان الصهيوني، وحرص على تعزيز مكانته.

يجب على الرأي العام الفلسطيني وقواه الحية، المطالبة بإبعاد من يعمل من الأنظمة العربية طابورا خامسا لإسرائيل عن التحدث باسم القضية الفلسطينية.

يمكّن الغرب الكيان الصهيوني من كل أسباب القوة والتفوق على جيرانه لجعله يحقق الأمن القومي، نظرا للقوة العسكرية التي يتمتع بها، حتى يتفادى الهزيمة في أي مواجهة،

مهما قام الكيان الصهيوني بخرق القوانين الدولية، فالغرب الرسمي يحمي الكيان من أي عقوبات باستغلال ثغرات قانون الأمم المتحدة القائم على عدم توازن القوى والموازين في العالم حاليا.

فلسطين قضية تحرير، ومواجهة للاحتلال، لكن غالبية الأنظمة العربية، والكثير منها كان حتى الأمس تحت الاستعمار، لا يستطيع الانتقال من شعارات الوحدة والتحرر إلى أرض الواقع.

ينبغي الرهان على ائتلاف دولي من أنظمة ودول ذات شرف وطني حقيقي مثل بوليفيا وكولومبيا والصين وجنوب افريقيا التي أبانت عن مواقف مشرفة ضد حرب الإبادة هذه.

* * *

تكشف حرب الإبادة التي يشنها الكيان على الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة عن واقع مرّ وصارخ في التناقض بين غرب رسمي وواقعي في مواقفه والسياسة التي يطبقها، وعالم عربي رسمي غارق في غالبيته في النفاق.

وتستمر حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول الجارية، وهي حرب الإبادة التي يمارسها الاستعمار الإسرائيلي من جهة، وحرب التحرير التي يمارسها الفلسطينيون من جهة أخرى منذ أكثر من شهرين.

ورغم الدمار، تدرك جميع الأطراف أنها حرب تشكل منعطفا لسنوات طويلة مقبلة، ولهذا هناك إصرار على تحقيق الانتصار من هذا الطرف أو ذاك. وكلما استمرت هذه الحرب، تكشف عن واقعية الغرب الرسمي، الذي نعني به غالبية غرب المؤسسات الحاكمة وليس غرب الرأي العام المختلف في مواقفه.

هذا الغرب الرسمي الذي لا يردد مثل الببغاء كلمات -شعارات من دون الوعي العميق بها، بل يتبنى شعارات منذ الماضي بتطبيقها. وارتباطا بهذا، تبنى الغرب ومنذ بداية القرن العشرين ضرورة إقامة دولة خاصة باليهود في الشرق الأوسط، في فلسطين.

وعمل على مدار الزمن على تجسيد هذا التعهد، لاسيما وأن الغرب كان هو القوة الاستعمارية في العالم العربي، وأساسا فرنسا وبريطانيا. وأشرف الغرب على إنشاء الكيان الصهيوني، وحرص على تعزيز مكانته بفضل عاملين وهما:

- أولا، تمكينه من كل أسباب القوة والتفوق على جيرانه بفضل جعله يحقق الأمن القومي، نظرا للقوة العسكرية التي يتمتع بها، حتى يتفادى الهزيمة في أي مواجهة،

- وثانيا، مهما قام بخرق القوانين الدولية، فهذا الغرب الرسمي يحمي الكيان من أي عقوبات باستغلال ثغرات قانون الأمم المتحدة القائم على عدم توازن القوى والموازين في العالم حاليا.

وعند كل محطة تاريخية، خاصة الحروب، يبرز التزام الغرب الرسمي بتعهداته تجاه إسرائيل، وهو ما نعيشه في وقتنا الراهن بشكل جلي وبشع، بعد طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر. وهكذا، عارض الغرب كل عمليات وقف إطلاق النار، أو فرض الهدنة الإنسانية، وإن تمت هذه الهدنة فيجب أن تكون بعيدا عن قوانين الأمم المتحدة، بل اتفاقيات تتوسط فيها دول حتى لا يتم فيها منح هذه المنظمة الدولية أي دور مستقبلي في حل النزاع.

كما حرص على تزويد جيش الكيان بمختلف العتاد العسكري، خاصة القذائف، وتزعمت واشنطن هذا التوجه، ومنها إرسال أكثر من 200 طائرة محملة بالسلاح إلى إسرائيل والدعم الاستخباراتي، وكأن الكيان يخوض حربا ضد دولة ذات قوة عسكرية ضخمة، بل وصل الأمر برئيس حكومة بريطانيا ريتشي سوناك، أن انتقل الى إسرائيل على متن طائرة عسكرية محملة بالسلاح، في سابقة مثيرة للتساؤل.

وبين الفينة والأخرى، يصدر عن عاصمة من العواصم المحورية في الغرب مثل، باريس وواشنطن ولندن تصريحات تتضمن انتقادات جد ملطفة ضد همجية الكيان، لكن هذه التصريحات، التي تبهر سياسيين وإعلاميين عرب، ويعتقدون بحدوث تغير في نوايا الغرب الرسمي، هي مجرد أداء مسرحي لمحاولة إنقاذ ماء الوجه أمام هذا الدعم اللامشروط للكيان، خاصة بعد ارتفاع أصوات جزء مهم من الرأي العام الغربي المنددة بحرب الإبادة.

في المقابل، تعمل معظم الأنظمة العربية على إظهار حسن السلوك أمام الغرب الرسمي، فهي عاجزة عن تبني مواقف سياسة شجاعة لدعم الفلسطينيين. ولا تجرؤ على التفكير في دعم عسكري للفلسطينيين، كما يفعل الغرب مع إسرائيل، علما أنه في الماضي ما بين الأربعينيات وحتى أوائل الستينيات، كان العرب يفتخرون بدعم دول عربية كانت تحت الاستعمار بالسلاح والدعم السياسي.

والمثير للشفقة، أن وصل الأمر الآن بأنظمة غارقة في التطبيع مع الصهاينة إلى معارضة مواقف سياسية تدين كيان الاحتلال، ومواقف بعضها في القمة العربية – الإسلامية الأخيرة، التي انعقدت في العربية السعودية مثال حي على ذلك.

إن التناقض الصارخ، يتجلى في كيف يعمل الغرب من دون ضجيج الشعارات، لا يتحدث عن تاريخ مشترك ولا عن لغة مشتركة ولا تقاليد عريقة، بل اتخذ موقفا واضحا وهو دعم إسرائيل، بينما الأنظمة العربية أنتجت حول الوحدة العربية والمصير المشترك بلاغات قد تفيد في تشييد جسر بين الكرة الأرضية والقمر، لكن عند لحظة الشدة تتوارى غالبية هذه الأنظمة، بل تصبح طابورا خامسا لصالح الكيان.

في اللغة العربية الفرق بين الغرب والعرب نقطة واحدة، لكن في الواقع السياسي، يتحول الفرق الى سنوات ضوئية، بين التزام الدفاع عن المواقف في حالة تأييد الغرب لإسرائيل، والتملق واسترضاء الغرب، بل حتى إسرائيل على حساب الفلسطينيين في حالة بعض الأنظمة العربية.

لا ننسى هذه المعادلة، إسرائيل مشروع استعماري للغرب، وهذا الأخير بدفاعه عن الكيان، فهو يدافع عن الاستعمار مباشرة، وعن حرب الإبادة وعن ضرب القانون الدولي، بينما فلسطين قضية تحرير، ومواجهة للاحتلال، لكن غالبية الأنظمة العربية، والكثير منها كان حتى الأمس القريب تحت الاستعمار، لا يستطيع الانتقال من ترديد شعارات الوحدة والتحرر إلى أرض الواقع.

على ضوء هذا، يجب على الرأي العام الفلسطيني وقواه الحية، المطالبة بإبعاد من يعمل من الأنظمة العربية طابورا خامسا لإسرائيل عن التحدث باسم القضية الفلسطينية.

وفي المقابل، الرهان على ائتلاف دولي مكون من أنظمة ودول ذات شرف وطني حقيقي مثل بوليفيا وكولومبيا والصين وجنوب افريقيا التي أبانت عن مواقف مشرفة ضد حرب الإبادة هذه.

*د. حسين مجدوبي كاتب وباحث مغربي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العرب الغرب فلسطين الاستعمار شعارات العرب الكيان الصهيوني واقعية الغرب بريطانيا وفرنسا التطبيع مع الصهاينة الکیان الصهیونی الأنظمة العربیة حرب الإبادة الرأی العام فی العالم

إقرأ أيضاً:

عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين

خريطة نتنياهو تضم الضفة وغزة والجولانسفر إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات أصبح نصا سياسياشطب القضية الفلسطينية سيفجِّر فوضى شاملة فى المنطقة لن تنجو منها إسرائيل

وضعت الحرب الفلسطينيين فى حالة استثنائية. 

منحتهم شهورا من «القشعريرة» الوطنية لا تحدث فى حياة الشعوب المحتلة إلا نادرا.

فجرت مياه «التحرر» الجوانية فى أعماقهم وأضاءت قناديل العدالة فى نفوس كارهى الظلم فى الدنيا كلها.

دفع الفلسطينيون ثمنا غاليا يصعب تقديره ليعثر العالم على وعيه الضائع وضميره الغائب وذاكرته المنسية ويعترف بقضيتهم المزمنة ثم يعيد إليهم ما اغتصب منهم.

انتظر الفلسطينيون نهاية الحرب لتتسلم الدبلوماسية ملف القضية لتكافئهم بحلها على قدر ما حاربوا وعلى قدر ما ضحوا وعلى قدر ما استشهدوا أليست الحرب سياسة بأسلوب أشد.

وجاء من أقصى الغرب «رئيس» يسعى إلى إيقاف الحرب كما وعد العرب والمسلمين أربع مرات حين التقى بهم فى حملته الانتخابية.

وقبل أن يعود إلى البيت الأبيض فى يناير القادم ليصبح سيده سلم القضية للدبلوماسية مبكرا.

لكن الدبلوماسية خطفت القضية من أيدى أصحابها وأنصارها وصادرت بياناتها وأحلامها ومستقبلها وثيابها وطعامها وأرضها وتاريخها بل اسمها قبل أن تجلس على مائدة المفاوضات إذا حدثت مفاوضات.

اختار «دونالد ترامب» الذى نلقى بكل الرهان عليه «مايك هكابى» سفيرا للولايات المتحدة فى إسرائيل لنجد أنفسنا فى صدمة وربما صاعقة.

كان مجرد إعلان الاسم وقبل أن يوافق الكونجرس عليه وقبل أن يتسلم عمله كفيلا بسقوط الستار على الفلسطينيين قبل أن يصلوا إلى خشبة المسرح بل ربما وضعوا فى الثلاجة حتى يصبحوا أسماكا متجمدة.

الرجل يعشق إسرائيل ويذوب فى هواها ويلثم التراب الذى تمشى عليه ولا يتخيل الحياة بدونها.

«ترامب» نفسه اختاره للمنصب لأنه حسب ما أعلن أنه «يحب إسرائيل وعلى نحو مماثل يحبه شعب إسرائيل «فلم يحرم العاشقين من رقصة «تانجو» طال انتظارها على الأرض المحتلة؟ لم لا يمنحهم فرصة المناجاة فى ليلة قمرية على شاطئ «تل أبيب»؟

والمثير للدهشة أن «هاكابي» ليس يهوديا ولكنه يموت فى هوى إسرائيل أكثر من كل السفراء اليهود الذين بعثت بهم الولايات المتحدة إليها منذ عين «جورج بوش» عام ٢٠٠٨ «جيمس كانينجهام».

فى ٥٢ سنة زار «هاكابى» إسرائيل ١٠٠ مرة فى رحلات جماعية مدفوعة حاملا «الإنجيل» فى يد «والتوراة» فى اليد الأخرى.

وهو لا يرى إسرائيل بعيون سياسية وإنما يراها بعيون دينية.

يراها «مشيئة الرب» التى جمعت شعبه «المختار».

يراها أمة «داوود» الذى حارب «جوليات» وأنقذ اليهود من غزوات الكنعانيين.

ولد «هاكابى» فى مدينة «هوب» (ولاية تكساس) يوم ٢٤ أغسطس عام ١٩٥٥(٦٩ سنة) وبسبب بيئته المتواضعة المحافظة اتجه إلى الكنيسة لتعلمه وتأويه وتطعمه وتدربه على التبشير بمعتقداتها.

وفى سن الخامسة عشرة ألقى أول موعظة على منبرها.

درس «الإلهيات» فى جامعة «أواشيتا بابتيست» المعمدانية التى شكلت أفكاره وتوجهاته التى نشرها بسهولة بعد أن أصبح قسا فى ولاية «أركنساس» التى توجد فيها الجامعة بالتحديد فى مدينة «أركدلفيا».

قدم برنامجا تليفزيونيا حمل اسمه «هاكابي» ساهم فى انتشاره حتى أصبحا نجما يمشى وراءه المتشددون.

على الشاشة رفض الإجهاض حتى ولو كان سبب الحمل الاغتصاب أو زنى المحارم.

رفض أيضا الجنسية المثلية وطالب بتعديل دستورى يحظر زواجهما من بعضهما البعض.

ودعا إلى عزل مرضى الإيدز بعد سنوات من تأكيد الطب أن المرض لا يمكن أن ينتشر من خلال المعايشة الاجتماعية.

وعارض الرعاية الصحية الشاملة التى يستفيد منها الفقراء.

واعتبر أبحاث الخلايا الجذعية الجينية التى عالجت أمراضا مستعصية نوعا من الكفر وتدخلا فى مشيئة الرب.

ووصف نظرية «داروين» فى النشوء والارتقاء بأنها رجس من عمل الشيطان.

وفيما بعد رأس قناتين تليفزيونيتين تروجان لما يسمى «المسيحية الصهيونية» التى تؤمن بأن قيام إسرائيل عام ١٩٤٨ كان ضرورة سماوية سامية لأنها تكمل نبوءة الكتاب المقدس بقدوم المجيء الثانى للمسيح إلى الأرض ملكا منتصرا بعد حرب سيخوضها ضد الشر فى العالم.

وتعتقد «الصهيونية المسيحية» أنه من واجب أتباعها الدفاع عن الشعب اليهودى بشكل عام والدولة العبرية بشكل خاص ويعارضون انتقادها ويعتبرون جزءا من اللوبى الذى يؤيد إسرائيل.

ويتبع المؤمنون بها «هاكابي» فى كتابة قصائد تعبر عن لوعة الحب الذى يحرق قلوبهم على إسرائيل.

لا نجرؤ بالطبع أن نلوم عاشقًا على ما يحب ولا على ما يكره فالعواطف قناعات داخلية يصعب تجنبها أو السيطرة عليها أو التحكم فيها.

هو حر فى حبه وهو حر فى كرهه وليس من طبيعتنا العربية أن نفرض على أحد حبا لا يريده ومشاعر لا يحس بها.

لكن عواطف الحب عنده ليست عواصف صوفية أو رومانسية وإنما هى عواطف سياسية وعملية وواقعية تقوم على السيطرة المطلقة سواء فى جلسات الحب الإسرائيلية أو جلسات المفاوضات العربية.

على أن العاشق الخرافى الذى بدا مستعدًا أن ينتحر حبا فى إسرائيل استفاد منها كثيرا.

بأصوات اليهود الذين انتخبوه أصبح حاكما لولاية «أركنساس» فى الفترة ما بين عامى ١٩٩٦ و٢٠٠٧ وجمع للمرة الأولى بين السياسة والموعظة وفيما بعد ستتولى ابنته «ساندرز» المنصب نفسه وتصبح ابنته الأخرى «سارة» متحدثا رسميا باسم البيت الأبيض خلال رئاسة «ترامب» الأولى.

المثير للدهشة أن «ترامب» لم يعجبه فى البداية ووصفه بأنه «ديكتاتور» لا يقل تسلطا عن «هتلر» بل رشح نفسه ضده فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى لاختيار مرشح الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٦ لكنه فشل كما سبق أن فشل فى عام ٢٠٠٨.

على أنه وقع فى هوى «ترامب» بعد أن قرر فى ٦ ديسمبر ٢٠١٧ نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وفى ١٤ مايو ٢٠١٨ بدأت السفارة الأمريكية عملها من القدس فى ذكرى إعلان «مناحم بيجن» المدينة المقدسة عاصمة موحدة وأبدية للدولة الصهيونية.

لم يكف «هاكابي» عن دعم «ترامب» وحشد أتباعه فى الكنائس ومتابعيه فى التليفزيون لانتخاب «ترامب» بل رافقه فى زيارته الدعائية للسبع ولايات المتأرجحة التى تحسم عادة الانتخابات.

ورد «ترامب» الجميل باختياره سفيرا للولايات المتحدة فى إسرائيل والمؤكد أن اختيار «ترامب» اختيارا تماما فهو يعرف مسبقا أن «هاكابى» سيخدم إسرائيل برموش عينيه أكثر من اليهود المتشددين الذين سبقوه فى تولى المنصب.

كل تصريحات «هاكابى» تثبت ذلك.

حسب شبكة «سى. إن. إن.» الإخبارية الأمريكية فإنه يرفض استخدام مصطلح «المستوطنات».

ويقول: «إن إسرائيل لديها سند ملكية ليهودا والسامرة» وهما الاسم التوراتى الرسمى الذى يطلق على الضفة الغربية.

فى عام ٢٠١٥ قال:

«إن مطالبة إسرائيل بضم الضفة الغربية أقوى من مطالبة الولايات المتحدة بمانهاتن» أشهر منطقة فى مدينة نيويورك.

وفى عام ٢٠١٧ زار مستوطنة «معاليه أدوميم» ليعلن:

«لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية. إنها يهودا والسامرة. ولا يوجد شىء اسمه مستوطنة. إنها مجتمعات وأحياء ومدن. ولا يوجد شىء اسمه احتلال (إسرائيلى) فاليهود هم أصحاب الأرض منذ ثلاثة آلاف سنة».

لم يكتف بذلك وإنما أعلن فى بداية شهر نوفمبر ٢٠٢٤ معارضته القوية لـ «إٌقامة دولة فلسطينية» مضيفا: «لا يوجد شىء اسمه فلسطين».

وعندما نفذت عملية «طوفان الأقصى» حتى سارع بالسفر إلى إسرائيل ليزور تجمع «كفار غزة» الذى هاجمه مقاتلو حماس قائلا:

«إن هذه الزيارة ضربة قوية عززت تصميمه على التعبير عن تضامنه مع الشعب الإسرائيلى».

بل أكثر من ذلك انتقد «جو بايدن» بسبب ضغطه على إسرائيل قائلا:

«إذا كنت شخصا مؤيدا لإسرائيل فكيف يمكن أن تكون مؤيدا لبايدن الذى أوضحت إدارته أنها ستقدم تنازلات لحماس».

هكذا تحدث سفير «ترامب» فى إسرائيل.

قطعا سيوافق الكونجرس عليه لوجود أغلبية للجمهوريين.

لكن المهم أن الرجل واضح وصريح ومباشر فى تصريحاته وتوجهاته وأهدافه ونحن نشكره على ذلك حتى لا نضيع وقتنا فى تمنيات طيبة بالتغييرات.

يجب أن تصل رسالة جديدة إلى «ترامب».

صدقنا أنك ستوقف الحرب وتأتى بالسلام ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب القضية الفلسطينية.

لو نفذت سياسة سفيرك «هاكابي» بشطب فلسطين من على الخريطة فإن الفوضى ستضرب المنطقة ولن تكون إسرائيل بعيدة عنها.

إن الاستقرار الذى تتحدث عنه لن يأتى بالسيطرة الإسرائيلية وإلا ستتكرر عملية طوفان الأقصى وسبعة أكتوبر سيواصل العد حتى ثلاثين أكتوبر.

لكن فى الوقت نفسه لم لا تخرج من المنطقة مبادرة جماعية (عربية وتركية وإيرانية) لمواجهة مخططات ومؤامرات باتت معلنة.

ألم يخرج «نتنياهو» على الجمعية العامة للأمم المتحدة بخريطة جديدة ليس فيها فلسطين؟

ألم يعد الحديث من جديد إلى امتداد دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات؟

إن الحكومة الإسرائيلية القائمة حكومة دينية يمينية متطرفة تؤمن بتحويل النصوص التوراتية إلى نصوص سياسية.

وفى التوراة (سفر التكوين) عباراة تشير إلى أرض إسرائيل الكبرى:

«فى ذلك اليوم قطع الرب مع إبراهيم ميثاقا قائلا: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير فى الفرات».

حسب هذا التصور فإن حدود إسرائيل تشمل كل أراضى فلسطين التاريخية بما فيها الضفة الغربية وغزة إلى جانب مرتفعات الجولان.

وهناك من يرى أن النص يسمح بالتمدد إلى أراضى دول أخرى.

ومن ثم فالوقوف فى وجه التهام فلسطين هو خطوة ضرورية لحماية دول أخرى حسب المثل الشائع:

«أكل الثور الأبيض يوم أكل الثور الأسود».

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تدين محاولات الكيان الإسرائيلي توسيع ممارساته العدوانية وتؤكد دعم العراق
  • متظاهرون في جنيف يطالبون بمحاكمة نتنياهو كمجرم حرب | شاهد
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • بقائي: إيران ترحب بأي خطوة لتحقيق العدالة ووضع حد لإفلات الكيان الصهيوني من العقاب
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • بقائي: إيران ترحب بأي خطوة لمعاقبة الكيان الصهيوني
  • التمكين الرقمي يطلق نشاطاته في تقنيات المستقبل بالمنطقة العربية
  • رئيس كولومبيا: ما يحدث في فلسطين ليست مجرد حرب ولكن رسالة تخويف
  • سيرك ترامب والأنظمة العربية
  • منظمات حقوقية تطالب هولندا بوقف تصدير الأسلحة إلى الكيان الصهيوني