الجزيرة:
2024-07-08@21:11:11 GMT

ساركوزي وتصريحه الأخير!

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

ساركوزي وتصريحه الأخير!

هذا ما اختارته صحيفة "إلموندو" الإسبانيّة عنوانًا لحوارها مع الرئيس السابق اليميني ساركوزي، على هامش زيارته إلى مدريد الأسبوع الماضي، لتقديم كتابه: "زمن المعارك".

وقد حظي الحدث باهتمام إعلامي باهت، لكن مضمون الحوار المنشور في الصحيفة المذكورة، كان الأكثر عمقًا، مقارنةً بباقي التغطيات. حيث تناول الحوار رأي ساركوزي في أهم القضايا الحالية، وعلى رأسها حرب إسرائيل على غزة، وتقييمه موقفَ الغرب منها.

ويبدو أن العنوان الذي اختارته الصحيفة، يمثل أهمّ اعتراف من ضيفها بالدور غير الصحيح للاتحاد الأوروبي في هذه الحرب، وفي غيرها من الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى.

"زمن المعارك"

ويأتي الإصدار الأخير للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي: "زمن المعارك"، كتكملة لجزأين سابقين من مذكراته الشخصية والسياسية، التي شملت فترة توليه الرئاسة في فرنسا بين 2007 و2012.

وقد جاءت زيارته إلى مدريد بداية الأسبوع الماضي، بمناسبة إصدار النسخة الإسبانية من الكتاب، بعد أن كان قد صدر في نسخته الأصلية الفرنسية في أغسطس/ آب الماضي.

وتوجَّه من مدريد إلى المغرب، حيث قدّم كتابه في ثلاث مدن، أعرب فيها كلّها عن علاقته الجيدة مع الملك محمد السادس، وبالمغرب. وانتقد في المقابل، التقارب غير المُجدي للرئيس الحالي ماكرون مع الجزائر، على حساب المغرب، التي طالما مثلت حليفًا إستراتيجيًا بالنسبة للحكومات الفرنسية المتعاقبة.

وفي الوقت الذي سلّطت فيه التغطية الإعلامية الإسبانية الضوء على مضمون الكتاب، توجّهت صحيفة "إلموندو" إلى أبعد من ذلك، وكشفت رأي الكاتب في القضايا الحالية الساخنة، وأهمها سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية والحرب الروسية- الأوكرانية وحرب إسرائيل على غزة.

ورغم أن الحوار تطرّق إلى نقاط ذكية عديدة، من بينها دعم ساركوزي آراء شخصيات فرنسية مؤثرة جدًا في الساحة الثقافية، فيما يتعلق بحرب إسرائيل على غزة، على غرار الفيلسوف اليهودي الأصل "آلان فينكييلكروت"، فإننا سنكتفي بالنقاط التي تهمّنا كعرب بالدرجة الأولى.

شيطنة ممنهجة

وتجدر الإشارة إلى أن أسلوب الحوار كان يعكس نيّة مبيتة من الصحفية إيميليا لأندلوسي، من أجل استدراج الضيف إلى كشف اعترافات "مُرّة" من سياسي يميني متعصّب للخصوصية الفرنسية والأوروبية عمومًا، وقد أكّد اختيار العنوان ذلك.

فقد سألته الصحفية عن مستقبل الاتحاد الأوروبي، في ظل صعود تيار اليمين المتطرف في عدد من دول الاتحاد، وعلى رأسها إيطاليا، فأعرب ساركوزي عن عدم اتفاقه مع موجة الشيطنة الممنهجة لزعماء هذا التيار، ودعا جميع التيارات السياسية إلى التفكير بجدية في أولويات الاتحاد الأوروبي، الذي يحتاج الآن إلى التركيز على الشؤون التي تهمّه، داخل حدوده فقط، وأهمها الشأن الاقتصادي.

وفي هذا السياق، قال حرفيًا: "على أوروبا أن تعي الواقع المختلف للتاريخ، وأن تتكيف مع ثقافات الشعوب، تاركة لها أن تتصرف كما ترى الأشياء بنفسها، وفقًا لثقافتها وتاريخها".

كما أشار إلى أن تطور التاريخ يفرض تغيير مفاهيم ومنظمات دولية تهم كل بلدان العالم، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة. واستنكر محافظة هذه المنظمة- التي تمّ إنشاؤها في منتصف القرن الماضي- على تركيبة أعضائها الدائمين في مجلس الأمن، دون إضافة أي عضو من أفريقيا أو أميركا اللاتينية، ونحن الآن في العَقد الثالث من القرن الواحد والعشرين.

لكنه أغفل الإشارة إلى غياب الدول العربية، وهذا ليس بغريب أبدًا عن شخصية بملامح الرئيس السابق ساركوزي، الذي يصفه كثيرون، من بني جلدته، بالعنصري.

اصطفاف مع إسرائيل

أما فيما يتعلّق بالحرب الإسرائيلية على غزة، فقد سألته الصحفية عن السبيل من أجل التوصل إلى حل يُرضي جانبَي النزاع، فأجاب بأن فرنسا وألمانيا حققتا هذا الهدف بعد الحرب العالمية الثانية بفضل العمل السياسي والدبلوماسي، وبالتالي فإن الحرب بين إسرائيل وفلسطين، لايمكن أن تنتهي سوى بهذه الجهود، وباعتراف دول العالم بحق وجود إسرائيل.

وتعتبر هذه الإجابة متناغمة جدًا مع تصريحات ساركوزي تُجاه القضية الفلسطينية، حيث قال خلال الفعالية في مدريد: إن فرنسا "مُلزمة بالاصطفاف مع إسرائيل، لاعتبارات أخلاقية"، وعلّل ذلك بأن الأوروبيين هم من تسببوا في التنكيل باليهود ودفعهم للهروب من القارة، وبالتالي فعليهم الوقوف صفًا واحدًا الآن، مع الرفض القاطع لكل محاولات "حرمان" إسرائيل من الموقع الجغرافي الذي تشغله في الشرق.

أخطاء فادحة

هذا المنطق، على تناقضه، وربما إثارته للسخرية، قاله الرئيس السابق ساركوزي، وهو يتوسّط الرئيس الإسباني اليميني السابق خوسي ماريا أثنار، ورئيسة مقاطعة مدريد إيزابيل أيوسو، اللذين يُعرفان بدعمهما المطلق للمشروع الصهيوني.

والأغرب من هذا، أن لا أحد من الحضور اليميني، بالضرورة، سأله عن وجاهة منطقه في هذه النقطة، لاسيما أنَّه قال أيضًا: "العرب لم يكونوا النازيين الذين قاموا بالمجازر في حق اليهود خلال القرن الماضي، بل كنا، نحن، الأوروبيين"!

على صعيد آخر، وعودة لنقطة عدم تدخل أوروبا في شؤون البلدان والأمم الأخرى، أجاب الرئيس السابق ساركوزي- عن سؤال بخصوص دور أوروبا في حرب روسيا على أوكرانيا- بأن أوروبا ارتكبت خطأ فادحًا في الدفاع بكل قواها عن حق انضمام أوكرانيا إلى حلف "الناتو"، وأنه كان من الأفضل أن تكتفي أوكرانيا بدورها كوسيط بين روسيا وأوروبا، حسب رأيه.

وفي هذا المستوى من الحوار، فاجأته الصحفية قائلة: "مثل تركيا، كما ذكرت في الكتاب؟"، فأكّد ذلك بقوله: إن تركيا تلعب الدور نفسه، في الربط بين آسيا وأوروبا، لكن ذلك "لا يخوّل لها" المطالبة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

في الحقيقة لاتمثّل شخصية الرئيس السابق ساركوزي محلّ اهتمام سياسي أو إعلامي كبير في الأوساط الأوروبية ولا حتى الفرنسية، خاصة بعد تُهم الفساد المالي التي أثبتها القضاء الفرنسي وأصدر، بموجِبها، أحكامًا ضده، لكنه مثل الرئيس السابق الإسباني أثنار الذي رافقه في الفعالية، ما زالا يعيشان على فتات اهتمام فئة قليلة من الجماهير اليمينية.

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الرئیس السابق سارکوزی الاتحاد الأوروبی على غزة

إقرأ أيضاً:

الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو يواجه اتهامات محتملة بغسل الأموال بسبب هدايا استلمها من السعودية

يوليو 6, 2024آخر تحديث: يوليو 6, 2024

المستقلة/- أفادت وسائل إعلام محلية أن الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو يواجه اتهامات محتملة بغسل الأموال و الاختلاس و الارتباط الإجرامي فيما يتعلق بألماس غير المعلن الذي تلقاه الزعيم اليميني المتطرف من المملكة العربية السعودية خلال فترة وجوده في منصبه.

و لم تتلق المحكمة العليا في البرازيل بعد تقرير الشرطة مع لائحة الاتهام. و بمجرد القيام بذلك، سيقوم المدعي العام في البلاد، باولو جونيت، بتحليل الوثيقة و يقرر ما إذا كان سيتم توجيه اتهامات و إجبار بولسونارو على المثول للمحاكمة.

و هذه هي لائحة الاتهام الثانية لبولسونارو منذ ترك منصبه، بعد أخرى في مايو بزعم تزوير شهادة التطعيم ضد كوفيد. لكن لائحة الاتهام هذه تثير بشكل كبير التهديدات القانونية التي تواجه الزعيم السابق المثير للانقسام و التي أشاد بها خصومه و لكن يدينها أنصاره باعتبارها اضطهاد سياسي.

و لم يعلق بولسونارو على الفور، لكنه و محاموه نفوا في السابق ارتكاب أي مخالفات في القضيتين، بالإضافة إلى تحقيقات أخرى مع الرئيس السابق. أحدهما يحقق في تورطه المحتمل في التحريض على انتفاضة في العاصمة برازيليا، في 8 يناير/كانون الثاني 2023، و التي سعت إلى الإطاحة بخليفته من السلطة.

و في العام الماضي، اتهمت الشرطة الفيدرالية بولسونارو بمحاولة أخفاء مجوهرات ماسية يقال إنها تبلغ قيمتها 3 ملايين دولار و بيع ساعتين فاخرتين.

و قالت الشرطة في أغسطس/آب إن بولسونارو حصل على أموال نقدية من بيع ساعتين فاخرتين بقيمة 70 ألف دولار حصل عليها كهدايا من المملكة العربية السعودية. تشترط البرازيل على مواطنيها الذين يصلون بالطائرة من الخارج التصريح عن البضائع التي تزيد قيمتها عن 1000 دولار، و على أي مبلغ يتجاوز هذا الإعفاء، دفع ضريبة تعادل 50% من قيمتها.

و كان من الممكن إعفاء المجوهرات من الضرائب لو كانت هدية من السعودية إلى البرازيل، و لكن ليس لبولسونارو ليحتفظ بها لنفسه. بل كان من الممكن إضافتها إلى المجموعة الرئاسية.

أظهر التحقيق أن ماورو سيد، المساعد السابق لبولسونارو الذي زُعم أنه زور سجلات كوفيد الخاصة به، باع في يونيو 2022 ساعة رولكس و ساعة باتيك فيليب إلى متجر في الولايات المتحدة بمبلغ إجمالي قدره 68 ألف دولار. لقد تم منحهم من قبل حكومة المملكة العربية السعودية في عام 2019. و وقعت إدارة البحث الجنائي لاحقًا على صفقة إقرار بالذنب مع السلطات وأكدت هذه المزاعم.

قال فلافيو بولسونارو، الابن الأكبر للرئيس السابق و عضو مجلس الشيوخ، على قناة X بعد لائحة الاتهام يوم الخميس إن محاكمة والده كانت “صارخة و وقحة”.

و بالإضافة إلى بولسونارو، وجهت الشرطة الاتهام إلى 10 آخرين، بحسب التقارير.

بدأ الكابتن السابق بالجيش البالغ من العمر 69 عامًا حياته السياسية كمدافع قوي عن الدكتاتورية العسكرية في البرازيل، و كان نائبًا في البرلمان لما يقرب من ثلاثة عقود. عندما ترشح للرئاسة لأول مرة، في عام 2018، تم رفضه على نطاق واسع باعتباره دخيل و محافظ بشكل جذري للغاية. لكنه فاجأ المحللين بانتصار حاسم، و يرجع ذلك في جزء كبير منه إلى تصويره لنفسه كمواطن مستقيم في السنوات التي أعقبت تحقيقات فساد واسعة النطاق أوقعت مئات السياسيين و المديرين التنفيذيين.

و في العام الماضي، قضت المحكمة الانتخابية العليا في البرازيل بأن بولسونارو أساء استخدام سلطاته الرئاسية خلال محاولته إعادة انتخابه عام 2022، مما جعله غير مؤهل لأي انتخابات حتى عام 2030. و ركزت القضية على اجتماع استخدم خلاله بولسونارو موظفين حكوميين و القناة التلفزيونية الحكومية و مسؤولين حكوميين في القصر الرئاسي في برازيليا لإبلاغ السفراء الأجانب بأن نظام التصويت الإلكتروني في البلاد تم تزويره.

و من المتوقع أن يلتقي بولسونارو بالرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي، نهاية هذا الأسبوع، في مؤتمر للمحافظين في بالنيريو كامبوريو، جنوب البرازيل.

مرتبط

مقالات مشابهة

  • الجزيرة الإماراتي يعلن تعاقده مع مدرب الأردن السابق الحسين عموتة .. فيديو
  • رئيس فرنسا السابق هولاند يعود إلى المشهد السياسي عبر بوابة البرلمان
  • مدرب الأهلي السابق يكشف عن حواره الأخير مع أحمد رفعت
  • خبير عسكري .. هذه رسائل أبو عبيدة في خطابه الأخير
  • قوى المعارصة تنجز خريطة طريق لانتخاب الرئيس وتعلنها غدا
  • هل يأخذ عموته يزن النعيمات معه إلى أبوظبي .. ؟
  • ضابط إسرائيلي: 7 أكتوبر هي الحرب الأكثر دموية في تاريخ الصهيونية
  • بايدن: أنا لا أقود الحملة الانتخابية فحسب بل أدير العالم
  • في اليسار المتطرف.. رؤية من الداخل
  • الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو يواجه اتهامات محتملة بغسل الأموال بسبب هدايا استلمها من السعودية