الخليج الجديد:
2024-12-25@05:24:21 GMT

من أوسلو إلى وارسو.. مسار جديد للمفاوضات

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

من أوسلو إلى وارسو.. مسار جديد للمفاوضات

من أوسلو إلى وارسو.. مسار جديد للمفاوضات

هل ينجح اوستن في اعادة ضبط ايقاع الحرب على وقع المفاوضات والوساطات؟

عجز أوستن عن تفعيل المنظومات المشتركة مع دول عربية طالما شاركت في المناورات البحرية الامريكية في البحر الاحمر وبحر العرب.

هل يقود التصعيد بالبحر الاحمر ولبنان لإعادة حسابات أمريكا في حرب غزة؛ لتبدأ مفاوضات جادة لوقف اطلاق النار والوصول لصفقة تبادل أسرى كبرى؟

جهود أمريكا تقع في إطار محاولات متكررة لنقل أعباء حماية أمن الكيان الصهيوني للدول العربية؛ وتحويل معركة الاحتلال مع المقاومة الى مواجهة بين الدول العربية وشعوبها!

أم تندفع نحو توسيع جبهات القتال؛ في ظل عزوف الشركاء الاقليميين عن التعاون معها؛ مقابل تعنت نتنياهو و القادة العسكريين الذين يواجهون شبح الفشل وفقدان القدرة على حسم حرب غزة؟

* * *

لم تتمكن الولايات المتحدة من حشد الدول العربية خلفها في البحر الاحمر وبحر العرب، لحماية مصالح الاحتلال الإسرائيلي وتجارته العابرة للبحر الأحمر والتي تقدر بنصف تجارة الاحتلال الخارجية.

لويد اوستن وزير الدفاع الامريكي في جولته التي تشمل دولا عربية؛ انتهت قبل أن تبدا بالفشل؛ اذ عجز الوزير عن تفعيل المنظومات المشتركة مع دول عربية طالما شاركت في المناورات البحرية الامريكية في البحر الاحمر وبحر العرب.

جهود أمريكا في الظاهر تقع في اطار محاولات متكررة لنقل أعباء حماية أمن الكيان الصهيوني للدول العربية؛ وتحويل معركة الاحتلال مع المقاومة الى مواجهة بين الدول العربية وشعوبها وهي استراتيجية قاصرة ومليئة بالعيوب والثقوب .

جولة اوستن التي بدات في الاراضي المحتلة بلقاء جمعه برئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ووزير الحرب يؤاف غالانت ومستشار الامن القومي الاسرائيلي تساحي هنغبي ورئيس الاركان هرتسي هاليفي؛ مميزة كونها تاتي في ظروف عسكرية متغيرة وديناميكية غير مسيطر عليها ؛ و من الممكن ان تتخذ منح اكثر واقعية هذه المرة ؛ فاميركا باتت تستشعر خطر التصعيد في البحر الاحمر والاعباء المتربتة على ذلك على قواتها وشراكاتها في المنطقة.

العجز الاسرائيلي والامريكي في البحر الاحمر واحتمالات التصعيد جنوب لبنان باتت عالية جدا ما يدفع الولايات المتحدة الى تفعيل الوساطات والمفاوضات للوصول الى هدن انسانية مؤقته؛ والبحث عن اي شكل ومظهر من مظاهر خفض التصعيد؛ على امل ابعاد شبح الحرب الاقليمية المفضي لتورط امريكي واسع في الحرب الدائرة على قطاع .

الزمن لم يعد يعمل لصالح الادارة الامريكية والاحتلال والضغوط تتصاعد في البحر الاحمر وجنوب لبنان وسوريا والعراق فضل عن الضغوط في الضفة الغربية وقرب الحدود المصرية؛ وتدفعها نحو اعادة ضبط ايقاع حساباتها السياسية والعسكرية فضلا عن ايقاع الاحتلا ل الاسرائيلي ليتناسب جهود الوسطاء في مسقط والدوحة و الهدن المقترحة.

فضلا عن المفاوضات التي اتخذت مسارا جديد في (اوسلو) بالنرويج و( وارسو) في بولندا؛ بحضور مدير المخابرات المركزية الامريكي (CIA) وليام بيرنز ومدير الموساد ديفيد برنياع ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن ال ثاني.

ختاما: هل يقود التصعيد في البحر الاحمر وجنوب لبنان الى اعادة الولايات المتحدة لحساباتها في حرب غزة؛ لتفتح الباب لمفاوضات جادة لوقف اطلاق النار والوصول الى صفقة كبرى للاسرى ؛ أم تندفع نحو توسيع جبهات القتال؛ في ظل عزوف الشركاء الاقليميين عن التعاون معها؛ مقابل تعنت نتنياهو و القادة العسكريين الذين يواجهون شبح الفشل وفقدان القدرة على الحسم في قطاع غزة؛ هل ينجح اوستن في اعادة ضبط ايقاع الحرب على وقع المفاوضات والوساطات؟

*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مفاوضات أوستن تصعيد وساطات البحر الأحمر حرب غزة الولايات المتحدة الكيان الصهيوني فی البحر الاحمر

إقرأ أيضاً:

هآرتس: الحرب مع إسرائيل تعزز قبضة الحوثيين على الداخل وتثير قلق دول الخليج (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة عبرية إن الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وجماعة الحوثي يعزز قبضة الأخيرة على الداخل اليمني ويثير في الوقت نفسه قلق دول الخليج العربي.

 

وذكرت صحيفة "هارتس" في تحليل للباحث تسفي برئيل وترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إن الحرب المستمرة تحافظ على النظام الصارم للحوثيين في اليمن، وليس هناك يقين من أنه إذا انتهت الحرب في غزة، أو إذا طلبت إيران منهم وقف هجماتها، فإن المتمردين سيتوقفون عن إرهاب إسرائيل والبحر الأحمر.

 

وقال التحليل إن اتفاق الرواتب، وهو نتاج لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في عام 2022 بين الحكومة اليمنية والحوثيين، يشكل انتصارا مهما للحوثيين لأنه قد يزيل على الأقل عنصرا واحدا من القائمة الطويلة من العوامل التي تشكل تهديدا مستمرا لاستقرار نظام الحوثيين الذي سيطر على صنعاء في عام 2014.

 

وأضاف "في مواجهة هذه الترتيبات والاتفاقيات التي تدعم نظام الحوثيين، قد يتساءل المرء عن مدى تأثير هجمات إسرائيل على ميناء الحديدة وأهداف أخرى على قدرة النظام على مواصلة الحرب أو ردعه عن إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل.

 

نطاق العمليات الإسرائيلية محدود

 

وحسب التحليل فإن الأمر الأكثر أهمية هو أنه على الرغم من الصور المثيرة للإعجاب القادمة من المواقع المتضررة وانقطاع التيار الكهربائي المرتبط بها، فإن نطاق العمليات الإسرائيلية في اليمن محدود. ومع ذلك، لا يرجع هذا إلى نقص القدرات العسكرية. فعندما يتم ضرب ميناء الحديدة، لا يتوقف الضرر في مناطق الحوثيين، بل يؤثر على البلاد بأكملها.

 

وطبقا للصحيفة فإن الحديدة هي ميناء الدخول ليس فقط للأسلحة الإيرانية والمساعدات العسكرية، ولكن أيضًا للمساعدات الإنسانية المخصصة لنحو 70 في المائة من سكان البلاد الذين يعيشون تحت خط الفقر. وكان هذا أيضًا السبب وراء تجنب الولايات المتحدة وشركائها في التحالف العسكري الذي أنشأته في البحر الأحمر لمكافحة التهديد الحوثي مهاجمة الميناء باستمرار.

 

ووفقا للصحيفة العبرية فإن استراتيجية الاستجابة الأمريكية تقوم على مبدأ "الردع والتدهور" في مواجهة الحوثيين في اليمن، وهو ما يعني عمليًا ضرب القواعد العسكرية ومواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، ولكن ليس البنية التحتية المدنية.

 

قلق دول الخليج

 

وترى أن إدارة بايدن، التي لا تخلو إدارتها لحملة البحر الأحمر من التناقضات، سعت دون جدوى إلى اتباع سياسة ثنائية، تعزيز المفاوضات بين شطري اليمن بيد واحدة والعمل بقوة ضد الإرهاب الحوثي الذي شل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وألحق أضرارا جسيمة بالاقتصاد العالمي بشكل عام ودول المنطقة بشكل خاص.

 

وقالت "للوهلة الأولى، لا تواجه إسرائيل مثل هذه المعضلة، ولا يشكل تدمير البنية التحتية المدنية عقبة في اعتباراتها الاستراتيجية. ولكن أكثر من غزة ولبنان، والآن في سوريا، يجب على اسرائيل أن تأخذ في الاعتبار ليس فقط المصالح والسياسات الأمريكية، ولكن أيضًا مصالح وسياسات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.

 

وأردفت "لم تنضم هذه الدول إلى التحالف العسكري المناهض للحوثيين الذي أنشأته واشنطن، على الرغم من الأضرار الاقتصادية التي تعاني منها. ويتمثل خوفها الرئيسي في أن يضعها الحوثيون على قائمة أهدافهم ويجددون هجماتهم على الأصول الاقتصادية الحيوية - وخاصة على المنشآت النفطية، كما فعلوا في عام 2019، عندما تضررت منشآت أرامكو".

 

وأوضحت أن هجمات من هذا النوع دفعت أبو ظبي إلى الانسحاب من التحالف العسكري الذي أنشأته المملكة العربية السعودية في عام 2017 وتوثيق علاقاتها مع إيران مقابل الهدوء من جانب الحوثيين. ولا تزال السعودية ترى نفسها وسيطًا في عملية السلام الداخلية في اليمن، والتي تهدف، من بين أمور أخرى، إلى إنشاء حكومة يمنية يكون الحوثيون شركاء فيها.

 

وأفادت أن مصر حاولت التفاوض مع الحوثيين من أجل السماح لحركة المرور في قناة السويس بالتعافي، ولكن حتى الآن دون جدوى.

 

حرب البحر الأحمر تخدم سياسة الحوثي

 

وزادت هارتس "النتيجة هي أنه في حين أن إسرائيل شريكة في التحالف العسكري في البحر الأحمر، والذي يعتمد بشكل أساسي على القوات الأمريكية والبريطانية في اختيار أهداف هجماته، إلا أنها مقيدة بـ "الخطوط الحمراء" التي تمليها دول المنطقة، وعلى الرغم من توسيع نطاق الهجمات، إلا أنها لا تزال تبدو ملتزمة بنهج إدارة بايدن "الردع والتدهور".

 

"ولا يُتوقع أن يضمن تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب الشهر المقبل توسيع القيود المفروضة على الاستجابات العسكرية. لقد دعم ترامب حرب المملكة العربية السعودية في اليمن، وفي عام 2019 استخدم حق النقض ضد مشروع قانون لخفض مبيعات الأسلحة إلى الرياض بسبب الكارثة الإنسانية الشديدة التي تسببت فيها الحرب في اليمن"، حد قول الصحيفة.

 

"لكن ترامب كان أيضًا الرئيس الذي أجبر السعوديين على بدء مفاوضات مع الحوثيين وحتى صرح بأن الحرب في اليمن لن تنتهي بقوة السلاح بل على طاولة المفاوضات"، وفق التحليل.

 

في غضون ذلك، لا يزال طموح انهيار النظام الحوثي من خلال استهداف البنية التحتية المدنية ومصادر الدخل -حسب التحليل- بعيدًا عن التحقق. مشيرا إلى إن ميناء الحديدة هو في الواقع مصدر دخل مهم للنظام، لكنه ليس المصدر الوحيد.

 

وتطرقت الصحيفة الإسرائيلية إلى إعلان الحوثي أن "الأميركيين يدفعون النظام السعودي نحو تصرفات حمقاء وعدوانية لن نقبلها. وحقيقة أننا منخرطون في "نظام الدعم" لغزة (مصطلح يرمز إلى وحدة الجبهات) لا تعني أننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء ضد تصرفاتهم الجنونية. سنرد بالمثل. الموانئ ضد الموانئ، والمطارات ضد المطارات، والبنوك ضد البنوك". وقد نجح التهديد، وتراجعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا عن قرارها.

 

وحسب هارتس فإن الحرب في البحر الأحمر تخدم السياسة التي يفرضها الحوثي على مواطنيه، فضلا عن فرض التجنيد العسكري والنضال الدؤوب ضد المنافسين السياسيين.

 

وخلصت صحيفة هارتس في تحليلها إلى القول "رغم أن صنعاء جزء من "حلقة النار" التي أنشأتها إيران، فإن بقاء النظام يشكل أولوية قصوى بالنسبة للمتمردين، والحرب المستمرة تخدم هذا الهدف. وبالتالي، ليس هناك يقين من أن الحرب في غزة ستنتهي، وحتى لو طلبت إيران من الحوثي وقف إطلاق النار في البحر الأحمر أو ضد إسرائيل، فقد لا يمتثل".


مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: اتفاقية أوسلو سقطت منذ سنوات طويلة
  • محمد الحوثي: تواجد ترومان في البحر الاحمر اعلان حرب وتهديد للامن القومي
  • انطلاق "الملتقى الإقليمي لحماية التراث الثقافي البحري المغمور بالمياه في الدول العربية" الإسكندرية
  • "العربية لحقوق الإنسان" تدين جرائم الحرب الإسرائيلية ضد مستشفى كمال عدوان شمال غزة
  • هآرتس: الحرب مع إسرائيل تعزز قبضة الحوثيين على الداخل وتثير قلق دول الخليج (ترجمة خاصة)
  • نتنياهو يهدد الحوثيين: ماذا وراء التصعيد؟
  • غزة بين التصعيد والهدنة| جهود دولية ومساعٍ فلسطينية لإنهاء العدوان
  • تهديد أم دعوة للمفاوضات؟
  • متى تلامس النكبة «العربية» ضمير الإنسانية؟!
  • بنيران صديقة.. سقوط طائرة امريكية في البحر الاحمر خلال الهجوم على الحوثيين