يعاني العالم منذ سنوات من تداعيات التغيرات المناخية، وفي ظل توقعات بتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وتسارع وتيرتها تتزايد المخاوف من الانعكاسات الكارثية التي طالت العديد من البلدان ومن بينها دول عربية.

وتابع برنامج "سيناريوهات" (2023/7/13) توقعات العلماء بأن يشهد العالم موسما صيفيا شديد الحرارة، حيث يبدو أن السنوات الخمس -حسب تقديرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية- ستكون الأحرّ على الإطلاق.

وحذرت المنظمة من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، وقالت إن الفترة المقبلة ستصبح بشكل شبه مؤكد الأكثر حرارة بكوكب الأرض على الإطلاق.

كما توقعت المنظمة أن تشهد الفترة المقبلة تطور ظاهرة النينيو المناخية التي تتزامن بشكل عام مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الجفاف في بعض أنحاء العالم وأمطار غزيرة بمناطق أخرى.

كما قدرت المنظمة عدد الكوارث المرتبطة بالطقس والمناخ بنحو 12 ألف كارثة خلال الـ50 سنة الماضية، مشيرة إلى أن هذه الكوارث أودت بحياة أكثر من مليوني شخص وأسفرت عن خسائر اقتصادية بقيمة 4.3 تريليونات دولار.

وبهذا الصدد، قال أستاذ التشريع البيئي والتنمية المستدامة بالمغرب زين العابدين الحسيني إن سنة 2022 سجلت أرقاما قياسية غير مسبوقة في سجلات الأرصاد الجوية خاصة في دول جنوب أوروبا والمغرب الكبير، مشيرا إلى أن ذلك جاء بعد 5 سنوات من الجفاف، ولذلك من المتوقع أن تسير سنة 2023 على الوتيرة نفسها، في ظل تزايد الانبعاثات التي تلوث الجو.

ظاهرة النينيو

وقال إن ظاهرة النينيو تشير إلى ارتفاع في درجة حرارة مياه البحر السطحية بشكل لا يتناسب مع الفترة الزمنية، وهو ما كان ينتج ظواهر مناخية تتجلى في أمطار طوفانية قد تتطور لأعاصير، كما تتسبب في ما أسماه بالظواهر القصوى التي تحدث خلالها فيضانات وكوارث طبيعية.

وعن أسباب هذه التغيرات، أشار الخبير في التغيرات المناخية نظير عبود فزعة إلى أن تغير المناخ ناجم بالأساس عن تصرفات الإنسان، فالغازات المنبعثة من الأرض زادت الطين بلة وجعلت الكوارث الطبيعية تتزايد بشكل كبير.

كما أوضح أن المناطق الأفريقية والآسيوية من المتوقع أن تشهد بشكل أكبر تغيرات مناخية، خاصة في ظل صعوبة تأقلم هذه المناطق مع هذه التغيرات وعدم اتخاد إجراءات للتعامل السليم معها.

مؤتمر باريس

وعن مخرجات مؤتمر باريس، رأى الخبير في التغير المناخي والكوارث الطبيعية بدوي رهبان أن اتفاقية باريس للمناخ عام 2015 لم تفشل بل كانت محطة مهمة في مسار نقاش مواجهة تبعات التغيرات المناخية، معتبرا أن هذا المسار بدأ عام 1988 عندما تم تشكيل الهيئة الحكومية لتغير المناخ في الأمم المتحدة.

ولكنه أشار إلى وجود بعض المطبات التي حالت دون تنفيذ بنود مؤتمر باريس، من أهمها انعدام الرغبة السياسية في الالتزام بها، وكذا جائحة كورونا والمشكلات الاقتصادية التي جعلت من الصعب بمكان تنفيذ اتفاقية باريس بل خلقت صعوبات جديدة تحتاج بدورها إلى تدابير وسياسات أخرى لمواجهتها.

وفي هذا السياق، يذكر أن الرئيس المعين لقمة مؤتمر المناخ "كوب28" سلطان أحمد الجابر حثّ الحكومات على رفع أهدافها المناخية خلال الشهرين المتبقيين قبل عقد القمة المقررة هذا العام بالإمارات.

وقال خلال اجتماع في بروكسل لوزراء وممثلين معنيين بالمناخ من حوالي 20 دولة، من بينها البرازيل والصين والولايات المتحدة "أدعو جميع الحكومات إلى تحديث المساهمات المحددة وطنيا بحلول سبتمبر/أيلول من هذا العام، لضمان التوافق مع اتفاقية باريس"، مشيرا إلى تعهدات خفض الانبعاثات التي قطعتها كل دولة للمساهمة في تحقيق أهداف اتفاقية باريس لعام 2015 للحد من تغير المناخ.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

«ود العالمية لتنمية الطفولة المبكرة» تناقش تأثير التغير المناخي على تنمية الطفولة المبكرة

تحت رعاية سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، نظِّمت مبادرة “ود” العالمية لتنمية الطفولة المبكرة والتي أطلقتها هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، جلسةً نقاشيةً رفيعة المستوى حول تأثير تغير المناخ على تنمية الطفولة المبكرة، وذلك ضمن أعمال الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة وفعاليات أسبوع المناخ في نيويورك 2024.

مَثلت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة دولة الإمارات في هذا الحدث العالمي، برئاسة معالي ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ورئيسة مبادرة “ود”، وبمشاركة محمد حمد المزروعي، رئيس قسم الحلول المعرفية في الهيئة، وشاركوا في جلسة تضمنها الحدث بعنوان “حماية البيئة والتصدي لتغيرات المناخ لجيل الغد”، ضمن أسبوع كامل من الفعاليات والاجتماعات والحلقات النقاشية.

كما شارك في الجلسة عدد من الشخصيات القيادية البارزة، من بينهم آنا المنزار، نائبة عمدة مدينة نيويورك، وأنيل سوني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الصحة العالمية، والسيدة جانتي سوريبتو، الرئيسة التنفيذية لمنظمة “أنقذوا الأطفال” في الولايات المتحدة، حيث بدأت الجلسة بكلمة افتتاحية ألقتها معالي ريم الهاشمي، أكدت خلالها على أهداف مبادرة “ود” والحاجة الملحة للتصدي لتأثيرات تغير المناخ على نمو الأطفال. وشارك المتحدثون الرئيسيون برؤى قيمة حول التحديات الصحية العالمية التي تفرضها التغيرات المرتبطة بالمناخ وناقشوا الحلول الداعمة لتنمية الطفولة المبكرة.

وقالت معالي ريم الهاشمي: ” يشرفنا أن نستضيف جلسة حوارية لتسهيل نقاشات بنّاءة تدعم جهودنا من أجل تعزيز السلام والأمن والازدهار للبيئة وللأجيال القادمة. وتعتبر أعمال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وأسبوع المناخ، فرصة مهمة لتعزيز التعاون الدولي، حتى نتمكن معاً من مواجهة التحديات الأمنية والإنسانية والبيئية الراهنة”.

وأضافت معاليها: “تلتزم دولة الإمارات بتعزيز رفاهية الأطفال وتنميتهم للعيش في حياة صحية وآمنة وسط بيئة داعمة تُسهم في تحقيق التنمية الشاملة لهم. ويتجسد هذا الالتزام في استضافة أبوظبي لفعاليات “أسبوع أبوظبي للطفولة المبكرة” لتعزيز الحوار العالمي حول مواضيع تنمية الطفولة المبكرة، إلى جانب تسليط الضوء على الدور الريادي الذي تؤديه دولة الإمارات للارتقاء بالأجندة العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، بما ينسجم مع التزام الدولة في رعاية وتعزيز رفاهية وصحة الأطفال، لمستقبل أكثر تطوراً وازدهاراً لأجيالنا القادمة”.

وقالت معاليها خلال استعراض التأثيرات المباشرة لارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية على الأطفال، لا سيما في السنوات الأولى من حياتهم، بما في ذلك مخاطر الإصابة بالأمراض والجوع وسوء التغذية: “نحن بحاجة إلى الاستجابة بشكل عاجل للتهديد الحالي والمتزايد لتغير المناخ واتخاذ خطوات فورية لإنقاذ الأرواح والحفاظ على صحة أجيال المستقبل”.

وأكد المشاركون على أهمية التعاون الدولي في توسيع نطاق الحلول التي تحمي الأطفال وتخلق بيئات آمنة مواتية لنموهم، مع دمج احتياجات الأطفال والأسر في سياسات المناخ. وأشادوا بالجلسة التي نظمتها مبادرة “ود “العالمية لتنمية الطفولة المبكرة للتعريف بجدول أعمالها وأهدافها واللقاء بالمنظمات الرائدة التي تتماشى مع مهمتها.

واختتمت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة أسبوعها في نيويورك بدعوة القادة في هذا المجال للانضمام إلى فعاليات “أسبوع أبوظبي للطفولة المبكرة”، إحدى فعاليات مبادرة “ود” العالمية لتنمية الطفولة المبكرة والذي تستضيفها أبوظبي في الفترة من 29 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2024، من أجل إلهام وتحقيق أفضل النتائج الممكنة في قطاع تنمية الطفولة المبكرة التي تحقِّق أثراً إيجابياً في حياة الأطفال والأجيال المقبلة والمجتمع كاملاً.


مقالات مشابهة

  • «ود العالمية لتنمية الطفولة المبكرة» تناقش تأثير التغير المناخي على تنمية الطفولة المبكرة
  • «ود العالمية لتنمية الطفولة المبكرة» تناقش تأثير التغير المناخي على تنمية الطفولة المبكرة
  • “التغير والنظام العالمي.. فهم التحولات التي تشكل عصرنا” .. ندوة حوارية بمعرض الكتاب
  • القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تناقش تداعيات التغير المناخي
  • رئيس بالاو يشيد بجهود الإمارات في مواجهة التغير المناخي
  • المرشح لمنصب نائب الرئيس الأمريكي: يجب أخذ مخاوف التغيرات المناخية بجدية
  • بلومبيرغ: مسيّرات حزب الله تشكل تهديدا لإسرائيل التي تدرس غزو لبنان
  • عقب إعلان جونسون إصابة إليزابيث الثانية بسرطان العظام قبل وفاتها.. ما الذي تعرفه عن هذا المرض؟
  • الطاقة النيابية:قانون الطاقة الجديد سيساهم في مكافحة التغير المناخي
  • درجات الحرارة في خريف محافظات مصر ترتفع عن المعتاد..الخبراء يحذرون من انعكاسات التغير المناخي