سواليف:
2025-02-27@19:41:47 GMT

باب السياسة الموصد في غزة

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

#باب_السياسة #الموصد في #غزة – د. #منذر_الحوارات

بالحرب نشأت وعلى الحرب تعيش، هذا هو واقع الحال بالنسبة لإسرائيل فمنذ اليوم الأول لنشأتها وقبل ذلك بكثير كان طريقها الوحيد إلى الوجود هو السلاح والإرهاب وقتل الخصوم ومحاولة تدميرهم وتهجيرهم، وهذا يتكرر بعد الحدث العظيم في السابع من أكتوبر، والذي زعزع ثقة الدولة ببقائها وزعزع قناعتها بأن كل خططها السابقة في تدجين الفلسطينيين وزرع روح الاستسلام فيهم قد باءت جميعها بالفشل الذريع، لذلك كان قرارهم حاسماً بأنهم أمام خطر وجودي لا يحتمل التردد في مواجهة الخيارات المعقدة وكانت تتلخص إستراتيجيا بضرورة استعادة الهيبة وقوة الردع اللتين خسرتهما في لحظات.

هذا الطموح والهدف الكبير والذي لُخص في ثلاثة محاور رئيسة أولها القضاء على حماس والثاني تحرير الرهائن والثالث إيقاف الخطر القادم من غزة، لكن دون هذه الأهداف عقبات تكاد تكون مستحيلة، في مقدمتها قوة حماس المتمثلة في مقدرتها السحرية على الاختفاء من أمام أعين الأعداء مما يعطيها فرصة ذهبية للهجوم من مسافة صفر والاختفاء عن الأعين بسرعة البرق تحت الأرض بشبكة معقدة من الأنفاق المتشابكة، العقبة الكأداء الثانية هي ردع المدينة حيث كانت غزة القطاع والمدينة لغزاً محيراً لصناع القرار العسكري في دولة الاحتلال، فقد كانت أقبيتها وحواريها وتركيبتها السكانية المتعاضدة عنصر ردع كبيرا لقوات الاحتلال، لهذا السبب رأينا قوات الاحتلال الجوية تقوم بحملة تدمير لكل شيء يمت بصلة للحياة في المدينة، وطبقت فيها ما يعرف بطريقة جز العشب أملاً منها في أن تتخلص من الحاضنة الاجتماعية لحماس وتجعلها تثور عليها أو تهاجر خارج القطاع، وبالتالي تخسر حماس هذا العنصر، وهذا لم يحدث وليس من الواضح أنه سيحدث إذ أبدى الغزيون صموداً منقطع النظير، أما العقبة المهمة الأخرى فهي الرهائن المحتجزون لدى حماس، صحيح أن نتنياهو حاول التخلص من هذه الورقة بيد حماس باستخدام بروتوكول هنيبال، لكن وجود رهائن مزدوجي الجنسية حال دون رغبته هذه، إذ سرعان ما عادت هذه الورقة واحدة من أهم المؤثرات في اتخاذ القرارات العسكرية، وأصبحت مصدر أرق لحكومة الحرب الإسرائيلية.

لا تستطيع دولة الاحتلال الادعاء بعد شهرين ونصف من التدمير أنها حققت أيا من أهدافها المعلنة، رغم أنها تُصر صباح مساء أن الحرب مستمرة حتى تحقيق تلك الأهداف التي تأبى التحقق وحتى الهدف المخفي حيناً والمعلن أحياناً بتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم لا يتحقق ولا يبدو أنه قابل للتحقيق بسبب مقدرة الغزيين المذهلة على فهم الأهداف الإستراتيجية لعدوهم، ورغم أن إسرائيل تتمتع بغطاء عسكري وسياسي كامل من قبل الولايات المتحدة والعالم الغربي، بينما حماس في العراء السياسي، بل تخلى عنها محورها الذي اعتمدت عليه سابقاً، وهي الآن لا تعتمد على شيء سوى قدرتها على البقاء في ساحة المعركة ومناجزة العدو بينما كل الغطاءات السياسية أصبحت خاوية بلا قيمة، هذا الوضع يجعل حماس تستميت في الدفاع عن حقها في البقاء كفصيل فلسطيني يقاتل لأجل حرية شعبه لا كمنظمة إرهابية كما تريد إسرائيل وأميركا لصق هذه التهمة بها.
لكن الملفت للنظر والمثير للدهشة أنه برغم فشل القوة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها على الأرض، إلا أن نتنياهو يتصرف ويضع الشروط كمنتصر بدون مبرر واضح، اللهم إلا إذا اعتبر أن تدمير مدينة وقتل سكانها، وجلهم من الأطفال والنساء، وتهجيرهم انتصار، يكون فعلاً من هذا المنظور قد حقق انتصاراً مؤزراً وهذه شيم الجبناء، لقد عاد من جديد يرفض كل الحلول السابقة وينكر على الفلسطينيين حقهم السيادي في إقامة دولتهم ويرفض بملء فيه حل الدولتين ويتنصل من أوسلو وكل الاتفاقات السابقة، لقد قرر فجأة أن يعيد عجلة التاريخ إلى الوراء خمسة وثلاثين عاما، إلى الحكم المباشر للفلسطينيين وربما يعيده عقله المصاب بلوثة الحكم إلى صيغة الأرض الخالية كي يبرر لنفسه البقاء السياسي، فالبحث عن انتصار وإن كان وهمياً جعله يوصد كل الأبواب المؤدية إلى الحلول، ويحاول بكل وسيلة إطالة أمد الحرب بل ولا ضير من توسيعها إذا كان بالمستطاع، لأن كل يوم حرب إضافي هو يوم للبقاء، وكل قطرة دم فلسطينية هي أكسير لحياته السياسية، وكل بيت مهدم وشارع مكسر ومستشفى مدمّر هي الشرايين التي تمده بطاقة البقاء، لأن هذه كلها هي الوسائل التي تضخ الشعبية وتفتح طريق البقاء لأي سياسي إسرائيلي، لكن الواقع على الأرض يشير إلى أن كل هذا الصلف الإسرائيلي في طريقه للانكسار، وهذا الأمر ليس ببعيد.

مقالات ذات صلة في إصلاح التعليم .. التعليم بالبهجة والسعادة! 2023/12/18

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: غزة

إقرأ أيضاً:

انتقادات واسعة لـ "بي بي سي" بعد سحب فيلم "غزة: كيف تنجو من الحرب"

أثارت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) جدلا واسعا بعد إعلانها سحب فيلم وثائقي عن حياة الأطفال في غزة، عقب اكتشافها أن الراوي الرئيسي، البالغ من العمر 14 عاما، هو نجل أحد مسؤولي حركة حماس. وأثار القرار تساؤلات حول دوافعه، وسط انتقادات تتهم الهيئة بالرقابة والتسييس.

اعلان

وجه أكثر من 800 فنان وشخصية إعلامية، من بينهم المخرج كين لوتش، والممثل ريز أحمد، ومبدع توب بوي رونان بينيت، ولاعب كرة القدم السابق غاري لينيكر، رسالة إلى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) انتقدوا فيها قرارها بسحب الفيلم الوثائقي "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" من منصتها "آي بلاير".

الفيلم، الذي يسلط الضوء على حياة الأطفال في غزة، أنتج بواسطة شركة Hoyo Films المستقلة. إلا أن BBC قررت إزالته بعد أن اكتشفت أن الراوي، البالغ من العمر 14 عاما، هو نجل أحد مسؤولي حركة حماس.

وأثار القرار انقساما في الآراء، حيث اعتبره البعض انتهاكا لمعايير الحياد، بينما رأى آخرون أنه إخفاق في معايير التكليف والتعامل التحريري.

"This programme is not currently available on BBC iPlayer"Screengrab BBC iPlayer

وفي رسالة مفتوحة، نددت شبكة "فنانون من أجل فلسطين" في المملكة المتحدة بقرار بي بي سي، سحب الفيلم الوثائقي، واعتبرته "رقابة ذات دوافع سياسية".

وجاء في الرسالة: "نحن محترفو السينما والتلفزيون والصحفيون في المملكة المتحدة نكتب دعما لهذا الفيلم، الذي يمثل عملا صحفيا جوهريا ينقل منظورا نادرا لمعاناة الأطفال الفلسطينيين في ظروف لا يمكن تصورها، ويمنح صوتا لمن يتم إسكاتهم عادة. إنه يستحق التقدير، وليس الحذف أو الرقابة بدوافع سياسية".

Relatedالنازحون في شمال غزة يكافحون البرد والأمطار وسط خيام متهالكةخسائر جسيمة في قطاع التعليم بغزة بعد الحرب: تدمير 137 مدرسة وجامعة وآلاف الطلبة حُرموا من الدراسةالبرد القارس في غزة يودي بحياة 6 أطفال رضّع ويهدد حياة آخرين

كما انتقدت الرسالة ما وصفته بـ"الافتراضات العنصرية وتسليح الهوية" فيما يتعلق بخلفية الراوي، إضافة إلى "تجاهل" معايير حماية الطفل في عملية التدقيق. وطالبت BBC بعدم الرضوخ لضغوط تدفع باتجاه حذف الفيلم نهائيا أو التشكيك فيه دون مبرر.

يمكن قراءة الرسالة كاملة على الرابط التالي.

ومن بين الموقعين على الرسالة الممثلتان روث نيغا وجولييت ستيفنسون، التي علقت على القرار خلال مقابلة مع راديو التايمز، مؤكدة أن الفيلم "لا علاقة له بحماس"، في تصريح يعكس جوهر الجدل الدائر حول دوافع BBC لسحبه.

هذا وانضم إلى قائمة الموقعين على الرسالة أيضا نجمة بريدجيرتون إنديا أمارتيفيو، والروائي ماكس بورتر، والمخرج ريتش بيبات، المعروف بأعماله في فرقة Kneecap، التي اشتهرت بمواقفها الصريحة المؤيدة لفلسطين.

وكانت الفرقة قد أثارت الجدل سابقا عندما علقت على عدم ترشيح فيلمها لجوائز الأوسكار بعبارة: "تبا للأوسكار. حرروا فلسطين".

وفي غضون ذلك، ذكرت "بي بي سي نيوز"، أن مجلس إدارة الهيئة سيجتمع اليوم لمناقشة مصير الفيلم الوثائقي غزة: كيف تنجو من منطقة حرب، وسط تصاعد الضغوط والانتقادات.

ويذكر أن الحكومة البريطانية صنفت الجناح العسكري لحركة حماس كمنظمة إرهابية عام 2006، قبل أن توسع الحظر ليشمل الجناح السياسي للحركة في عام 2021.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "عميد الأسرى" الفلسطينيين نائل البرغوثي حرًا طليقًا بعد 45 عاما.. ماذا نعرف عنه؟ تعيين قادة جدد وإصلاح الأنفاق.. "وول ستريت جورنال": حماس تستعدّ لاحتمال استئناف الحرب في غزة استمرار دخول المساعدات إلى غزة وسط تدهور الأوضاع الإنسانية وغموض حول تمديد الهدنة قطاع غزةفيلم وثائقيفلسطيناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext "عميد الأسرى" الفلسطينيين نائل البرغوثي حرًا طليقًا بعد 45 عاما.. ماذا نعرف عنه؟ يعرض الآنNext تطور تاريخي: ماذا تعني دعوة أوجلان حزبه لإلقاء السلاح بالنسبة لتركيا وسوريا؟ يعرض الآنNextعاجل. 10 مصابين على الأقل بينهم اثنان بحالة حرجة في عملية دهس قرب حيفا يعرض الآنNext تقرير: القوات الجوية الأوروبية للناتو بحاجة إلى إصلاح لتعزيز قوة الردع ضد روسيا يعرض الآنNext محور فيلادلفيا إلى الواجهة مجددا.. هل يصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟ اعلانالاكثر قراءة اختبار ناجح لسيارة طائرة يبدأ إنتاجها هذا العام! هولندا: متحف ريكسميوزيم يبدأ بترميم "الدورية الليلية" لرمبرانت أمام الجمهور إسرائيل تشن غارات على أهداف قرب دمشق وتتوغل بين درعا والقنيطرة جنوب سوريا ارتفاع ضحايا تحطم طائرة النقل العسكرية في السودان إلى46 قتيلًا على الأقل اكتشفوا متنزه كاي تاك الرياضي الجديد في هونغ كونغ بالمشاركة مع Hong Kongاعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025إسرائيلحركة حماسدونالد ترامبوقف إطلاق النارفلسطينالحرب في أوكرانيا قطاع غزةعلم اكتشاف الفضاءجائزة أوسكارفولوديمير زيلينسكيناساالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • انتقادات واسعة لـ "بي بي سي" بعد سحب فيلم "غزة: كيف تنجو من الحرب"
  • بعد وصولها إلى واشنطن..روبيو يلغي اجتماعاً مع ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي
  • هل يتحول اتفاق غزة إلى هدنة مؤقتة مع استعداد الاحتلال لاستئناف العدوان؟
  • الأمم المتحدة ترفض بشدة نية قوات الاحتلال البقاء في الضفة الغربية
  • حماس: إنهاء الحرب والانسحاب شرط لضمان الإفراج عن أسرى الاحتلال
  • مراوغة إسرائيلية تهدد صفقة الأسرى.. هكذا تستعد “حماس” لعودة الحرب
  • مراوغة إسرائيلية تهدد صفقة الأسرى.. هكذا تستعد حماس لعودة الحرب
  • إسرائيل تقرع طبول الحرب في غزة
  • السيناريو الأبرز لـ”اليوم التالي” للحرب في غزة​
  • معتصم اقرع: السياسة بالإبتزاز