تعرف على السنن المنسية في حياة المسلم
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
تعتبر السنن المنسية جزءًا هامًا من التعاليم الإسلامية، حيث يشدد الإسلام على الالتزام بها في حياة المسلم.
تُعرف السنن المنسية بالتعابير والأفعال التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولكن لم يتم تخصيص تفصيل دقيق لها في القرآن الكريم. إن الالتزام بالسنن المنسية يُعتبر من الطرق التي تقرب المسلم إلى الله وتُعزز الخلق الصالح والأخلاق الحميدة.
في هذا السياق، يُسلط الفجر هذا الموضوع ويلقي الضوء على بعض السنن المنسية التي ينبغي على المسلم أداؤها في حياته اليومية.
أولًا وقبل كل شيء، يأتي في مقدمة السنن المنسية الصلاة النافلة:
يحث الإسلام على أداء الصلوات الخمس الرئيسية، ولكن الصلاة النافلة تمثل فرصة لزيادة القرب من الله. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"، مشيرًا إلى أهمية الصلاة في الليالي السود.
ثانيًا، يأتي السواك كوسيلة للنظافة الفموية وتحضيرًا للصلاة:
فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يشدد على استخدام السواك قبل الصلاة، وكان يعلم أنها لا تزيد الجسم إلا نقاءًا وطهارةً.
ثالثًا، يُشجع المسلم على قراءة الأذكار المنسية بانتظام:
والتي تشمل الأذكار اليومية التي يُفضل قراءتها في الصباح والمساء وفي مختلف المواقف اليومية. تلك الأذكار تعزز الوعي بالله وترتبط بالشكر والاستغفار.
رابعًا، تأتي الصدقة بمفهومها الشامل كوسيلة لتنقية المال والقلب:
النبي صلى الله عليه وسلم أكد على أهمية الصدقة وتأثيرها الإيجابي على الفرد والمجتمع.
ختامًا، يجدر بالمسلم أن يدرك أهمية السنن المنسية في تشكيل حياته اليومية وبناء شخصيته الإسلامية. من خلال الالتزام بهذه السنن، يستطيع المسلم تعزيز الروحانية والقرب من الله، وبالتالي، يسهم في بناء مجتمع إسلامي يعيش وفق قيم وأخلاق إسلامية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نظافة الفم الصلاة صلاة النافلة الصلوات الخمس الصباح والمساء صلاة الليل النبي محمد
إقرأ أيضاً:
جمعة رجب
غداً هي أول جمعة من شهر رجب الأصب، وهذه الجمعة المباركة الميمونة خلدها أبناء شعبنا منذ القدم، لا لشيء إلا لأنها كانت المحطة الأولى التي دخلوا فيها إلى الإسلام، والقصة كما نعرف مشهورة، وهي أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعث إلى اليمن الصحابي خالد بن الوليد فظل ستة شهور يتنقل في عدة مناطق ولم يتوصل إلى شيء، ما اضطر الرسول الأعظم أن يوفد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي ما إن وصل إلى صنعاء حتى دعا كل أقيال ووجهاء اليمن للاجتماع في الحلقة بصنعاء وهو السوق الذي سُمي بهذا الاسم حتى اليوم، وبمجرد أن ألقى عليهم رسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ارتفعت الأصوات تُشهر الدخول في الإسلام، ولذلك خلد اليمنيين هذا اليوم وأعطاه الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام طقوساً خاصة بأن جعله محطة إيمانية اجتماعية للتآلف بين الأُسر وبث المحبة بين اليمنيون، ولإسلام اليمنيون مكانة خاصة عند الكثيرين كونها كانت النقلة النوعية التي ارتقت بالإسلام إلى مرحلة جديدة تهلل معها وجه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالبُشر .
وقد تطرق إلى هذه المحطة الكثيرون ومنهم العلامة الأستاذ المرحوم عبدالرحمن الشرقاوي صاحب كتاب (علي إمام المتقين)، جاء ذلك في مقال له نشره في مجلة روز اليوسف المصرية التي رأس تحريرها مدة من الزمن، فأكد أن الواقعة تستند إلى أدلة ثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومنها قوله تعالى ( مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) صدق الله العظيم، وقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (جاء المدد جاءكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة )، أو كما قال، إضافة إلى آيات وأحاديث أخرى جعلت الرسول صلى الله عليه وآله سلم يخر ساجداً شكراً لله وقرأ سورة “النصر”.
ويضيف الأستاذ الشرقاوي “لذلك يعظم أهل اليمن هذا الحدث في المكان والزمان فالمكان صنعاء أعرق وأقدم المدن في الجزيرة العربية على الإطلاق، والزمان أول جمعة من شهر رجب الأصب الذي أصبح من الأيام المقدسة يحتفي به اليمنيون من باب التعظيم والثناء والشكر للخالق سبحانه وتعالى وإجلال صاحب الرسالة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ومن حمل رسالته وجمع أقيال ووجهاء اليمن في صعيد واحد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام”.
أكتفي بما أوردت من مقال الأستاذ الشرقاوي، وأعتقد أنه يُمثل إجابة واضحة على الذين يتقولون بأحاديث غير منطقية وهدفها الكيد فقط، كأن يقولوا إن الحوثي ابتدع عيداً جديداً بحسب وصفهم، والمشكلة أن كثيراً منهم عاشوا المناسبة في العقود الماضية حيث ظل اليمنيون يحتفلون بهذه الجمعة حتى بعد الثورة بسنوات إلى أن جاء المد الوهابي عن طريق الإخوان المسلمين أولاً وبعد ذلك تبناه النظام وحاول أن يُلغي كل شيء جميل في حياتنا يتعلق بالدين أو الهوية اليمنية ويبدله بخزعبلات وأشياء لا تفيد الإسلام ولا اليمنيين، وهذه هي المعضلة التي حاول أتباع الوهابية أن يسيئوا إلى الدين وإلى معالمه الحقيقية بإشاعة مبدأ التكفير والتفسيق والابتداع، فكل شيء لديهم لا يوافق أفكارهم بدعة وضلالة، كما قال أحد العلماء رحمه الله إنهم هم البدعة وهم الضلالة وهم من جعلوا الآخرين يستهدفون الدين بأدواته ومن خلال أبنائه، إذ لا تزال آثار مشاكلهم قائمة حتى اليوم في عدد من الدول الإسلامية، وبات الإسلام في الغرب بالذات موضع تهوين ورفض، وهذه هي الجرائم الكبيرة التي ارتكبها محمد بن عبدالوهاب وسار على نهجه الحُكام من آل سعود حتى اليوم .
أما نحن في اليمن فسنظل نحتفي بهذا اليوم ونرفع قدره لأننا بذلك نرفع قدر الإسلام ونُعلي مكانته، كما أشار إلى ذلك العلامة الشرقاوي، أهنئ كل أبناء شعبنا وقيادة المسيرة بهذه المناسبة العظيمة، ومن نصر إلى نصر إن شاء الله، والله من وراء القصد ..