قالت طبيبة الأعصاب، ماريا تشيرداك إن عمل دماغنا يتباطأ حتما بدءا من سن الثلاثين. بينما من الخطأ الاعتقاد أن تدهور الذاكرة وضعف المهارات الأخرى مع تقدم العمر، حالة طبيعية.

وقالت طبيبة الأعصاب، والباحثة في مختبر طب الأعصاب في مركز أبحاث الشيخوخة الروسي جامعة بيروغوف" للبحوث الطبية الوطنية إن طول عمرنا يعتمد إلى حد بعيد على صحة الدماغ ونجاحه في عملية الشيخوخة.

وتبدأ أول التغييرات المرتبطة بالعمر في سن الشباب. والمشكلة هي في أن دماغنا يتغير طوال الحياة في اتجاهين.

إقرأ المزيد علماء يقدمون رؤى جديدة عن حالة الخلايا في وقت مبكر من مرض ألزهايمر

حيث يتناقص حجم المادة الرمادية والبيضاء، وتحدث عملية إزالة مادة (الميالين) نتيجة تلف غشاء الألياف العصبية وعمليات أخرى، أي أن الجزء المادي من الدماغ الذي له حجم وكتلة، يشيخ. وعند ذلك تلعب حالة الأوعية الدموية دورا حاسما. وتعمل خصائصها كمؤشر حيوي ممتاز، و"كمقياس" للعمر.

وأحد المؤشرات الرئيسية هو سرعة انتشار الموجة النبضية PWV. أوضحت الطبيبة أن هذه هي طريقة غير جراحية لتقييم حالة جدران الشرايين الكبيرة. وتسمح سرعة انتشار الموجة النبضية بتحديد العمر البيولوجي للشخص ككل بدقة. وفي الوقت نفسه، يرتبط هذا المؤشر ارتباطا وثيقا بالتغيرات في القدرات المعرفية، مثل التفكير والذاكرة والتركيز وما إلى ذلك مع تقدمنا ​​في العمر.

وتجرى اختبارات لقياس سرعة انتشار الموجة النبضية في عيادات الطب الرياضي وأمراض القلب والمراكز الطبية متعددة التخصصات.

ويستخدم الطبيب أجهزة استشعار لتحديد وقت مرور هذه الموجة في الأوعية الدموية في عدة مناطق من الذراع. في سن أصغر تكون السرعة أقل، لأن الوعاء الأكثر ليونة والأكثر مرونة يتوسع في مكان ما ويغيّر قطره. وكلما كان الإنسان أكبر سنا من الناحية البيولوجية، كلما كان الوعاء أكثر صلابة، وجدرانه أكثر كثافة. لذلك يجري الدم بشكل أسرع، وسرعة انتشار الموجة النبضية تكون أكبر.

وتشير الدراسات إلى أن زيادة PWV بمقدار 1 متر/ثانية، بدءا من 8 م/ث، ترتبط بزيادة، بنسبة 14% في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وزيادة بنسبة 15% في الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.

وبما أن أوعية الدماغ في نفس الحالة كما هي الحال في بقية أعضاء الجسم، فإن PWV يعكس أيضا العمر البيولوجي لمركز التحكم في جسمنا.

وقالت الطبيبة إن دماغنا ليس مجرد كتلة من الخلايا العصبية، ويمكننا أن نفكر ونشعر كأننا بشر بفضل "كونكتوم" (الشبكة العصبية)، وهذا ما يسميه العلماء نظام الروابط بين الخلايا العصبية، والذي بفضله يعمل الدماغ ويولد الوعي. وأوضحت ماريا تشيرداك أن الشبكة العصبية تتشكل طوال حياة الإنسان. فماذا يحدث له مع تقدمه في السن؟ - وبطبيعة الحال، فإنه يؤثر أيضا على القدرات المعرفية. لكن ليس بهذه الدرجة من البساطة.

ومضت الطبيبة قائلة: "من الخطأ الاعتقاد أن تدهور الذاكرة وضعف المهارات الأخرى مع تقدم العمر هما أمران طبيعيان. وفي الواقع، تتغير العمليات المعرفية المختلفة بطرق مختلفة. والشيء الوحيد الذي "يتدهور" حتما مع تقدم العمر بالنسبة للجميع هو المؤشر الذي ينعكس في وتيرة العمليات العقلية، أي يبدأ بالتباطؤ منذ سن الثلاثين تقريبا. أو بمعنى آخر، يصبح إدراك المعلومات وتحليلها واتخاذ القرار وما إلى ذلك أقل سرعة. لكن! هذا لا يعني أن جودة التفكير تتأثر بالضرورة.

وأكدت طبيبة الأعصاب أن "العديد من الوظائف المعرفية لدى كبار السن الذين يعانون من شيخوخة الدماغ الناجحة يمكن أن تستمر في التحسن". وعلى سبيل المثال، يمكن أن تستمر المفردات اللغوية في التراكم وتصبح أفضل في عمر 80 و90 عاما.

المصدر: كومسومولسكايا برافدا

 

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: البحوث الطبية

إقرأ أيضاً:

أودى بحياة 17 شخصا.. "مرض غامض" يثير القلق في الهند

تحقق السلطات في منطقتي جامو وكشمير الخاضعتين لإدارة الهند في مرض غامض أودى بحياة 17 شخصا، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية محلية السبت.

ووقعت حالات الوفاة لأشخاص بينهم 13 طفلا في قرية بادهال النائية في منطقة راجوري في جامو منذ مطلع ديسمبر.

وذكرت وكالة "برس تراست أوف إنديا" أنه تم الإعلان عن عزل حوالى 230 شخصا في القرية في وقت سابق هذا الأسبوع.

وتحدث أمارغيت سينغ باتيا، عميد كلية الطب الحكومية في راجوري، عن تلف في الدماغ والجهاز العصبي لدى جميع المتوفين.

ونقلت "برس تراست أوف إنديا" عن باتيا قوله إنه "تم إلغاء عطلة الشتاء للتعامل مع الوضع الطبي الطارئ".

وكان الضحايا من أفراد في ثلاث عائلات تربطها صلة قرابة.

وفتحت الحكومة الفدرالية تحقيقا مع وزير الصحة جيتندرا سينغ، مشيرة إلى أن تحقيقا أوليا كشف أن الوفيات لم تكن ناجمة عن أي "التهاب أو فيروس أو بكتيريا بل مادة سامة".

وأفاد سينغ: "يتم اختبار مجموعة كبيرة من السموم. أعتقد أنه سيتم إيجاد حل قريبا. إضافة إلى ذلك، يتم التحقيق في ما إذا كانت هناك أي محاولة إيذاء أو نشاط خبيث".

وفي حادث طبي منفصل، سجّلت السلطات في مدينة بيون الغربية 73 إصابة على الأقل باضطراب عصبي نادر.

وكان من بين المصابين بـ"متلازمة غيلان باريه" 26 امرأة فيما 14 من المرضى تم وضعهم على أجهزة للتنفس، بحسب ما نقلت "برس تراست أو إنديا" عن مسؤول قوله.

ويهاجم الجهاز المناعة للمصاب بـ"متلازمة غيلان باريه" الأعصاب الطرفية، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وقد تؤثر المتلازمة على الأعصاب التي تسيطر على حركة العضلات ما يؤدي بالتالي إلى ضعف العضلات وفقدان الحس في الأطراف فيما يمكن للمصابين أن يعانوا صعوبة في البلع والتنفس.

مقالات مشابهة

  • التشنجات العصبية: أسباب النوبات وأنواعها
  • عقار يبشر بإمكانية استعادة الرؤية للمصابين بتلف الأعصاب
  • عقار جديد يبشر بإمكانية استعادة الرؤية لدى الأشخاص الذين يعانون من تلف الأعصاب
  • مصر.. تدهور صحة فنان شهير نتيجة تشخيص طبي خاطئ
  • مش مجرد ألم طارئ .. التنميل علامة على أمراض خطيرة
  • ثقوبُ الذاكرة.. هنا تقيِّمُ أمريكا!
  • أدى لوفاة 17 شخصا .. قلق ورعب في الهند لانتشار مرض غامض .. اعراضه
  • أودى بحياة 17 شخصا.. "مرض غامض" يثير القلق في الهند
  • هذه حالة الطقس اليوم الجمعة
  • تدهور حالة متحف اللوفر.. ورسالة لحكومة فرنسا للمساعدة بشكل عاجل