موقع 24:
2024-10-02@04:02:52 GMT

الغاز غاز غزة!

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

الغاز غاز غزة!

في خضمّ حرب إسرائيل الدموية على أهل غزة، وبعد مرور ثلاثة أسابيع عليها، وجدت إسرائيل الوقت الكافي للإعلان عن منح اثني عشر ترخيصاً للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط لشركات نفط مختلفة من حول العالم من ضمنها شركة "بي بي" البريطانية وشركة "إيني" الإيطالية، وقد كان لافتاً أن بعض هذه التراخيص تقع في مناطق محاذية لبحر قطاع غزة، وهذا يفتح الحديث مجدداً عن موضوع غاز غزة.

وبالعودة إلى ذاكرة الأحداث نرى أن شركة الغاز البريطانية، وفي عام 1999، كانت هي التي اكتشفت وجود غاز في محيط غزة البحري وذلك على بُعد 20 ميلاً بحرياً وبعمق 320 ميلاً وقُدّرت الكميات بتريليون قدم مربعة من الغاز الطبيعي.
كانت اتفاقية أوسلو قد منحت السلطة الفلسطينية الحق في "ممارسة" السيادة على مناطقها البحرية في عام 1995، وبعد 4 سنوات جرى الإعلان عن اكتشاف الغاز ومنحت السلطة الفلسطينية شركة الغاز البريطانية رخصة التنقيب وحصة 90% لمدة 25 سنة، ويتضمن ذلك إنشاء البنية التحتية اللازمة، ومنذ ذلك التاريخ تعيق إسرائيل هذا المشروع وتبعياته.
ففي عام 2002 وافقت السلطة الفلسطينية على مقترحات شركة الغاز البريطانية لبناء خط أنابيب يصل إلى موقع تصفية وتكرير في غزة، واعترضت إسرائيل لإصرارها على أن خط الأنابيب يجب أن يصل إلى ميناء تحت السيطرة الإسرائيلية وأن يباع فائض الإنتاج من الغاز لصالح إسرائيل بتخفيض كبير عن سعر السوق العالمية.
وعندما فازت "حماس" بالانتخابات النيابية في غزة عام 2007 أطبقت إسرائيل الحصار العسكري البحري على غزة، مما منع عملياً أي تطوير في حقول الغاز البحرية التابعة لغزة، وفي الوقت نفسه تحدّت شركة "يام ثيتس" الإسرائيلية المتخصصة في الغاز رخصة شركة الغاز البريطانية في المحاكم الإسرائيلية، مما أدى إلى المزيد من التعطيل والارتباك للمشروع.

وفي ديسمبر (كانون الأول) من عام 2008، وضد كل القوانين الدولية، أعلنت إسرائيل سيادتها على محيط غزة البحري، وأدى ذلك إلى أن تغلق شركة الغاز البريطانية مكاتبها في تل أبيب. وفي عام 2016 اشترت شركة "شل" الهولندية حصص شركة الغاز البريطانية في مشروع غاز غزة بمبلغ 52 مليون دولار، علماً بأن الاحتياطي في تلك المنطقة كان يقدَّر بأكثر من 425 مليار دولار أميركي.
وفي عام 2018 خرجت شركة "شل" الهولندية من المشروع الخاص بغاز غزة، وانسحبت منه تماماً من دون إبداء الأسباب.
واليوم تصر إسرائيل بإعلانها المتكرر على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، أن غزة ستكون تحت السيطرة والسيادة الإسرائيلية ولن تعود إلى إدارة الفلسطينيين أبداً. ولا يمكن أن يكون هذا التصريح بريئاً ومن دون إغفال الإغراء المتعلق بغاز غزة خصوصاً في ظل ارتفاع قيمته اليوم كأحد المصادر المرشحة لتوريد الغاز لأوروبا بديلاً عن الغاز الروسي.
ولم تكن هذه مغامرة نتنياهو الأولى للسيطرة على غاز غزة؛ ففي عام 2014 قام بحرب مدمِّرة على القطاع قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية وقتها في وصفها لما حصل: "التنافس على الموارد النفطية كان في قلب المسألة، فإسرائيل لديها الرغبة في السيطرة على مصادر الغاز كافة في المناطق المحيطة بها".
ولعل أهم مَن كتب بتعمق في هذا الموضوع هي الكاتبة الصحافية المتخصصة في الكتابة الصحافية الاستقصائية شارلوت دينيت، وتحديداً في كتابها المهم والمثير: "اتّبع خطوط الأنابيب"، وفيه خصصت أجزاء من كتابها للأساليب غير القانونية التي اتّبعتها إسرائيل لحرمان الفلسطينيين من غاز غزة، وتعطيل كل الفرص التي تمكّنهم من الاستفادة منه.
هذا كله ولم يجرِ التطرق إلى الاحتياطي المؤكد من النفط الموجود في قاع المحيط البحري لغزة وذلك بكميات تجارية ومغرية للغاية. هذا الإغراء المالي والاقتصادي الذي فطن إليه كلٌّ من رئيسَي الوزراء الإسرائيليين السابقين آرييل شارون وإيهود أولمرت، قبل نتنياهو، هو الذي كان من أهم أسباب السياسات العدائية ضد قطاع غزة لإنهاكه وإنهاك أهله حتى تجري العودة إليه بسيطرة مطلقة.
"إنه الغاز يا غبي"، هكذا وصف أحد المحللين المشهد الدموي في غزة وحرب الإبادة الإسرائيلية على سكانها. قصة "والغاز غاز غزة" تبقى مغيَّبة عن تحليل ما يحصل على الأرض مع أن الموضوع في غاية الأهمية وقد يفسر الشيء الكثير الغائب عن الكثيرين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل شرکة الغاز البریطانیة غاز غزة فی عام

إقرأ أيضاً:

بدء العملية البرية الإسرائيلية ضد حزب الله: تصعيد جديد في شمال إسرائيل وجنوب لبنان

 أفاد مراسل الوكالة الروسية RT بأن صفارات الإنذار دوّت في منطقة مسكاف عام شمال إسرائيل، في تصعيد خطير للأحداث بين إسرائيل وحزب الله، وذلك إثر إطلاق صواريخ مضادة للدروع استهدفت بلدات في إصبع الجليل والمطلة شمال البلاد. 

تأتي هذه التطورات في إطار اشتباكات مكثفة على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان.

سقوط قذائف في مسكاف عام

حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، سقطت عدة قذائف أُطلقت من جنوب لبنان في منطقة مسكاف عام، التي أعلنها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا منطقة عسكرية مغلقة. 

هذه القذائف تأتي كجزء من الرد المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، حيث تتزايد الضربات بين الطرفين في الأيام الأخيرة.

بدء العملية البرية الإسرائيلية

أكد الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء بدء عملية برية في جنوب لبنان، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، أن العملية تستهدف حزب الله.

وأوضح أدرعي عبر منصة إكس (تويتر سابقًا) أن القوات الإسرائيلية بدأت عملية برية دقيقة ومحددة الأهداف ضد مواقع تابعة لحزب الله في المنطقة الحدودية.

تفاصيل العملية العسكرية

أوضح أدرعي أن الجيش الإسرائيلي يعمل وفق خطة مدروسة أعدتها هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية، حيث تدربت القوات البرية على تنفيذ هذه الخطة على مدار الأشهر الماضية. 

تدعم القوات الجوية والمدفعية هذه العملية من خلال استهداف مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان، ويتم التنسيق الكامل مع قوات المشاة التي تتقدم على الأرض.

الموافقة السياسية واستمرار العمليات

أشار أدرعي إلى أن جميع مراحل العملية تمت الموافقة عليها من قبل القيادة السياسية الإسرائيلية، وأن الجيش يواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي سيبذل كل الجهود اللازمة لحماية مواطني دولة إسرائيل.

تصعيد التوترات في المنطقة

تأتي هذه العمليات في وقت يشهد فيه شمال إسرائيل وجنوب لبنان تصاعدًا ملحوظًا في التوترات والاشتباكات، ما ينذر بمزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله. 

ويترقب المجتمع الدولي كيفية تطور الأوضاع وما إذا كانت هذه المواجهات ستؤدي إلى نزاع أوسع نطاقًا في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • 400 صاروخ إيراني تستهدف تل أبيب.. وأنباء عن إصابة منصة الغاز الإسرائيلية (فيديو)
  • إنجاز جديد.. شركة بريطانية تقترب من إنهاء ترتيبات استغلال احتياطات الغاز الطبيعي بالمغرب
  • بدء العملية البرية الإسرائيلية ضد حزب الله: تصعيد جديد في شمال إسرائيل وجنوب لبنان
  • عاجل| القناة 12 الإسرائيلية: سقوط صواريخ عدة في بلدة المطلة شمال إسرائيل دون إصابات
  • وزير خارجية إسرائيل: لا نريد وقف إطلاق النار في لبنان
  • تنويه هام من شركة الغاز في صنعاء بعد الغارات الإسرائيلية… ماذا جاء فيه؟
  • شركة الغاز تطمئن المواطنين بوجود كميات كبيرة واحتياطي من الغاز
  • "شركة النفط" تحذر من أي افتعال لأزمة المشتقات النفطية اثر الغارات الإسرائيلية وتقول إن الوضع التمويني مستقر
  • شركة الغاز تؤكد استقرار الوضع التموني
  • إسرائيل تلمّح إلى إمكانية إلغاء اتفاقية الغاز مع لبنان!