مخيمات قطاع غزة.. ملاذ النازحين الذي تحول إلى "مدن أشباح"
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
الرؤية- فيصل السعدي
جاءت الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة لتزيد معاناة الشعب الفلسطيني الذي كان يعيش أكثر من 64% من سكانه لاجئين بحسب الإحصائيات الرسمية لعام 2018.
ولقد تسببت الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر في تهجير معظم سكان قطاع غزة ليجد أكثر من 203 ملايين فلسطيني أنفسهم في العراء دون مأوى، في انتهاك إسرائيلي صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية ناهيك عن الاعتبارات الإنسانية.
وتحولت هذه المخيمات الثمانية بسبب الحرب إلى "مدن أشباح" نظرا لما قامت به قوات الاحتلال من استهداف متواصل بالطائرات والمدفعيات والزوارق الحربية لهذه المخيمات المكتظة بالسكان، ما أسفر عن سقوط آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين.
مخيم جباليا
يعد "جباليا" أكبر مخيمات اللاجئيين، وقد تم إنشاؤه عام 1948، ويقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وبالقرب من قرية تحمل ذات الاسم "جباليا"، وعلى مسافة كيلو متر من الطريق الرئيسي (غزة ـ يافا).
تحد المخيم من الغرب والجنوب قريتا جباليا والنزلة، ومن الشمال قرية بيت لاهيا، ومن الشرق بساتين الحمضيات التابعة لحدود مجلس قروي جباليا، النزلة وبيت لاهيا.
وفي أعقاب حرب 1948، استقر في المخيم حوالي 35 ألف لاجيء، معظمهم كانوا قد هجِّروا من القرى الواقعة جنوب فلسطين، في حين تبلغ مساحة المخيم حوالي 1.403 كيلومتر، تعيش فيه 5587 عائلة أغلبهم من مناطق أسدود ويافا واللد والرملة وبئر السبع.
وعملت دولة الاحتلال على ترحيل ما يقرب من 975 عائلة من سكان المخيم عام 1970م، إلى مشروع بيت لاهيا والنزلة المتاخم لحدود المخيم؛ وفي عام 1971م عملت سلطات الاحتلال على هدم وإزالة ما يزيد عن 3600 غرفة تسكنها 1173 عائلة، أصبحت بدون مأوى؛ بدعوى توسيع طرقات المخيم؛ لتسمح بدخول سياراتها العسكرية لسهولة تعقب عناصر المقاومة.
ووصل إجمالي عدد سكان المخيم إلى أكثر من 116 ألف لاجئ مسجل.
مخيم الشاطئ
يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويبعد عن وسط مدينة غزة حوالي 4 كيلومترات إلى الشمال الغربي منها، ويعد ثالث أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في القطاع، وأحد أكثر المخيمات اكتظاظاً بالسكان.
وأُنشئ مخيم الشاطئ في عام 1949 شمال غرب مدينة غزة على شاطئ البحر المتوسط، وهو سبب تسميته، وتبلغ مساجته عند الإنشاء حوالي 519.000 متر مربع.
ويضم مخيم الشاطئ اللاجئين المهجرين من القرى والمدن الساحلية الواقعة في جنوب فلسطين ووسطها والتي تتبع أقضية غزة وبئر السبع ويافا والقليل منهم من منطقة الشمال، ومن هذه القرى والمدن: هربيا وبربرة وبرير والجورة ودير سنيد ودمرة والجية وجولس والسوافير والمجدل وحمامة وأسدود والبطاني وعبدس وسمسم وهوج وكرتية والمسمية ويافا واللد والرملة والخصاص ويبنة وغيرها.
وقدر عدد سكان "مخيم الشاطئ" بـ 23000 لاجئ عام 1948م، وقام الاحتلال عام 1970م بترحيل 1300 عائلة من سكان المخيم إلى مشروع إسكان حي الشيخ رضوان، وفي عام 1971م قام الاحتلال بهدم وإزالة 2263 غرفة تسكنها 804 عائلة بواقع 4836 لاجئ.
مخيم النصيرات
أنشئ مخيم النصيرات في عام 1948م على مساحة مساحة حوالي 588.000 متر مربع، ويقع المخيم ضمن المنطقة الوسطى لقطاع غزة جنوب غرب مدينة غزة على ساحل البحر المتوسط؛ ويبعد عن مدينة غزة 8 كم.
يحده من الغرب البحر المتوسط؛ ومن الجهة الشمالية وادي غزة؛ ومن الجنوب قرية الزوايدة؛ ومن الشرق مخيم البريج للاجئين، وسمي بـ"النصريات" نسبة إلى قرية بدوية كانت تعيش سابقاً في تلك المنطقة.
ويضم تجمعا كبيرا للاجئين الفلسطينيين عام 1948، وبالتالي هو مخيم مكتظ ومزدحم، يقطنه أكثر من 80.4 ألف لاجئ.
مخيم رفح
يقع المخيم في قلب مدينة رفح في جنوب قطاع غزة بالقرب من الحدود المصرية، وقد أنشأته وكالة الغوث الدولية لإيواء اللاجئين عام 1948م من الطوب والصفيح، ويقسمه الشارع العام إلى قسمين: القسم الشمالي ويضم "الشابورة" والقسم الجنوبي الملاصق للحدود ويضم حي "يبنا".
وكان مخيم رفح من أكثر المخيمات اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة، ومع مرور الوقت، انتقل آلاف اللاجئين من المخيم إلى مشروع إسكاني قريب في تل السلطان، الأمر الذي جعل المخيم لا يكاد يمكن تمييزه عن المدينة المحاذية له، ويسكن فيه حوالي 133.3 ألف لاجئ.
مخيم خان يونس
يقع المخيم في جنوب قطاع غزة، ويفصله 2 كم عن ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى الشمال من رفح، والى الغرب من مدينة خانيونس التي سمي المخيم باسمها، وهي مدينة تاريخية ومركز تجاري قديم، ونقطة استراحة للقوافل القادمة من بلاد الشام إلى مصر وبالعكس.
لجأ إليه النازحون من منازلهم بسبب حرب عام 1948، وكان معظمهم من منطقة بئر السبع، وأنشيء المخيم عام 1948، بواسطة الصليب الأحمر؛ ثم تسلمته وكالة الغوث الدولية عام 1950، وبلغت مساحته عند الإنشاء حوالي 549.000 كيلو متر مربع وازدادت بعد ذلك إلى 564.000 كيلو متر مربع، ويقطنه حوالي 48729 ألف لاجيء بحسب تقديرات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني.
مخيم البريج
يبعد المخيم عن مدينة غزة 9 كيلو مترات جنوباً، وسمي "البريج" نسبة إلى خربة البريج، وكانت منطقة البريج عبارة عن ثكنات للجيش البريطاني في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين ولا تزال بعض أبنية المعسكرات موجودة حتى الآن ويسكن فيها بعض العائلات.
ويقع مخيم البريج جنوب وادي غزة، ويحده من الجنوب مخيم المغازي؛ ومن الغرب مخيم النصيرات؛ ومن الشمال وادي غزة، وقد تم إنشاء المخيم في الخمسينيات من القرن العشرين، لاستضافة اللاجئين الذين كانوا يعيشون في ثكنات الجيش البريطاني والخيام، والذين قدموا من مدن شرق غزة مثل الفالوجا وقد أنشئ على مساحة قدرها 528.000 كيلو متر مربع، ثم تقلصت بعد ذلك حتى وصلت إلى 478.000 كيلو متر مربع، ويقطنه حوالي 32743 ألف لاجئ.
مخيم المغازي
يقع في منتصف قطاع غزة تقريبا، تحده من الغرب قرية الزوايدة؛ ومن الشرق خط التحديد؛ ومن الشمال مخيم البريج؛ ومن الجنوب قرية المصدر، ويعد "المغازي" واحدا من أصغر المخيمات في غزة، من حيث الحجم وكذلك من حيث عدد السكان، ويعيش فيه نحو 33.2 ألف لاجئ.
مخيم دير البلح
يعتبر مخيم دير البلح أصغر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، ويقع على شاطيء البحر المتوسط، يحده من الشمال مخيم النصيرات بمسافة 5 كم؛ وجنوباً مدينة خانيونس 5 كم، و يعود سبب التسمية إلى مدينة دير البلح.
وأنشئ المخيم بعد النكبة، كمسكن مؤقت لحوالي 9000 لاجيء، ثم استخدمت المساكن الطينية في وقت لاحق، وفي أوائل الستينات من القرن العشرين؛ استخدمت المساكن الإسمنتية، وتقلصت مساحه المخيم من 156.000 كيلو متر مربع عند الإنشاء إلى 132.000 كيلو متر مربع، وسكنه نحو 8161 لاجيء، ويقع المخيم على شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى الغرب من مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة، وقد تم توفير مساكن مؤقتة في المخيم للاجئين الأصليين، الذين كانوا قد فروا من بيوتهم في وسط وجنوب فلسطين جراء حرب عام 1948.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: مخیم النصیرات البحر المتوسط مخیم الشاطئ مخیم البریج مدینة غزة دیر البلح من الشمال قطاع غزة من الغرب ألف لاجئ أکثر من عام 1948 فی عام
إقرأ أيضاً:
رئيس البرلمان التركي: قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو نقطة تحول في تاريخ الإنسانية
شدد رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش، السبت، على أن قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت " نقطة تحول في تاريخ الإنسانية".
وقال خلال كلمة له على هامش مشاركته في مؤتمر نظمته مؤسسة الشباب التركي (TÜGVA)، إن "قرار المحكمة الجنائية الدولية يشكل نقطة تحول في تاريخ البشرية".
وأضاف "نأمل أن يتم القبض على نتنياهو وعصابته أينما ذهبوا في أسرع وقت ممكن، وأن تتم محاسبتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية".
وشدد رئيس البرلمان التركي على أن "نتنياهو وعصابته سيحاكمون في محكمة الجنايات الدولية، أسوة بالقتلة الصرب، وسينالون جزاءهم حتما".
وفي وقت سابق، قال كورتولموش في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "مذكرات الاعتقال مبشرة بالنسبة لمستقبل البشرية وهي بمثابة علامة على إزالة درع الحماية عن نتنياهو وعصابته".
وأشار إلى أن "هذا القرار هو نتيجة الدعم الذي قدمته ’الجبهة الإنسانية’ للشعب الفلسطيني البريء والمظلوم. سينتصر الضمير والعدالة، وستخسر القسوة والهمجية"، حسب تعبيره.
والخميس، أعلنت الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تشمل استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية إسرائيلية متواصلة للعام الثاني على التوالي.
وفي حين أعربت دول عربية وغربية عن ضرورة احترام قرار الجنائية الدولية الذي يأتي على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة، رفض الاحتلال الإسرائيلي بشدة هذا القرار، واعتبره "معاديا للسامية".
ولليوم الـ414 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ44 ألف شهيد، وأكثر من 104 آلاف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.