أمن الجنوب في صلب مهمة كولونا تحضيراً لإطلاق التفاوض على تنفيذ الـ 1701؟
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار":في المواقف المعلنة، هدفُ زيارة وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا محدد ومحصور بالوضع في الجنوب وبضرورة سحب فتيل التفجير ووقف التصعيد على نحو يستدرج فريقا المواجهة، اي إسرائيل وحزب الله الى الحرب. ولكن في الغرف المغلقة، يذهب الحديث ابعد، اذ تتولى كولونا مهمة التوسط بين اسرائيل والحزب من اجل التفاوض على آلية تطبيق القرار الدولي 1701، وتحديد الأرضية الصالحة لبدء المفاوضات التي لن تحلّ ساعتها الصفر إلا بعد التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار في غزة، وفق ما تكشف المعلومات المتوافرة.
رسائل كولونا واضحة إلى السلطات اللبنانية، لجهة تجنب التصعيد وتأكيدها امام مَن التقتهم أن الضغط الذي تمارسه باريس على لبنان من اجل عدم الانزلاق في الحرب بسبب تقديرات او حسابات خاطئة يمكن ان تفتح المجال امام ذلك، هو عينه الذي أبلغته إلى الجانب الإسرائيلي من اجل حضّه على وقف الاعتداءات وتطبيق القرار الدولي. لكن باريس تدرك تماماً ان تحركها الديبلوماسي لن يكون كافياً ما لم يحظَ برعاية او مباركة أميركية، كما لن يكون كافياً لتثبيت الحضور الفرنسي في لبنان والمنطقة، انطلاقاً مما وصفه المصدرعينه بالأفضلية للتعاطي مع واشنطن. لكن باريس لا تيأس من المحاولة، خصوصاً انها تلاقي تجاوباً في تل ابيب، يأتي انطلاقاً من تمني إسرائيل بأن يتمكن الفرنسيون من استعادة حرارة التواصل مع الحزب، كما كانت قبل السابع من تشرين الاول الماضي، وان يؤمّنوا هذا الخط، وقد عبّر عن ذلك نظيرها الاسرائيلي إيلي كوهين عندما قال انه "يمكن لفرنسا اداء دور إيجابي وهام لمنع حرب في لبنان"، من دون ان يغفل الاشارة الى ان "بلاده لا ترغب في فتح جبهة جديدة على حدودها الشمالية لكنها ملزمة حماية مواطنيها، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي اجبار الحزب على الانسحاب الى شمال نهر الليطاني، وليس هناك إلا طريقتان للقيام بذلك، إما بالديبلوماسية وإما بالقوة". وهذا الكلام يؤشر إلى الرسالة التي نقلتها كولونا إلى المسؤولين اللبنانيين، في مسعى إلى تحقيق ذلك بالديبلوماسية، اي بتنفيذ القرار الدولي، وإلا، فإن إسرائيل لن تتراجع عن تهديداتها حتى تؤمّن ضمان حدودها الشمالية. ومعلوم ان هذه الرسالة لن تلقى استجابة من "حزب الله" الذي لا يزال يرفض حتى الآن اي تنازل، او تطبيق حرفي للـ 1701 الذي لا يقتصر على انسحابه من جنوب الليطاني، وانما تسليم سلاح عناصره.
في المقابل، تتحرك الدوحة بقوة في اتجاه غزة، وسط معلومات مفادها ان لبنان سيكون الوجهة المقبلة للتحرك القطري فور انجاز الوساطة في غزة والتوصل إلى وقف إطلاق النار.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هوكشتاين يلتقي بري وميقاتي ويزور الجنوب ويعقد لقاء صحافيا في السرايا
بدأ العد العكسي لموعد الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، حيث من المتوقع أن يتبلور المشهد الرئاسي يوم غد الثلاثاء، على أن المشاورات المكثفة بين الكتل النيابية والحراك الدبلوماسي باتجاه بيروت، لم يفض الى نتائج واضحة في ظل المعلوات المتضاربة عن نتائج المباحثات التي أجراها الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان مع القوى السياسية.
في المقابل، يترقب لبنان الرسمي ما سيؤول إليه الاجتماع الذي تعقده الهيئة الدولية المشرفة على تثبيت وقف النار في الساعات المقبلة بعد ظهر اليوم في مقر قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" في الناقورة برئاسة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين.
ووفق المعلومات فان هوكشتاين الموجود في السعودية حيث اجتمع مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد لله، سيتوجه فور وصوله الى بيروت الى الناقورة، ومن ثم سيعود مساء للاجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا، على ان يعقد بعد انتهاء الاجتماع لقاء صحافيا في السرايا.
وفي الملف الرئاسي، بدا لافتا كلام السفير المصري علاء موسى يوم أمس، حيث قال "بين كل المرشحين الآن بحسب ما نعلمه لا توجد أغلبية 86 صوتًا لأيّ من الأسماء المطروحة"، مشددًا على أنّ "الأمور قد تتغيّر"، وقال: "لا فيتو من اللجنة الخماسية على اي اسم".
وقال أحد النواب الذين التقوا الموفد السعودي "انّ المملكة العربية السعودية تريد الانفتاح على لبنان، ولكن هذا الانفتاح مرتبط بإنجاز اللبنانيين الاستحقاق الرئاسي، وانّ الموفد السعودي لم يدخل في أسماء المرشحين للرئاسة، ولكنه اكّد انّ المملكة تحبذ انتخاب رئيس يعيد بناء الدولة ويتقيّد باتفاق الطائف وعروبة لبنان ويعمل لتحقيق الإصلاح ومكافحة الفساد".
وقالت مصادر سياسية معنية "إن الاتصالات ستستكمل من أجل انضاج الملف الرئاسي دون استبعاد فرضية سيناريو التأجيل ما لم تنجز هذه التسوية".
وقالت إن الحراك السعودي بالشأن الرئاسي يتقاطع مع الموقف الأميركي حول إتمام الاستحقاق الرئاسي لكن الاعتبارات المحلية بدورها تتحكم بالمشهدية الرئاسية وبالتالي هناك أكثر من سيناريو مرتقب في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل: إما توافق وخروج الدخان الأبيض أو تأجيل الجلسة، موضحة أن المفاجآت واردة وبروز مرشحين جدد يتم طرحهم وارد أيضا.
المصدر: لبنان 24