لم يعد الحديث عن دخول الحرب الأوكرانية مرحلة "الموت السريري"، وأن نهايتها قد أزفت مجرد تحليل، بل هو واقع ميداني يشير إلى أن المساعدات الغربية قد استنزفت، ولم تعد الدول الأوروبية والولايات المتحدة قادرة على تقديم المزيد، كما أن القوات الأوكرانية باتت تراوح مكانها أو هي غير قادرة على تحقيق أي إنجاز.
هذا الوضع بات يلقي بظلاله على مسار الحرب وإمكانية المضي فيها، أو الانكفاء والبحث عن مسارات جديدة للتفاوض تحفظ ماء وجه الدول الغربية التي فشلت في تحقيق هدف هزيمة روسيا.هذا الوضع دفع زيلينسكي للقيام بزيارة مفاجئة إلى الولايات المتحدة والاجتماع إلى الرئيس جو بايدن وبعض قيادات الكونغرس، لاستجداء الدعم العاجل، خصوصاً بعد انخفاض الدعم العسكري الأمريكي والأوروبي، وعدم اليقين بأن الكونغرس سوف يصادق على طلب بايدن بتقديم حزمة مساعدات جديدة ب 59 مليار دولار، وسط معارضة واسعة من جانب الجمهوريين.
من الواضح أن زيلينسكي عاد خالي الوفاض، وأن "القدرة العسكرية لأوكرانيا ستنخفض، وفي مرحلة ما ربما في يناير (كانون الثاني) المقبل لن يتمكن الجيش الأوكراني من شن هجوم واسع النطاق، وبعد ذلك ربما في فبراير (شباط) لن يتمكن من القيام بأي هجمات على الإطلاق"، وفقاً لمارك كانسيان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.
تكشف وقائع الحرب والمفاوضات التي جرت في بدايتها أن زيلينسكي وقع ضحية وعود غربية فارغة بقطع المفاوضات التي جرت بين روسيا وأوكرانيا في بيلاروسيا وإسطنبول والمضي في الحرب حتى النهاية، لأن فرص هزيمة روسيا باتت متوفرة، لذلك غامر زيلينسكي بإدخال بلاده في حرب مدمرة، رغم أن المفاوضات كانت قطعت شوطاً من النجاح.
وفي هذا الخصوص يقول ديفيد أراخاميا، الزعيم البرلماني لحزب زيلينسكي "خادم الشعب" الذي قاد الجانب الأوكراني في المفاوضات: "إن هدف روسيا كان دفعنا إلى الحياد"، أي عدم الالتزام بالانضمام إلى حلف الأطلسي، "وأنهم كانوا مستعدين لإنهاء الحرب إذا قبلنا بالحياد".
وكشف عن أحد أسباب انهيار المفاوضات للصحفية ناتاليا موسيشوك، في مقابلة تلفزيونية، بأن "المفاوضات كان يمكن أن تؤتي ثمارها لو أنها تلقت الضمانات الأمنية والدعم من حلف الأطلسي" حول ذلك، وأشار إلى أن رئيس وزراء بريطانيا آنذاك بوريس جونسون جاء إلى كييف، وأبلغ زيلينسكي بأن الغرب لن يدعم أي اتفاق سلام، بغض النظر عما تريده أوكرانيا، وأنهم يفضلون الاستمرار في نقل المعركة إلى الرئيس الروسي بوتين؛ لأنهم يعتقدون "أنه أقل قوة".
لم يكن جونسون وحده الذي قوّض المفاوضات، بل إن مسؤولي حلف الأطلسي وقيادات غربية من بينها الرئيس بايدن شاركوا في تقويضها لاعتقادهم بأن المفاوضات مع موسكو مستحيلة، وأن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بتحقيق النصر على روسيا في ساحة المعركة.
تؤكد تقارير متطابقة أن اتفاقاً مبدئياً كان تم التوصل إليه في مفاوضات إسطنبول يقضي بحياد أوكرانيا مقابل الانسحاب الروسي إلى حدود ما قبل فبراير (شباط) 2022.
..والآن، هل من سبيل للخروج من معمعة الحرب إلا المفاوضات؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي: وصول عدة طائرات إف-16 إلى أوكرانيا
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تسلمت دفعة جديدة من الطائرات المقاتلة "إف-16"، دون الكشف عن عددها أو الجهة التي زودت أوكرانيا بها.
وخلال مؤتمر صحفي، قال زيلينسكي: "وصلت عدة طائرات إف-16 إلى أوكرانيا. لن أكشف عن عددها". ويأتي هذا الإعلان في ظل استمرار الدعم العسكري الغربي لكييف، إذ سبق أن تسلمت أوكرانيا أول شحنات من الطائرات الأمريكية الصنع العام الماضي، كجزء من التعزيزات العسكرية لمواجهة الجيش الروسي.
اتهامات لروسيا وتعثر جهود وقف إطلاق النارواتهم زيلينسكي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يرفض الموافقة على وقف إطلاق النار طالما أن القوات الأوكرانية تواصل القتال في منطقة كورسك الروسية. وتعد هذه التصريحات مؤشرًا على تعثر المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب، في وقت تستمر فيه المعارك على عدة جبهات.
وفي سياق متصل، أكد زيلينسكي أنه لم يتعرض لأي ضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقديم تنازلات لروسيا خلال محادثتهما بشأن وقف الحرب، مشيرًا إلى أن الموقف الأوكراني ثابت فيما يتعلق بالدفاع عن السيادة الوطنية.
كما كشف زيلينسكي عن اتصالات يومية يجريها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيرًا إلى أن الأخير اتصل به بشكل مفاجئ خلال مؤتمر صحفي. وأعلن أنه سيزور فرنسا الأسبوع المقبل، ما يعكس استمرار التنسيق الدبلوماسي بين كييف وحلفائها الأوروبيين في مواجهة الأزمة المستمرة مع موسكو.