تهديد للتجارة الدولية.. هجمات الحوثيين تحول مسار سفن الشحن
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
تسببت الهجمات المتصاعدة التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على السفن في البحر الأحمر في عرقلة التجارة البحرية ودفع الولايات المتحدة لبذل جهود لتشكيل تحالف للتعامل مع هذا التهديد.
وحولت شركات الشحن العالمية الكبرى مسارات سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب قناة السويس بسبب تهديد الحوثيين.
ووسعت سوق التأمين البحري في لندن مساحة المنطقة التي اعتبرتها عالية المخاطر في البحر الأحمر، مما رفع أقساط التأمين التي تدفعها السفن.
وأظهرت هجمات البحر الأحمر قدرة القوات شبه العسكرية في الشرق الأوسط المدعومة من إيران على زعزعة التجارة العالمية.
وقال ألبرت جان سوارت، المحلل لدى إيه.بي.إن أمرو، لرويترز إن الشركات التي حولت مسار سفنها تسيطر مجتمعة "على نحو نصف سوق شحن الحاويات في العالم".
وأضاف "تجنب البحر الأحمر سيؤدي إلى ارتفاع التكلفة بسبب طول وقت السفر".
تهديد خطير للتجارة الدولية
بدأت العديد من شركات الشحن الكبرى، بما في ذلك شركة البحر المتوسط للشحن (إم.إس.سي)، في الإبحار حول أفريقيا وهو ما سيؤدي بحسب محللين في القطاع إلى زيادة التكاليف والتأخيرات التي من المتوقع أن تتفاقم خلال الأسابيع المقبلة. علقت شركة النفط البريطانية العملاقة بريتش بتروليوم مؤقتا جميع عمليات العبور لشحناتها عبر البحر الأحمر في علامة على أن الأزمة، التي أثرت في الغالب على شحن البضائع حتى الآن، قد تتسع لتشمل شحنات الطاقة. وارتفعت أسعار النفط الخام وسط هذه المخاوف. قالت شركة النفط والغاز النرويجية (إكوينور) إنها أعادت توجيه "بضع سفن" تحمل النفط الخام والغاز البترولي المسال بعيدا عن البحر الأحمر. ورفضت الشركة الإفصاح عن عدد هذه السفن. قالت شركة ناقلات النفط البلجيكية (يوروناف) إنها تتجنب البحر الأحمر حتى إشعار آخر. أجبرت هجمات الحوثيين الشركات كذلك على إعادة التفكير في علاقاتها مع إسرائيل، إذ قالت شركة إيفر جرين التايوانية الاثنين إنها قررت التوقف مؤقتا عن قبول شحنات إسرائيلية. قالت مجموعة دانون الفرنسية للأغذية إن معظم شحناتها تم تحويل مسارها، مما سيزيد المدى الزمني لوصولها. وقال متحدث باسم دانون "لدينا خطط تخفيف سيتم تفعيلها إذا استمر الوضع على المدى المتوسط إلى الطويل... سيتضمن ذلك استخدام مسارات بديلة عبر البحر أو البر حيثما أمكن ذلك".ويشير بعض المراقبين إلى أنه على الرغم من ادعاء جماعة الحوثي أنها لا تصيب سوى السفن المرتبطة بإسرائيل، فإن أهدافها تشمل السفن غير المتجهة إلى إسرائيل أو المنتسبة لها.
وقال جاك كينيدي من جلوبال ماركت إنتلجنس "من المحتمل أن يستخدم الحوثيون، وبالتالي داعمهم العسكري الرئيسي إيران، قدرتهم الضاربة في البحر الأحمر لممارسة مزيد من النفوذ الجيوسياسي في المنطقة إضافة إلى التأثير على حرب إسرائيل في غزة".
تأخيرات وارتفاع أسعار
يقول محللون إن الآثار تشمل شحنات أبطأ بكثير وربما أسعارا أعلى للمستهلكين.
قال ريكو لومان المحلل لدى آي.إن.جي إن عمليات تغيير مسار السفن تضيف أسبوعا على الأقل من وقت الإبحار لسفن الحاويات. وعادة ما يستغرق شحن البضائع من شنغهاي إلى روتردام نحو 27 يوما عبر قناة السويس.
وأضاف لومان "سيؤدي ذلك على الأقل إلى تأخيرات في أواخر ديسمبر مع تأثيرات غير مباشرة في يناير، وربما فبراير، حيث سيتم تأجيل الجولة التالية أيضا".
وقال ماركو فورجيوني المدير العام لمعهد التصدير والتجارة الدولية إن الاضطرابات ستؤثر على الأرجح على المعروض من السلع الاستهلاكية قبل العام الصيني الجديد على وجه الخصوص، مع التأخير الذي يترك تجار التجزئة بمخزون غير قابل للبيع ويؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين.
وقال تسفي شرايبر الرئيس التنفيذي لمنصة الشحن العالمية فرايتوس إنه في حين أن أسعار الشحن سترتفع على الأرجح في هذه الرحلات الأطول أيضا، فإن شركات النقل في الوقت الحالي تبحث عن طرق لاستخدام السعة الزائدة.
وأضاف شرايبر "من غير المرجح أن ترتفع الأسعار للمستويات التي شهدتها خلال الجائحة"، في إشارة إلى الآثار الاقتصادية لكوفيد 19 اعتبارا من عام 2020.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات تهديد الحوثيين هجمات البحر الأحمر حرب إسرائيل في غزة تغيير مسار السفن اليمن تهديد الحوثي تهديد الحوثيين هجمات الحوثيين الهجمات الحوثية الملاحة العالمية الشحن البحري قطاع الشحن البحري أسعار الشحن البحري تهديد الحوثيين هجمات البحر الأحمر حرب إسرائيل في غزة تغيير مسار السفن أخبار إسرائيل البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
مباحثات يمنية أمريكية حول جهود إنهاء حصار الحوثيين واستعادة حرية الملاحة
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
استقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، اليوم الثلاثاء، السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، في لقاء تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وخلال اللقاء، تم بحث مستجدات الوضع اليمني، مع التركيز على الجهود المشتركة لإنهاء الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي، واستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر، التي تهددها الهجمات الحوثية المدعومة من إيران.
كما تم مناقشة سبل تعزيز التعاون لحماية الممرات المائية الدولية، وضمان أمان سفن الشحن البحري، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وأشاد العليمي بالدور الأمريكي الفاعل في تنفيذ قرار حظر الأسلحة الإيرانية المهربة إلى الحوثيين، بالإضافة إلى دعمها في تجفيف مصادر تمويل الحوثيين.
وأكد على الحاجة الماسة لنهج عالمي جماعي لدعم الحكومة اليمنية في مواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية، وتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
من جانبه، جدد السفير الأمريكي تأكيد الولايات المتحدة على دعم الحكومة اليمنية في جهودها لحماية الأمن والسلم الدوليين، مشددًا على أهمية التعاون المستمر بين البلدين في مواجهة التهديدات الإقليمية.
بدوها قالت السفارة الأمريكية، إن اللقاء كان موسعًا للغاية حيث تم مناقشة الجهود الأمريكية لإنهاء الحصار الحوثي واستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر.
وفي 15 مارس/آذار الماضي، أعلن ترامب أنه أمر جيش بلاده بشن “هجوم كبير” ضد جماعة الحوثي، وهدد لاحقا بـ”القضاء على الحوثيين تماما”.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف الحوثيون سفن شحن في البحر الأحمر بالصواريخ والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة.