عربي21:
2025-02-11@22:46:19 GMT

فلسطين: شعارات العرب وواقعية الغرب

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

تكشف حرب الإبادة التي يشنها الكيان على الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة عن واقع مرّ وصارخ في التناقض بين غرب رسمي وواقعي في مواقفه والسياسة التي يطبقها، وعالم عربي رسمي غارق في غالبيته في النفاق.

وتستمر حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول الجارية، وهي حرب الإبادة التي يمارسها الاستعمار الإسرائيلي من جهة، وحرب التحرير التي يمارسها الفلسطينيون من جهة أخرى منذ أكثر من شهرين.

ورغم الدمار، تدرك جميع الأطراف أنها حرب تشكل منعطفا لسنوات طويلة مقبلة، ولهذا هناك إصرار على تحقيق الانتصار من هذا الطرف أو ذاك. وكلما استمرت هذه الحرب، تكشف عن واقعية الغرب الرسمي، الذي نعني به غالبية غرب المؤسسات الحاكمة وليس غرب الرأي العام المختلف في مواقفه. هذا الغرب الرسمي الذي لا يردد مثل الببغاء كلمات -شعارات من دون الوعي العميق بها، بل يتبنى شعارات منذ الماضي بتطبيقها. وارتباطا بهذا، تبنى الغرب ومنذ بداية القرن العشرين ضرورة إقامة دولة خاصة باليهود في الشرق الأوسط، في فلسطين. وعمل على مدار الزمن على تجسيد هذا التعهد، لاسيما وأن الغرب كان هو القوة الاستعمارية في العالم العربي، وأساسا فرنسا وبريطانيا. وأشرف الغرب على إنشاء الكيان الصهيوني، وحرص على تعزيز مكانته بفضل عاملين وهما: تمكينه من كل أسباب القوة والتفوق على جيرانه بفضل جعله يحقق الأمن القومي، نظرا للقوة العسكرية التي يتمتع بها، حتى يتفادى الهزيمة في أي مواجهة، وثانيا، مهما قام بخرق القوانين الدولية، فهذا الغرب الرسمي يحمي الكيان من أي عقوبات باستغلال ثغرات قانون الأمم المتحدة القائم على عدم توازن القوى والموازين في العالم حاليا.

وعند كل محطة تاريخية، خاصة الحروب، يبرز التزام الغرب الرسمي بتعهداته تجاه إسرائيل، وهو ما نعيشه في وقتنا الراهن بشكل جلي وبشع، بعد طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر. وهكذا، عارض الغرب كل عمليات وقف إطلاق النار، أو فرض الهدنة الإنسانية، وإن تمت هذه الهدنة فيجب أن تكون بعيدا عن قوانين الأمم المتحدة، بل اتفاقيات تتوسط فيها دول حتى لا يتم فيها منح هذه المنظمة الدولية أي دور مستقبلي في حل النزاع. كما حرص على تزويد جيش الكيان بمختلف العتاد العسكري، خاصة القذائف، وتزعمت واشنطن هذا التوجه، ومنها إرسال أكثر من 200 طائرة محملة بالسلاح إلى إسرائيل والدعم الاستخباراتي، وكأن الكيان يخوض حربا ضد دولة ذات قوة عسكرية ضخمة، بل وصل الأمر برئيس حكومة بريطانيا ريتشي سوناك، أن انتقل الى إسرائيل على متن طائرة عسكرية محملة بالسلاح، في سابقة مثيرة للتساؤل. وبين الفينة والأخرى، يصدر عن عاصمة من العواصم المحورية في الغرب مثل، باريس وواشنطن ولندن تصريحات تتضمن انتقادات جد ملطفة ضد همجية الكيان، لكن هذه التصريحات، التي تبهر سياسيين وإعلاميين عرب، ويعتقدون بحدوث تغير في نوايا الغرب الرسمي، هي مجرد أداء مسرحي لمحاولة إنقاذ ماء الوجه أمام هذا الدعم اللامشروط للكيان، خاصة بعد ارتفاع أصوات جزء مهم من الرأي العام الغربي المنددة بحرب الإبادة. في المقابل، تعمل معظم الأنظمة العربية على إظهار حسن السلوك أمام الغرب الرسمي، فهي عاجزة عن تبني مواقف سياسة شجاعة لدعم الفلسطينيين. ولا تجرؤ على التفكير في دعم عسكري للفلسطينيين، كما يفعل الغرب مع إسرائيل، علما أنه في الماضي ما بين الأربعينيات وحتى أوائل الستينيات، كان العرب يفتخرون بدعم دول عربية كانت تحت الاستعمار بالسلاح والدعم السياسي. والمثير للشفقة، أن وصل الأمر الآن بأنظمة غارقة في التطبيع مع الصهاينة إلى معارضة مواقف سياسية تدين كيان الاحتلال، ومواقف بعضها في القمة العربية – الإسلامية الأخيرة، التي انعقدت في العربية السعودية مثال حي على ذلك.

إن التناقض الصارخ، يتجلى في كيف يعمل الغرب من دون ضجيج الشعارات، لا يتحدث عن تاريخ مشترك ولا عن لغة مشتركة ولا تقاليد عريقة، بل اتخذ موقفا واضحا وهو دعم إسرائيل، بينما الأنظمة العربية أنتجت حول الوحدة العربية والمصير المشترك بلاغات قد تفيد في تشييد جسر بين الكرة الأرضية والقمر، لكن عند لحظة الشدة تتوارى غالبية هذه الأنظمة، بل تصبح طابورا خامسا لصالح الكيان. في اللغة العربية الفرق بين الغرب والعرب نقطة واحدة، لكن في الواقع السياسي، يتحول الفرق الى سنوات ضوئية، بين التزام الدفاع عن المواقف في حالة تأييد الغرب لإسرائيل، والتملق واسترضاء الغرب، بل حتى إسرائيل على حساب الفلسطينيين في حالة بعض الأنظمة العربية. لا ننسى هذه المعادلة، إسرائيل مشروع استعماري للغرب، وهذا الأخير بدفاعه عن الكيان، فهو يدافع عن الاستعمار مباشرة، وعن حرب الإبادة وعن ضرب القانون الدولي، بينما فلسطين قضية تحرير، ومواجهة للاحتلال، لكن غالبية الأنظمة العربية، والكثير منها كان حتى الأمس القريب تحت الاستعمار، لا يستطيع الانتقال من ترديد شعارات الوحدة والتحرر إلى أرض الواقع. على ضوء هذا، يجب على الرأي العام الفلسطيني وقواه الحية، المطالبة بإبعاد من يعمل من الأنظمة العربية طابورا خامسا لإسرائيل عن التحدث باسم القضية الفلسطينية. وفي المقابل، الرهان على ائتلاف دولي مكون من أنظمة ودول ذات شرف وطني حقيقي مثل بوليفيا وكولومبيا والصين وجنوب افريقيا التي أبانت عن مواقف مشرفة ضد حرب الإبادة هذه.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الإسرائيلي إسرائيل غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأنظمة العربیة حرب الإبادة

إقرأ أيضاً:

هذه المطالب الموجهة للقمة العربية بشأن فلسطين.. إلغاء 3 كلمات

أدى الإعلان عن القمة العربية الطارئة بشأن تطورات القضية الفلسطينية في 27 شباط/ فبراير الجاري، إلى تعليقات وردود واسعة في أوساط شعبية عربية، وسط آمال أن ترتقي القمة للظروف الصعبة الراهنة، تزامنا مع التصريحات المثيرة للجدل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص تهجير الفلسطينيين.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ "القاهرة ستستضيف قمة عربية طارئة في 27 فبراير 2025، وذلك بالتنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية".

وبحسب البيان، فإن قرار عقد القمة جاء بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر، وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية.

بدوره، أفاد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأن القمة العربية الطارئة ستبحث مقترحًا عربيًا يستند إلى التوافق الفلسطيني والدعم العربي والدولي، في مواجهة المقترح الأمريكي بشأن غـزة، مشددًا على أنه "لا يمكن لترامب أو أي جهة شراء غزة".



وأضاف أبو الغيط أن "التواصل العربي محصور مع السلطة الفلسطينية وليس مع حماس"، مؤكدًا أن "الدول العربية متفقة على حل الدولتين، وأن موقف القيادة السعودية تجاه القضية الفلسطينية تاريخي وثابت، في حين يسعى نتنياهو إلى إفشال أي اتفاق حول غزة".

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن القمة العربية الطارئة ستبحث مقترحًا عربيًا يستند إلى التوافق الفلسطيني والدعم العربي والدولي، في مواجهة المقترح الأمريكي بشأن غـ.ـزة، مشددًا على أنه "لا يمكن لـ #ترامب أو أي جهة شراء غـ.ـزة

وأضاف أبو الغيط أن التواصل… pic.twitter.com/jmdBkZQ3cH

— عربي21 (@Arabi21News) February 11, 2025
وترصد "عربي21" المطالب التي تفاعلات مع إعلان القمة العربية الطارئة، والتي من بينها إلغاء ثلاث كلمات لخروج القمة بقرارات حقيقية وفاعلة.

كلمات الشجب والإدانة
وكتب عادل الحربي تغريدة عبر موقع "إكس": "أدعو الله عز وجل أن يتم إلغاء 3 كلمات (..)، نشجب وندين ونستنكر (..)، في القمة القادمة، فلقد مللنا هذه الكلمات التي جعلتنا للأسف نتقبل الضربات في دولنا العربية، دون أي قرار يتم اتخاذه فعليا (..)".

وتابع قائلا: "فلسطين الآن وشعبها تحت القتل والتهجير، حتى يمحوا من على وجه الأرض، متي يكون لدينا قرارات فعلية؟!".

وكتب مغرد آخر: "ترامب يهدد بفتح أبواب الجحيم على غزة يوم السبت. لذا يجب تقديم موعد القمة العربية إلى يوم الجمعة، هذه الجمعة، واتخاذ موقف سياسي قوي مشترك يتحدى هذا الصلف الأمريكي".



وأضاف أن "البداية المؤثرة تكون باتخاذ قرار جماعي بسحب سفراء الدول العربية من واشنطن احتجاجا على التهديدات والسياسات الأمريكية، وقرار ثان بسحب السفراء العرب من تل أبيب ووقف التطبيع مع حكومة الفاشي المتغطرس نتنياهو".

وأردف قائلا: "يجب أن توقن الحكومات والشعوب العربية ان الله تعالى هو القوي العزيز، وهو مصرّف الأقدار لا ترامب، وأن تتذكر كم من حملة صليبية على الشرق العربي الإسلامي فشلت وهزمت من قبل".

في حين قال مغرد ثالث: "هناك أمر يدبر بليل تعبر عنه الجامعة العربية على استحياء، قد ينضاف إليه ما يتردد من إصرار البعض على إضافة كلمة "القسري" إلى بيان القمة القادمة عن التهجير، ما قد يعنى قبول "التهجير الطوعي"، مع ما يتداول أيضا من قرار السلطة وقف مخصصات الأسرى، ما يدفع إلى التهجير (..)، أرجو أن تكذبني الأيام".


ترامب يهدد بفتح أبوب الجحيم على غزة يوم السبت.

لذا يجب تقديم موعد القمة العربية الى يوم الجمعة، هذه الجمعة، واتخاذ موقف سياسي قوي مشترك يتحدى هذا الصلف الترامبي الأمريكي.

البداية المؤثرة تكون باتخاذ قرار جماعي بسحب سفراء الدول العربية من واشنطن احتجاجا على التهديدات والسياسات… pic.twitter.com/Pr66b8O1rg

— الهاشمي - ALHACHIMI (@MALHACHIMI) February 11, 2025

القمة العربية يوم 27/2 فبراير القادم

في جمهورية مصر العربية

ريادة دبلوماسية بقيادة وزير الخارجية المصري الدكتور
السيد بدر عبدالعاطي
كذلك مصر في بياناتها المنصرمة حادة واضحة صريحة ومحددة المعالم

كذلك مرحلة حساسة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك رئيس وزراء… pic.twitter.com/cKcgtMIqZr

— المحامي سعود الشحومي (@saoud_alshohomi) February 10, 2025

لقاء قاده مصر الحبيبه والاردن الحبيب بالصهيوني ترامب سيحدد ما سيحدث مستقبلا وما اهداف القمه العربيه التي ستعقد بعد لقاءهم وماهي نتايج زيارتهم
اتمني ان يستطيع القاده من اقناع الصهيوني بالعوده الي القرارات الامميه واعلان الدولتين والا يجب أن يصدر قرار موحد للعرب بوجهه الصهيونيه pic.twitter.com/394s3reyF9

— عادل الحربي ????????????????????????♥️ (@aboadeel900) February 10, 2025

هناك أمر يدبر بليل تعبر عنه الجامعة العربية على استحياء قدينضاف إليه ما يتردد من اصرار البعض على اضافة كلمة "القسري" الى بيان القمة القادمة عن التهجير مما قد يعنى قبول "التهجير الطوعي" مع ما يتداول ايضا من قرار السلطة وقف مخصصات الأسرى مما يدفع الى التهجير.أرجو أن تكذبنى الأيام pic.twitter.com/SPTF69ylzp

— Faouzi Badaoui (@al_faouzi68003) February 11, 2025

ادعوا الله عز وجل أن يتم الغاء الكلمات الثلاث
نشجب،وندين ونستنكر في القمه القادمه فلقد مللنا هذه الكلمات التي جعلتنا للأسف نتقبل الضربات في دولنا العربيه دون أي قرار يتم اتخاذه فعليا
فلسطين الان وشعبها تحت القتل والتهجير حتى يمحوا من على وجهه الأرض
متى يكون لدينا قرارات فعليه ✋ pic.twitter.com/MnYmklYoRe

— عادل الحربي ????????????????????????♥️ (@aboadeel900) February 9, 2025

لماذا تم تحديد يوم 27 لعقد القمة العربية؟ ما الذي يشغل الزعماء والملوك والرؤساء العرب لينتظروا لأكثر من أسبوعين بعد هذا الهراء... https://t.co/zmGAuoJrJE

— Ayman Adel (@AymanAd35483935) February 10, 2025

مقالات مشابهة

  • هذه المطالب الموجهة للقمة العربية بشأن فلسطين.. إلغاء 3 كلمات
  • السيد ..مواقف الأنظمة العربية تجاه فلسطين هي نتيجة للخضوع والتبعية
  • الحوثي: الأنظمة العربية لم تجرؤ على اتخاذ موقف موحد لفرض إيصال الغذاء إلى غزة
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: نطالب بوقف النار وانسحاب جيش الاحتلال من الضفة
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: العرب وفي مقدمتهم مصر يسعون لتوفير الخدمات وإعادة إعمار غزة
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: يجب وصول المساعدات بكميات هائلة لغزة
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: نعول على مواقف الأشقاء العرب في الدفاع عن حقوق شعبنا
  • ماذا نعرف عن "أم القنابل" التي وافق ترامب على تسليمها إلى إسرائيل؟
  • ماذا نعرف عن "أم القنابل" التي وافق ترامب على تسليمها إلى إسرائيل؟.. عاجل
  • كاتبان إسرائيليان: ترامب يطالب العرب بدفن قضية فلسطين