ردة فعل الغضب الشعبي لشعارات “أوقفوا العض”! “لا للعض”!
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
□ مع أخبار دحر مليشيات الجنجويد المجرمة في ود مدني، بدأت نذر ما حذرنا منه من قبل، وهو انفجار الغضب الشعبي تجاه موقف قحت ومشايعيها من هذه الحرب. □ وذكرنا تحديدا أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية قد تستغل هذا الغضب الشعبي للتنكيل بدورها بمنسوبي قحت ومشايعيها، بل وحذرنا بوجه خاص من أن الكيزان سوف يقومون في هذا بدور “المديدة حرقتني”، لتصفية خصومهم السياسيين والفكريين، حتى ولو بتلفيق المواقف.
□ وضمن تحذيراتنا حاولنا جهدنا أن ننبه القوى السياسية من مغبة فقدانها لقوة التأثير والنفوذ السياسية the political leverage بحيث تخلو الساحة للكيزان، وعندها لا يجوز توجيه اللوم للكيزان إذا ما اهتبلوا هذه الفرصة التي لم يكونوا يحلمون بها.
□ وبالفعل، بدأت هذه النذر في مدني حيث جاء في الأخبار أنه تم القبض على من نسبوهم إلى بعض تنظيمات قحت (انظر الرابط):
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=888315729549562&id=100051134289210
واكثر من ذلك نتوقع أن تنداح الدائرة أكثر لتشمل رموز لجان المقاومة وكل من يمكن أن ينظر إليهم الكيزان على أنهم يمكن أن يشكلوا خطرا على أحلامهم في العودة للسلطة، لا خفيةً كما عليه حالهم الآن (إذ تركتهم قحت خلال عامين من حكمها في أماكنهم)، بل علانيةً ولو عبر لافتة جديدة، بالضبط كما ظلوا يغيرون جلود أسمائهم كالثعبان المرة تلو الأخرى.
□ ولكن وجب القول بأن قوة هذه الإجراءات التعسفية حال وقوعها مستمدة من تيار طاغٍ ومتنامٍ بين قطاعات عريضة من الشعب.
□ بل هذه القطاعات متوقع أن يزيد حجمها ويكبر كلما توالت هزائم مليشيات الجنجويد المجرمة.
□ وعليه، هي ضلالة قحتية ما بعدها ضلالة إذا ما تم حصر هذا التيار في الكيزان، ببساطة لأنه ليس فقط لن يؤثر على الكيزان، بل سيساعدهم على التماهي جماهيريا أكثر وأكثر.
□ هذا التيار الذي بدأت الأصوات القحتية تستنكره ثم لا تنسبه إلا الكيزان لم يصنعه الكيزان ولو حاولوا ما في وسعهم كيما يستفيدوا منه، وهذا ما سيفعلونه بأكثر مما تعتقده قحت ومشايعوها!
□ هذا التيار أنا شخصياً لمسته وعشته ثم خبرته جيدا عندما كنت في المناطق التي نكلت فيها مليشيات الجنجويد بالمدنيين فأذلتهم واغتصبت فيها حرائرهم.
□ مصدر هذا التيار أناس عاديون بلغ بهم الغضب حده الأقصى من قحت ومشايعيها من قطاعات طبقة المتعولمين الذين عجزوا عن أن ينظروا إلى هذه الحرب إلا من خلال نظارة معتمة لا ترى شيئا إلا الكيزان، بوصفهم وراء كل شر في هذه الدنيا حتى كادوا أن يحملوهم في ذلك مسئولية الكوارث الطبيعية.
□ وهذه هي الظاهرة التي وسمناها ووصمناها بمصطلح “الكوزوفوبيا”.
□ وبموجب هذه النظرة المُعشية، غير المُبصرة، نظرت قحت ومشايعوها إلى هذه الحرب على أنها قد أشعلها الكيزان ضد مليشيات الجنجويد (ما يعني عمليا تبرئة هذه المليشيات المجرمة من مسئولية ما أعقب ذلك)، بل بلغ بهم العشى الفكري والسياسي درجة أن يطالبوا بعودة الأوضاع إلى ما قبل الحرب ولا زالوا يطالبون بهذا؛ وأكثر من ذلك برروا للجنجويد احتلال المنازل والأحياء السكنية واتخاذها كمخابئ وكدروع بشرية. بل وزعموا أن الشعب لا يهمه خروج الجنجويد من الأحياء السكنية ومنازله، بل كل ما يهمه، فوق كل شيء، هو وقف الحرب.
□ وهم بهذا إنما يفتئتون على الشعب زورا وبهتانا، بل هم بقولهم هذا إنما يشترطون عمليا خروج مليشيات الجنجويد المجرمة من الأحياء السكنية ومنازل المواطنين بوقف الحرب، ثم تبعا لهذا يشترطون وقف الحرب بعودة الأوضاع إلى ما قبل 15 أبريل.
□ وقد آلوا على أنفسهم أن يتفوقوا على السابقين واللاحقين في الغباء الأيديولوجي لدرجة التهوين والتخفيف بما حاق بالشعب من إذلال وتشريد وتقتيل، ثم دفن الناس أحياء، بل وحرقهم أحياء ثم مطالبة ذويهم بأكل لحم أهاليهم المشوي، دع عنك اغتصاب الحرائر، ودع عنك زرع الفوضى ودع عنك جرائم التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية … إلخ مما شهد به العالم أجمع، وكل هذا على يد مليشيات الجنجويد المجرمة – أرادوا التهوين والتخفيف من أثر كل هذا، لا تعزيةً وتطييبا ثم جبرا للخواطر المكسورة، بل استهوانا واستخفافا، قائلين (بكل بجاحة وبكل صفاقة – حسبما شعر الكثيرون وأحسوا) بأن هذه هي الحرب! فماذا كنتم تتوقعون!
□ فتصوروا، ليس فقط الغباء، بل تبلد الحس إنسانيا وسياسيا ثم وطنيا!
□ هذا هو سبب هذا الغضب الشعبي الذي بدأ يتجلى الآن في مثل هذه المداهمات والاعتقالات (بما في ذلك الاعتقالات على أساس الهوية الإثنية والجهوية تصفيةً لخطاب كراهية تجذر مؤخرا عبر دعوى “دولة النهر والبحر” الكيزانية الجنجويدية العنصرية الفاشيستية).
□ وكووووولها تقف، أو ستدعي أنها تقف على ما وراءها من المطالبات الشعبية الغاضبة من مواقف قحت ومشايعيها والمنطلقة، بكل أسف، من الرغبة في التشفي وتبريد الغبن عبر العنف المضاد.
□ وهذا ما ينشط فيه الكيزان وجنجويد دولة النهر والبحر الآن لاستغلاله، وقطعا سوف يعملون بكل ما أوتوا من طاقة لاستثماره، ولا يمكن لأحد أن يلومهم طالما قدمت لهم قحت ومشايعوها الأغبياء هذه الهدية المجانية على طبق من ذهب.
□ فلا الكيزان هم الذين صنعوا لقحت ومشايعيها موقفهم المخزي هذا.
□ ولا هم الذين صنعوا هذا الغضب الشعبي. □ لكن هذا لا يعني بأي حال الوقوف مكتوفين تجاه تزييفهم للغضب النبيل الذي يُعتمل داخل صدور قطاعات عريضة من هذا الشعب الصابر العظيم.
□ وقد التقيت خلال هذه الحرب (شخصيا وافتراضيا عبر الميديا) بعدد من الكيزان من زملاء الدراسة سابقا، فوجدتهم قد انتفخت أوداجهم زهوا وفرحةً بأكيد عودتهم السياسية، استثمارا منهم للفراغ السياسي العريض الذي خلفته القوى السياسية بيمينها ويسارها جراء فهمها القاصر لطبيعة هذه الحرب واختبائهم العاجز وراء شعارات “لا للحرب” وكذلك “اوقفوا الحرب”!
□ وفي الحقِّ، مثل هذا لم أجد له مُتَمَثّلاً غير أن أشبهه بالرجل الذي اقتحمت حوش منزلهم مجموعة من الكلاب المسعورة (ولنفترض أطلقها عليهم شيخ القرية نفسه) وشرعت في عض أفراد أسرته: أطفاله وزوجته ووالدته ووالده وشقيقاته واشقائه وجميع أطفالهم إلخ أعضاء الأسرة الممتدة، ثم عضته هو نفسه. ولكن بدلا من أن يوحد الصفوف والجهود لطرد هذه الكلاب المسعورة أو قتلها أو حبسها في جانب معزول بالبيت وبعيدا من أفراد أسرته، شرع هذا الرجل يهتف بأعلى صوته وبطريقة هستيرية: لا للعض! لا للعض! أوقفوا العض فورا! يسقط شيخ القرية! كل المصائب سببها شيخ القرية! كل هذا والكلاب لا تفهم ما يقوله وهي سادرة في غيها عضا وخدشا وقتلا.
□ هذا هو بالضبط ما أسميته بالغباء الأيديولوجي.
□ والغباء الأيديولوجي مصطلح صككته مفهوميا عام 1993م في ورقة قدمتها بقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم أسستُ فيها نظريا وتطبيقيا لهذا المفهوم، ثم ظللت استخدمه وكذلك ضمنته كل كتبي التي تناولت فيها هذا الأمر، وظللت أصف به الكيزان ونظام الكيزان دون أن يحتج على هذا المصطلح أي واحد من قحت ومشايعيها وهتيفة “لا للعض”!؛ “أوقفوا العض فورا”! واليوم ها هم يدّعون الاستنكار ويصفون هذا المصطلح على أنه أدخل في الشتائم والإساءات، ذلك بعد أن وقعوا هم أنفسهم تحت طائلته.
□ ويشهد الجميع أنني، خلال هذه الحرب، كتبت عدة مقالات أحذر فيها من ردة فعل هذا الشعب، وهي مقالات سوف أعمل على أن إنزالها مرة أخرى وكذلك أدعو من لا يزالون يحتفظون بها أن يقوموا مشكورين بإنزالها، فالذكرى تنفع المؤمنين. في هذه المقالات رفضت التخوين، مشفوعا بالتحذير من ردة فعل الشارع وطالبت بمراجعة المواقف ولكن لا حياة لمن تنادي.
□ وقد حذرت القوى السياسية بصورة خاصة من مغبة فقدانهم (كقوة سياسية) لقوة النفوذ والتأثير السياسي the political leverage بحيث تصبح الساحة خالية حتى “يبرطع”فيها ورل الكيزان، ولا يلامون في هذا.
□ واليوم، لم يفت شيء! كل المطلوب هو التواضع أمام الشعب وأمام التاريخ، ثم إجراء مراجعة شجاعة وشفافة يعقبها فورا تسجيل الإدانات غير المتحفظة على جرائم مليشيات الجنجويد المجرمة بجانب تغيير النظرة والفهم لطبيعة هذه الحرب بحيث ينتابون إلى رشدهم الوطني ويعرّفون هذه الحرب على أنها قد شنتها مليشيات الجنجويد المجرمة ضد الشعب السوداني وضد كيان الدولة السودانية بالوكالة عن قوى الإمبريالية العالمية ووكلائها الإقليميين وكومبرادوراتها المحليين، ذلك بغرض تسييل مؤسسة الدولة الوطنية الحديثة وتسييل الوجود السياسي للشعب السوداني … إلخ. □ وعندها سوف نتوحد جميعا، كقوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني ولجان مقاومة .. إلخ، لمواصلة درب الثورة وتحقيق شعاراتها المتمثلة في (أولا) اللاءات الثلاث ( لا تفاوض .. لا شراكة .. لا شرعية)، ثم (ثانيا) شعار: *الثورة ثورة شعب .. والسلطة سلطة شعب .. والعسكر للثكنات* (باعتبار أن حل الجنجويد قد تحقق).
□ وقطعا ستقف معنا بعض قطاعات الكيزان التي هداها الله واستفاقت من غيبوبتها الأيديولوجية.
□ بعد هذا فليروا إلى أي اتجاه سوف تتجه بوصلة الغضب الشعبي إذا لم تتجه نحو الكيزان والعمل على مواصلة تفكيك مؤسساتهم وتمترسهم داخل مؤسسات الدولة، وهو الأمر الذي حكمت قحت لأكثر من سنتين دون أن تفعل شيئا حياله، بل وإمعانا في الفشل شاركت في شرعنة مليشيات الجنجويد المجرمة دستوريا.
د. محمد جلال هاشم
M Jalal Hashim
كمبالا – 17 ديسمبر 2023م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الغضب الشعبی هذا التیار هذه الحرب على أن
إقرأ أيضاً:
لواء البراء بن مالك.. كيف عادت كتائب الدفاع الشعبي إلى واجهة الصراع في السودان؟
وسط الضجيج المستمر للحرب في السودان، يطفو اسم "لواء البراء بن مالك" على سطح الأحداث كواحدة من أبرز المجموعات المسلحة غير النظامية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني. هذه المجموعة التي بدأت ككتيبة صغيرة قبل أن تعلن عن تضخم عدد مقاتليها إلى 21 ألف فرد، تعيد إلى الأذهان تاريخ كتائب الدفاع الشعبي في السودان، وتثير أسئلة حول دور الجماعات العقائدية في النزاع الدائر.
من كتيبة إلى لواء.. كيف نشأت؟
ظهر اسم "كتيبة البراء بن مالك" لأول مرة خلال حرب الجنوب، حيث كانت جزءًا من قوات الدفاع الشعبي، الذراع القتالي الشعبي للحركة الإسلامية السودانية. وبعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير في 2019، تراجعت هذه الجماعات مع حل مؤسساتها الرسمية، لكن أفرادها ظلوا على تواصل، يجتمعون تحت مظلة الأنشطة الاجتماعية، منتظرين اللحظة المناسبة للعودة إلى الواجهة.
بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، وجد أفراد الكتيبة الفرصة مواتية لاستعادة نشاطهم، مستفيدين من الأجواء التي أعادت بعض الوجوه الإسلامية إلى المشهد. ومنذ ذلك الحين، بدأوا إعادة تنظيم صفوفهم، مقسمين أنفسهم إلى ثلاثة قطاعات رئيسية في ولاية الخرطوم، مستغلين شبكة العلاقات التي تجمعهم، لا سيما في أوساط الموظفين بالقطاعات الحيوية مثل البنوك وشركات البترول والأطباء والمهندسين وحتى أفراد الأمن السابقين.
الحرب تفتح الباب للعودة
مع اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، كان أمير الكتيبة، المصباح أبو زيد، سريعًا في الإعلان عن تلقيهم "أوامر التسليح"، وهو ما يطرح تساؤلات عن الجهة التي زودتهم بالسلاح في وقت كانت القوات النظامية نفسها تكافح للحفاظ على معاقلها. انتشرت مقاطع مصورة تُظهر مقاتلي الكتيبة يحملون أسلحة ثقيلة، بعضها متطور مثل طائرات الدرون ومدافع القنص، وهو ما يعكس مستوى تسليح متقدم يتجاوز مجرد كونه "قوة احتياطية" كما يدعون.
أيديولوجيا المواجهة.. معركة عقائدية أم سياسية؟
على الرغم من أن الحرب الدائرة في السودان تبدو ظاهريًا صراعًا عسكريًا بين الجيش والدعم السريع، إلا أن تصريحات قادة "لواء البراء بن مالك" توحي بوجود بعد عقائدي للصراع، حيث يعتبرون القتال ضد الدعم السريع حربًا ضد "المدعومين من دول الكفر"، على حد تعبير أميرهم، مما يجعل الأمر يتجاوز كونه دعمًا للجيش إلى كونه معركة ذات أبعاد أيديولوجية.
أنشطة علنية رغم السرية
قبل اندلاع الحرب، لم يكن نشاط الكتيبة يقتصر على التدريب العسكري السري، بل امتد إلى مشاهد أكثر علنية، أبرزها تأمين الإفطارات الرمضانية التي نظمتها قيادات المؤتمر الوطني المحلول، حيث ظهروا بأسلحة بيضاء وأخرى نارية. كما شاركوا في احتجاجات ضد التطبيع مع إسرائيل، مسجلين حضورًا لافتًا في وقفة مناهضة للبرهان على خلفية لقاءاته مع مسؤولين إسرائيليين.
من هم مقاتلو الكتيبة؟
يتكون أغلب عناصر الكتيبة من شباب ترعرعوا على الخطاب الإسلامي الجهادي الذي كان يروج له رموز مثل إسحق أحمد فضل الله، وعبيد ختم، وعلي عبد الفتاح. كثير منهم أبناء لقادة في الحركة الإسلامية أو ممن قتلوا خلال الحرب في جنوب السودان، وهو ما جعل لديهم دافعًا شخصيًا بالإضافة إلى الدافع العقائدي.
الخلاف الداخلي والانشقاقات
ورغم هذا الولاء الظاهر، شهدت الكتيبة حالة من الانقسام في الأيام الأولى للحرب، عندما انضم أحد أفرادها إلى قوات الدعم السريع، مما أثار موجة استنكار شديدة من زملائه الذين اتهموه بـ "خيانة الإسلام"، لكنه عاد لاحقًا إلى صفوفهم، مدافعًا عن موقفه بوثيقة عسكرية تثبت أنه كان يتحرك وفق أوامر قيادته.
دورهم في الصراع الحالي
اليوم، وبعد أن تحولوا من كتيبة صغيرة إلى لواء، بات مقاتلو "البراء بن مالك" جزءًا أساسيًا من القوات المساندة للجيش السوداني في مناطق القتال، خاصة في الخرطوم وأم درمان. ومع سقوط العديد من أفرادهم، تتزايد التساؤلات حول مدى قدرتهم على الاستمرار، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الجيش السوداني للحد من اعتماده على قوات غير نظامية ذات طابع أيديولوجي.
إلى أين يتجهون؟
مع استمرار الحرب، يظل مستقبل "لواء البراء بن مالك" مرهونًا بمسار الصراع الأكبر في السودان. فهل سيكونون مجرد أداة مؤقتة في يد الجيش أم أنهم يمثلون نواة لحركة جهادية جديدة قد تعيد رسم المشهد المسلح في البلاد؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة عل هذا السؤال .
zuhair.osman@aol.com