السودان: قوات الدعم السريع تتوغل في ود مدني ونزوح سكان المدينة مستمر
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
قالت المنظمة الدولية للهجرة الإثنين، إن نحو 300 ألف شخص فروا من القتال على جبهة جديدة في الحرب السودانية، مع دخول مقاتلين من قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تقاتل الجيش منذ 8 أشهر مدينة ود مدني.
وقد يكون الاستيلاء على المدينة المكتظة بالنازحين، التي تمثل مركزا للمساعدات، نقطة تحول في تقدم قوات الدعم السريع عبر المناطق الغربية والوسطى من السودان.
وتقع ود مدني على بعد 170 كيلومترا تقريبا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الخرطوم في ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية مهمة في بلد يواجه جوعا متفاقما.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في بيان، إن ما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف شخص فروا من الولاية منذ اندلاع الاشتباكات قبل أربعة أيام.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها قوات الدعم السريع مقاتلين في شاحنات صغيرة تتجول في شوارع المدينة وفوق جسر عبر النيل الأزرق دار قتال عليه مع قوات الجيش. وقال شهود إنهم داهموا أيضا قرى مجاورة.
وقال نشطاء محليون يطالبون بالديمقراطية إن قوات الدعم السريع أقامت نقاط تفتيش في أنحاء المدينة، وتنهب المنازل والسيارات، في غياب قوات الجيش والشرطة.
وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح نحو سبعة ملايين شخص، وتركت العاصمة أطلالا، وتسببت في أزمة إنسانية كبيرة، وأتاحت الفرصة لتصاعد موجات القتل بدوافع عرقية في دارفور.
وتقاسمت القوتان السلطة مع المدنيين بعد الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير عام 2019، ثم تحالفتا في انقلاب عام 2021، لكن الخلاف نشب بينهما حول خطة لانتقال سياسي مدعومة دوليا.
وفي الخرطوم، تواجه قوات الدعم السريع اتهامات بنهب منازل واغتصاب نساء وقتل واعتقال تعسفي.
أسر تفروقالت المنظمة الدولية للهجرة، إن الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش حول ود مدني تسببت في نزوح كبير في الأيام القليلة الماضية.
ولجأ نصف مليون شخص إلى ولاية الجزيرة بشكل عام، ويعيش ما لا يقل عن 85 ألفا داخل ود مدني، وسط اعتماد متزايد على مرافق المدينة للحصول على الرعاية الصحية والمساعدات والخدمات الحكومية، التي بدأت في التوقف خلال الأيام الماضية.
وقالت هبة عبد الرحيم التي نزحت إلى ود مدني مع أسرتها من الخرطوم: "الفرار مرة أخرى سوف يستنزف مواردنا بالكامل... (لذا) سننتظر حتى لا يكون لدينا خيار آخر".
وأضافت أن العديد من الأسر المجاورة غادرت معا على متن شاحنة كبيرة. وأشارت إلى أنه أمكن سماع أصوات أعيرة نارية، بينما كانت طائرات الجيش الحربية تحلق في سماء المنطقة، كما سمع دوي ضربات جوية قبل غروب الشمس.
وتقود الولايات المتحدة، التي حثت قوات الدعم السريع يوم الأحد على عدم مهاجمة ود مدني، وكذلك السعودية، جهود وساطة لم تفض إلى نتائج حتى الآن. وبعدما أعلن وسطاء إقليميون بالهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) أن الجيش وقوات الدعم السريع اتفقا على وقف لإطلاق النار الأسبوع الماضي، سرعان ما تراجع الجانبان عن ذلك.
وقالت الباحثة ريم عباس، إن السيطرة على وسط ود مدني، حيث تلتقي طرق سريعة رئيسية، تمنح قوات الدعم السريع سيطرة أكبر على التجارة، وتسمح لها بعرقلة طرق إمدادات الجيش.
وتابعت بأن هذا "يمنحهم الوقت لتنظيم أنفسهم، ومن ثم يمكنهم البدء بالتوجه شرقا... سيواصلون احتجاز الناس كرهائن، وسيمارسون الضغط على المجتمعات المحلية وعلى الجيش والمجتمع الدولي".
وقالت قوات الدعم السريع في بيان، إنها تسعى للإطاحة بالموالين للبشير في ود مدني، واستباق هجوم للجيش، الذي اتهمته بارتكاب أعمال قتل عنصرية وشن ضربات جوية عشوائية.
وقالت جماعة )محامو الطوارئ) المؤيدة للديمقراطية، إن قوات الدعم السريع قتلت الإثنين شخصين عندما داهمت مستشفى رفاعة شمال ود مدني.
وفي إطار منفصل، انتقدت الجماعة عمليات القتل والتعذيب ذات الدوافع العنصرية في ولاية الجزيرة، وقالت إن ما لا يقل عن عشرة أشخاص قتلوا في غارات جوية في نيالا التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الأيام القليلة الماضية.
فرانس24/ رويترزالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب السودانية السودان حرب أهلية عبد الفتاح البرهان محمد حمدان دقلو حميدتي قوات الدعم السريع صباح الأحمد الصباح دول الخليج العربية الكويت أمير وفاة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا قوات الدعم السریع ود مدنی
إقرأ أيضاً:
الجيش يواصل تقدمه نحو الخرطوم ويدمج قوات النخبة مع درع السودان
قال مصدر ميداني بالجيش السوداني إن قوات النخبة المكونة من الجيش وقوات مساندة من جهاز المخابرات وقوات "درع السودان" التحمت الجمعة مع القوات الموجودة بمعسكر خطاب في الجزء الشمالي الشرقي من محلية شرق النيل بشمال شرقي الخرطوم، بينما يواصل الجيش تقدمه باتجاه العاصمة.
وأضاف المصدر أن الهدف من هذا الالتحام هو الربط بين عدد من قواته القادمة من خارج الخرطوم مع الأخرى داخل الولاية.
وكان مراسل الجزيرة أفاد أمس الجمعة بأن الطائرات التابعة للجيش قصفت مواقع الدعم السريع شرقي العاصمة.
معارك الخرطوموقال مصدر ميداني مطلع للجزيرة إن قوات الجيش والقوات المساندة اقتربت كثيرا من مقر الكتيبة الإستراتيجية في منطقة "مقرن النيلين" بالخرطوم.
ومن جهتها، قالت مصادر محلية للجزيرة إن قوات الجيش تخوض معارك على تخوم منطقة "جياد" الصناعية التي تبعد حوالي 40 كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم.
يأتي ذلك في حين يستمر الهجوم الذي شنه الجيش السوداني منذ بضعة أسابيع لبسط سيطرته على كامل العاصمة.
على صعيد متصل، أفاد موقع "سودان تريبون" بأن الخرطوم لا تزال تشهد اشتباكات عنيفة في ظل تقدم الجيش الذي شن قبل أسابيع هجوما لاستعادة السيطرة على العاصمة.
إعلانوأوضح أنه في شرق العاصمة دارت معارك عنيفة منذ صباح الجمعة في محلية شرق النيل وحي كافوري آخر معاقل الدعم السريع بالخرطوم بحري، استخدم خلالها الجيش الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة.
جسر سوبا
وبينما يقترب الجيش من جسر سوبا الذي يربط الخرطوم مع شرق النيل، نفى رئيس الإمدادات بقوات الدعم السريع دقاش محمد عبد الرحيم سيطرة الجيش على الجسر.
وأضاف -في تسجيل بثه إعلام قوات الدعم السريع الجمعة- أن "الوصول إلى الجسر سيكون عصيا"، مؤكدا وصول عتاد حربي جديد لقوات الدعم السريع.
وتستميت قوات الدعم السريع في التمسك بجسر سوبا لكونه يربط الخرطوم مع شرق النيل حتى لا تحاصر وتعزل عن بعضها بين مدن الولاية.
وفي محاور القتال أقصى شمال غرب ولاية الجزيرة في أواسط السودان، اقترب الجيش من أبو قوتة القريبة من مدينة جبل الأولياء أقصى الجنوب الغربي لولاية الخرطوم حيث تتمركز قوات الدعم السريع بكثافة، وفق المصدر ذاته.
وأوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 12 مليون شخص، ودمرت البنى التحتية الهشة أساسا في البلاد، مما جعل معظم المرافق الصحية خارج الخدمة.