أعلنت قوات الدعم السريع أنها دخلت، أمس الاثنين، مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان وسيطرت على مواقع فيها بعد اشتباكات مع الجيش دفعت مئات الآلاف للنزوح من المنطقة.

ونشرت قوات الدعم السريع مقاطع مصورة قالت إنها تظهر سيطرة مقاتليها على مقر اللواء الأول مشاة مدني ورئاسة الاحتياطي المركزي ومدخل كوبري حنتوب من الشرق، وإسقاط طائرة حربية بالمدينة.

كما أظهرت مقاطع مصورة أخرى مقاتلين من الدعم السريع في شاحنات صغيرة تتجول في شوارع المدينة (180 كيلومترا جنوب الخرطوم) وفوق جسر على النيل الأزرق شهد قتالا مع الجيش السوداني في الأيام القليلة الماضية.

كما قال ناشطون إن قوات الدعم السريع أقامت نقاط تفتيش في أنحاء المدينة ونهبت المنازل والسيارات في غياب قوات الجيش والشرطة.

تمكن أشاوس قوات الدعم السريع صباح اليوم الإثنين ١٨ ديسمبر من تحرير رئاسة اللواء الأول الفرقة الأولى مشاة ود مدني إلى جانب تحرير معسكر الاحتياطي المركزي ومدخل كوبري حنتوب من ناحية الشرق.

ولقن أبطال قوات الدعم السريع مليشيا البرهان وفلول النظام البائد من المستنفرين وكتائب الظل… https://t.co/XBDm6qBmft

— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) December 18, 2023

وبحسب شهود، فإن مقاتلي الدعم السريع سيطروا أيضا على مناطق حول ود مدني بينها بلدة رفاعة التي تبعد 40 كيلومترا شمال المدينة.

وكانت المعارك اندلعت حول المدينة صباح الجمعة الماضي عندما بدأت قوات الدعم السريع الزحف باتجاه المدينة.

وقالت وكالة رويترز إن الاستيلاء على ود مدني قد يشكّل نقطة تحول في تقدم هذه القوات عبر المناطق الغربية والوسطى من السودان.

في غضون ذلك، قالت المنظمة الدولية للهجرة أمس الاثنين إن ما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف شخص فروا من ولاية الجزيرة السودانية منذ 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري نتيجة الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

وقبل اندلاع المعارك الأخيرة، كانت ولاية الجزيرة تستضيف نحو نصف مليون نازح من الخرطوم ومناطق أخرى، ومن بين هؤلاء نحو 85 ألفا كانوا في ود مدني.

وتسبب القتال في السودان خلال 8 أشهر في مصرع أكثر من 12 ألف شخص، ونزوح أكثر من 5.4 ملايين شخص داخل البلاد -بحسب الأمم المتحدة- إضافة إلى قرابة 1.5 مليون آخرين فروا إلى دول مجاورة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع ود مدنی

إقرأ أيضاً:

مقتل العشرات بقصف لـالدعم السريع.. والسيسي يدعو البرهان إلى القاهرة

أعلن الجيش السوداني، الخميس، مقتل 62 مدنيًا، بينهم 15 طفلًا و17 امرأة، وإصابة 75 آخرين بجروح متفاوتة، جراء قصف مدفعي "عشوائي" نفذته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.

وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في بيان إن "ميليشيا الدعم السريع نفّذت، الأربعاء، قصفًا مدفعيًا عشوائيًا على أحياء سكنية في مدينة الفاشر، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح من المدنيين".

وأضاف البيان أن الجيش، مدعومًا بالقوات المساندة له، تصدى لهجوم "عنيف" شنّته قوات الدعم السريع من جهتي الجنوب الشرقي والشمال الشرقي للمدينة، وتمكّن من إلحاق خسائر "فادحة" في صفوف المهاجمين، حيث دمّر 15 مركبة قتالية وشاحنتي وقود، وقتل نحو 70 من عناصر الدعم السريع، وأصاب العشرات.

ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مخيم زمزم القريب من الفاشر، إثر اشتباكات دامية أسفرت، وفق الأمم المتحدة، عن مقتل نحو 400 شخص ونزوح ما يقرب من 400 ألف آخرين.

ومنذ 10 أيار/مايو 2024، تشهد الفاشر اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع، رغم التحذيرات الدولية من خطورة اندلاع معارك في المدينة التي تعد مركزًا رئيسيًا للعمليات الإنسانية في إقليم دارفور.


دعوة مصرية وتنسيق إقليمي
على الصعيد السياسي٬ سلّم السفير المصري في السودان، هاني صلاح، رسالة خطية من رئيس النظام عبد الفتاح السيسي إلى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، يدعوه فيها لزيارة القاهرة.

وتتضمن الرسالة، وفق الوكالة "التأكيد على دعم ومساندة مصر للسودان في هذه الظروف الدقيقة التي يمر به".
 
خلافات عربية في مؤتمر لندن
أما في سياق الجهود الدولية لإنهاء الحرب، قالت الدبلوماسية الإماراتية لانا نسيبة، لوكالة "رويترز"، إن الإمارات "تشعر بخيبة أمل" إزاء فشل المشاركين في مؤتمر لندن الأخير بشأن السودان في التوصل إلى بيان مشترك، مرجعة ذلك إلى خلافات عربية داخلية.

وأوضحت أن الاختلاف في وجهات النظر بين الإمارات ومصر والسعودية تمحور حول مستقبل الحكم في السودان، مشيرة إلى أن الإمارات "تصرّ على ضرورة وجود حكومة مدنية مستقلة"، في حين ترفض أطراف أخرى صياغات قد تُفهم على أنها تمنح شرعية للجيش.


ووفق مصادر دبلوماسية حضرت الاجتماع، فإن الخلاف بين مصر والإمارات والسعودية حال دون صدور بيان مشترك، ما يعكس استمرار التباين العربي بشأن كيفية التعامل مع الأزمة السودانية.

ويُذكر أن السودان كان قد قدّم شكوى إلى محكمة العدل الدولية يتهم فيها الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما نفته أبوظبي بشدة.

بريطانيا ترفض الحكومة الموازية 
ومن جانب آخر، أعربت الحكومة البريطانية عن رفضها لإعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية في البلاد، مؤكدة أن "الإجراءات الأحادية" ليست حلاً لإنهاء الحرب.

وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية، في بيان، إن "الإعلانات الأحادية الجانب بشأن تشكيل حكومات موازية لا تمثل حلاً للصراع. بل على العكس، ينبغي الحفاظ على وحدة وسيادة السودان".

وأضاف: "التوصل إلى اتفاق سلام شامل بقيادة مدنية هو السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة السودان واستقراره".

وكان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد أعلن، الثلاثاء الماضي، عن تشكيل ما وصفه بـ"حكومة السلام والوحدة" التي قال إنها "تحالف مدني واسع يمثل الوجه الحقيقي للسودان"، مشيرًا إلى خطوات اقتصادية تشمل إصدار عملة جديدة وإطلاق وثائق هوية جديدة.

وفي هذا السياق، دعت مجموعة الدول السبع، الثلاثاء، إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار"، مطالبة جميع الأطراف الخارجية بوقف أي دعم يزيد من تأجيج الصراع.


وتخوض القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 نزاعًا داميًا، أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وتشريد نحو 15 مليونًا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فيما أشارت دراسات أكاديمية أمريكية إلى أن العدد الحقيقي للضحايا قد يقترب من 130 ألفًا.

ومؤخرًا، بدأت قوات الجيش السوداني بتحقيق تقدّم ميداني في مناطق عدة، لا سيما في العاصمة الخرطوم، حيث استعادت السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار وزارية وأمنية وعسكرية، بينما تقلّصت مساحة نفوذ الدعم السريع لتشمل أجزاءً من ولايتي شمال وغرب كردفان، وجيوبًا متفرقة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى أربع ولايات من إقليم دارفور.

مقالات مشابهة

  • منظمات إغاثية تخشى سقوط مزيد من المدنيين على يد الدعم السريع
  • مقتل العشرات بقصف لـالدعم السريع.. والسيسي يدعو البرهان إلى القاهرة
  • أمريكا تندد بهجمات قوات الدعم السريع على مدنيين في السودان
  • الجيش السوداني يعلن القضاء على 8 أفراد من قوات الدعم السريع
  • أمريكا تنتقد التصعيد.. الدعم السريع تعلن حكومة موازية في السودان
  • الحرب في السودان تدخل عامها الثالث بعد سقوط الآلاف وتشريد الملايين .. ولا نهاية في الأفق
  • حرب السودان تدخل عامها الثالث.. جرائم حرب في دارفور وانهيار شامل بالشمال
  • مجزرة في مدينة الفاشر.. الدعم السريع يقتل 15 شخصا ويصيب 20 آخرين
  • الفاشر في مرمى نيران قوات الدعم السريع.. تفاصيل
  • السودان: نزوح عشرات الآلاف من مخيم “زمزم” بعد اقتحامه من قوات الدعم السريع