خبراء: حماس ستحتفظ بمصادر تمويلها
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
رغم حملة القصف الإسرائيلي المدمرة التي تستهدفها في قطاع غزة، لا تزال حركة حماس صامدة ويتوقع خبراء أن تحتفظ بمصادر تمويلها المتعددة والمتنوعة إلى حد يسمح لها بمواصلة الحرب لوقت طويل.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «القضاء» على الحركة بعد هجومها غير المسبوق داخل الدولة العبرية في السابع من أكتوبر، الذي أوقع نحو 1140 قتيلا معظمهم مدنيون فيما قبضت الحركة على حوالى 250 رهينة ما زالت تحتجز منهم 129 في القطاع، بحسب السلطات الإسرائيلية.
لكن إن كان هدف نتنياهو العسكري يبدو صعب التحقيق، فإن القضاء على مصادر عائدات حماس أشبه بتحد مستحيل.
وأكدت جيسيكا ديفيس رئيسة مجموعة إنسايت ثريت إنتيليجنس Insight Threat Intelligence الكندية لوكالة فرانس برس أن «حماس متينة ماليا» موضحة أن الحركة «عملت منذ عشر سنوات إن لم يكن أكثر من ذلك على إقامة شبكة تمويل متينة» تقوم على استثمارات ومصادر عائدات في الكثير من الدول، من غير أن تواجه أي عقبات.
وذكرت من ضمن هذه المصادر «شركات صغيرة وعقارات» في دول مثل تركيا والسودان والجزائر.
كذلك، تعتمد حماس على شبكة تبرعات غير رسمية.
وقال إسحق غال الخبير الإسرائيلي في الاقتصاد الفلسطيني في معهد ميتفيم الإسرائيلي، إن حماس «باتت تتقن إقامة وتشغيل نظام متشعب جدا من مكاتب الصيرفة عبر تركيا ودول الخليج إنما أيضا عبر أوروبا والولايات المتحدة».
ولم يتراجع عدد ممولي حماس بالضرورة منذ السابع من أكتوبر، وشدد لوكاس ويبر أحد مؤسسي معهد «ميليتانت واير» Militant Wire المتخصص على أنه «بالرغم من فظاعاتها، يبدو أن حماس اكتسبت دعما على الصعيد الدولي بين شرائح من المواطنين يعتبرونها من طلائع المقاومة».
وأشار إلى أن مليار دولار من أصل ميزانية قطاع غزة البالغة 2,5 مليار دولار، تأتي على ما يبدو من السلطة الفلسطينية بموافقة إسرائيل.
كذلك، تمول الأسرة الدولية وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيما تدفع قطر رواتب موظفي حكومة حماس وتقدم مئة دولار شهريا إلى أفقر مائة ألف عائلة في القطاع.
أما بالنسبة إلى المستقبل، فإن كانت واشنطن فرضت في أكتوبر عقوبات على عشرة «عناصر أساسيين في حماس» والغرب يدرس اتخاذ تدابير رادعة في حق الحركة، يبقى أن تجفيف مصادر تمويل حماس سيكون على الأرجح مستحيلا.
وقالت جيسيكا ديفيس إن «هدف القضاء الكامل على تمويل (حماس) على المدى البعيد غير واقعي» مضيفة «بالإمكان بلبلته، إزالة جهات أساسية فيه، وخفض مصادر الأموال، لكن البنية التحتية ستبقى قائمة. وطالما أن المجموعة لديها داعمون، سيبقى بإمكانها التوجه إليهم للمساعدة من جديد». من جانبه، يربط غال مستقبل تمويل حماس بالتسوية السياسية المستقبلية في القطاع الفقير المحاصر.
ويقول «حين تتوقف الحرب وتعود الحياة إلى طبيعتها، سيكون السؤال المطروح: هل يعود هذا النظام المالي برمته أو يتغير؟»
وأضاف «غزة اليوم مخيم لاجئين كبير. من سيُكلف تقديم الطعام والماء والملاجئ لهؤلاء اللاجئين؟ حماس أم منظمة أخرى أم آلية أخرى؟».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة حركة حماس القصف الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
التعنت الإسرائيلي يهدد هدنة غزة| القمة العربية بارقة أمل لإنقاذ القطاع.. وخبراء يحللون المشهد
في اليوم الرابع والأربعين من اتفاق وقف إطلاق النار، ومع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، يظهر الاحتلال الإسرائيلي مجددا من خلال التهرب من الالتزامات، حيث لم يلتزم بالانسحاب من محور فيلادلفيا، في الوقت الذي تستضيف فيه القاهرة القمة العربية المرتقبة للإعلان عن خطة إعادة إعمار غزة.
مما يثير تساؤلات حول مصير التفاهمات المتعلقة بالهدنة، الإعمار، وتبادل الأسرى، وفي ظل الصراع المستمر، يظل مستقبل الاتفاق غامضا، مع استمرار الخلافات حول تمديد المرحلة الأولى أو الشروع في المرحلة الثانية.
وفي هذا الصدد، أجرى "صدى البلد"، حوارا مع بعض المحللين السياسين، لمناقشة تطور الأوضاع في غزة.
ومن جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية الدولية بجامعة القدس، أيمن الرقب، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل التهرب من الالتزام بإتمام اتفاقات وقف إطلاق النار، حيث انتهت المرحلة الأولى السبت الماضي.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أما عن المرحلة الثانية فكان الاتفاق على الانسحاب من كل قطاع غزة، والبدء في ترتيبات الإعمار وصفقات تبادل الأسرى.
وتابع الرقب، أنه تم الطلب من الاحتلال التهدئة خلال شهر رمضان وعيد الفطر، وزيادة حجم المساعدات ولكن الاحتلال حينها أعلن عن تقليص حجم المساعدات الإنسانية، وأشار إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي كاتس صرح بعدم نية الاحتلال الانسحاب من محور فيلادلفيا، وهو ما يعكس استمرارية المماطلة.
ومن جانبه، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، إن بنيامين نتنياهو يتبنى نهجا متشددا في التعامل مع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث يسعى إلى كسب الوقت والمناورة سياسيا بدلا من تنفيذ المراحل المتفق عليها مع الوسطاء.
وأضاف أبولحية في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه رغم أن الاتفاق، الذي رعته مصر وقطر بوساطة أمريكية، تضمن مراحل متعددة تؤدي في نهايتها إلى وقف دائم للحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من غزة، وبدء عملية إعادة الإعمار، فإن نتنياهو يماطل في التنفيذ ويتهرب من الالتزامات المتفق عليها.
وأوضح أبو لحية، أن التعنت الإسرائيلي ظهر جليا في عدة نقاط، أبرزها:
1. رفض الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار: نتنياهو وحكومته يصرون على استمرار العمليات العسكرية، بحجة القضاء على حماس بشكل كامل، وهو شرط غير واقعي يعطل تنفيذ الاتفاق.
2. المماطلة في تنفيذ تبادل الأسرى: رغم الاتفاق على إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، فإن إسرائيل وضعت شروطًا جديدة ومعقدة لتأخير التنفيذ.
3. التهرب من الانسحاب الكامل من غزة: الحكومة الإسرائيلية ترفض التعهد بانسحاب شامل، وتلمح إلى إمكانية استمرار العمليات العسكرية في بعض المناطق، ما يقوض أي فرصة لسلام مستدام.
4. استغلال الحرب لأغراض سياسية: نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية كبيرة، خاصة من المتطرفين في حكومته، ويستخدم التصعيد في غزة للحفاظ على تماسك ائتلافه، ما يدفعه إلى تعطيل أي اتفاق قد يؤدي إلى التهدئة.
وأشار أبو لحية، إلى أن استمرار تعنت نتنياهو وتهربه من تنفيذ الاتفاق يعكس استراتيجيته القائمة على إطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، على حساب أرواح المدنيين ومستقبل الاستقرار في المنطقة.
ويقول المحلل السياسي اللبناني، عبد الله نعمة، إن السبت انتهت المرحلة الأولى من إتفاق وقف إطلاق النار في غزة وسط حالة من الغموض تكتنف استئناف الاتفاق حيث تسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى بينما تطالب حماس ببدء المرحلة الثانية مباشرة.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد ، أن نتنياهو صرح أن إسرائيل وافقت على مقترح المبعوث الأمريكي بخصوص وقف إطلاق نار مؤقت في غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، لكن حماس سرعان ما ردت على بيان مكتب نتنياهو بالرفض وطالبت الحركة بتطبيق المرحلة الثانية من إتفاق وقف النار
مع إسرائيل.
وأكد نعمة، أن إسرائيل أوقفت إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر إسرائيل اتخذت هذا القرار في ضوء انتهاء وقف إطلاق النار رسميا السبت بالتوازي مع رفض حركة حماس تمديد المرحلة الأولى من الصفقة.
وأشار نعمة، إلى أن نتنياهو وافق ليل السبت على قرار يمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وهذا القرار اتخذه نتنياهو بالتنسيق مع الأمريكيين، كما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد ليل الجمعة مشاورات أمنية حضرها كبار الوزراء والمسؤولين الأمنيين طرحت فكرة العودة إلى القتال في غزة في حال انهيار إتفاق وقف القتال في القطاع.
وتابع: "إسرائيل ستنتظر وصول المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط قبل اتخاذ قرارات أخرى بشأن غزة، كما أن إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار في غزة دون إطلاق سراح الرهائن".
واختتم: "ومن الواضح أنه لا بد من التدخل المصري عن جديد للتفاوض على المرحلة الثانية بموضوع وقف إطلاق النار في غزة، ولهذا هناك تنسيق بين إسرائيل وامريكا في هذا الموضوع وهذا ما جعل القمة العربية المقرر انعقادها في القاهرة للتأجيل للضغط على الدول العربية وأولها مصر من قبل الإدارة الأمريكية وإسرائيل لأن لهم مطالب في منطقة الشرق الأوسط وهذا ما يجعل باب التفاوض من جديد بموضوع غزة".