صيادو غزة يخوضون حرباً أخرى من أجل لقمة العيش
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير سبل العيش كافة في قطاع غزة ضمن «العدوان المدمر» المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي، ومن بينها الاستهداف المباشر لمهنة صيد الأسماك ومكوناتها، وفق ما يؤكد الفلسطينيون. ورغم القصف الإسرائيلي العنيف برًا وبحرًا وجوًا، يخاطر بعض الصيادين بحياتهم وينزلون إلى شاطئ البحر لصيد الأسماك، علّهم يجدون ما يسدون به رمقهم وأطفالهم، في ظل الحصار الخانق المفروض والذي حرمهم كل مقومات الحياة الأساسية.
ويتابع فياض أثناء جلوسه على الشاطئ رفقة نجله في انتظار صيدٍ يعلق في صنارته: «الصياد يهرب من العدوان الإسرائيلي وما خلفه من ضغوط الحياة المادية والاجتماعية والنفسية إلى البحر رغم خطر الاستهداف». ويؤكد أن «الزوارق الحربية الإسرائيلية لا تتوقف عن استهداف مراكب الصيد والصيادين في كافة مناطق قطاع غزة»، مبينًا أن معاناة الصيادين مستمرة منذ سنوات الحصار الإسرائيلي الطويلة.
وضع كارثي
وفي موقع آخر على شاطئ البحر، يجلس الصياد حسن حجي، أمام حصاد يومه من بعض الأسماك التي اصطادها ويقوم بفرزها كل حسب نوعه.
حجي (أربعيني) يصف في حديث مع الأناضول أوضاع الصيادين في ظل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة بـ»الكارثية». يقول حجي وهو نازح من مخيم الشاطئ شمال القطاع باتجاه دير البلح: «من يمارس مهنة الصيد الآن، يخاطر بحياته بسبب الاستهداف الإسرائيلي من قبل البوارج الحربية الإسرائيلية». ويلفت إلى «استهداف زوارق جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام أحد الصيادين من عائلة المسارعي في عرض البحر على مقربة من الشاطئ وهو على مركب بسيط يدوي، ما أدى إلى استشهاده».
ملاحقة مستمرة
الصياد العشريني سعيد أبو هولي، تحدث هو الآخر لمراسل الأناضول عن معاناته في ظل الحرب والحصار.
قال: «نتعرض إلى إطلاق نار وملاحقة مستمرة، والزوارق تستهدف الصيادين عند تواجدهم في عرض البحر».
وبين أن «الصياد الفلسطيني بات في وضع لا يحسد عليه، فالاحتلال دمر العديد من الأسر بتدمير مراكب الصيد والحسكات (قوارب صيد صغيرة)، ومنع الصيادين من دخول البحر».
من ناحيته؛ يقول نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش للأناضول، إن «الاحتلال يحارب الصيادين منذ 17 عاماً، بالاستهداف والاعتقال والملاحقة، لكن ذلك تجلى بوضوح في الحرب الحالية». ويستغرب عياش «صمت المجتمع الدولي والعربي تجاه العدوان الإسرائيلي على القطاع»، متسائلا: «ألا يكفي كل ما حدث من جرائم بحق أبناء شعبنا، ومن بينهم الصيادين؟!».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
العدوان الإسرائيلي يتواصل على طولكرم وطوباس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
واصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الرابع على التوالي، حيث نفذ عمليات مداهمة وتفتيش للمنازل والمباني السكنية والتجارية، إلى جانب تجريف الممتلكات والبنية التحتية.
وأدى الهجوم إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في مدينة جنين، وذلك بعد ساعات من مقتل 10 فلسطينيين في غارة جوية استهدفت بلدة طمون شمال الضفة الغربية المحتلة.
وفي مدينة طولكرم، انتشر جنود الاحتلال بشكل مكثف في شوارع المدينة، خصوصًا في الأحياء الغربية والشرقية وسوق الخضار.
وشنوا حملات تفتيش واسعة في أزقة المدينة، وقاموا بمداهمة العشرات من المنازل والمباني السكنية والتجارية.
كما استخدمت جرافات الاحتلال لتجريف وتدمير العديد من الشوارع، خاصة في مفارق الحي الشرقي من المدينة، ما ألحق أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية.
أما في مخيم طولكرم، فقد استولت قوات الاحتلال على عدد كبير من المنازل بعد إجبار سكانها على النزوح باتجاه المدينة.
كما فجر الاحتلال عددًا من المنازل، بينها مخزن في مبنى سكني في حارة الوكالة، ما أدى إلى اشتعال النيران داخله وامتدادها إلى محل لبيع اسطوانات غاز الطهي، مما عرّض حياة المواطنين القاطنين في المنطقة للخطر.
في تطور آخر، ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 10 أشخاص نتيجة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بلدة طمون في محافظة طوباس شمال الضفة الغربية.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها بمقتل 10 فلسطينيين جراء القصف الذي شنته الطائرات الإسرائيلية.
وأوضح شهود عيان أن الطائرات قصفت مجموعة من الفلسطينيين كانوا متواجدين في ساحة منزل وسط البلدة.
ويأتي هذا الهجوم في ظل الهجوم المستمر الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على مدينة جنين منذ تسعة أيام، ما أسفر عن مقتل 17 فلسطينيًا وجرح العشرات، بالإضافة إلى دمار واسع في الممتلكات والبنية التحتية.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي يبرر عدوانه على جنين وطولكرم بأنه يستهدف إحباط ما يصفه بأنشطة إرهابية، إلا أن وسائل الإعلام العبرية تشير إلى أن هذه العمليات قد تكون محاولة من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاسترضاء وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي أبدى استياءه من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.