وزير الداخلية: احتفاء بالإرث الكبير من التضحيات والمثل العليا

أكد سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية قائد قوة الأمن الداخلي «لخويا»، أن اليوم الوطني للدولة مناسبة للاحتفاء بالإرث الكبير من التضحيات والمثل العليا، التي رسخها المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني «طيب الله ثراه»، وتتجلى اليوم في نهج القيادة الرشيدة، ممثلة بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.

وتوجه سعادته في هذه المناسبة الوطنية، بالتهنئة لمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (حفظهما الله ورعاهما).
كما هنأ سعادة وزير الداخلية قائد قوة الأمن الداخلي «لخويا» في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، المواطنين والمقيمين بالدولة بهذه المناسبة الغالية.. وقال: «إن اليوم الوطني للدولة هو احتفاء بذكرى التأسيس على يد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (طيب الله ثراه)، الذي أرسى قواعد الدولة الحديثة، وفرصة سانحة لنتعرف على الإرث الكبير من التضحيات والمثل التي قامت عليها الدولة».
وأضاف سعادته: «لولا فضل الله وهذا الإرث والرؤية الحكيمة والثاقبة لقيادتنا الرشيدة لما وصلت الدولة لهذا التميز النوعي في كافة المجالات الأمنية والخدمية والصحية والتعليمية والإنسانية وغيرها».
وجدد سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني التأكيد على أن اليوم الوطني مناسبة تعني لكل القطريين استشعار القيم الوطنية، والتعرف على التراث القطري وربط الأجيال الجديدة به، والتعبير عن مشاعر الحب والفخر والامتنان لوطنهم، والحفاظ على تميز العمل والأداء في كل المؤسسات، في ظل من الأمن والاستقرار والسلام.
كما لفت إلى أن هذه المناسبة الوطنية وما تشهده من فعاليات باستمرار تحمل في مضمونها الربط بين التاريخ المتميز، المتمثل في التضحيات والجهود الجبارة للمؤسس لإرساء قواعد هذه الدولة الحديثة بقيمها وهويتها العربية الإسلامية وتراثها الأصيل والتطور الراهن الذي تشهده الدولة على كافة المستويات «وهو ما يستدعي التكاتف حوله والمحافظة عليه، والعمل والنظر للمستقبل وفق رؤية قطر الوطنية 2030».
وتابع: «في ضوء الماضي وما حمله من إرث وتراث عظيم، والواقع وما يشهده من تطور وتميز نوعي في كل المجالات، والمستقبل وما يحمله من رؤية وطنية طموحة (رؤية قطر الوطنية 2030)، نجد أن اليوم الوطني يجسد مجموعة من المعاني تتمثل في البذل، والعطاء، والتضحية، والتطور، والتكاتف، والعمل المستمر والمخلص من أجل قطر، إلى جانب المحافظة على الأمن الذي ظل سمة تلازم هذه الدولة».
وأكد سعادة وزير الداخلية قائد قوة «لخويا» على أن دولة قطر ظلت باستمرار، ووفقا للرؤية الشاملة، تتقدم في مختلف المجالات على الصعيدين الداخلي والخارجي، كما استطاعت المحافظة على التقدم الأمني، الذي أحرزته في المؤشرات الدولية، «حيث حافظت على المرتبة الأولى في مؤشر السلام العالمي على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والحادية والعشرين عالميا، وذلك على مدى خمس سنوات متتالية، أي منذ العام 2019».

الأولى عالمياً 
كما أشار في هذا السياق إلى أن دولة قطر حلت الأولى عالميا في مؤشر قاعدة البيانات (نامبيو)، المعنية بتقييم درجة الأمان في دول العالم، والتي تصدر تقاريرها سنويا، اعتمادا على رصد معدلات الجريمة وفقا لقوانين كل دولة، «وهذا يعكس حالة الاستقرار الأمني التي يعيشها المواطن والمقيم والزائر».
ونوه سعادته إلى أن الجهود الأمنية، التي بذلتها وتبذلها الأجهزة الأمنية، وفي مقدمتها وزارة الداخلية وقوة الأمن الداخلي (لخويا)، ساهمت في تحقيق هذه الإنجازات، كما عززت دور المجتمع، لضمان حياة اجتماعية واقتصادية متقدمة في أجواء من الأمن والسلام.
وأشار إلى ما تحققه دولة قطر من تقدم مذهل في مختلف المجالات التنموية، إلى جانب جهودها الإنسانية العالمية، ومد يد العون للمحتاجين والمنكوبين.. منوها في هذا الإطار بجهود فريق مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي (لخويا)، ومساهمته في جهود البحث والإنقاذ، وتقديم المساعدات الإغاثية في عدد من البلدان التي تعرضت للكوارث.
وأضاف: «هذه الجهود ساهمت بفاعلية في تخفيف حدة هذه الكوارث، وقد ترافقت مع جهود أخرى بذلت من الجهات المعنية الأخرى في الدولة، في العمل الإنساني والصحي والإغاثي وغيره».
ولفت سعادته إلى مجموعة من الإنجازات التي تحققت كان على رأسها النجاح المتميز في تنظيم وتأمين بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022.. وقال: «ساهم هذا التنظيم والتأمين مساهمة فاعلة في عكس صورة ذهنية متميزة عن دولة قطر ومجتمعها، وعن منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي والعربي، فالتجربة الواقعية التي عايشها ملايين المشجعين من داخل الملاعب، قادت لبناء صورة متميزة وإيجابية عن المنطقة».
وأكد سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية قائد قوة الأمن الداخلي «لخويا»، أن التميز الأمني في إدارة البطولة كان له تأثير واضح، «حيث خلت البطولة من أي حوادث أمنية عنيفة، مما عزز ثقة المواطن والمقيم والزائر في القدرات والكفاءة الأمنية بالدولة بمختلف أجهزتها، سواء القوات المسلحة أم الشرطة، أم قوة «لخويا» وغيرها من الأجهزة الأمنية والعسكرية».
وتابع: «حين ننظر لهذا التميز الأمني نرى أن هذا العمل تم نتيجة لخطة متواصلة استمرت فترة من الزمن، وأشرفت عليه اللجان المعنية في البطولة وكافة الأجهزة والمؤسسات الأمنية بالدولة».
وذكر سعادته أن تمرين وطن يعد واحدا من الإنجازات الأمنية المهمة التي شهدتها الأعوام (2021 / 2022 / 2023)، حيث يرمي إلى تعزيز واختبار الجاهزية الأمنية، وتنمية التنسيق والتكامل والتعاون الأمني أثناء الفعاليات والأزمات المختلفة.
وعلى صعيد التأهيل والتدريب، أوضح أن وزارة الداخلية شهدت خلال العام الماضي تطورا كبيرا بصدور القرار بإنشاء وتنظيم أكاديمية الشرطة، التي انتقلت بموجبه الكلية إلى أكاديمية تضم عددا من الكليات، مثل: كلية الدراسات العليا، وكلية الشرطة، وكلية رأس لفان للطوارئ والسلامة، وعددا من المعاهد والمراكز، حيث جسد هذا الأمر نقلة نوعية على مستوى إعداد الكادر الشرطي المؤهل معرفيا وبدنيا.
وفي إطار الحديث عن الإنجازات، نوه سعادته بأن وزارة الداخلية حافظت على تميزها في تقديم الخدمات الإلكترونية للجمهور، «حيث توسعت أعداد هذه الخدمات، وشهدت تطورا نوعيا مع إضافات حديثة ومتجددة إلى التطبيقات، مثل: تطبيق (مطراش 2)، وتطبيق (سوم)».
كما تطرق سعادته في حواره مع /قنا/ إلى جهود الوزارة وحرصها على تنفيذ إجراءات استراتيجيتها في مكافحة الجريمة.. وقال: «إن الوزارة عملت على تكثيف جهودها الاستباقية للحد من الجريمة بمختلف أنواعها، بالتنسيق والتعاون الفاعل مع الجهات المعنية الأخرى في الدولة».
وعن أبرز ملامح وبرامج ومشاريع الوزارة في ضوء استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2023 / 2030، أوضح سعادته أن لهذه الاستراتيجية رؤية واضحة في المجالات كافة، التي تخص المجتمع القطري، سواء الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والبيئية، وقد حددت مجموعة من العناصر ذات الارتباط بعمل وزارة الداخلية وقوة لخويا، منها عنصر «بناء مجتمع آمن ومستقر يعمل بموجب مبادئ العدل والمساواة وسيادة القانون، والمحافظة على القيم الأخلاقية والدينية والمثل الإنسانية»، وغيرها من العناصر.

خطط ومشاريع 
وأكد سعادة وزير الداخلية قائد قوة «لخويا» أن الاستراتيجية الخاصة بوزارة الداخلية عمدت كذلك إلى الاهتمام بهذه العناصر، وتحويلها إلى برامج وخطط ومشاريع في مجالات الأمن، لتوفير خدمات أمنية متميزة تعتمد على أحدث التقنيات الرقمية في مجالات الجوازات والمرور والدفاع المدني، وأمن السواحل والحدود، وفي مختلف الإدارات الأمنية.
وأضاف: «كل هذا التطور يترافق مع تطور في المورد البشري الفاعل، فضلا عن الاستمرار في التأهيل والتطوير في مختلف المجالات، خاصة في المجالات ذات العلاقة بمكافحة الجريمة العابرة للحدود، كمكافحة المخدرات والأمن السيبراني».
وأكد سعادة وزير الداخلية قائد قوة الأمن الداخلي /لخويا/، في ختام حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن الوزارة وكافة الأجهزة الأمنية على استعداد دائم للإسهام بفاعلية في تأمين الفعاليات الكبرى التي تستضيفها الدولة خلال الفترة المقبلة، مثل كأس أمم آسيا.. متمنيا أن تكلل كل الجهود بالتوفيق والسداد لتبقى قطر واحة للأمن والسلام.

المصدر: العرب القطرية