تفاعل شعبي كبير مع الحملة.. «واجب فلسطين» تتجاوز 200 مليون ريال تبرعات لغزة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
انطلقت في الخامسة من مساء أمس الحملة الإغاثية «واجب فلسطين»، لمساعدة المتضررين من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، التي تنظمها هيئة تنظيم الأعمال الخيرية بالشراكة مع جمعية الهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية، وبالتعاون مع المؤسسة القطرية للإعلام (تلفزيون قطر).
واستطاعت الحملة التي استمرت حتى الثانية عشرة من صباح اليوم الثلاثاء أن تجمع أكثر من 200 مليون ريال، من خلال مواقع التبرعات الثلاثة في «الحي الثقافي كتارا، وسوق واقف، ودرب الساعي».
وكانت هيئة تنظيم الأعمال الخيرية قد أكدت في بيان سابق أن العدوان المتواصل على غزة أدى إلى تدمير المستشفيات والنظام الصحي والبيئي ومصادر المياه والبنية التحتية وقطع إمدادات الطاقة والوقود والكهرباء، وتدمير نصف مساكن غزة، وترك الناس بلا مأوى في ظل طقس شتوي شديد البرودة.
وشددت الهيئة على خطورة الأوضاع في غزة، بعد أكثر من 70 يومًا من العدوان، محذرة من تفشي المجاعة والأمراض، والإضرار بجيل كامل من أطفال غزة، لافتة إلى أن الوضع في قطاع غزة مروع وكارثي، وذو عواقب وخيمة على مستقبل الأطفال وأسرهم الذين يحتاجون إلى دعم عاجل وسريع ومنقذ للأرواح.
فالح بن حسين الهاجري: فلسطين محورية في خطابات صاحب السمو
قال الأستاذ فالح بن حسين الهاجري – رئيس تحرير العرب « إن القضية الفلسطينية أساسية ورئيسية وقضية أهل قطر بلا استثناء، كما أنها قضية الأمتين العربية والإسلامية، وأيضاً الشرفاء في العالم، وقطر لا تتأخر عن مد يد العون للأصدقاء والأشقاء، وبالأخص فلسطين وقضية فلسطين التي هي دائماً حاضرة في كل الخطابات والاجتماعات والندوات.
وأضاف خلال مشاركته في برنامج حملة « واجب فلسطين» بتلفزيون قطر: وليس أدل على حضور القضية الفلسطينية بالنسبة لأهل قطر من خطابات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، عندما يحضر في أي مؤتمر أو أي قمة تكون القضية الفلسطينية حاضرة، حاضرة أنه خلال هذا العام في خطابه بمجلس الشورى قبل شهر تقريباً، وقد كانت العادة أن يكون الحديث عن الأمور المحلية، فتحدث سموه عما يجري في الأراضي المحتلة وتحديداً ما يحدث في غزة.
وأردف الهاجري: هذه الحملة ليست بغريبة على قطر حكومةً وشعباً، ومن الاسم «واجب فلسطين» نستشعر أنه يجب علينا الوقوف مع الاخوة والاشقاء ومساندتهم في قضاياهم، وليست الأولى في قطر «كعبة المضيوم»، فقد سبق أن الغيت احتفالات مثل حملة «حلب لبيه»، فلا نستطيع أن نفرح واخواننا يعانون من القتل والتهجير والتدمير والتشريد، فهناك الكثير من الأمور التي تتقطع القلوب بمتابعتها، فهذا أقل ما يمكن أن نقوم به لمناصرة إخواننا في فلسطين.
وأكد رئيس تحرير «العرب» أن الجانب المعنوي لا يقل أهمية عن الجانب المادي، لما له من تأثير في رفع الروح المعنوية، ويشعر الاخوة الفلسطينيون خاصةً في قطاع غزة أن هناك من يناصرهم وأن أهل قطر معهم قلباً وقالباً، وأنهم استشعروا وقوف العالم بجانبهم، حتى بالدول الغربية التي تدعم الاحتلال بشكل سافر.
وأشار إلى أن هناك تغيرا منهجيا كبيرا عند الشعوب، وتأثروا بما ينقل لهم عبر وسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، فأصبحت الكلمة لها تأثير كبير، وقامت دول بتغيير سياستها ونهجها المتبع في ذلك، سواء بالتراجع أو الوقوف أو الإعلان عما يتخذ من تدابير ضد قوات الاحتلال، وأن أهم ما في الجانب المعنوي استشعار الاخوة الفلسطينية بأن هناك من يشعر بهم، ومن جانب اخر فهو رسالة لقوات الاحتلال بأن هناك من يناصرهم ويقف معهم، وعاجلاً أو آجلا ستعود الحقوق لأهلها.
فيصل العمادي: 900 طبيب يتطوعون لإغاثة أهالي القطاع
وقال السيد فيصل محمد العمادي الأمين العام بالوكالة للهلال الأحمر القطري: من المهم أن نبدأ بشكر الجهات التي دعمتنا في عملنا الاغاثي خلال الفترة الماضية، فهناك 14 جهة ساندتنا منذ اليوم الأول وحتى اليوم وما زالت تعمل معنا، بدءًا من وزارة الخارجية، ثم صندوق قطر للتنمية، والقوات الجوية الأميرية، وهيئة تنظيم الأعمال الخيرية، ووزارة الصحة العامة، ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، والمؤسسة القطرية للإعلام ممثلة في تلفزيون قطر، واللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، والسفارة القطرية في القاهرة، والفريق الميداني في العريش، والهلال الأحمر المصري، والهلال الأحمر الفلسطيني، ومكتب الهلال الأحمر القطري في غزة، ومكتب قطر الخيرية في غزة.
وأضاف: عملنا على أربع مراحل، الأولى كانت تقييمية للوضع من خلال البيانات الأولية التي وردت لنا من مكتبنا في غزة، بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني، فجمعنا البيانات حول عدد الإصابات ودخول المصابين للمستشفيات، والحاجة إلى المستهلكات الطبية، ومن ثم تزويد المستشفيات بها.
وتابع: كانت المرحلة الثانية، بإرسال المواد الاغاثية من دولة قطر من خلال طائرات القوات الجوية الأميرية، وفي المرحلة التالية حرصنا على الشراء من السوق المصري، لأن الكميات التي تُنقل من قطر بالطائرة كانت محدودة لأن الطائرة لها سعة معينة، لا يمكن تجاوزها.
ونوه إلى أن الهلال الأحمر القطري أطلق منصة لاستقبال طلبات المتطوعين من الأطباء، ومنذ بدء فتح الرابط وحتى الآن فاق عدد المسجلين أكثر من 900 طبيب وطبيبة من مختلف دول العالم، وأن هناك إقبالا كبيرا على التسجيل، رغم أن الأطباء المسجلين على علم بكل المخاطر، والموضحة على المنصة، فالكل مستعد لمساعدة إخواننا في فلسطين.
وكشف عن أن الهلال الأحمر القطري سوف يبدأ خلال المرحلة المقبلة في إيصال مجموعات من الأطباء لمساعدة المستشفيات في غزة، والتي تعاني من نقص كبير من الأطباء والممرضين، على أن يتم استبدالهم كل فترة، لافتاً إلى أن باب التسجيل في هذه المنصة ما زال مفتوحاً.
وأشار إلى أن الهلال الأحمر القطري يوفر كافة الاحتياجات الإنسانية، سواء الغذاء أو مواد الإغاثة أو الايواء أو المساعدة للقطاعات الطبية، لافتاً إلى أن كافة المساعدات يوضع عليها شعار واحد وهو المساعدات القطرية، وأن هناك تكاملا بين كافة المؤسسات الخيرية القطرية.
ولفت إلى أن الأغراض المرسلة يتم متابعتها بصورة لحظية يومية من الفرق الميدانية، سواء الأغراض المرسلة عن طريق الطائرات، أو ما يتم شراؤه من مصر، حتى تصل إلى داخل غزة.
محمد الغامدي: 2 مليون شخص تحت حصار جائر
أكد السيد محمد علي الغامدي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع الحوكمة ومدير الشؤون الخارجية في قطر الخيرية، أن قضية فلسطين واجب على الجميع، وأن هناك أكثر من 2 مليون شخص تحت حصار جائر، يحتاجون إلى المساعدات والوقوف معهم، والكل يتعلم من صمود أهل غزة، ممن يضحون بكل شيء لأجل وطنهم.
وتطرق الغامدي إلى مشاهد صمود وتضحية أهل غزة خلال الحرب، والتي يتعلم منها الجميع، لافتاً إلى أن التبرعات تمثل تعبير صادق للوقوف مع أهل فلسطين والشد على يدهم.
وقال: ما تقدمه المؤسسات الخيرية القطرية هو أقل ما يقدم لإخواننا في غزة، ونحن مستمرون في تقديم المساعدات، ونسأل الله سبحانه أن ينهي هذه الأزمة وأن يفرج عن إخواننا ويربط على قلوبهم.
وأضاف: من اليوم الأول للحرب على غزة كنا متواجدين على الأرض، ولنا مكتب ميداني في قطاع غزة، ومن خلال فرق عمل قطر الخيرية بدأنا من اليوم الأول في تقديم المساعدات، وكانت من أوائل المنظمات على مستوى العالم التي بدأت في إيصال المساعدات لاخواننا، سواء كانت المساعدات العاجلة أو غيرها من المساعدات.
وأردف الغامدي: أن هناك جهدا مبذولا من دولة قطر ووزارة الخارجية من أجل تذليل دخول المساعدات.
وأكد أنه كلما كانت هناك فرصة لإدخال المساعدات يتم إدخالها بشكل فوري، وخلال الفترة الماضية تم ادخال عدد كبير من المساعدات، وأن الاحتياجات تتعاظم كل يوم، وأن الأمر أصبح أكثر صعوبة وتعقيداً، خاصةً مع تدمير البنى التحتية في قطاع غزة.
وأشار إلى معاناة أهل غزة من الشح في المياه النظيفة الصالحة للشرب، والتي كان يعاني منها سكان القطاع حتى قبل الحرب.
علي الأنصاري: الدولة تسهل الإجراءات الإدارية للحملة
قال السيد علي الأنصاري – المتحدث باسم هيئة تنظيم الأعمال الخيرية: الدولة لم تتأخر في تسهيل الإجراءات الإدارية لمثل هذه الحملة، وقد بدأنا فعليا بالتحرك قبل اطلاق الحملة، والاخوة في الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر القطري لا يتوانون في مد يد العون، بل ينهضون بسرعة للقيام بواجبهم في دعم من يحتاج، فكيف إن كانت القضية قضية فلسطين.
وأضاف: الدور القطري في فلسطين قديم، وهيئة تنظيم الأعمال الخيرية لم تبذل مجهودا في دعوة المؤسسات القطرية الخيرية أو المؤسسات الحكومية للمساهمة في هذه الحملة، بل وجدناهم يسألون متى تكون هذه الحملة.
وتابع: الاحتياجات متغيرة كل ساعة، فمع كل موجة للعدوان على القطاع يكون هناك احتياج جديد، والاحتياجات الطبية عالية جداً، فما يدخل إلى غزة في يوم لا يوازي ما كان يدخل قبل العدوان في ساعات، فقرابة 2.5 مليون شخص بين نازح ومشرد وجريح وجائع، فمهما كان المتوفر في غزة من طعام واصحاح ودواء لا يفي بحاجات الأقلية فضلاً عن حاجات الأكثرية.
وأكد أن دولة قطر لا تألو جهدا في ادخال كميات أكبر من المساعدات، وأن هناك جهات دولية أخرى تحاول أن تساعد، وأن الحاجة على الأرض أكبر من المتوفر، معرباً عن أمله أن ما يتم اعداده في الوقت الحالي يُسمح بإدخاله في المستقبل القريب.
ونوه إلى أن دولة قطر تاريخياً ومنذ أن بدأت القضية الفلسطينية، وهي محملة بالهم الفلسطيني ومحملة بقضية القدس، والأشقاء في فلسطين، وهو أمر متوارث بين أهل قطر قيادة وشعباً.
ولفت إلى أن الحملة تشمل مختلف المساعدات سواء المالية أو العينية، وأن دولة قطر واحدة من الدول التي تمتاز بأن جسرها الجوي مستمر بفترات متقاربة، حيث تم ارسال أكثر من 30 طائرة.
د. سلطان الهاشمي: لا شيء أعدل من القضية الفلسطينية
قال فضيلة الشيخ الدكتور سلطان الهاشمي أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة في جامعة قطر «إن قضية فلسطين هي أعدل قضية على وجه الأرض، فلا يوجد قضية أعدل من هذه القضية، فالظالم معروف والمظلوم معروف، والمعتدي معروف والمعتدى عليه معروف، ونجد الكثير من الدول تساعد المعتدين الصهاينة علناً، ونحن المسلمين أولى بمساعدة هؤلاء ممن وقع عليهم الظلم».
وأضاف: نشاهد اليوم، عشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى، فيجب على كل شخص مستطيع أن يساعد هؤلاء، ويقول الحق تبارك وتعالى «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ». وأوضح أن القرآن الكريم حينما يتحدث عن الجهاد يقدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في آيات كثيرة، ما عدا في موضع واحد، وأن اليوم يجب على كل شخص يستطيع أن يقدم المال بأن يبادر، حتى إن الزكاة يمكن أن يقدمها لمساعدة المحتاجين في غزة.
د. عايض القحطاني: فضل أهل غزة كبير على الأمة
تقدم الشيخ الدكتور عايض بن دبسان القحطاني – بالشكر لهيئة تنظيم الأعمال الخيرية، والمؤسسات الخيرية العاملة على الحملة، والمؤسسة القطرية للإعلام، منوهاً إلى أنه واجب على أهل قطر إطلاق مثل هذه الحملات، خاصةً لأهل غزة، ممن لهم مكانة خاصة في الأمة الإسلامية.
وقال د. القحطاني: أهل غزة لهم فضل كبير على الأمة الإسلامية، لذلك فمن الواجب علينا أن نقف معهم بكل ما نستطيع، وقيادتنا الرشيدة والشعب القطري قلوبهم تفعم بحب الخير لغزة، ووقفوا مع القطاع منذ بدء الحصار عليه قبل نحو 17 سنة.
ويأتي تدشين هذه الحملة في إطار موقف دولة قطر المساند للشعب الفلسطيني الشقيق، لإغاثة ضحايا العدوان على قطاع غزة، خاصة المصابين والجرحى والأيتام والأرامل والثكالى والأطفال والمسنين والنساء الحوامل.. بهدف تلقي التبرعات من شرائح المجتمع كافة، من قطريين ومقيمين، لشراء ما يلزم من احتياجات عاجلة من دواء وغذاء، وخيام، وكساء، ومياه ومواد التنظيف ومستلزمات الأطفال والنساء.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر تلفزيون قطر القطرية للإعلام حملة واجب فلسطين قطاع غزة تنظيم الأعمال الخيرية الهلال الأحمر القطری القضیة الفلسطینیة قضیة فلسطین قطر الخیریة واجب فلسطین فی قطاع غزة هذه الحملة فی فلسطین دولة قطر وأن هناک أکثر من أهل قطر أن هناک أهل غزة من خلال فی غزة إلى أن التی ت
إقرأ أيضاً:
“هيفولوشن الخيرية” تخصص 400 مليون دولار لتعزيز الأبحاث العالمية بمجال إطالة العمر الصحي منذ بدء أعمالها عام 2021
• صاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة هيا بنت خالد بن بندر آل سعود: “هيفولوشن” أكبر ممول خيري في العالم لتعزيز الابتكارات التحويلية العالمية وتمكين روّاد الأعمال المهتمين بتطوير علوم الشيخوخة
• يعد علم الشيخوخة مجالاً واعداً وجاذباً للاستثمار في ظل الإمكانات الضخمة غير المستغلة
• تلتزم “هيفولوشن” (المؤسسة الأولى من نوعها في العالم في مجال إطالة العمر الصحي الناشئ) بتكريس جهودها لتحسين صحة الإنسان خلال فترة الشيخوخة
• بميزانية سنوية تصل إلى مليار دولار تهدف “هيفولوشن” إلى تحفيز الأبحاث وزيادة عدد العلاجات الآمنة والفعالة لعلاج الشيخوخة في السوق
كشفت صاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة هیا بنت خالد بن بندر آل سعود نائب الرئيس للاستراتيجيات والتطوير في مؤسسة هيفولوشن الخيرية (المؤسسة العالمية غير الهادفة للربح والرائدة في مجال إطالة العمر الصحي) أن المؤسسة استطاعت منذ بدء أعمالها في عام 2021 توجيه بوصلة الصحة العالمية نحو إطالة العمر الصحي من خلال تخصيصها أكثر من 400 مليون دولار لتعزيز وتحفيز البحوث العلمية المتقدمة في هذا المجال؛ كونها أكبر ممول خيري في العالم في مجال إطالة العمر الصحي، لافتة إلى أن هيفولوشن قدمت منذ بداياتها منحاً واستثمارات في مراحل البحث المبكرة لتمكين روّاد الأعمال المهتمين بتطوير علم الشيخوخة وتعزيز الابتكارات التحويلية.
جاء ذلك خلال اللقاء الصحفي الذي عقدته هيفولوشن يوم أمس الاثنين الموافق 18 نوفمبر الجاري بمقرها في مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض، بمشاركة نخبة من قيادات المؤسسة والباحثين ومجموعة من ممثلي وسائل الإعلام في المملكة.
وتركّز “هيفولوشن” على زيادة عدد العلاجات الآمنة والفعالة للشيخوخة في السوق، وتسريع المدة الزمنية المطلوبة لتطويرها، وجعلها في متناول الجميع بميزانية سنوية تصل إلى مليار دولار، كما تعمل بنشاط على زيادة عدد الباحثين المهتمين بعلم الشيخوخة في مختلف أنحاء العالم، مما يسهم في زيادة عدد الشركات المتخصصة لمواجهة هذا التحدي العالمي المُلحّ وجذب الاستثمارات الضخمة.
وأكدت سموها خلال اللقاء أن مثل هذه البحوث أصبحت ضرورة عالمية ملحة، ففي الوقت الذي ارتفع فيه متوسط العمر المتوقع للفرد نجد أن جودة تلك الأعوام المضافة غالباً ما تكون غير صحّية؛ إذ يمضي الكثيرون أكثر سنوات حياتهم وهم يعانون من أعراض الشيخوخة مثل: أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسرطان، والخرف، والضعف. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً إلى مليارَي نسمة بحلول عام 2050. كما أن ثلثي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً سيعيشون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث الأنظمة الصحية والاقتصادية غير مجهزة للتعامل مع تحديات شيخوخة السكان المتسارعة، وتواجه ضغوطاً مالية غير مسبوقة، بسبب ارتفاع التكاليف وتقلص حجم القوى العاملة. مشيرة إلى أن هيفولوشن الخيرية تلتزم التزاماً راسخاً وتكرس جهودها لتحسين صحة الإنسان خلال فترة الشيخوخة؛ إذ تستثمر المؤسسة في قطاع العلوم المتطورة لفهم الأسباب الجذرية للشيخوخة ومعالجتها انطلاقاً من أحقية كل إنسان، مهما كانت ظروفه، أن ينعم بحياة صحية.
وأشارت سمو نائب الرئيس للاستراتيجيات والتطوير إلى أن هيفولوشن قدمت مليون دولار داخل المملكة العربية السعودية لتمويل الدورة الأولى من برنامج المنح الذي أطلقته هيفولوشن بهدف دعم جيل واعد من الباحثين السعوديين في مجال علوم الشيخوخة. ويقدم برنامج التمويل لـ 11 من المستفيدين من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وغيرها من المؤسسات الرائدة لاستكشاف مجالات مثل الميكروبيوم، والعلامات الحيوية للشيخوخة، بالإضافة إلى 1.9 مليون دولار لتمويل برنامج زمالة ما بعد الدكتوراه 2024 التابع لمؤسسة هيفولوشن بهدف تطوير وتنمية قدرات الباحثين السعوديين الجدد في مجال أبحاث الشيخوخة، وتأهيلهم ليكونوا باحثين مبدعين في المستقبل. مبينة أنه سيتم الإعلان عن الفائزين في الدورة الثانية للشركة في شهر فبراير من عام 2025.
من جانبه، قال الدكتور خلدون الرميح الرئيس التنفيذي للعلوم في هيفولوشن أن علم الشيخوخة يعد مجالًا واعداً وجاذباً للاستثمار في قطاع الرعاية الصحية خلال القرن الحادي والعشرين، في ظل الإمكانات الضخمة غير المستغلة في مجال إطالة العمر الصحي. وباعتبار “هيفولوشن” الخيرية مؤسسة غير ربحية تركز على إحداث التأثير الإيجابي، وتوفر المساعدة لجعل تقنيات الصحة الناشئة أكثر سهولة وأقل خطورة بالنسبة للسوق. إذ تعمل على إعادة تعريف علم الشيخوخة باعتباره استثماراً قابلاً للتطبيق، من خلال توفير رأس المال اللازم وتخفيف المخاطر الفنية والسريرية والتنظيمية والاستثمارية الكامنة في قطاع الصحة، وتحفيز التركيز على الوقاية بشكل أكبر؛ إذ يمكن للمؤسسة أن تتحمل حجماً أكبر من المخاطر لإعطاء فرصة للعلاجات الواعدة التي يمكن أن تحسن مجال الشيخوخة على الصعيد العالمي.
وتابع الدكتور الرميح بأن الشركة تمتلك مسيرة حافلة بالإنجازات المؤثرة وترتكز على ثلاثة ركائز رئيسية لتحقيق أثر إيجابي أولاها الشراكات؛ إذ تحرص “هيفولوشن” على توحيد وجهات النظر المتنوعة والتعاون مع المؤسسات العالمية الرائدة مثل الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب، ومعهد باك لأبحاث الشيخوخة، والاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة، والعديد من الجامعات في جميع أنحاء العالم، وإطلاق المبادرات أيضًا التي كان آخرها تقرير “إطالة العمر الصحي العالمي” و”تمكين حياة صحية في السعودية”، بالإضافة إلى تحديد الفجوات ومشاركة الأفكار والرؤى القيمة وتقديم التوصيات العملية، بهدف توجيه الجهود العالمية ومساعدة الأفراد على معرفة مفهوم العمر الصحي للإنسان وجعل فترة الشيخوخة أكثر صحة للجميع، والركيزة الثانية الفعاليات والأحداث إذ تدعم “هيفولوشن” إطلاق ورعاية مجموعة متنوعة من الفعاليات العالمية كالمؤتمرات وورش العمل العلمية، لجمع الخبراء وتعزيز النقاشات العلمية والرؤى المبتكرة بما يسهم في الارتقاء بمجال إطالة العمر الصحي؛ إذ أطلقت “هيفولوشن” العام الماضي النسخة الأولى من “القمة العالمية لإطالة العمر الصحي”، وهو أكبر تجمع في العالم في هذا المجال، بهدف تشجيع البحوث والابتكارات، وتوسيع نطاق ريادة الأعمال، وتحفيز الاستثمارات الذكية، وبناء شراكات قوية لتبادل المعرفة واتخاذ خطوات جدية لتحقيق الأهداف المنشود. وبعد الأصداء الإيجابية للقمة والنجاح الكبير الذي حققته على الصعيد العالمي، تنظم هيفولوشن النسخة الثانية من القمة العالمية لإطالة العمر الصحي في فبراير 2025، والركيزة الثالثة هي التحفيز؛ إذ خصصت هيفولوشن من خلالها نحو 400 مليون دولار (1.5 مليار ريال سعودي) لتمويل الاستثمارات لأكثر من 165 مشروعاً ونحو 200 منحة في جميع أنحاء العالم، بهدف زيادة عدد الباحثين في إطالة العمر الصحي وتسريع العلاجات على مستوى العالم.
الجدير ذكره أن “هيفولوشن” تأسست بموجب أمر ملكي صادر في عام 2018، وتتمثل مهمتها الرئيسية في توجيه النقاشات العالمية نحو إطالة العمر الصحي بدلاً من التركيز على إطالة متوسط عمر الأفراد. وخلال عامين منذ بدء عملها في عام 2021 نجحت في تعزيز وتحفيز وتسريع البحوث المتقدمة في هذا المجال. وتعد أكبر ممول خيري بالعالم في مجال إطالة العمر الصحي.