انطلقت في الخامسة من مساء أمس الحملة الإغاثية «واجب فلسطين»، لمساعدة المتضررين من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، التي تنظمها هيئة تنظيم الأعمال الخيرية بالشراكة مع جمعية الهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية، وبالتعاون مع المؤسسة القطرية للإعلام (تلفزيون قطر).
واستطاعت الحملة التي استمرت حتى الثانية عشرة من صباح اليوم الثلاثاء  أن تجمع أكثر من 200 مليون ريال، من خلال مواقع التبرعات الثلاثة في «الحي الثقافي كتارا، وسوق واقف، ودرب الساعي».

وقد حرص تلفزيون قطر على تغطية مباشرة للحملة ولمواقع التبرعات من «الحي الثقافي كتارا، وسوق واقف، ودرب الساعي».
وكانت هيئة تنظيم الأعمال الخيرية قد أكدت في بيان سابق أن العدوان المتواصل على غزة أدى إلى تدمير المستشفيات والنظام الصحي والبيئي ومصادر المياه والبنية التحتية وقطع إمدادات الطاقة والوقود والكهرباء، وتدمير نصف مساكن غزة، وترك الناس بلا مأوى في ظل طقس شتوي شديد البرودة.
وشددت الهيئة على خطورة الأوضاع في غزة، بعد أكثر من 70 يومًا من العدوان، محذرة من تفشي المجاعة والأمراض، والإضرار بجيل كامل من أطفال غزة، لافتة إلى أن الوضع في قطاع غزة مروع وكارثي، وذو عواقب وخيمة على مستقبل الأطفال وأسرهم الذين يحتاجون إلى دعم عاجل وسريع ومنقذ للأرواح.

فالح بن حسين الهاجري: فلسطين محورية في خطابات صاحب السمو

قال الأستاذ فالح بن حسين الهاجري – رئيس تحرير العرب « إن القضية الفلسطينية أساسية ورئيسية وقضية أهل قطر بلا استثناء، كما أنها قضية الأمتين العربية والإسلامية، وأيضاً الشرفاء في العالم، وقطر لا تتأخر عن مد يد العون للأصدقاء والأشقاء، وبالأخص فلسطين وقضية فلسطين التي هي دائماً حاضرة في كل الخطابات والاجتماعات والندوات.
وأضاف خلال مشاركته في برنامج حملة « واجب فلسطين» بتلفزيون قطر: وليس أدل على حضور القضية الفلسطينية بالنسبة لأهل قطر من خطابات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، عندما يحضر في أي مؤتمر أو أي قمة تكون القضية الفلسطينية حاضرة، حاضرة أنه خلال هذا العام في خطابه بمجلس الشورى قبل شهر تقريباً، وقد كانت العادة أن يكون الحديث عن الأمور المحلية، فتحدث سموه عما يجري في الأراضي المحتلة وتحديداً ما يحدث في غزة.
وأردف الهاجري: هذه الحملة ليست بغريبة على قطر حكومةً وشعباً، ومن الاسم «واجب فلسطين» نستشعر أنه يجب علينا الوقوف مع الاخوة والاشقاء ومساندتهم في قضاياهم، وليست الأولى في قطر «كعبة المضيوم»، فقد سبق أن الغيت احتفالات مثل حملة «حلب لبيه»، فلا نستطيع أن نفرح واخواننا يعانون من القتل والتهجير والتدمير والتشريد، فهناك الكثير من الأمور التي تتقطع القلوب بمتابعتها، فهذا أقل ما يمكن أن نقوم به لمناصرة إخواننا في فلسطين.
وأكد رئيس تحرير «العرب» أن الجانب المعنوي لا يقل أهمية عن الجانب المادي، لما له من تأثير في رفع الروح المعنوية، ويشعر الاخوة الفلسطينيون خاصةً في قطاع غزة أن هناك من يناصرهم وأن أهل قطر معهم قلباً وقالباً، وأنهم استشعروا وقوف العالم بجانبهم، حتى بالدول الغربية التي تدعم الاحتلال بشكل سافر.
وأشار إلى أن هناك تغيرا منهجيا كبيرا عند الشعوب، وتأثروا بما ينقل لهم عبر وسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، فأصبحت الكلمة لها تأثير كبير، وقامت دول بتغيير سياستها ونهجها المتبع في ذلك، سواء بالتراجع أو الوقوف أو الإعلان عما يتخذ من تدابير ضد قوات الاحتلال، وأن أهم ما في الجانب المعنوي استشعار الاخوة الفلسطينية بأن هناك من يشعر بهم، ومن جانب اخر فهو رسالة لقوات الاحتلال بأن هناك من يناصرهم ويقف معهم، وعاجلاً أو آجلا ستعود الحقوق لأهلها.

فيصل العمادي: 900 طبيب يتطوعون لإغاثة أهالي القطاع

وقال السيد فيصل محمد العمادي الأمين العام بالوكالة للهلال الأحمر القطري: من المهم أن نبدأ بشكر الجهات التي دعمتنا في عملنا الاغاثي خلال الفترة الماضية، فهناك 14 جهة ساندتنا منذ اليوم الأول وحتى اليوم وما زالت تعمل معنا، بدءًا من وزارة الخارجية، ثم صندوق قطر للتنمية، والقوات الجوية الأميرية، وهيئة تنظيم الأعمال الخيرية، ووزارة الصحة العامة، ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، والمؤسسة القطرية للإعلام ممثلة في تلفزيون قطر، واللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، والسفارة القطرية في القاهرة، والفريق الميداني في العريش، والهلال الأحمر المصري، والهلال الأحمر الفلسطيني، ومكتب الهلال الأحمر القطري في غزة، ومكتب قطر الخيرية في غزة.
وأضاف: عملنا على أربع مراحل، الأولى كانت تقييمية للوضع من خلال البيانات الأولية التي وردت لنا من مكتبنا في غزة، بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني، فجمعنا البيانات حول عدد الإصابات ودخول المصابين للمستشفيات، والحاجة إلى المستهلكات الطبية، ومن ثم تزويد المستشفيات بها.
وتابع: كانت المرحلة الثانية، بإرسال المواد الاغاثية من دولة قطر من خلال طائرات القوات الجوية الأميرية، وفي المرحلة التالية حرصنا على الشراء من السوق المصري، لأن الكميات التي تُنقل من قطر بالطائرة كانت محدودة لأن الطائرة لها سعة معينة، لا يمكن تجاوزها.
ونوه إلى أن الهلال الأحمر القطري أطلق منصة لاستقبال طلبات المتطوعين من الأطباء، ومنذ بدء فتح الرابط وحتى الآن فاق عدد المسجلين أكثر من 900 طبيب وطبيبة من مختلف دول العالم، وأن هناك إقبالا كبيرا على التسجيل، رغم أن الأطباء المسجلين على علم بكل المخاطر، والموضحة على المنصة، فالكل مستعد لمساعدة إخواننا في فلسطين.
وكشف عن أن الهلال الأحمر القطري سوف يبدأ خلال المرحلة المقبلة في إيصال مجموعات من الأطباء لمساعدة المستشفيات في غزة، والتي تعاني من نقص كبير من الأطباء والممرضين، على أن يتم استبدالهم كل فترة، لافتاً إلى أن باب التسجيل في هذه المنصة ما زال مفتوحاً.
وأشار إلى أن الهلال الأحمر القطري يوفر كافة الاحتياجات الإنسانية، سواء الغذاء أو مواد الإغاثة أو الايواء أو المساعدة للقطاعات الطبية، لافتاً إلى أن كافة المساعدات يوضع عليها شعار واحد وهو المساعدات القطرية، وأن هناك تكاملا بين كافة المؤسسات الخيرية القطرية.
ولفت إلى أن الأغراض المرسلة يتم متابعتها بصورة لحظية يومية من الفرق الميدانية، سواء الأغراض المرسلة عن طريق الطائرات، أو ما يتم شراؤه من مصر، حتى تصل إلى داخل غزة.

محمد الغامدي: 2 مليون شخص تحت حصار جائر

أكد السيد محمد علي الغامدي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع الحوكمة ومدير الشؤون الخارجية في قطر الخيرية، أن قضية فلسطين واجب على الجميع، وأن هناك أكثر من 2 مليون شخص تحت حصار جائر، يحتاجون إلى المساعدات والوقوف معهم، والكل يتعلم من صمود أهل غزة، ممن يضحون بكل شيء لأجل وطنهم.
وتطرق الغامدي إلى مشاهد صمود وتضحية أهل غزة خلال الحرب، والتي يتعلم منها الجميع، لافتاً إلى أن التبرعات تمثل تعبير صادق للوقوف مع أهل فلسطين والشد على يدهم.
وقال: ما تقدمه المؤسسات الخيرية القطرية هو أقل ما يقدم لإخواننا في غزة، ونحن مستمرون في تقديم المساعدات، ونسأل الله سبحانه أن ينهي هذه الأزمة وأن يفرج عن إخواننا ويربط على قلوبهم.
وأضاف: من اليوم الأول للحرب على غزة كنا متواجدين على الأرض، ولنا مكتب ميداني في قطاع غزة، ومن خلال فرق عمل قطر الخيرية بدأنا من اليوم الأول في تقديم المساعدات، وكانت من أوائل المنظمات على مستوى العالم التي بدأت في إيصال المساعدات لاخواننا، سواء كانت المساعدات العاجلة أو غيرها من المساعدات.
وأردف الغامدي: أن هناك جهدا مبذولا من دولة قطر ووزارة الخارجية من أجل تذليل دخول المساعدات.
وأكد أنه كلما كانت هناك فرصة لإدخال المساعدات يتم إدخالها بشكل فوري، وخلال الفترة الماضية تم ادخال عدد كبير من المساعدات، وأن الاحتياجات تتعاظم كل يوم، وأن الأمر أصبح أكثر صعوبة وتعقيداً، خاصةً مع تدمير البنى التحتية في قطاع غزة.
وأشار إلى معاناة أهل غزة من الشح في المياه النظيفة الصالحة للشرب، والتي كان يعاني منها سكان القطاع حتى قبل الحرب.

علي الأنصاري: الدولة تسهل الإجراءات الإدارية للحملة

قال السيد علي الأنصاري – المتحدث باسم هيئة تنظيم الأعمال الخيرية: الدولة لم تتأخر في تسهيل الإجراءات الإدارية لمثل هذه الحملة، وقد بدأنا فعليا بالتحرك قبل اطلاق الحملة، والاخوة في الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر القطري لا يتوانون في مد يد العون، بل ينهضون بسرعة للقيام بواجبهم في دعم من يحتاج، فكيف إن كانت القضية قضية فلسطين.
وأضاف: الدور القطري في فلسطين قديم، وهيئة تنظيم الأعمال الخيرية لم تبذل مجهودا في دعوة المؤسسات القطرية الخيرية أو المؤسسات الحكومية للمساهمة في هذه الحملة، بل وجدناهم يسألون متى تكون هذه الحملة.
وتابع: الاحتياجات متغيرة كل ساعة، فمع كل موجة للعدوان على القطاع يكون هناك احتياج جديد، والاحتياجات الطبية عالية جداً، فما يدخل إلى غزة في يوم لا يوازي ما كان يدخل قبل العدوان في ساعات، فقرابة 2.5 مليون شخص بين نازح ومشرد وجريح وجائع، فمهما كان المتوفر في غزة من طعام واصحاح ودواء لا يفي بحاجات الأقلية فضلاً عن حاجات الأكثرية.
وأكد أن دولة قطر لا تألو جهدا في ادخال كميات أكبر من المساعدات، وأن هناك جهات دولية أخرى تحاول أن تساعد، وأن الحاجة على الأرض أكبر من المتوفر، معرباً عن أمله أن ما يتم اعداده في الوقت الحالي يُسمح بإدخاله في المستقبل القريب.
ونوه إلى أن دولة قطر تاريخياً ومنذ أن بدأت القضية الفلسطينية، وهي محملة بالهم الفلسطيني ومحملة بقضية القدس، والأشقاء في فلسطين، وهو أمر متوارث بين أهل قطر قيادة وشعباً.
ولفت إلى أن الحملة تشمل مختلف المساعدات سواء المالية أو العينية، وأن دولة قطر واحدة من الدول التي تمتاز بأن جسرها الجوي مستمر بفترات متقاربة، حيث تم ارسال أكثر من 30 طائرة.

د. سلطان الهاشمي: لا شيء أعدل من القضية الفلسطينية

قال فضيلة الشيخ الدكتور سلطان الهاشمي أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة في جامعة قطر «إن قضية فلسطين هي أعدل قضية على وجه الأرض، فلا يوجد قضية أعدل من هذه القضية، فالظالم معروف والمظلوم معروف، والمعتدي معروف والمعتدى عليه معروف، ونجد الكثير من الدول تساعد المعتدين الصهاينة علناً، ونحن المسلمين أولى بمساعدة هؤلاء ممن وقع عليهم الظلم».
وأضاف: نشاهد اليوم، عشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى، فيجب على كل شخص مستطيع أن يساعد هؤلاء، ويقول الحق تبارك وتعالى «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ». وأوضح أن القرآن الكريم حينما يتحدث عن الجهاد يقدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في آيات كثيرة، ما عدا في موضع واحد، وأن اليوم يجب على كل شخص يستطيع أن يقدم المال بأن يبادر، حتى إن الزكاة يمكن أن يقدمها لمساعدة المحتاجين في غزة.

د. عايض القحطاني: فضل أهل غزة كبير على الأمة

تقدم الشيخ الدكتور عايض بن دبسان القحطاني – بالشكر لهيئة تنظيم الأعمال الخيرية، والمؤسسات الخيرية العاملة على الحملة، والمؤسسة القطرية للإعلام، منوهاً إلى أنه واجب على أهل قطر إطلاق مثل هذه الحملات، خاصةً لأهل غزة، ممن لهم مكانة خاصة في الأمة الإسلامية.
وقال د. القحطاني: أهل غزة لهم فضل كبير على الأمة الإسلامية، لذلك فمن الواجب علينا أن نقف معهم بكل ما نستطيع، وقيادتنا الرشيدة والشعب القطري قلوبهم تفعم بحب الخير لغزة، ووقفوا مع القطاع منذ بدء الحصار عليه قبل نحو 17 سنة.
ويأتي تدشين هذه الحملة في إطار موقف دولة قطر المساند للشعب الفلسطيني الشقيق، لإغاثة ضحايا العدوان على قطاع غزة، خاصة المصابين والجرحى والأيتام والأرامل والثكالى والأطفال والمسنين والنساء الحوامل.. بهدف تلقي التبرعات من شرائح المجتمع كافة، من قطريين ومقيمين، لشراء ما يلزم من احتياجات عاجلة من دواء وغذاء، وخيام، وكساء، ومياه ومواد التنظيف ومستلزمات الأطفال والنساء.

 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر تلفزيون قطر القطرية للإعلام حملة واجب فلسطين قطاع غزة تنظيم الأعمال الخيرية الهلال الأحمر القطری القضیة الفلسطینیة قضیة فلسطین قطر الخیریة واجب فلسطین فی قطاع غزة هذه الحملة فی فلسطین دولة قطر وأن هناک أکثر من أهل قطر أن هناک أهل غزة من خلال فی غزة إلى أن التی ت

إقرأ أيضاً:

حملة الإنفاق الشعبية “حي على خير اليمن” تتسلم من الهيئة النسائية قافلة عينية ومالية بأكثر من 50 مليون ريال

حملة الإنفاق الشعبية “حي على خير اليمن” تتسلم من الهيئة النسائية قافلة عينية ومالية بأكثر من 50 مليون ريال

مقالات مشابهة

  • وزير: هناك خصاص كبير في عدد مفتشي الشغل رغم رفع عددهم
  • مليون ريال إجمالي نفقات لجنة الزكاة بعبري على المشاريع الخيرية
  • حملة الإنفاق الشعبية “حي على خير اليمن” تتسلم من الهيئة النسائية قافلة عينية ومالية بأكثر من 50 مليون ريال
  • حركة فتح: نتمنى أن يكون هناك صحوة في ضمير العالم تجاه فلسطين
  • بالفيديو.. "فتح": نتمنى أن يكون هناك صحوة في ضمير العالم تجاه فلسطين
  • فتح بهولندا: نتمنى أن يكون هناك صحوة في ضمير العالم تجاه فلسطين
  • المؤتمر: المساعدات الإنسانية لغزة تعكس التزام مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
  • الهيئة النسائية تقدم أكثر من 50 مليون دعما للعمليات العسكرية المناصرة لغزة
  • الحوثيون: غارات إسرائيلية تتسبب بخسائر ضخمة تتجاوز 300 مليون دولار في موانئ الحديدة
  • الرئيس السيسي: «هناك فرق كبير بين أن تقرأ الأحاديث والقرآن وأن تفهم دينك وتطبقه»