توسع دائرة الحظر والحصار اليمني على واردات الكيان.. شركات عالمية كبرى تعلق أنشطتها في الأراضي المحتلة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
دفع الحظر والحصار الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على السفن التابعة للكيان الصهيوني في البحر الأحمر، وعلى موانئ الأراضي المحتلة إلى إيقاف العمليات التجارية لعدد من الشركات العالمية التي تنقل سفنها بضائع إلى الكيان الإسرائيلي، وسط توقعات بإيقاف الحركة التجارية إلى تلك الموانئ بصورة كاملة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأجبرت ضربات القوات البحرية اليمنية التي استهدفت السفن التي كانت متجهة إلى موانئ الأراضي المحتلة، وكذا التحذيرات التي أطلقها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الشهر المنصرم، أربع شركات عالمية كبرى على تعليق أنشطتها إلى موانئ الاحتلال ومنها ميناء ومدينة أم الرشراش المحتلة المسماة حاليا “ايلات” حيث تتعرض المدينة لهجمات متعددة بالصواريخ والمسيرة من القوات المسلحة اليمنية التي تفرض على مينائها حصاراً وتمنع كل السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال من عبور البحرين العربي والأحمر، ما أدّى إلى توقف وصول السفن التجارية إلى الميناء المحتل شبه كامل، رداً على الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة.
حيث أعلنت شركتا “ميرسك” الدنماركية و”هاباج لويد” الألمانية للنقل البحري الجمعة تعليق مرور سفنهما في البحر الأحمر، وإيقاف أنشطتهما وخدماتهما إلى موانئ الأراضي المحتلة اعتبارا من الخامس من ديسمبر الجاري، على خلفية استهداف القوات البحرية اليمنية لسفن تلك الشركات نصرة ودعما لغزة.
وفي اليوم التالي أعلنت شركة ” CMA CGM” الفرنسية وهي ثالث أكبر شركة في العالم، وشركة “msc” السويسرية إنهما ستعلقان جميع شحنات حاوياتهما عبر البحر الأحمر.. وتوقعتا أنّ يحذوا مشغلي الحاويات الصغيرة، وناقلات البضائع السائبة الجافة وشركات ناقلات النفط، حذوها.
وطلبت شركة “ميرسك” في بيان لها كافة سفن الشركة التي يتوجب عليها عبور مضيق باب المندب، بتعليق إبحارها حتى إشعار آخر.. على خلفية استهداف سفينة ميرسك جبل طارق الخميس والهجوم الثاني ضد حاملة حاويات في اليوم التالي.
فيما أكدت شركة “هاباغ- لويد” الألمانية في بيان لها أنها تعلّق حركة حاملات الحاويات عبر البحر الأحمر.. موضحة أن إحدى سفنها تعرضت لهجوم أثناء إبحارها قرب سواحل اليمن.
وبحسب مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية “فإن الشركات الـ 4 التي أوقفت عملياتها في البحر الأحمر تمثّل 53% من تجارة الحاويات العالمية، متوقعة أزمة بحرية على خلفية عمليات القوات المسلّحة اليمينة، والتي من شأنها أن “تحوّل الحرب في غزّة إلى مسألة عالمية لها آثار على الاقتصاد العالمي”.
وأشارت المجلة إلى أن التهديد في البحر الأحمر وإغلاق طريق قناة السويس نحو أوروبا، من شأنه أن يرفع تكاليف التجارة، مع إعادة توجيه الشحن حول أفريقيا على نطاق واسع، مما يستغرق المزيد من الوقت، ويزيد أقساط التأمين، وخلق عثرات في سلسلة التوريد على المدى القصير حسب تعبير المجلة.
وأكدت المجلة البريطانية أن ما وصفتها بـ”الأزمة الأمنية” في البحر الأحمر تهدّد الشحن البحري في بحر العرب المجاور، الذي يمر من خلاله ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً، وبذلك فإن التكاليف الاقتصادية سترتفع بشكل كبير.. واصفة تهديد القوات المسلّحة اليمينة بـ”الشاق والمعقّد”.
وأقرت “ذي إيكونوميست”، أن اليمن أثبت أنّه “من المرجّح دائماً أن تنجح بعض الطائرات بدون طيار والصواريخ من الوصول إلى أهدافها”، رغم محاولة أسطول متعدد الجنسيات بقيادة البحرية الأميركية إبقاء الأزمة تحت السيطرة.
ويأتي قرار الشركات العالمية بعد تحذير القوات المسلحة اليمنية من أنها ستستهدف السفن المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، رداً على العدوان الإسرائيلي على غزة.
ومساء الجمعة، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، أنّ القوات البحرية نفّذت عمليتين ضد سفينتي حاويات في البحر الأحمر كانتا متجهتين إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، مستهدفةً السفينتين MSC Alanya وMSC PALATIUM I، بصاروخين بحريين مناسبين.
ونفذت القوات المسلحة اليمنية عدّة عمليات، بينها استهداف سفينة حاويات “ميرسك جبرلاتر”، وسفينة تابعة للنرويج استهدفتها بصاروخٍ مباشر، إذ كانت تلك السفن متوجّهة نحو موانئ الاحتلال الإسرائيلي، واحتجزت سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، مؤكدةً أنها مستمرة في عملياتها حتّى إجبار الاحتلال على وقف عدوانه على غزّة.
وكانت القوات المسلحة اليمينة شددت في بيان أصدرته في التاسع من ديسمبر الجاري على حرصها الكامل على استمرار حركة التجارة العالمية عبر البحرين الأحمر والعربي لكافة السفن ولكافة الدول عدا السفن المرتبطة بالإسرائيلي.
اعتراف الكيان بالتهديد اليمني
من جانبها تحدّثت وسائل إعلام عبرية عن الخطر الذي تشكّله التهديدات اليمنية على سفن الكيان وكذا تلك المتجهة إلى “إسرائيل”، من الناحية الاقتصادية، وليس الأمنية فقط.
واعترف رئيس مجلس “الأمن القومي” للكيان تساحي هنغبي بأنّ “إسرائيل” تعيش حصاراً بحرياً بسبب التهديدات التي أطلقها اليمن دعماً لغزة.
فيما أقر مدير عام ميناء أم الرشراش جدعون جولبر، بخسائر كبيرة يتكبدها الميناء جراء الحظر اليمني.. مؤكدا أنّ التهديدات اليمنية بمنع السفن من التوجه إلى “إسرائيل”، “تُعطّل 80% إلى 85% من أرباح الميناء”.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن جولبر، قوله إنّ التهديد اليمني للممرات البحرية على البحر الأحمر، “أدّى إلى خسارة الميناء بنحو 14 ألف سيارة منذ منتصف الشهر الماضي وحتى اليوم”.
وأشار الى مخاوف إسرائيل من إغلاق باب المندب أمام حركة السفن التجارية المتوجهة إلى الكيان عبر البحر الأحمر إلى ميناء أم الرشراش “إيلات”، أو مروراً من قناة السويس.. لافتا إلى أن من شأن ذلك إطالة مدة سفر سفن الشحن الآتية من الشرق إلى إسرائيل، بنحو خمسة أسابيع.
بدورها أكدت “القناة الـ13” العبرية أنّ حجم الواردات من الشرق إلى الكيان الصهيوني تقدر بنحو 350 مليار شيكل ما يعادل 95 مليار دولار سنوياً.
وأشارت القناة إلى أنّ تغيير مسار الملاحة البحرية سيرفع أسعار المنتجات المستوردة بنسبة تُقدر بـ3%، مما يزيد العبء المادي على مواطني الكيان بنحو عشرة ونصف مليار شيكل، ما يعادل نحو 3 مليارات دولار.
خشية إسرائيلية من نقص البضائع وارتفاع التكلفة
وبعد تعليق شركات الشحن العالمية مرور سفنها عبر مضيق باب المندب وقناة السويس والبحر الأحمر عقب ضربات القوات المسلحة اليمنية السفن الإسرائيلية وتلك المتوجهة إلى موانئ الاحتلال، برزت مخاوف في “إسرائيل” من تأخر وصول البضائع ورفع التكاليف.
وتشير التقديرات وفق موقع الميادين نت إلى أنّ الكيان سيشهد تأخيراً في وصول الشحنات إلى الموانئ المحتلة، وارتفاع في الأسعار، تتراوح نسبته بين 5% و10%، بحسب صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية.
وأشارت مراسلة الصحيفة العبرية هايلي يعقوبي هندلسمان، إلى ان هناك مخاوف من تزايد عدد الشركات التي علقت أنشطتها في الأراضي المحتلة اسوة بخطوة “ميرسك” الدنماركية.
إلى ذلك أعلنت شركة “زيم” الإسرائيلية للشحن أنّها سترفع أسعار النقل من آسيا إلى البحر الأبيض المتوسط في أقرب وقت ممكن، وذلك في ظل “التهديد الأمني المستمر في البحر الأحمر وخليج عدن جراء الهجمات اليمنية وفق موقع “غلوبز” العبري.
وكشف موقع “غلوبز”، أنّ شركة “زيم” قررت، قبل نحو أسبوعين، “تغيير مسارات الإبحار” من شرق الأراضي المحتلة، بسبب التهديدات اليمنية، بحيث تتجاوز أفريقيا، بدلاً من المرور عبر باب المندب، ومن هناك إلى قناة السويس، ما يعني إضافة ما يصل إلى 18 يوماً إلى وقت النقل، وأضافت 20 إلى 100 دولار للعملاء عن كل حاوية.
موقف إماراتي مخزي
وفي موقف معادي للقضية الفلسطينية والمقاومة الإسلامية في غزة، أكدت دولة الامارات وقوفها بجانب ربيبتها إسرائيل لمواجهة الحظر البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على السفن والبضائع الإسرائيلية.
واعترفت وسائل إعلامٍ عبرية بوصول الدفعة الأولى من الشحنات التجارية المحملة بالمواد الغذائية الطازجة من دبي إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، مُشيرةً إلى أنّ الشحنات وصلت في تجربةٍ ناجحة لجسرٍ بري جديد بديل من البحر الأحمر.
وأوضحت وسائل الإعلام العبرية أنه جرى نقل البضائع عبر موانئ دبي مروراً بالسعودية والأردن إلى “إسرائيل”.
ومطلع الشهر الجاري، كشفت وسائل إعلامٍ إسرائيلية، عن توقيع اتفاقية تشغيل جسرٍ بري بين ميناء دبي وميناء حيفا المحتلة، كما ذكرت أنّ ذلك يأتي بهدف تجاوز تهديد القوات المسلحة اليمنية إغلاق الممرات الملاحية.
وكانت قناة “كان” الإسرائيلية تحدثت في وقت سابق عن أنّ الإمارات هي أكثر الدول قلقاً من “دخول اليمن حلقة إطلاق النار”، إضافةً إلى الخشية في الأردن من توسّع الصراع بدخول حركة أنصار الله اليمنية، إلى مسار الحرب رداً على الحرب على قطاع غزّة.
وتؤكد مجريات الأحداث في البحريين الأحمر والعربي، وقوف القوات المسلحة اليمنية بجانب الشعب الفلسطيني وصدق قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي الذي أطلق عليه الكثير سيد القول والفعل والذي أكد بأنه سيتم استهداف السفن الإسرائيلي وتلك التي تحمل بضائع ومنتجات إلى الأراضي المحتلة حتى إيقاف العدوان على غزة من منطلق ديني واخلاقي وقومي وليس من باب المزايدة كباقي الزعماء العرب.
السياسية // عبد الخالق الهندي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة الأراضی المحتلة فی البحر الأحمر قناة السویس باب المندب إلى الکیان إلى موانئ عبر البحر إلى أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن:هجمات اليمنيين من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري
وأوضح الموقع أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في منع الوصول إلى البحر الأحمر من خلال استخدامهم المبتكر للصواريخ الدقيقة بعيدة المدى والطائرات بدون طيار قليلة التكلفة.
وشدد على "الجيش الأمريكي أن يفكر في استعارة صفحة من كتاب قواعد اللعبة الذي تستخدمه" القوات المسلحة اليمنية.
وأشار إلى أن عمليات القوات المسلحة اليمنية أثبتت أن السيطرة على البحر من الشاطئ ومنع الوصول إليه يمكن أن يكونا فعالين للغاية، منوها بنجاح اليمنيين في تغيير استراتيجية الحرب يتضمن السيطرة على البحر ومنع الوصول.
وبيَّن الموقع أن التغيير الذي أحدثه اليمن يتضمن السيطرة على البحر ومنع الوصول إليه من خلال تطبيق إطلاق الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى واستخدام الطائرات بدون طيار ذاتية التشغيل من البر.
ولفت إلى أن القوات المسلحة اليمنية تمزج "بشكل فعال بين مزيج من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه للتنافس على السيطرة على خطوط الاتصالات البحرية في ساحل البحر الأحمر".
الموقع يدعو الجيش الأمريكي لاستخدام التكتيكات اليمنية في مواجهة الصين
وبعد تسليطه الضوء على نجاح عمليات القوات المسلحة اليمنية واستخدامها تكتيكات تستخدم لأول مرة في التاريخ العسكري والسيطرة على البحار من البر، دعا موقع “19FortyFive” الجيش الأمريكي إلى أن يستفيد من الدروس المستفادة من الجيش اليمني لمواجهة الصين.
وأشار الموقع إلى أن برنامج إطلاق الصواريخ الاستراتيجية متوسطة المدى وقوات المهام متعددة المجالات التابعة للجيش الأمريكي مناسبة تمامًا لتطبيق تكتيكات مماثلة في غرب المحيط الهادئ في مواجهة الصين.
وقال "ينبغي للجيش الأمريكي أن يسعى إلى تحقيق نفس القدرة في بيئة ساحلية متنازع عليها ضد عدو مثل الصين" حد وصفه.
وأضاف أنه "بوسع الجيش أن يستفيد من الجهود التي تبذل بالفعل في المؤسسة العسكرية الأمريكية، فبوسعه على سبيل المثال أن يستلهم مفهوم العمليات البحرية الموزعة الذي تتبناه البحرية الأمريكية، حيث تعمل السفن على نطاق واسع ولكنها تعمل في انسجام وتناغم، وربما تعمل وحدات الجيش على نحو مماثل في غرب المحيط الهادئ.
وأشار إلى أنه "في حرب بحرية في غرب المحيط الهادئ، من المرجح أن يضطر الجيش إلى العمل على قواعد في جزر بعيدة ومهاجمة السفن بنفس الطريقة التي" تفعلها القوات المسلحة من داخل اليمن، لافتا إلى أن "الانتشار الجغرافي سيشكل جانباً حيوياً من جوانب القدرة على البقاء في الحرب المقبلة".
وأردف بقوله "ينبغي للجيش الأمريكي أن يطبق مفهوم إدارة العمليات الدفاعية على قوات المهام المتعددة الأطراف المجهزة بصواريخ باليستية موجهة قصيرة المدى، وينشرها على قواعد خارج سلسلة الجزر الأولى، وهي سلسلة الجزر الممتدة من اليابان إلى إندونيسيا والتي تحد الصين".
وقال الموقع "إن هذا الوجود المتقدم من شأنه أن يساهم في الردع المتكامل من خلال إجبار الجيش الصيني على التعامل مع معضلات عملياتية متعددة، على سبيل المثال، سوف يضطر إلى تعقب أهداف بعيدة متعددة في وقت واحد والدفاع ضد بطاريات إطلاق النار الموزعة عبر غرب المحيط الهادئ. وسوف تتطلب هذه البطاريات الاهتمام لأنها تتمتع بالمدى والقدرة القاتلة لضرب وتدمير أهداف عالية القيمة في جميع أنحاء المنطقة.
وأضاف أنه "يمكن للجيش الأمريكي والقوات المتحالفة معه تحقيق ميزة تغير مسار الحرب إذا تعلموا من تكتيك اليمنيين المتمثل في السيطرة على البحر من الشاطئ باستخدام طائرات بدون طيار غير مكلفة وأسلحة هجومية دقيقة بعيدة المدى، وإذا تمكنوا من مزج هذه التقنية مع التنقل الجوي".
ويرى مراقبون أن عمليات القوات المسلحة اليمنية البحرية المساندة للشعب الفلسطيني، واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري، فقد غيرت قواعد الاشتباك البحري، من خلال استخدامها لأول مرة في التاريخ الصواريخ الباليستية لضرب أهداف بحرية متحركة، كما استخدمت الطائرات المسيرة ضد قوات العدو وسفنه.
كما يُجزم المتابعون أنه بنفس القدر التي تُفكر وتسعى به الولايات المتحدة لاستخدام التكتيكات البحرية اليمنية ضد خصومها خصوصا الصين وروسيا، فبنفس القدر يتجه خصوم أمريكا لاستخدام تكتيكات الجيش اليمني ضد البحرية الأمريكية وحلفاؤها المنتشرة في البحار حول العالم، ما يؤكد أن اليمن غير القواعد العسكرية للاشتباك البحري إلى الأبد، وأدخل العالم في عصر جديد من الهيمنة والسيطرة على البحار ستغيب عنه حاملات الطائرات والبوارج والغواصات الأمريكية.