بوابة الفجر:
2024-07-01@20:18:27 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: رأيت من ثقب الباب !!

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT



هذه العادة السيئة !! وهى التلصص على أحد من خلف الأبواب الموصدة – ومن خلال ثقب الباب !! وهو الثقب الذي كان موجود في النظم القديمة لأقفال وكوالين الأبواب – موضع المفتاح القديم الكبير – حيث يمكن النظر من خلاله إلى من هم داخل الحجرة – وهذا نراه في الأفلام القديمة أو الأفلام الحديثة (التي تروي شيئًا دار فى الزمن الماضي)– وأقرب هذه الأفلام هو فيلم (السادات) – حينما صور مخرج الفيلم السيدة جيهان السادات(والتى قامت بدورها في الفيلم/ السيدة مني ذكى ) – تستخدم ثقب مفتاح باب الصالون – لكي ترصد ما سيتم مع السيد / أنور السادات (زوج المستقبل ) حينما تقدم لطلب يديها من والدتها الإنجليزية – ووالدها – ومن ثقب الباب – تسترق السمع والنظر وكما قلت في بداية مقالي هي عادة سيئة للغاية – حيث تعتبر إغتصاب لحرية أخرين – أغلق عليهم الباب – لتناول موضوع ما أو لإجراء حديث ما – أو حتى إنفراد شخص بنفسه خلف باب موصد – للتصرف بحرية وبإحساس الانفراد بالذات خلف حوائط وباب موصد – وإذا "بالمسترق" أو "المتلصص" – يقتحم هذه الانفرادية – دون علم -دون إذن بذلك !! وهذا ينطبق في الحياة العامة على كل ما يحدث ونقرأه في الجرائد والمجلات الخاصة بنشر فضائح الناس – ورصد تحركاتهم – وتصرفاتهم والتي يمارسونها – وهم مطمأنين إلى أنهم  غير مرأيين أو مرصودين بكاميرات خفية – ولعل برنامج "الكاميرا الخفية" – وما نراه على شاشات التليفزيون وخاصة في شهر رمضان – بتمسك مقدم البرنامج ومخرجه – على أن يسجل موافقة المرصود من الكاميرا الخفية على موافقته للنشر أو للبث الحي على الناس – حتي لا يلجأ للقانون الذى يحمى الحرية الشخصية – إذن – فالقانون العام لا يسمح "بالتلصص" على الغير – دون إذن مسبق – ولعلنا في أكثر الجرائد والمجلات السيارة – نجد من التعدى على الناس في مناسبات أفراح أو لقاءات عامة وإذ بالمصورين المحترفين يتصيدوا المواقف والحركات – وأصبح هناك سوق تجاري لبيع تلك اللقطات – ويختلف ثمن الصورة – حسب الموقف أو اللقطة وحسب مقدار صاحبها ودرجة وجاهته الاجتماعية – أو السياسية – أو حتى الفنية !! وكانت تلك اللقطات تنشر بحذر أو بخجل – الصورة والتعليق – وكان المعتقد أنهم يستأذنون من صاحب اللقطة فى موافقته على النشر.

.. أما اليوم "فالبجاحه" أصبحت شييء طبيعي جدًا فى المجتمع – وأصبحت اللقطات التى تنشر سواء من السواحل وخاصة العجمي وبعض البلاجات الخاصة في قرية ( مارينا ) الحكومية شييء مخجل "وبطون" عارية (وليتها جميله ) ومتناسقة مع الجسم – ومكياج كامل "وبكيني" غير مناسب لجسم صاحبته وبجانبها زوجها أو صاحبها – يضحك فاتحًا أزرة القميص أو دون ليظهر  ( الكرش ) وخيبة على الوجوه – (واللى إختشوا ماتوا )ونسينا إذا (بلينا يجب أن نستتر )تطبيقًا للقول إذا (بليتم فإستتروا )العكس تمامًا لهذه المقولة وعلى (عينك يا تاجر) -ومفيش خشى -ولا أدب -ولا حرج -وأصبحت لهذه القطات مجلات خاصة قائمه على نشر هذه اللقطات الفاضحة للمجتمع وأخر ما قرأت من تعليقات على أحد الحفلات المصورة في هذه المجلات هذه (حفل طلاق فلان وفلانة )- حفل طلاق أى والله أصبح هناك مناسبه اسمها حفل للطلاق -شييء في مصر أصبح غير معقول – وهنا جاء عنوان مقالي (رأيت من ثقب الباب )أصبح العيب في بلادنا هو أسلوب حياة – طبيعي – أصبح العيب في المجتمع ليس نادر كما كان – وإذا جاء ( العيب من أهل العيب يبقى مش عيب)مثل شعبي مصري !!
         أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

حكاية باب..

عبد المجيد التركي

 

كما أنا.. لم يتغير شيء..

أطرقُ البابَ الخطأ باستمرار

وأمنــِّي نفسي بيدٍ سأصافحها خلفَ الباب،

للأبواب حكاية طويلة لا يعرفها النجَّارون،

حكاية تتجاوز سعر الخشب وجودته..

الأبواب مومياوات ترتدي الخشب

وربما أنها بشرٌ انتهت فترة صلاحيتهم فتمَّ تحنيطهم.

***

تغلق الباب بهدوء كي لا يسمعك أحد

فيصدر أصواتاً يخيفك بها كأنه يطقطقُ أصابعه،

لا لشيءٍ إلاَّ ليجرِّب لؤمه عليك.

***

لباب حكاية طويلة لعُري الشجرة

وعقمٌ مدهونٌ بطلاءٍ لا يستجيب للرياحِ اللَّواقح

التي تــــُزاوجُ بين الأشجار دون أدنى شهوة.

***

الباب انتظارٌ دائمٌ

وانفراجه مؤقتة لضيق طويل..

كلُّ خضرته مخزونة في ذاكرة المنشار الذي يقطع المشهد من نصفه

ولا يبالي بالنهايات

لأنها غير سعيدة في نظره..

***

المنشار صديق الشجرة

يحميها من مقصِّ البستاني

ومياه الشتاء التي تملأ عروقها بالصقيع

ويمنحها شكلاً آخر لكسر رتابة الفصول

التي تتلاعب بأوراقها المتساقطة..

***

يتذكَّر الباب أنه كان بذرة ملقاة على التراب،

ويتذكَّر أنه بقي لساعات في حوصلة عصفور

أصابه قيءٌ مفاجئ..

***

أصبح في مأمنٍ من الشيخوخة

ورماد المدفأة

وثرثرة الطيور التي كانت تستريح على أغصانه في حياة سابقة..

يتذكَّر الباب أن جذوره ما زالت مدفونة في التراب

وأن نصف ذاكرته تكفي ليتأكد أنه يقوم بدورين في مسلسل واحد.

 

مقالات مشابهة

  • نائب يفجر مفاجأة عن مداخلات شركات التسويق العقاري
  • د.حماد عبدالله يكتب: "الفاقد " فى مصر كبير !!!
  • حماد يطلب تكليف شركة أجنبية لإصلاح العطل الكهربائي في بنغازي
  • د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!
  • رئيس جهاز مدينة السادات: تنفيذ 38 قرار غلق وتشميع لبدرومات مخالفة
  • حكاية باب..
  • أبرز اللقطات من حفل محمد حماقي باستاد الدفاع الجوي
  • معالي عبدالسلام المرشدي يكتب عبر “أثير”: كان سيدًا بأخلاقه قبل نسبه
  • الجيش الإسرائيلي ينشر المزيد من اللقطات لقوات لواء ناحال في منطقة رفح
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: نوم العقل يوقظ الوحوش